الصمت الباكي

By ara90909

549K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الثاني والثلاثون

3.5K 163 33
By ara90909

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

رواية الصمت الباكي "أسوة المؤمن"
الفصل الثاني والثلاثون "32"
"قلوبٌ لا تنسى"

= لم يتوانى لحظة في البحث عنها بقلبٍ مفطور لكن كان كمن يبحث عن جوهرته في لُجات البحر..
ذهب لجميع المشافي، ومراكز الشرطه، وعملها القديم، ومكان إقامتها أيضًا دون فائدة.

ضغط على المكابح بقوة فجأة لتتوقف السيارة مُحدثه صوت مُرتفع نتيجة إحتكاك الإطارات بالأرض الإسفلتيه.

_ كيف لم يذهب إلى هُناك، وكيف ذهب هذا عن عقله، استدار بالسيارة بسرعة وذهب قاصدًا الملجأ الذي نشأت به، إن لم تكن هناك فمن المؤكد أنها خُطفت.

هذا طوق نجاته الأخير، ويدعوا الله بداخله أن يجدها هُناك.
فإنها لو خُطفت ستفتح عليه أبواب الجحيم وبالأخص أنه لا يعلم السر الغامض الذي تُخبئه على الجميع، فهو مُتيقن أنها تُخبىء أمر عظيم لا أحد يعلمه..

= بعد عدة دقائق، هبط من سيارته راكضًا نحو هذا الملجأ وقلبه ينفر من بين ضلوعه.

ولج إلى الحديقة الأماميه أولًا، توقف بصدمة سُرعان ما تنهد براحه حينما وجدها جالسة وسط الأطفال تمزح وتمرح معهم بسعادة.

استند على إحدى الأشجار، وتنفس براحة محاولًا تنظيم أنفاسه التي سُلبت منذ أن علم بإختفائها
حلت الراحة والطُمأنينه على قلبه برؤيتها بخير لم يَمسسها ضرر.
لكن يجب مُعاقبتها على تلك الفعله ومُعاملتها بصرامه كي لا تتهاون مرة أخرى.

_ صرخ بنبرة حادة نوعًا ما: ليلى!!

_ أغمضت عينيها بشدة، تعلم أنه سيبحث عنها وسيجدها فلم تُصدم من وجوده..
نظرت للأطفال، وقالت بإبتسامة: يلا يا كتاكيت روحوا إلعبوا إنتوا في الألعاب وأنا شويه وهاجي العب معاكم.

انصرف الأطفال بطاعة وسعادة، لتستدير إليه رافعه رأسها بقوة وشموخ..
عقدت ذراعيها أمام صدرها، وقالت بنبرة قوية: أفندم!

توسعت أعينه بصدمه من برودها، اقترب منها على حين غره، وقبض على ذراعها بعنف، وردد بعصبيه: أيه البرود ده، بقالك يومين برا البيت ومحدش يعرف عنك حاجه وموبايلك مقفول، وبدور عليكِ في الشوارع زي المجنون.

_ نفضت يده بقوه، وقالت ببرود أكبر: وإنت بتدور عليا بدورك أيه، تبقى ليا أيه؟ .. دي حيالله جوازه على ورق معرفش أيه سببها ولا لزمتها.. ولو سمحت معتدش تلمسني تاني واتعامل معايا بحدود ..

_ نظر لها بصدمه، وإرتد خطوة للخلف وهو يتمعن بوجهها البارد، ولا يُنكر أن كلماتها الباردة أوجعت قلبه الأحمق.

_ تسرب إليه الغضب منها ومن قلبه الذي أوشك على الغرق بحبها، أمسكها من كَتفيها وهزها بقوة، قائلًا بقسوة: أنا مين.. أنا جوزك يا مدام ولو أنكرتي ده مليون مره.
وألمسك زي ما أنا عايز، وإنتي تبقي في حمايتي وأخوكي كلفني بده لغاية ما ترجعيله، ولغاية الوقت ده إنتِ مراتي وحمايتك من واجبي...
وإياكِ ثم إياكِ تتكلمي بالطريقة دي تاني معايا... مفهوم ..

_ قال كلمته الأخيره بِصُراخ مرتفع جعل داخلها يرتعش رغمًا عنها..
تطلعت إليه، وقالت بنبرة غير مفهومه: أنا عايزة أقابل مؤمن.

_ قال وهو ينفضها بعيدًا: أيوا ما لازم يعرف تصرفاتك دي، ويلا قدامي من غير ولا حرف.

سارت أمامه على مضض وهي تغمغم ببعض الكلمات الغير مفهومه..

_____________سارة نيل____________

_ وطئت قدميها القصر بعقل شاردِ مسافر حيثُ ما حدث قبل قليل بطريق عودتها، ولا تكاد تُصدق ما سمعته..

حقًا هذا فائق عن حد التحمل، هي قد علمت مؤخرًا بدخوله سجن الأحداث لكن دهشتها قد إكتملت عندما علمت بسبب من اعتُقل خلف القُضبان الحديديه..
_والده_ ...

= وقعت أنظارها على "ياسمينا" الجالسه على أحد المقاعد بالحديقة، إعتارها شعور بضيق يُصيبها مؤخرًا بحضرة تلك الياسمينا .. لا تعلم سببه ..
أسرعت بخطاها مُتجنبه إياها لِتصل إلى المُلحق ..

وضعت "ياسمينا" كوب القهوة خاصتها، ونادتها برقة: أسوة ... أسوة

= أغمضت عيناها بعد طاقة، فحقًا الآن لا تُريد التحدث مع أحد.
إلتفتت إليها بشبح إبتسامة، وقالت: نعم.

_ إبتسمت لها "ياسمينا"، واشارت لها قائلة: تعالي اقعدي معايا، أنا قاعدة لوحدي ومفيش حد أقعد معاه ومؤمن خرج وأهي فرصة نتعرف.

كانت على وشك الرفض لكن شيءٌ بداخلها جذبها للحديث معاها..
جلست على المِقعد المُجاور لها، والأخرى تستقبلها بإبتسامة عريضة، بالرغم من تبروجها وزينتها إلا أن ملامح الطيبة تنطلي على وجهها بوضوح كـ سطوع الشمس على الصفحة الزرقاء.

_ قالت "ياسمينا" مُفتتحة الحديث معها بحماس: قوليلي بقى يا بنتي واحكيلي، إزاي إنتي ومؤمن اتعرفتوا على بعض ... أنا مُتحمسه مووت علشان أعرف وهو مش راضي يقولي حاجة.

= حدجتها "أسوة" بصدمة مما ألقته الأخيرة على مسامعها ..
تشتت عقلها ... فما الذي تعتقده حولها من الأساس...
وكيف تسألها بتلك الأريحيه عن كيفية تعارفهما وهي من الأساس حبيبته..

_ تسائلت "أسوة" مباشرة لتُهدء صراع رأسها: إنتِ تبقي ليه أيه؟؟

_ قالت "ياسمينا" بإتساع صدر ودهشة: معقول متعرفيش أنا مين!!! .. ما الحق على سي مؤمن الواد الوحش ده، معرفناش على بعض..

أخذت أنفاسها، وتابعت حديثها: أنا ياستي أخته .. أخت مؤمن من الرضاعه.

_ جُمله لجمت "أسوة" تمامًا، فقد ذهب عقلها لمكان آخر قاصي بعيد ... عادت المياه لمجراها لديها، فهي أيضًا كانت تتعجب من أن شخصًا مثله يعلم للحب طريق، ورددت بعدم تصديق: أخته!

_ أيوا يا ستي أخته وكمان قريبين أووي من بعض

_ آهاا ربنا يخليكم لبعض.

_ ياسمينا: قوليلي بقى اتعرفتوا إزاي .. أنا بصراحة مش مصدقه إن مؤمن وأخيرًا وقع في الحب ... دا ده هيكون بمثابة حب أسطوري ..

_ جحظت أعيُن "أسوة" بشدة، فما الذي تقوله هذه، .. أوشكت على الرد عليها لكن قاطعتها "ياسمينا" قائلة:

= بصي يا أسوة أنا مَدينه لكِ بإعتزار، لأن ظلمتك وفهمتك غلط.

عقدت "أسوة" حاجبيها بتعجب لتُكمل "ياسمينا" قائلة: بصراحه أول ما شوفتك ومعاكي "يزيد" بجانب سِنك  ده .. فكرت فيكِ حاجات وحشه ... بنوته لسه صغيره ومعاها طفل تقريبًا عمره ست سنين يعني يُعتبر كانت حامل فيه وهي خمستاشر "١٥" سنه ..
وكان عندي فضول اعرف قصتك بصراحة بس آسفه يعني بالصُدفه شوفتك إنتِ ومؤمن في حضن بعض وفهمت الموضوع صح...
وعرفت إن يزيد هو ابن مؤمن اخويا حبيبي..
بس تقريبًا إنتوا مخبين الموضوع على الكل مش عارفه ليه ..!

_ أصبحت "أسوة" بحال لا يُحسد عليها أحدًا أبدًا ... فما تلك الخُرافات التي تفوهت بها.
قالت "أسوة" بشيء من التوتر: إنتِ مين قالك الكلام ده .. يعني هو إللي قالك كدا ..

= بصراحه أنا سألته وعاتبته بعد ما شوفتكم في الملحق، وقولتله إزاي متقوليش وسبتني أظلمها، بس إنتِ عارفه مؤمن لا بيتجادل ولا بيدخل مع حد في مناقشة وسكتْ، فأنا استنتجت الموضوع ..

_ تنهدت "أسوة" براحة عندما علمت أن هذا الحديث هو إستنتاجها الشخصي العبقري..
لكن هذا الحديث أيضًا أثآر فضولها وتعجبها؛ فهو كان من الممكن أن ينفي هذا عن نفسه أمامها وحينها كانت ستسوء صورتها بأنظار "ياسمينا" كما يُحب أن يراها الجميع..
وبقبوله حديثها نفى عنها جميع الشكوك السيئة والمُشككة بأخلاقها..

لماذا ...؟
لماذا فعل هكذا هذا "المؤمن"..؟!

_ ابتسمت "أسوة" لها إبتسامة صادقة: أنا مبسوطة جدًا إن اتعرفت عليكِ يا آنسه "ياسمينا" وأكيد الوقت اقدامنا نتعرف أكتر .

_ ياسمينا: أولًا كدا أنا بقول "أسوة" وإنتي تقولي آنسه كدا ينفع..
ثانيًا وللأسف أنا هسافر بكرا الصبح لأن بابا تعبان ومش هقدر أستنى ... ونتعرف على بعض أكتر لما أنزل مصر تاني .. أو مؤمن يجيبك إنتوا ويزيد

_ ابتعلت "أسوة" ريقها وغمغمت بحزن حقيقي: ألف سلامة عليه المهم يقوم بالسلامة... وهستناكي تاني إن شاء الله..

_ إن شاء الله يا حبيبتي ... بس هقولك على كلمتين قبل ما امشي يا أسوة ..

أشارت لها "أسوة" مبتسمه، وألقت مسامعها بإهتمام لتواصل "ياسمينا" حديثها
= بصي يا أسوة واضح قوي إن الأمور بينك وبين مؤمن مش تمام، وغامضة مش مفهومه..
بس عايزه أقولك إن مؤمن من جوا أطيب وأحن واحد تشوفيه..
متخديش لا كلامه ولا تصرفاته على محمل الحقيقة، أنا عارفه إنك هتستغربي كلامي.
مؤمن دا شاف كتير اووي ... وشاف واستحمل كمان إللي محدش يستحمله.
تقريبًا يا أسوة كل حاجة جواه مهدومه، على الرغم من قُربنا وإن أعرف عنه كتير إلا إني عارفه إني بردوه مش عارفه عنه حاجة ... وعارفه إن جواه كتير محدش يعرفه..
مش عارفه أقولك أيه يا أسوه ألا خليكِ معاه ... وساعديه ... ساعدي مؤمن يعيش من جديد يا أسوة.
لأن قلب مؤمن من فئة القلوب التي لا تنسى.
مش هعرف أقولك حاجه عن ماضيه لأن دا حقه هو ..
أنا عارفه إنك مش فاهمه حاجه بس إللي عايزاكي تعمليه إنك تساعديه يرجع للحياة تاني لأن أنا للأسف فشلت وبابا فشل إن يرجَع ويزرع جواه أي حاجة حلوه..

_ بقت " أسوة" حائرة، خائرة القوة، وفضولها يَمُد عقلها بأسئلة لا حصر لها ليتركها بين نيران الغموض ..

أنهت "ياسمينا" ذلك الحوار بوقوفها واستعدادها للصعود، قائلة: أنا هسيبك واطلع أجهز شنطتي بقى علشان أنزل أقعد مع يزيد شوية واتعرف عليه ..
متنسيش إللي قولتهولك بقى ..

وتركتها وذهبت ..

_ نظرت "أسوة" لأثرها بشرود وسيطر عليها شعورين متضادين من الهتون والقوة..
لتقول بشرود: إنتِ مش فاهمه حاجة خالص يا ياسمينا ..

= استقامت وولجت للملحق محاولة تهدئة هذا الصراع الناشب داخل عقلها..
جذبت أحد الكُتب والتي قد أثآرت فضولها من قبل فـ الغلاف يُوحي أن هذا ليس إلا كتاب رعب من النوع الثقيل.

تشجعت لبِدأ قرائته على الرغم من هشاشة قلبها وخوفها حتى من ظِلها لكن سيكون أقل مرارةً من واقعها الذي ينضحها بالنُبل، ولتنفصل بُرهةً عن واقعها مسافرة للخيال غافلة أن الخيال بحد ذاته لعنة ملعونه..

_____________الصمت الباكي_____________

_ هدوء ... وصمت يُغلفان المكان ..
لكن أنتظر ... هل أنت أصمَّ يا هذا؟!
وماذا عن تلك الدقَّات الهادرة والمُطرزة بالحسرة، وأيضًا ألم تخترق أنفك تلك الرائحة؟!!
_ وماذا تكون؟!
_ إحتراق قلب يا أنت!!
= معك حق ولن ألومك على صَمَّك، وعَمَاك، وتلبُد إحساسك ومشاعرك..
فأنت لست وحدك، فقد فعل الجميع معه هكذا؛ لم يتمكن أحد إلى الآن إختراق صمته وقناع بروده ليصل لجوهره وأحزانه المتراكمة داخل قلبه المريض.

الجميع له بالظاهر فقط والله يتولى السرائر عزيزي "مؤمن" .

= جالس بإرتخاء، ومازال بموضعه، رأسه مُتدليه لأسفل وذراعيه مُتراخية على ساقية مُسكًا بتلك الورقة التي خُطت بمدادٍ من جحيم سقط على قلبه وحرق أوتاره..

حُزن دفين على معالم وجهه وداخل مُقلتيه، إنجلى هذا الحزن بكل وضوح ضاربًا بجهوده لإخفائه عرض الحائط .

_ إنبلجت إبتسامة مؤلمة على شفتيه، أُقسم لو رأها أي أحد لنشطر قلبه نصفين حُزنًا عليه.
تحولت الإبتسامة إلى ضحك هستيري أدى إلى إلتماع عينيه بطبقة زجاجية عن إثر تلك القطرات التي تراكمت خلف قُطبان جفونه..

صمت فجأةً بشكل مُخيف، ونظر أمامه بتصنُم وساد الهدوء مرة أخرى لكن آآآه من ويلات ضجيج قلبه العاصي.
رفع يده ووضعها على رأسه وأخذت أصابعه تغوص داخل خصلاته، وتناوبت تلك الذكرى الأليمة على عقله والتي تركت بقلبه أثر لا يُنسى بالوقت الذي كان به طفلًا يموت شوقًا لقُبلة على رأسه.

_فلاش بااك_

_ جذبه الرجل الذي يُدعى "رمضان" بعنف من ملابسه والقاه أمام رجل قبيح الهيئة ..

= يلا شيل شعره، مفيش حد هنا بيفضل بشعره .. بس خد بالك دا متوصي عليه توصية جامدة من فوق .. يعني عايز راسه تبقى شوارع..

_ ابتسم الرجل بخبث، وقال: دا أنا هظبطه .. غالي والطلب رخيص يا رمضان يا اخويا ..

=  وبالفعل قد كان، شرع الرجل بإزالة وحلق شعر "مؤمن" بقسوة شديدة نتج عنها جروح لا نهائية على سطح رأسه بسبب تلك الألة الحادة التي تركت ندوب عميقة برأس طفل مازال في العاشرة.
وتكررت تلك الفِعلة الغير إنسانية عدة مرات كلما نبت شعر "مؤمن" أخذوا يُزيلونه بعنف تاركين خلفهم كل مرة ندوب بروحه قبل رأسه..

بكى وبكى حتى أصبح البُكاء لا يُجدي نفعًا فصَمَت، فقد إعتاد الألم ولله الأمر.

_ أفاق من تلك الذِكرى على ذِكرى قُبلة "أسوة" على نفس موضع الألم، والتي أحيت بروحه زعزعات من الأمل لا تليق به.
"لم أَكُنْ جشِعًا يا أمي، فقد تمنيتُ قُبلة رأس وحسب".

عَلَا رنين هاتفه، فأخرجه من جيبه بقوة مدحوره، ونفسٍ مهزومة.

_ إستعاد ذاته، وألقى ضعفه خلف قناع قوته وبروده، ضغط بيده على موضع قلبه التي أخذت الوخزات تصول وتجول بداخله مُحدثة ألمٌ قوي جعله يعقد جبينه بألم، وأجاب وهو يحاول تنظيم أنفاسه ليخرج صوته طبيعيًا: أيوا يا ليث.

_ قال ليث دُفعة واحدة بإنفعال: مؤمن؛ ليلى عايزة تقابلك وبصراحة كدا لازم تقعد معاها وتطمنها مينفعش تسيبها بالطريقة دي ..
أنا عارف إن إللي بتعمله علشان مصلحتها وعلشان تحميها بس لازم تراعي حالتها .

_ أجاب "مؤمن" بإقتضاب: خلاص يا ليث أنا جاي .. مسافة الطريق وأكون عندك .

أنهى الحديث ووقف بضعف مُستندًا على الفراش، طوى الورقة ووضعها بجيبه، وشمَل الغرفة بنظرة أخيرة مليئة بالأسى ثم سارع بخطواته خارجًا بلا رجعه من مكان شهد ضعفه وهوانه.

________________سارة نيل_______________

بوقتٍ قياسي كان يصف سيارته بجانب الطريق وبأقدام تُسابق الرياح صعد حيث منزل "ليث"

استقبله "ليث" ووالدته بحفاوه شديدة لم يأبه لها فعقله وتفكيره مُنصب على "ليلى" شقيقته، وأهله، وكل حياته..

_ هي فين؟
_ أشار "ليث" حيث غرفتها: في الاوضة .. بس ..
_قاطعه "مؤمن": خلاص يا "ليث" أنا هتكلم معاها وأفهمها.

= طرق الباب بعد أن وَأَدَ ملامح الحزن وأخفها بمهارة كي لا تلحظ عليه.

وجدها جالسة بداخل الشُرفة مسافرة بعقلها لعالم أخر والحزن غزى ملامحها الجميلة.
أختصر الخطوات التي تفصلها عنه بخطوتين ووقف أمامها..
_ ليلى..

أفاقت من شرودها على صوته لتهرع واقفه ببعض من الشوق إليه والغضب منه..
_ مؤمن، إنت لسه فاكرني، دا أنا قولت إنك نسيتني.

= اقترب منها وجذبها عنوة داخل أحضانه، فكيف ينساها وهو يفعل كل هذا من أجلها؟
كيف ينساها وهي عائلته المُتبقية؟

_ استقرت "ليلى" بأحضانه وأخذت تبكي بصمت وهو يربت على ظهرها، فهذا أقصى ما يستطيع أن يفعله.
فلا يعلم هو كيف الحب، وكيف يتم تقديمه؟
= خلاص يا ليلى، ليه الدموع دي، للدرجة دي زعلانة مني ..

_ ابتعدت عنه، وقالت بغضب وعيناه متعلقة بخاصته: إنت شايف إن مفيش حاجة تزعل، يعني واحد وعشرين سنه معرفش مين اهلي، وأتربى في الملجأ مع اليتامى ومع إللي ملهومش أهل، بس أنا ياريتني يتيمة
لا.. دا هما  لاقوني مرميه قدام باب الملجأ يا مؤمن باشا وافهمها إنت بقى..
يعني تعرف الناس فكرت عني أيه، ومديرة الملجأ كانت شاكه في أيه؟
لا مكانتش شاكة كانت متأكده إن أنا بنت حرام علشان كدا رموني قدام باب الملجأ ..
عشت في الملجأ لغاية تمنتاشر "١٨" سنه بعد ما هما اتخلوا عني .. لكن إنت عشت في حضنهم ... عايش في حضن أبويا وأمي تستمتع بحنانهم ومعاك نسبهم بس أنا لزقولي أي أسم والسلام..

_ أخذت أنفاسها، وأكملت حديثها بغضب شديد: أنا كنت عايشه في الملجأ وإنت في حضن أبوك وأمك ... أكيد مش هتحس بإللي عشته لأن طول عمرك عايش وفي بوقك معلقة دهب... أكيد مش عارف معنى كلامي ..
إنت عشت بحريه لكن أنا عشت تحت قوانين وكل حاجه بعملها بحساب ... حريتي كانت مُقيدة..
وبعد دا كله لما أعرف إن ليا أهل وإني مش بنت حرام ولا حاجة ... مستكتر عليا تعرفني مين هما أهلي ... ولا حتى تنسب إسمي لنسبي الحقيقي وأعيش مع اهلي زي أي بنت في الدنيا..
لا وكمان رمتني وجوزتني لواحد صاحبك كأن مليش قيمه
ومعرفش إنت عملت كدا ليه، أيه فايدة دا كله وأيه مبرره .. ومتقوليش حمايتي والكلام الفارغ ده..

ألقت حديثها بوجه بغضب جام وهو ينظر لها بعحز وألم..
فأي حرية هو ذاقها، وأي نعيم تنعم به!
وأين تلك الملعقة الذهبية التي كانت بفمه..
لم يُرد أن يُخبرها بأمر والدتها خوفًا من أن تتعلق بها "ليلى" ثم تتركها وتذهب كما فعلت معه.

خشَى أن تنكسر مرة أخرى، وبالفعل لو كان هذا قد حدث كانت ستنتهي "ليلى" على الأخير.
وأبعدها عن مٌحيطة وأسمه كي يضمن حمايتها فقط..

كان وقْع  حديثها المؤلم هذا كأن أحدهم إستل سيفًا ووضعه بمنتصف قلبه.
برزت عروق وجهه ورقبته بشكلٍ ملحوظ من فرط ضغطه وتحامله على نفسه أكثر مما ينبغي ..
ألم بقلبه لا يُحتمل ابدًا، يشعر أن قلبه سوف ينخلع من صدره..

_ دار بوجهه للجهةً الأخرى كي لا تلحظ التغير الذي طرأ عليه، وأخذ يمسح حبات العرق الباردة التي تكونت على جبينه .. وحاول تنظيم أنفاسه الهاربة.

_ التهب غضب "ليلى" كالبركان من تجاهله وإستدارته للجهة الأخرى..
لتقول بغضب: إنت إنسان أناني ومش بيهمك غير نفسك أصلًا ... وياريتني ما عرفتك ولا عرفت إن ليا أخ زيك .. على الأقل كنت مرتاحة عن كدا ..
إنت عايش حياتك بالطول والعرض وسايلني هنا على أساس شاهدة على جريمة صاحبك بيحميها .. منك لله..

_ أغمض عيناه ضاغطًا على جفونه بشدة، فتحها مرة أخرى، قائلًا بهدوء يُنافي الأعصار الدائر بداخله: عندِك حق فعلًا أنا أناني بس متقلقيش هترتاحي مني قريب ...
عمومًا أبونا مات من زمان من قبل حتى ما تتولدي ... بس أمك عايشه وهي متعرفش إنك موجوده  وإن أنا لقيتك ... هرجعك ليها ..
يومين أو تلاته وهتبقى موجوده معاها وهتتقابله وكله هيبقى تمام ..

_ إنبلجت إبتسامة عريضة على شفتيها فرحةً بأنها ستُقابل والدتها أخيرًا ولم تلحظ أنه نسب والدتها إليها فقط دونه عكس ما نطق به صيغة والدهم ..

اختفت إبتسامة "ليلى" تدريجيًا، وقالت بإستنتاج: يعني أمي عايشه وسايبني الفترة دي كلها من غير ما تقولي على حاجة ولا تطمني ... وأكيد هي كمان بتدور عليا ..
إنت فعلًا أناني يا مؤمن وأنا مش عايزه منك ألا ترجعني لأمي ومش عايزه أشوفك تاني ..

_ إستدار خافيًا وجهه عنها إلى الآن، ونطق بصعوبة: تمام .. هتقابليها وهتفضلي معاها العمر كله، ثم قال سرًا (هي ممكن متكونش عايزاني بس ممكن تكون بتحبك إنتي وعيزاكي يارب ما تخذلك بس)

_ يلا سلام يا ليلى ... وخدي بالك من نفسك وأنا يومين بالظبط وهاجي أخدك..

ورحل سريعًا وهو يتحامل على نفسه بشق الأنفس..

قابله في الخارج "ليث" الذي صُدم من كم الإنهماك البادي عليه ومن مظهر وجهه الشاحب شحوب الأموات، ليصيح بخوف: في أيه يا مؤمن .. مالك أنت تعبان .. أتصل على دكتور ..

_ قبض مؤمن على رسخه، وقال بنبرة حاسمة: أنا كويس يا ليث ... أنا بس مُرهق .. همشي أنا خد بالك من ليلى ومتقولهاش على حاجه..

غادر سريعًا كي لا يُثير شكوك "ليث" أكتر من ذلك ..
بينما "ليث" فظل واقفًا متسمرًا بأرضه يحاول تصديق ما قاله.

**********************

= سار "مؤمن" مُتأرجحًا بصعوبة حتى وصل لسيارته..
استند عليها بتعب وهو يأخذ أنفاسه بصعوبة ضاغطًا بقوة على صدره خاصةً موضع قلبه الذي تصاعد ألمه بشدة ..

جاهد حتى صعد لسيارته وتحرك بعيدًا عن البناية التي يقطن بها "ليث".
ابتعد مسافة ليست بقصيرة ثم أوقف السيارة على جانب الطريق، عاد برأسه للخلف مُترجي الموت بعقله ألا يأتي الآن فهناك بعض الأشياء يُريد أن يُتممها ومن بعدها سيرحل بسلام ..

_ أخرج هاتفه وضغط على أيقونة الإتصال ليأتي الرد سريعًا قلق: أيوا يا مؤمن .. أنت كويس ..

صوت أنفاسه العاليه أخبرته ما هو الأمر، فزع من مقعده وأخذ يُلملم بعض الأدوات الطبيه والأدوية من على سطح مكتبه...
ثم ركض مُسرعًا للخارج والخوف يجثم على قلبه..
صعد للسيارة وقادها مُتسابقًا مع الرياح، وردد بصوت لاهث من فرط إسراعه: إنت فين يا مؤمن ... في القصر ولا فين ..

_ أملاه "مؤمن" موقعه، وقال قبل أن يُغمض عيناه: محدش يعرف يا مُصعب ... إياك ..

وأغمض عيناه ذاهبًا للمجهول ليجأر "مُصعب" صارخًا بفزع أكبر: ليه يا مؤمن... ليه كدا يا صاحبي ... ليه تخلي الموت رفيقك بالشكل ده ...

يُتبع...
توقعاتكم..
الصمت الباكي
بقلمي/ سارة نيل





Continue Reading

You'll Also Like

1.1M 53.8K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
11.9K 712 20
الجزء الرابع من سلسلة للقدر اراء اخرى مش هقدر أسيب شغلي يا ليل , وأنتِ مش المفروض تخيريني أصلاً إلا لو بايعه . -أنا بايعه !!, أنا الي بايعه يا بن الص...
542 188 10
كانت دائما مهمشة لاحد يراها و اخيرا هي من دفعت ثمن اخطاء الجميع ، و من وجهة نظر الجميع هي لم تظلم ابدا ......
1.3K 76 36
الجزء الثاني من السلسلة المنفصلة المتصلة "بين صراعي الحبيب".