الصمت الباكي

By ara90909

548K 19.9K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الأربعون "40"

4.1K 155 61
By ara90909

بسم الله الرحمن الرحيم
استغفروا الله
لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية "الصمت الباكي"
"الفصل الأربعون"
"صدمة لم تكن بالحُسبان"

= تصاعدت الأبخرة الضبابية واحتلت الأرجاء وذلك جراء سقوط الأمطار التي تكاثرت في هذا الأثناء.
ظل جالسًا بداخل السيارة يُشاهد إختطافها من قِبل هؤلاء المجرمون فهو لم يستطع الأنتظار وعدم الإتيان خلفها.
ففور خروجها من القصر خرج خلفها أيضًا وظل ينتظر أمام الجامعة داخل سيارته حتى خرجت وبقى يُملي عيناه من رؤياها ليُشاهد إختطافها بأعصاب تكاد تتفلت، وقلب يكاد أن يُقتلع من أرضه لكن هذا فرض القدر.

هبط من السيارة وقطع الطريق ذاهبًا حيث كانت واقفة وقد لفت أنظاره ما سقط منها.
إنحنى وجذب هذا الشيء بعدما تلوث بما خلفه الشتاء، نظفه بيده لينجلي أمامه حروف أسمه بالخط العريض
قبض عليه بشدة قاتلة أبرزت عروق يده واشتدت مفاصله بعدما احتضن الجمر عيناه، وركض نحو السيارة غير مبالي بإبتلال ملابسه.

----------------------------------

_ مؤمن؛ أول مره تيجي هنا، محدش قالي من برا.
نطق "ليث" بتعجب.

_ انحنى "مؤمن" راكزًا بيده على سطح المكتب، وقال بنبرة حادة لا تقبل النقاش: حمايتها مهمتك يا ليث، لو شعره واحدة منها إتمست بضرر هتضطر تواجهني أنا، عينك متترفعش من جهاز المراقبة وتبلغني بالأخبار أول بأول.

_ طالعه "ليث" بتعجب من إهتمامه المُفاجيء بها وراودته الشكوك بوجود علاقة ما تجمعهم، أفصح عن مكنون ذاته: غريبة، مهتم بيها ليه كدا، هو في حاجة بينكم؟!

_ نالته نظرة حادة تنبعث منها الجمر، نظرة واحدة كانت كفيلة بجعله يبتلع لسانه، ويُردد مُبتعدًا عن هذا الحديث: تمام يا باشا، دي مهمتي وبإذن الله هتم على أكمل وجه.

استدار "مؤمن" بخطى هادئة منافية تمامًا عن تلك التي اقتحم بها المكان وذهب قاصدًا عمله بإمبراطوريته الخاصة.

= جلس خلف مكتبه وأمامه تلك اللوحات البيضاء والكثير من الأقلام المُختلفة المُستخدمة في رسم تصميم جديد مُلزم به، لكن عقله الذي تفتت من القلق والخوف لم يُسعفه لِفعل شيء سوى الإبحار إليها.
وثب واقفًا وظل يزرع الغرفة ذهابًا وإيابًا وهذا السجال العنيف الذي يُقام بضراوة في وديان روحه لم يرحمه..

زفر بضيق ومسح على خصلاته يجذبهم بعنف للخلف في لازمة حركية إعتادها عند القلق.
ذهب للمكتب مرة أخرى وجلس بغضب وهو يجذب تلك الأوراق بعنف لكن جذب إنتباه ظرف باللون الأصفر الباهت وضع أسفل أوراقه بعناية.
جذبه وهو يُقلبه بين أنامله بتعجب ويتأمله من كافة جوانبه لعل شيء كُتب عليه من الخارج لكن دون جدوى فالظرف خالي لم يُنقش خارجه ولو حرفًا  واحدًا، بيد أن داخله مُعبق بالمفاجأت.

فتحه على الفور، ليجد ورقة سميكة بيضاء اللون، التقطها ليقرأ فحواها فقد كانت رسالة غير مؤرخة وبلا عنوان وكُتب بها الآتي، والذي جعل مؤمن على حافة الجنون ونالت منه الدهشة والصدمة ما نالت.

«دون تحية وسلام، أُريد إبلاغك أن نهايتك قاب قوسين أو أدنى، وقذاراتك أنا من سيقوم بالكشف عنها ليُمحى ذكراك وحروف اسمك من الوجود، وسيتم الكشف عن الوجه الأخر للصياد..
أقسم لك يا ابن الصياد أني سأنتقم لأجل كل دمعة تسببت أنت بهطولها من عينيها مؤخرًا، ولتستعد لدمارك الأبدي.»

والتوقيع الذي في ذيل الورقة والذي تسبب بصدمة عميقة قذفته للجات الظلام كان ..... «النمر»

ارتسمت الحيرة والصدمة على صفحة وجهه، وظل يُعيد قراءة الرسالة مرارًا وتكرارًا ليستشف ولو شيئًا واحدًا مما كُتب لكن للأسف الكلمات أشبه بكومة من الرموز المُشفرة.
تزاحمت التساؤلات داخل عقله وأولها ..
"من هو النمر، وما الذي يعرفه عنه، ومن تلك التي يتحدث عنها؟!"

أراح ظهره للخلف واستقر ساعديه على ذراع المقعد وظل يُفكر مليًا بالكثير من الأشياء الغير مُترابطة لكن فجأة وثب من المقعد وذهب حيث ركن بغرفة المكتب خاص بالكثير من أجهزة الحاسوب المحمولة والمُتصلة بكاميرات مراقبة خفية ومُستتره بكل شبر بالغرفة وبعض الأماكن الهامة.
ظل يُشاهد ما حدث أثناء غيابه، ويبحث عن الذي وضع تلك الرسالة على مكتبه، لكن دون فائدة فلم يلحظ شيء يثير الريبة ولا دخول أحد الغرفة.
إذًا كيف وصلت الرسالة إلى سطح المكتب؟!

ظل الكثير من الوقت على هذا الحال يُشاهد مقاطع الكاميرات المُسجلة تارة ويُعيد قراءة الرسالة تارةً أخرى وبالنهاية يذهب عقله إليها قلقًا ويُقلب بين أصابعه تلك القطعة الخشبية التي سقطت منها.

____________________________________________

"الحقُ أحق أن يُتبع"، همست «ليلى» بإصرار وهي تنسحب بهدوء وتعود لغرفتها مُغلقة الباب بإحكام.
جلست بصمت وانجلت على ملامحها مشاعر غير مفهومة بينما أعينها فشاخصة في الفضاء..
عليها التفكير بروية في الخطوة القادمة، وتخطيط ما ستفعله بحذر شديد، خيوط اللعبة بيدها وتشابكت الأمور الآن وأصبحت واضحة..

انتشلها من صومعة شرودها طرق الباب ولم تحتاج إلى الكثير من النباهة لتعلم من الطارق..
فكت وثاق الباب لترى أمامها وجه "فراولة" المُبتسم بوِدْ، بادلتها الإبتسامة على مضض.
لتُفصح "فراولة" عن رغبتها بقولها: يلا تعالي يا ليلو أعرفك على أختي وبنتها دُنيا.

_ما رغبت به أتى سريعًا دون جُهد منها، امتثلت لرغبتها ووافقتها الرأي، قائلة: طبعًا طبعًا يا ماما فراولة ليا الشرف طبعًا.

امسكتها "فراولة" من يدها بحنان وسارت معها للخارج حتى وطئت قدميها دائرتهم الخاصة، عملت عيناها على تأملها برعاية شديدة فدائمًا ما كانت تراها من على بُعد أمتار في الخفاء والآن هي ماثلة أمامها على بُعد إنشات فقط.
تلك الخبيثة الحقيرة تعلم قذارتها جيدًا، ترقبت تلك الأمنية وعملت على تحقيقها والآن يدعمها القدر ويسير مُمسكًا يدها ويُخرج تلك الحقيرة من جُحرها ويُلقيها أمامها.
ويالسخرية القدر، فمن تكون؟! ابنة خالة زوجها المصون!!

_ تلقت نظرات الإستنكار من قِبل خالة ليث وابنتها بصدر رحب ورسمت إبتسامة بلهاء على محياها.
بينما "ليث" فظل يتأمل طلتها بقلبٍ عاشق يُريد الخلاص من عشقها الذي تغلل داخله يُطغي على ما يُريد فعله لها، قلبه يُحدثه بأن يبقى المستور مستور وعقله يأبى ويغلي كالمرجل، فكيف أن يُمرر ما سمعه وأثبته تسللها خفية بالأمس..

أليسَ الليلُ يجمعني وليلى ... كفاكَ بذاكَ فيه لنا تداني
ترى وضح النهار كما أراهُ   ... ويعلوها النهار كما علاني

_ دي ليلى يا أم دُنيا، تبقى ....

قاطعها "ليث" بنظرة تحذيرية وأكمل عوضًا عنها: تبقى شاهدة في قضية مهمة جدًا يا خالتي، ومتوقف عليها حاجات كتير فلازم أوفر لها الحماية الكافية وأخفيها، وأكتر مكان أمان هو هنا .. البيت ..

_ تراجعت نظرات خالة ليث من السخط للرضى ورحبت بليلي قائلة: أهلًا وسهلًا بكِ يا بنتي، نشيلك فوق راسنا طبعًا .. ربنا يصلح حالك يا ليث يا ابني ..

_ حاولت "ليلى" كبح سخريتها وأجابتها بوِدْ: أهلًا بيكِ يا طنط، تسلميلي يارب..

_ أشارت "فراولة" حيث "دُنيا" قائلة: ودي بقى جميلتنا دُنيا بنت أختي ..

_رمقتها "دُنيا" بدقة قابلتها "ليلى" بإبتسامة بلهاء ورحبت بها: أهلًا بيكِ آنسه دُنيا أتشرف بمعرفتك.

_ أومأت "دُنيا" لها وهي ترفع رأسها بتكير وغرور وتكاد تلتصق بـ "ليث" الذي يُجاهد بالإبتعاد عن تلك اللعوب: أهلًا بيكِ.

أجابت "دّنيا" بإقتضاب وحدثها يُخبرها أن تلك الفتاة ليست كما تبدو، لماذا تراها حرباء متلونة؟!
فتلك النظرة القوية المُنبثقة من عينيها لا تولد عن فتاة عادية أبدًا..
لكنها بالرغم من هذا نحت تلك الأفكار جانبًا لحين التفرغ لها، فما يشغلها الآن هو "ليث"، تعلم أنها خطوة مجنونة مليئة بالمخاطر لكن قد قبلت بها وستبدأ بمخططها لجعله مؤهل لها..  

_ مزقت "فراولة" حبل الصمت بقولها: يلا بينا يا جماعة الغدا جاهز.

إنسحب الجميع نحو مائدة الطعام وكُلا يُفكر بدائرته الخاصة، دائرة مُغلقة الجميع يسعى خلف الأخر..
نظرت "ليلى" لـ "دُنيا" تتوعدها بالكثير..
بينما "دُنيا" تنتوي لـ "ليث" بالأكثر..
وننتظر نحن أيًا منهم سيسقط في الشباك...

ــــــــــــــ༺الصمت الباكي༻ ــــــــــــــــ
ــــــــــــــ༺بقلم/ سارة نيل༻ـــــــــــــــ

_ رفعت رأسها من بين قدميها ومحت دموع الخزي التي اندلعت من عينيها، أسهمت نظراتها ولاحت تلك الذكرى اللحوحة على عقلها، وكيف تنساها وهي من كانت سببًا بإنقاذها وإحياءها من جديد! "الذكرى الأولى لرؤياه"

= دمس الليل، وعَقَدَ مع الظلام عِقد سرمدي..
فتاة يائسة، بائسة تركض بأقصى ما لديها بملابس مُمَزقة لا تَصلُح للإرتاء، وجسدها يملؤه الغبار الذي غشت عليه الدماء والتي طغت على وجهها المكدوم المليء بالكدمات الزرقاء..
ضعطت على ذاتها وحثتها على الركض أكثر لتُنقذ ذاتها من هُنا وإلا تودع نفسها للأبد، فلو طالتها تلك الذئاب سيكون الموت تعبير ضئيل لما سيحدث، لا داعي للتفكير فيما حدث ولتُفكر فيما سيحدث..
هروبها من هذا المنزل المُوحش الذي يقع وسط منطقة مهجورة مليئة بالأشجار والعطوب الكثيرة..
استطاعت أن تبتعد عن ما يُلاحقوها وتُفقدهم أثرها..

ظلت تعرج وهي تسحب أقدامها بصعوبة بالغة حتى خرجت للطريق العام، بالكاد تستقيم وفقدان الوعي يطرق رأسها بعنف لكن يجب أن تُناضل من أجل البقاء.
وقفت بمنتصف الطريق الشحيح جدًا من الرواد والسيارات لكن قد أراد الله نجاتها وكُتبت لها حياة جديدة نظيفة وبعيدة عن ذاك البئر التي كانت تقف على حافته وأوشكت السقوط به.

ضغط "مؤمن" على المكابح بقوة لتقف السيارة بعنف ويترجل منها لتسعى نحوه بأمل تتمسك به..

_ إلحقني ... إلحقني بالله عليك، هما ورايا هيقتلوني .. لا لا مش هيقتلوني هما عايزين حاجات خطيرة .. هما دمروني

قالت ببكاء وتشنج من بين شهقاتها ..

نظر لها بتعجب وهو يتأمل حالتها المرزية، ملابسها المُمزقت والمليئة بالدماء، هيئتها تنم عن شيء واحد استطاع معرفته على الفور ... "الإغتصاب"

بينما هي فلفظت جُملتها وأغمضت عينيها هاربة من واقعها الأليم وعالمها الذي سرق منها كل شيء، وسقطت بين يدي "مؤمن" مغشي عليها ... لكن ما صدمه حقًا عندما شعر بشيء لزج لامس جسده ..
نظر لأسفل ليجد دماء غزيرة تنساب من بين أقدامها وكان هذا بمثابة إنذار له ليُسرع بإنقاذها لتتشبث هي به بكامل قواها..

ومن هُنا أصبح لها حارسها وحاميها ومُنقذها، فكيف بما فعله آنذاك وبعد ذلك ألا تعشقه بكيانها وبكامل قلبها ...

___________________________________________

تحركت أهدابها زائلة أستارها عن مقلتيها، أعتدلت ببطأ وهي تشعر بألم حاد يطرق رأسها بعنف، تطلعت حولها تتفحص المكان بخشية لتجد أنها أعلى فراش بداخل غرفة متوسطة وجيدة نوعًا ما ..

هبطت من الفراش وهي تتأكد من تواجد القلادة حول جِيدها وبالفعل وجدتها..
عاودت الجلوس مرة أخرى وهي تُدلك رأسها بألم ولا تعلم كم من الوقت مر، أو متى أصبح الوقت الآن؟!

تواثبت دقات قلبها عندما إخترق أذنها صوت أزيز الباب وولوج أكثر من قدم داخل الغرفة، تنائى لها رجُلٌ قبيح الهيئة ينطلي على وجهه أطنان من الشرور ويرتسم على فاهه إبتسامة خبيثة.

_ قذف من فمه الكريه كلماته الخبيثة: حمد لله على سلامتك يا ست الدكتورة، شرفتينا والله زارتنا البركة، متعرفيش أنا مستني طلتك البهية دي من إمتى.!

_ انبعث صوت أخر تألفه من خلق ذاك "الأعور": لكِ وحشه يا أسوة هانم، كنت متأكدة إن هقابلك تاني وإنك مش ساهلة ووراكي كتير وطلعت شكوكي كلها صحيحة..

_ ابتسمت "أسوة" بسخرية عندما خرجت أمامها وقالت بلامبالاة: بس أنا بقى مكونتش عايزة أقابلك يا بتول، وأهو أديكي شوفتي شوية من إللي ورايا ومحدش يضطرني أوريكم الباقي.

_ عَلَت ضحكات "الأعور" وملئت الغرفة واقترب منها بهدوء ظاهري ثم انحنى أمام وجهها قائلًا: لا عجبتني يا دكتورة بجد عجبتني، بس عايز أصحح معلومة في كلامك أنا إللي جايبك هنا وكلامي بس إللي بيتنفذ..
وبهدوء كدا تسجلي كلامي ده في مخك ويتنفذ بالحرف الواحد ..

جلس على أحد المقاعد بوجه مكفهر، بينما "أسوة" فرمقته بنظرات ناقمة والشرر يتطاير منها ..
_ هقولك المطلوب، وأصلًا ملكيش حرية الرفض والقبول لأنك مُجبرة..

تماسكت "أسوة" من ألا تذهب إليه وتُمزق وجهه البغيض ليُكمل قائلًا: زي الشاطرة وزي ما عملتيها مع "الصياد" هتعمليها معانا في وقت قياسي جدًا..
هتصنعي الأفيون والمُضاد بتاعة ومعاكِ ليوم عشرين في الشهر لأن العملية يوم واحد وعشرين.. حبيت أقولك اليوم بالتحديد لأن مش هسمح بتأخير يوم واحد ..

نظر لها ليرى وقع كلماته عليها فوجدها جامدة كالجليد فأكمل مُلتقطًا أنفاسه: "أسوة الخطيب" أنا هحاسبك على كل حاجة عملتيها ومضطرنيش افتح عليكِ أبواب جهنم..
إحنا عشنا سنتين من الرعب وكنا هنتجنن علشان نعرف المخدرات دي أيه إللي بيحولها مرة واحدة كدا وبسببك إنتِ قامت حرب بينا وإحنا مفكرين إن بنخدع بعض وبينا خاين وفكرنا إن بيتنصب علينا كل صفقة مع العلم أن بنتأكد وبناخد حذرنا ..
إللي عملتيه مع أبوكِ المصون والمعلمة بتول مش هكرره أنا وصدقيني الكل نفسه بس إن يطولك ..
والباشا الكبير هيتجنن ويتعرف عليكِ خواجة بقى .. بس متقلقيش إحنا ولاد بلد وأنا مش هرميكي للنار..

قذف كلماته القبيحه وتركها تصارع بعالم لا تعلم به أحد سواه هو "صيادها المؤمن" .
أخذت هذا العهد على ذاتها بتتبع موزعيّ المخدرات وتدميرهم بهذا المسحوق الساحر دون أن يدري أحد ودون أن تُقحم ذاتها بعالم الذئاب هذا ... لكن الآن أصبحت خيوط اللعبة تُرى وسرها الصغير انكشف للجميع، لكن السر  الأصغر لن يعلم به أحد سواها، وهو كيف يُصنع المُضاد، لن يستطيع أحد صنعه سواها حتى "الصياد" عندما أمر "مصطفى" بصنعه لم يستطع الوصول للنتيجة المرغوبة ولم يشعر باليد الخفية التي أصلحت كل شيء ..

هي لا أحد يستطيع تحديها، هي القوة والعقل المُدبر، هي الذكاء الفذ وعاصفتها تستطيع إبادة كل شيء وخاصةً الشرور ..
الآن السيف قد سبق العذل ويُتحتم عليها فعل ما يُلقى على مسامعها لكن بالطريقة التي تريدها هي..!!

_ نظرت إليه بجمود وقوة وصلت إليه وأشعرته أن تلك الفتاة ليست كما تبدو وأنها تُبطن الكثير والكثير، لانت نبرته وقال بتفاخر: هنوفر لك كل إللي تحتاجيه وهيكون لكِ حماية لازمه ومفيش أي ضرر هيمسك ...
الكلام ده لو بقيتي هادية وعقلتي وشغلتي دماغك لأن عداوتنا مش في صالحك خالص، مش هقولك خدي وقتك في التفكير  لأن معندناش وقت ..

استقامت "أسوة" واستدارت لتقف أمام تلك النافذة المُحاطه بقطبان حديدية فُلاذية ..
أدارت رأسها إليه، ونمت إبتسامة جانبية على ثغرها المُكتنز وقالت بغموض قاتل لهذا الجالس: وأنا موافقة ...

__________________________________________

كفكفت دمعها وتماسكت قبل أن تخرج إليها، وبخطى متماسكة لاقتها بعدما اتخذت قرارها وحسمت بداخلها أن هذه هي الفرصة المناسبة، فتلك الفترة "صالح" مُنشغل بأعماله ويقضي معظم الأيام خارج المنزل ..

_ وقفت أمامها مُنكست الرأس، سكتت بُرهة لتردف بعدها بنبرة مرتعشة وقد التمعت عيناها بالحزن: أنا موافقة همشي من هنا بس تعرفيني مكان ماما وندى .. ووعد شرف مني مش هتشوفي وشي تاني ..   
    
أزدرد ريقها وهي تستجمع شتاتها وقالت بحزم وكبرياء هذه المرة: بس فلوسك مش عايزه منها ولا جنيه ومش عايزه منك حاجة غير أعرف مكان أمي واختي وبس ..

_ عرفت الإبتسامة طريقها لوجه "بسمة" وصفقت بتشجيع: ممتاز .. كنت عارفة إنك هتسمعي الكلام .. جهزي نفسك الليلة، "صالح" مش هنا وهتمشي بسهولة...
هتعملي إللي إتفقنا عليه وتكتبي الجواب .. وإنتِ طالعة من الباب هسلمك ورقة فيها العنوان ..

وأكملت وهي تُحرك منكبيها وتقلب شفتيها: وموضوع الفلوس إنتِ حره، إنتِ الخسرانة ووفرتي بردوه .. يلا وداعًا يا جميلة..

_ سارت "سارة" مُسرعة نحو غرفتها ثم ولجت بداخلها وهي تضع راحتها على فمها تكتم شهقاتها وأغلقت الباب بإحكام لتنهار خلفه وتسقط بعدما سمحت لشهقاتها بالخروج..
فـ فجأة أصبح الأمر كذلك وتعقدت الأمور، مقابل تلك الساعات التي عاشتها بسعادة بعدما اعتقدت أن نصيبها من السعادة يسعى إليها فاجئها الواقع بالمضاد تمامًا بل الأبشع .. فهل الأيام تنتقم لتلك الساعات التي تبوأتها ..
يوم خطبتها واعترافه لها بحبه وأنه سيفعل كل ما سيسعدها، ارتدت فستان كالأميرات وحذاء أيضًا كذلك للمرة الأولى، لتأتي بعد ذلك ألاعيب لم يستطع عقلها المتواضع فهمها ..  حسين وما فعله وذاك الإتهام الذي رماها به، وحديثه القاسي ... وإثارة هذا الحديث البذيء على مواقع التواصل الإجتماعي ..
لماذا كل هذا، لماذا يحدث معها هذا؟!
أم هي منحوسه كما كانت تنعتها والدتها!!
ها هي تعود لنقطة الصفر بل أسوأ، فالبداية كان قلبها خالي بينما الآن فقلبها مُحمل بالحب له، وستتركه لأن هذا الشيء الصحيح..

نظرت إلى فستان خطبتها المُعلق بالخزانة وظلت تتحسسه بأصابعها ودموعها تتسابق على وجنتيها ..
احتضنت ساعة يده بين راحتيها وهي تنتحب قائلة: آسفه مضطره أعمل كدا، إنتَ مش بتثق فيا والحياة بينا بقت شبه مستحيلة .... أنا حبيتك وبحبك وهحبك لأخر نفس في عمري .. ياريتك تصدق إن أنا مش كدا ومش زي البنات ياريت تعرف إللي جوايا..

رفعت يدها التي تحتوي على حلقة زواجها أمام وجهها وبصعوبة شديدة على قلبها سحبتها من أصبعها وهي تبكي بشدة، وضعتها على وحدة الأدراج بجانب الفراش ثم سحبت قلم وورقة بيضاء وبدأت تنسج كلمات كاذبة مضادة لما بداخلها وقلبها يتمزق ويحترق كمدًا، اختلج قلبها شعور حارق لا تقوى على تحمله، يؤلم يؤلم بحق يا الله ..
تنهدت بعمق مقاومة نوبات البكاء الحادة التي تنتابها الآن ..

انتهت من كتابة تلك الكلمات الفاصلة والتي ستُمزق الشعرة الرفيعة التي بينهم ثم وضعتها أسفل حلقتها الذهبية ..
تركت كل شيء أعطاها إياه من خاتم زواج، وذهب ومجوهرات وملابس، وحملت حقيبة بها ملابسها القديم التي أتت بها وأوراقها الشخصية لكنها أخذت ساعة يده التي تحمل رائحته ..
واستعدت للرحيل عند حلول الظلام ...
وهي تعلم أنه سيُصدق كل كلمة كتبتها نتيجة سوء ظنه الدائم بها..

___________________________________________

بأحد الحدائق العامة الهادئة والتي تقبع بالقرب من شركته الخاصة، جلس على مِقعد خشبي بأحد الجوانب النائية محاولًا تصفية ذهنه ليستطيع التفكير بشكل صحيح  
سافر بعقله في الكثير من الأشياء .. تلك الرسالة المُلغمة بالأسرار والشفرات .. "من هو النمر؟!" سؤال يفتك بعقله دون رحمة ..
ومن جهة أخرى هي، إثمه الحميم، لم يطرق الخوف قلبه منذ زمن بعيد، لكن لماذا يشعر بصرخات الخوف تطرقه بعنف .. فهو كمن وضِع على مُقدمة جيش وأمامه من الجهة الأخرى جيش عرمرم وعليه مجابهته بمفرده ..

مسح على وجهه بإرهاق ولم يلحظ تلك الفتاة التي أخذت تقترب منه وحدقتيها مملوئة بالكثير من الراحة بعد رحلتها الشاقه للعصور عليه ولم تتوقع أن تجده هكذا بمفرده على أحد المقاعد الخشبية وسط حديقة عامة دون رجال أمن ولو واحدًا ... التمعت عيناها كمن حصل على مُبتغاه المنشود وهو كذلك ..

_ وقفت أمامه بحجابها الكريمي الجميل وملابسها الفضفاضة المُحتشمة، قالت بتنهيدة عميقة: أخيرًا لقيتك!

_ رفع "مؤمن" رأسه بعدما اخترقت أسماعه تلك الكلمات الأنثوية من أحد يعرفه على أغلب الظن، نظر بتعجب إلى تلك الفتاة التي يراها للمرة الأولى بحياته..
تسائل بتعجب مُعتقدًا أنها تُريد شخصًا أخر: تقصديني؟!!

_ حركت رأسها بإيجاب قائلة: أيوا طبعًا .. مؤمن الصياد أكيد مش هدور عليك دا كله وأوصلك ألا لما أكون بعْرِفك.

قلب عيناه بسخط، فهو أكثر من يسأم من محادثة الفتيات، مِنْ مَنْ تعرفه تلك الفتاة، وكيف؟ وماذا تريد منه؟!

_ تسائل بملل وهو يتطلع بالأرجاء دون النظر إليها: خير؟! إنتِ مين، وعايزة أيه؟

_ همست "آلاء" بنزق: أما وقح صحيح، مُتعجرف، كيف هيك يمتلك هاد البرود كله..
ابتسمت "آلاء" إبتسامة واسعة بوجهه قائلة: إسمي آلاء.

_قابل "مؤمن" الإبتسامة الرقيقة بأخرى ساخرة: ليا الشرف والله، أنا عرفتك يعني..

_ حركت رأسها بقلة حيلة، وقالت بنفاذ صبر: أنتَ مش عارفني بس أنا عرفاك كويس .. بس أكيد بعد إللي هقولهولك هاد هتعرفني كويس ومش هتنساني ... أنا بدي أقولك بعض الأشياء وأنتَ بدك تسمعني ..

_ زوى "مؤمن" بين حاجبيه من طريقة لهجتها الغريبة، همهم بهدوء فلم ينقصه سوى هذه: شكلك مش مصرية ولا أنتِ جايه تعملي التمثلية دي عليا ولا أيه .. وبعدين إنتِ عايزة أيه يا آنسه ..

_ رددت بغضب من وقاحته وعدم وِديته في الحديث: إلتزم حدودك يا هذا .. أنا لست مصرية أنا سورية وجيت هنا لأن أنا سمعت كل إللي قولته للطبيب على تزوير تحليل DNA الخاص بتلك الفتاة البائسة "أسوة" ووالدها عاصم ..
عايزة بس أسألك ليش عملت هيك .. كانت هترتاح وتعرف والدها ... ليش ما بدك تعرفها بيه قولي سبب ..

أخذت أنفاسها وإلتقطت خيط الكلام مرة أخرى قائلة بتحذير: صدقني رح تندم كتير وإذا عرفت "أسوة" رح تدمر أكتر ... أنا كنت بمر بالمشفى بمحض الصدفة وسمعت كلامك ويا الطبيب ومن هالحين وأنا بدور عليك بعد ما دريت بمحل عملك ..

_ زفر "مؤمن" بملل ودون وكأنها كانت تُلقى عليه أخبار الطقس للتو، إستقام قائلًا بنبرة باردة استوطنها الجليد وهو يرحل: تمام يا شاطرة احتفظي بالكلام دا بقى وتابعي للنهاية وهتعرفي السبب ... سلااام ..

واستقل سيارته ورحل تاركًا تلك الجميلة خلفه تغلي غضبًا من بروده ...
_ أغمضت عينيها تسدعي هدوءها بعدما بعثره هذا البارد، وهمست "آلاء": غليـــــــــظ !!!

"ملحوظة"

الآنسة "آلاء" فتاة جميلة من قُراء الصمت الباكي الأعزاء، الرواية تحتل مكانة بقلبها وهي تحتل مكانة بقلبي، بإحدى حلقات اسكريبت "جنان رسمي" كانت تتابعه "آلاء" وكان هناك جائزة لمن يُخمن أين ذهبت "مريم".. وقد أجابت "آلاء" الإجابة الصحيحة... فأردت أن أجعل الجائزة مُختلفة فأقترحت عليهم أن يختاروا بطل من الأبطال يُقام مشهد بينهم في موضوع يقومون هم بإختياره..
واختارت "آلاء" .. "مؤمن" وبالتحديد سؤاله عن لماذا منع معرفة "أسوة" بوالدها "عاصم" ومعاتبته على هذا ..
وقد كان بوعد مُسبقًا مني وانتظرت حتى تأتي اللحظة المناسبة وأدخلت المشهد ضمن أحداث الرواية ..
وبهذا قد وفيت بوعدي، وانتظروا إجابة السؤال بالفصول القادمة ..

༺اسكريبت "جنان رسمي" موجود على الصفحة الخاصة بيا هنا على واتباد ادخلوا هتلاقوه༻

__________________________________________

حل الظلام ونشر أثوابه على الأرجاء لتشتد برودة الجو نتيجة لإنتصاف شهور الشتاء..
هبط من سيارته بعد ولوجه للقصر وعقله لم يتوقف عن التفكير بها لمرته الأولى..
هي الآن ليست هنا، توجد هُناك بين وحوش يجب إبادتهم وهو من أرسلها بيده، نعم يثق بعقلها ونظرتها للأمور ويعلم أنها ليست ضعيفة، هي تمتلك القوة والشجاعه لمواجهتهم ومحاربتهم لكن هذه المرة ليست وحدها .. هو معها ولن يتركها..
"يبدو أن العشق قد تمكن من أحدهم"

ظل يصول ويجول بالحديقة متجاهلًا النظر نحو المُلحق الذي سيكون مُظلم بكل تأكيد، هي ليست هُنا لتظل الأنوار مشتعلة حتى مُنتصف الليل لجلوسها جانب النافذة تقرأ كتاب أو تعمل أو تحصد معلومات وتُذاكر تجارب مختلفة.
رغمًا عنه صَعَّد النظر وصوبه تجاه المُلحق ليندهش عندما وجد الأنوار مشتعلة وهناك جلبة صادرة من داخله ..

سار نحوه مشدوه الإنتباه حتى وصل عندها وجد الباب مفتوحًا ليجد "يزيد" الذي يجلس باكيًا بجانبة "سلوى" التي تحاول تهدئته من جهه، والجانب الأخر تجلس "عزة" حاملة طعامه بيدها ..

_ حمحم بخشونة وتسائل: في أيه..؟!

رفع "يزيد" رأسه عندما سمع صوته وركض نحوه مُحتضنًا إياه من خصره..
نظر "مؤمن" نحو "سلوى" بإستفهام، لتُبرر قائلة: زعلان علشان أسوة وكمان مش لاقي دفتر الرسم بتاعه .. دورت كتير في المكان مش لقياه..

_ أماء "مؤمن" رأسه بإيجاب وسمح لهم بالإنصراف لينحنى نحو "يزيد" المُتشبث به وجلس أمامه على أعقابه مُزيلاً دموعه بحنان وهو يقول بلوم: في أبطال بتعيط كدا!؟ وكمان ينفع متاكلش لغاية دلوقتي ..

_  احتضنه "يزيد" مُحيطًا عُنقه ليُحاوطه "مؤمن" ويحمله ليقول الطفل ببراءة: أنا زعلان علشان ماما مش هنا ومش هنام في حضنها وكمان عايز دفتر الرسم علشان أرسم فيه.

_ قال "مؤمن" برفق ممازحًا وهو يحمله: بسيطة يا بطل ندور على دفتر الرسم بس عايز أقولك الرجالة مش بتعيط كدا وتاني حاجة هناكل سوا لأن أنا كمان جعان جدًا .

_ إجابة "يزيد" كانت قُبلة قوية على لحية "مؤمن" المُظللة وجهه، وقال بفرح: خلاص وعد يا عمو مؤمن مش هعيط تاني وهناكل سوا وتلاقيلي دفتر الرسم وكمان أنام معاك.

_ ابتسم له "مؤمن" وهو يضعه برفق على الفراش وأكد: تمام يا بطل ويلا علشان ندور على دفتر رسمك..

بدأ "مؤمن" البحث بالردهة ولم يجد سوى دفاتر رسم مُمتلئة، توجه تجاه الغرفة الذي ترك بها "يزيد" ولم تكن سوى غرفة النوم الوحيدة بالمُلحق، ظل يبحث بداخلها ليُثير الفوضى بالغرفة بفضل جهله ويزيد الذي أخذ يُثير الفوضى هو الأخر..

_ وبعدين بقى فين دفاتر الرسم دي..
قالها "مؤمن" بسأم وهو يدور في الغرفة وعندما استدار ليجلس على الأريكة لاحظ شيئًا مُثير للريبة بها..
اقترب منها ليتفحصها بدقة ليتفاجأ بوجود مخزن سري صغير بداخلها يراه للمرة الأولى..
سحب الباب الصغير بعدم إهتمام ليتنهد براحة عندما وجد بعضًا من دفاتر الرسم التي تبدو جديدة وهناك أشياء أخرى بعض الكُتب وغيرها..
سحب دفتر رسم من بين الأشياء مُسرعًا ليُعطيه ليزيد المُترقب .. لكن أثناء سحبه سقطت بعض الأوراق، انحنى ليلتقطها ويضعها محلها..
التقط الورقة الأخيرة المطوية بشكل ثُنائي، جذب إنتباهه أنها ورقة حكومية أو شيء من هذا القبيل وتبدو مهمة، فتحها بملامح وجه عادية سُرعان ما تبدلت تمامًا وحل على وجهه إعصار سيحرق الأخضر واليابس، اتقد السعير داخل مقلتاه وشعر أن الأرض تنهار من أسفله، وتربد وجهه بإحمرار ناري ينُم عن الصدمة التي اصتدمت به لتقذفه من أعالي السحاب إلى سابع الأراضين..
لم تكن الورقة سوى شهادة ميلاد "يزيد" ..
مرت عيناه على بيانات الأب ليقرأ الأسم الذي كان بمثابة سيوف اخترقت قلبه وأسقطه صريعًا على الفور ...
"آدم على أحمد العشري" ....

يُتبع ...
رواية "الصمت الباكي"
بقلم: سارة أسامة نيل ..
ملكة السرور..

توقعاتكم يا مانجات 🥭🙃♥️♥️




                                  
                                      

Continue Reading

You'll Also Like

6.9K 332 26
أغمضت عيناها بوجع وحزن شديد لا لن تستطيع أنت تفتحهما الآن وتنظر لآدم لن تستطيع أبدا ولكن استمعت له يقول بصدمه : مراتك!!.. أكمل بصوت عالي وحده .. مر...
127K 3.5K 30
قـد يُصبـح الحُـب ذئبـاً يلتهـم بأنيـابه الحـاده فرائسـه،ولا يستثنـي أحـداً مُطلقـاً،وهنـا يُصبـح كابـوسـاً ليس إلا...ولكنـها لن تتـوقف عن رسالتهـا ح...
1.1M 53K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
5.4M 127K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...