الصمت الباكي

Od ara90909

549K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة Více

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الثامن والعشرون

3.6K 134 48
Od ara90909

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

كل عام وأنتم بخير وينعاد عليكم بالصحة والسلامة
رمضان مبارك ❤❤😍

رواية "الصمت الباكي"
الفصل الثامن والعشرون.

_ ما سمعه جعل قلبه يتوقف عن الهدر خوفًا من أن يُصيبعا مكروه فبالرغم مما حدث فهي تظل والدته ويتوق شوقًا لضمة تحتويه كـ طفل في الخامسة ..

هرع إليها مسرعًا ... لا يعلم كيف قاد سيارته في مثل هذا الوقت القياسي بل لا يعلم كيف قادته أقدامه إلى هُنا ..

هبط من السيارة أمام أحد المراكز الطبيه، الذي أخبره بها العم عثمان ..
دلف إلى الداخل وأقدامه تُسابق الرياح حتى وصل إلى الغرفة المنشودة بل بالأحرى العنبر الذي يضم عددًا لا بأس به من المرضى ..

_ إرتعشت أقدامه، ووقف بتردد لكن شوقه وحنينه إليها ساقه للداخل، وجُل ما أدركه أنه مازال ينتمي إليها، ومهما حدث، ومهما فعلت ستظل والدته الذي يشتاق إليها  ...

وقعت أنظاره عليها وكأن لا يوجد في هذا العنبر سواها
راقدة... هامدة يكسو الإرهاق والتعب ملامح وجهها الحبيب ..
ذهب إليها بلهفة.. بينما "جميلة" فور أن رأته فزعت من الفراش بلهفة تنوي القيام لترتمي بأحضانه ليُسرع إليها وتلتقفها ذراعيه وتستكين بأحضانه ..
لم يمنع ذاته من تلك النعمة وبادلها العِناق بأخر أشد ليروي ظمأ الأيام ويواسي الطفل ذو العشرة أعوام الذي بداخله والذي لاقى مرار الألم .... لكن كيف لِـ عناق أن يمحو ذلائل الأيام ...

مررت يدها على خصلاته الفحمية بحنان ليُغمض عينيه بشدة ..
كان يتمنى هذا قبل عشرون عامًا ..
كان يتوق شوقًا لـ تلك اليد ليتبدد ألمه ..لكن أين كانت؟

وضعت أصابعها على تفاصيل وجهه وظلت تتحسسها بشوق ولهفة أم فارقها وليدها عُمرًا كاملًا .. وتارة أخرى تشتم رائحته التي فارقتها بنهم شديد
تركها تفعل ما تريد فهو بأشد الحاجة لهذا ..

_ هطلت دموعها، وقالت من بينهم: مؤمن حبيبي.. يا قلب وروح أمك .. متعرفش وحشتني قد أيه ..
والله يا حبيبي دورت عليك كتير ومقدرتش أوصلك ..
والله يا ابني استنيتك كتير ..
نزلت دورت عليك كتير في الشوارع زي الهبلة بعد ما أختك ماتت وأنا بولدها..
هو قالي إن "قاسم" مات، وأنا فضلت في غيبوبة سنه كامله... مقدرتش أستحمل خسارتكم وفضلت وحيدة على أمل إن ألقيك.. كان ده الأمل إللي مخليني أعيش
وأهو لقيتك .... متسيبش أمك بعد ما لقيتك يا مؤمن

كانت تتحدث لإنهيار شديد لم يستطع إيقافها، وتعجب كثيرًا من هذا الحديث ... فما يعلمه يخالف هذا تمامًا
لكن كيف ماتت ليلى؟!
شقيقته على قيد الحياة وهو قد تأكد بنفسة من هذا!
وهذا يعني شيئين..
إما أنها كاذبة ..
أو أنها لعبة حقيرة وتلفيق من هذا الحقير ... ليس غيره .. الخطيب ..

_ كفكف دموعها، وقال بهدوء: إهدي دا مش وقت الكلام ده علشان صحتك .... نتكلم بعدين..
_ نظرت له بحنان، وقالت بترقب: يعني إنت مصدقني صح؟!

_ صمت وداخله يبكي ... فيا ليته يُصدق، وياليته ينسى ويمحي ما مضى ...
صدقًا يريد أن يُصدق..

_ أخفضت رأسها بحزن فصمته يعني أنه لم يُصدقها..

لقائهم وشوقهم جعلهم يغفلون عما حولهم .. فقد كان العنبر مليء بالمرضى ورفقائهم ومن بينهم العم عثمان وزوجة ولده ... واللذان شاهدوا هذا اللقاء بقلب مُلتاع وأعين دامعة ..

_ نظر "مؤمن" حوله باحثًا عن العم عثمان الذي تقدم إليه ..
إستقام "مؤمن" ووجه تسائلة للعم عثمان بعدما إنزوى به بأحد الزوايا: الدكتور قال أيه؟

_ طمئنه "عثمان" قائلًا: شوية عصبية علشان إللي مرت بيه اليومين إللي فاتوا .. ضغطها نزل
علشان كدا إنهارت..

_ أماء برأسه، وقال بنبرة لا تقبل النقاش: تمام .. عمومًا أنا هنقلها من المخروبة دي علشان أطمن عليها في مستشفى تانيه  ..

_ لم يُعلق "عثمان" وتوجه "مؤمن" إليها ثم حملها برفق، أبت ذلك قائلة: هبقى تقيلة عليك .. وبعدين أنا كويسة أقدر امشي الحمد لله ..

_ أضاف وهو يسير متجهًا للخارج: مفيش مشكلة

_____________________________

فارقت الفراش محاولة هجر الكسل الذي أصابها بعدما أخذت قسطًا وفيرًا من الراحة ..
فقد بقيت مستيقظة منذ أن سمعت كلماته وخروجه من الغرفة ..
تحاول تذكر ما حدث وكيف آل بها الحال ليتواجد معها بنفس الغرفة .. لكن بلا فائدة ..

_ تذكرت الأحداث الماضية ... منذ إختطافها من قِبل هؤلاء المجرمين الثلاثة ثم إنقاذه إياها بعدما تسبب بهذا ..
وإحتجازها بأدلة صريحة بعدما خدعها .. لكن للمرة الثانية يُخلصها مما تسبب به ..
وإنتهى هذا بما حدث أمس والذي لم يكن بالحسبان أبدًا ..
فقد أبلت نفسها بما لا تستطيع مُجابهته .. لكنها ستظل تحارب الضلال للرمق الأخير وستصمد حتى تُنهي هؤلاء المجرمين على الأخير..

_ في باديء الأمر قد حزنت عندما باغتها بهذا الطلب الغامض، وإستغلالها لأجل تحقيق مرادة، فأصبحت كـ أداة بيدة..
لكن لا بأس من هذا إن كان سيُنهي الشر الذي بات يستولي على البلاد...

_ نظرت إلى "يزيد" الذي يغرق بنوم عميق، إقتربت من رأسه وقبلته بحنان: أنا مش خايفة على نفسي... أنا عارفة نهايتي أيه .. أنا لا عندي لا أب ولا أم ولا معروفلي أصل فوجودي زي عدمه عند الناس كلها .. لأن أصلًا محدش مهتم بوجودي..

مررت يدها بخصلاته البنية، وقالت بشرود: لكن إنت مش عايزاك تضيع ولا تمر بحاجة وحشة في حياتك... هعطيك كل إللي أملكه ... وهأمن مستقبل كويس علشان تعيش عمرك كله راسك مرفوع ..

ختمت حديثها ببعض القطرات المالحة التي تدحرجت من مقلتيها رغمًا عنها، شفقةً على حالها ..

قامت من الفراش حتى تستحم لتُجدد نشاطها
مرت أمام المرأة ليجذب أنظارها وجهها المكدوم ..
تحسست تلك البقع الزرقاء المختلطة بإخضرار بالإضافة إلى عنقها الذي يحمل علامة أيضًا من أثآر الخنق ..

_ تنهدت بتعب وشرعت بالإستحمام بعدما أزالت عنها ملابسها المتسخة ..
بعد مدة قصيرة أنتهت من إستحمامها وأرتدت ملابس نظيفة مُستعدة لتُباشر العمل .. لكن هذه المرة عمل يختلف عن سابقه ..
ستستغل وجودها هُنا وتطور من مهارتها وإمكانياتها، لن تجعل تلك الفرصة تذهب هبائًا ..
فـ هُنا يتواجد كافة النباتات والأعشاب النادرة بالإضافة إلى معمل واسع حديث تستطيع إستخدامة بحرية ..
ستبحث هُنا وستقوم بكافة التجارب التي لطالما أرادت فعلها يومًا ما عَلها تصل لمركبات جديدة ..

_ خرجت من المُلحق لتصتدم بـ "صفية" التي تأتي مسرعة ... كاد أن يختل توازنها لكنها تماسكت فقد مرت أربعة أيام لم تتذوق الطعام ..

فاجئتها "صفية" بعناق طويل، بادلتها عناقها بمحبة ..
_ أسوة، إنتي كويسة يا حبيبتي أنا خفت عليكي جدًا لما إتأخرتي وقولت حصلك حاجة .. ولا هو أذاكِ ..

_ صمتت بضيق، فعليها إختلاق الأكاذيب لتمحو ما أخبرت به صفية سابقًا..
جذبتها من يدها برفق وجلستا على أحد المقاعد التي تقبع أمام المُلحق ..

_ أوشكت على الحديث، إلا أن "صفية" استقامت بقلق، قائلة بفزع: بس الأول أشوف يزيد، كان نايم جمبي صحيت ملقتهوش ... مش عارفة ليه بيسبني أنام ويقوم من جمبي ..
_ ابتسمت أسوة بمرارة، وقالت: متقلقيش يا صفية هو نايم جوا، ونام معايا من إمبارح .. أنا جيت لقيته مستني ..

_ تنفست "صفية" براحة، وجلست بإطمئنان: يلا بقى إحكيلي على إللي حصل .. وليه إتأخرتي في الرجوع كدا ... أكيد عملك حاجة صح..!

_ أخذت "أسوة" شهيقًا طويلًا، وبدأت حديثها بثبات: بصي يا صفية أنا عيزاكي تنسي كل إللي حصل قبل كدا ... أنا كنت فاهمة بعض الأمور غلط
وهو مأذنيش على فكرا.. دا بالعكس هو أنقذني..

_ عقدت "صفية" حاجبيها بإستغراب ورددت بإستنكار: أنقذك! أنا شوفته وهو بيضربك بالقلم، وكان بيعملك بطريقة غريبة وحالتك مكانتش حلوة
بصراحة يا أسوة أنا مش فاهمة حاحة وبالأخص مش فهماكي وحساكي مخبيه حاجة، ودايمًا كدا غامضة
وكمان قصة يزيد الكل مستغربها في القصر ومستنكرها .. متزعليش مني يا أسوة بس أنا بقولك الحقيقة وإللي أنا حاسة بيه ..

_ تفهمتها "أسوة" فلها الحق فيما تقول: أنا فهماكي يا صفية بس صدقيني الموضوع أبسط مما تتخيلي ... أنا أصلًا ولا حاجة علشان أكون غامضة كلها أمور بسيطة
وصدقيني في الوقت المناسب هجاوب على أسألتك ..
وبالنسبة لِـ مؤمن باشا .. فأنا فاهمته غلط وأنا إللي غلطت معاه ... وهو أنفذني من جماعة كانوا خاطفني..

_ شهقت "صفية" بفزع، وضربت بيدها على صدرها: اتخطفتي!! إزاي؟! ... وإنتي كويسه ..

_ أبتسمت "أسوة" مطمئنة إياها: متقلقيش يا صفية .. أنا بخير الحمد لله .. وإنتي مش تايهه عن الخطف إللي ماشي اليومين دول ..

_ تمتمت "صفية" بحمد: طب الحمد لله .. الحمد لله على سلامتك يا أسوة.. وربنا يحفظك يارب ..
_ الله يسلمك يا صفية ..
تسائلت "أسوة": هو مؤمن باشا موجود؟ كنت عايزاه في حاجة ضروري ..
_ نفت "صفية": لا .. مش هنا .. محدش شافه في القصر النهاردة خالص ..

_ هزت رأسها بشرود، فقد كانت تريدة لتُحدثه في بعض التفاصيل..

دلفت للملحق مرة أخرى بعدما تركت صفية ..

_ جلست على المقعد المجاور للنافذة، وفتحت كُتُبها الجامعية لتبدأ بالمذاكرة فقد أصبحت الإختبارات على الأبواب وقد سقط منها الكثير فالتنقذ ما يمكن إنقاذة ..
فهذا ما تبقى لها بعد يزيد "الدراسة"

_________________________

_ بعدما وضَّحت لها "أسوة" الأمر، معترفة لها أن الأمر كان به إلتباس وسوء فهم ..
فأصبحت الآن مدينة له بإعتذار على طريقتها الفظة بالحديث معه ..

_ بحثت عنه بالأرجاء، لتجده أخيرًا بأحد الزوايا أمام أحد النباتات ..
ذهبت إليه على إستحياء، وشرع قلبها بدق الطبول مرة أخرى بمجرد الإقتراب فقط..
_ السلام عليكم ..

_ إلتفت مسرعًا فور سماعه لصوتها الحبيب وقال بنبرة لم تخلو من اللهفة والشوق: وعليكم السلام ..
_ أطرقت رأسها بخجل وهي تفرق يدها بتوتر، سرعان ما حسمت أمرها قبل أن تتراجع: أنا بعتذر منك على طريقة كلامي معاك أخر مرة .. أنا بجد كنت متوترة وقلقانة على أسوة وغصب عني اتكلمت معاك كدا ... حقك عليا ..

_ أقترب منها والإبتسامة عرفت طريقها لفمه، وقال بمرح ممزوج بالحب: خلاص يا ستي طالما حقي عليكِ .. أنا هطالب به ..
_ نظرت له بعدم فهم ليقول وهو يحدجها بقوة: عايز حقي منك ..
_ توترت أوصالها، وقالت بتلعثم: وأيه  .. هو حقك .. عايز أيه ..
_ نظر لها بحب وشرد بعينيها المكحولة ثم همس بولع: إنتِ حقي ..
_ توسعت أعينها بشدة وبهت وجهها ثم ركضت من أمامه مسرعة بعدما عَلىَ وجهها حُمرة الخجل..

............................

_ إستمتعت بمشاهدة هذا الموقف المُفعم بالحب من خلف النافذة، وابتسمت بإتساع لهذا ..
فيبدوا أن هذان الإثنان بكِنون لبعضهم البعض مشاعر .. وليست سوى مشاعر الحب..

تمنت لِـ صفية السعادة من قلبها، فهي تستحق أن تسعد بحياتها بعد معاناتها ووحددتها التي رافقتها عمرًا كاملًا ..
شعرت بالراحة عندما لاحظت نظرات "مصطفى" الشغوفة تجاه "صفية" والمُتدفق منها الحب ..
إبتهلت داعية بأن يجعل الله كلاهما نصيبًا للآخر..

_ كانت على وشك صب تركيزها بداخل الكتاب، لكن قاطعها خروج "يزيد" من غرفة النوم ..
فور أن رأها أسرع إليها لتحملة محتضنة إياه بحب وقبلت رأسه ووجنتية ..
_ حبيبي يا زيدو .. وحشتيني أووووي يا عيون ماما

_ لفَّ ذراعية حول عنقها بقوة، وقال بحزن: إنتي وحشتيني أوووي يا ماما . . ليه إتأخرتي كدا أنا كنت خايف ..

_ ربتت على ظهره بحنان وألمها قلبها لنبرته الحزينة: أنا آسفه يا زيدو غصب عني والله .. كنت بعمل شوية حاجات علشان أفضل معاك عالطول ..

_ انفرجت أسارير الطفل، وقال بفرح: يعني إنتي كدا مش هتسبيني تاني خالص ..
_ ابتسمت بحب، وقالت بتأكيد: إن شاء الله يا زيدو هنفضل مع بعض عالطول .... بس قولي إنت عامل أيه .. وعملت أيه وانا مش موجودة ..
وقولي شاغبت شوية كتير ولا صغننين..

_ أشار بيدة ببرائة وقال: لا يا ماما كنت مؤدب ... بس مش عرفت أنام جمب خالتو صفية فقمت من جمبها وهي نايمة وبعد كدا إستنيت عمو مؤمن ومشيت وراه لغاية اوضته ونمت معاه في حضنه..

_ صُدمت "أسوة" مما قاله الصغير، فهذا تصرف لا يليق به أبدًا، عاتبت الصغير برفق: بس مش كدا عيب يا زيدو ومينفعش نعمل كدا ..

_ أخفض رأسه بحرج، وقال: أنا مش بعرف أنام إلا معاكي وكنت خايف .. وأنا بحب عمو مؤمن .. وهو مش زعل ووعدني إنه هيرجعك هنا ..
ووفى وعده وجابك إمبارح..

_ ضيقت عينيها، وهزت رأسها من لماضته بالحديث وغمغمت: خلاص يا زيدو  ... وأنا مش هسيبك تاني ..

_ احتضنها الطفل بحب: وأنا فرحان أصلًا يا ماما .. وبعدين مش تخافي عمو مؤمن بيحبني وبيحبك كمان .. إمبارح فضل حاضنك كتير لغاية ما بطلتي عياط وخفيتي .

_ اتسعت مُقلتيها، وتسمرت بموضعها، ولا تكاد تستوعب ما قاله الطفل ... متى حدث هذا؟
هي لا تتذكر أبدًا!

_ نظرت لأعين "يزيد" الواسعة والمليئة بالفرحة الطفولية، تريد أن تعلم ما حدث وليس أمامها سوى استجواب الصغير..

_ ربتت على خصلاته برفق، وتسائلت بهدوء وصوت دافيء: ممكن يا زيدو تقولي حصل ايه إمبارح ..؟
وأنا كنت تعبانة إزاي ..

_ رفرف الطفل بأهدابه وقال بحماس: أنا سيبت خالتو صفية وجيت هنا أستناكي .. وبعد كدا لقيت عمو مؤمن شايلك وإنتي نايمة ... وقالي ماما تعبانة شويه ونايمة .
نيمك على السرير ... بس إنتي يا ماما كنتي بترتعشي جامد وبعد كدا حضتني عمو مؤمن ومرضتيش تسبيه وهو نام معانا ...
فضلت انا في حضنه من ناحية وإنتي في حضنه من ناحية تانية ..

ثم ختم الصغير حديثة بما ألجمها: مش كدا بقى عندي بابا وماما صح ..

_ تذكرت كابوسها المريع لكن حقيقةً ما قاله الطفل أكثر رعبًا منه ..
كيف صدر منها هذا الفعل؟
كيف تتشبث به بهذا القدر لتجعله لا يرحل من جوارها؟!
أعتقدت عندما سمعت حديثة صباحًا ... أنه قد أتى لتوه ليتحدث معها فوجودها نائمة..

ظلت أعينها شاخصة في الفراغ والطفل يناظرها ببراءة ..
يجب ان توضح لـ يزيد سير فكره، وسوء الفهم الذي يقبع بعقله كي لا يبنى الأماني على فراغ ..

_ تنهدت بحدة، ومسحت على وجنتيه برفق: بص يا حبيبي عمو مؤمن عمل كدا علشان بيحبك ومش عايز يزعل يزيد علشان عارف إنك كنت خايف ..
فمش رضى يسيبك لواحدك، بس هو كدا مش بابا
ومش إحنا قولنا إن بابا عند ربنا فوق وهو بيشوفنا وبيطمن علينا كل يوم..
وبعدين ماما معاك أهي ومش هتسيبك تاني أبدًا..
يبقى عمو مؤمن مش بابا..
مفهوم يا زيدو...

_ أطرق رأسه بحزن، وردد بخفوت: مفهوم يا ماما

_ طالعته بحزن سرعان ما ابتسمت بمرح وأخذت تُدغدغه لينفحر "يزيد" ضاحكًا وشاركته هي ..

_ مين هيرسم رسومات كتير كتير النهاردة
_ قفز بحماس: بجد يا ماما هنرسم سوا
_ بعثرت خصلاته الناعمة بيدها: بجد يا عيون ماما ... هنرسم رسومات كتيرة ... يلا بينا نجيب الألوان ودفاتر الرسم ..

سار خلفها بفرحة طفولية وحماس، وقد نجحت بإخراجه من حزنه وتُلهيه عما يُفكر به ...
لكن إلى متى؟؟!

____________________________

_ رصت أطباق الطعام على الطاولة الخاصة بالمطبخ، وانتظرت قدومة بتلهف لتعلم ما هو جديد..
وما الذي توصل إليه!!

إنتبهت حواسها لصوت مقبض الباب لتُسرع إليه بخطوات واسعة .
وقالت بتلهف: أيه حصل أيه..؟ وصلت لحاجة؟

_ نظر لها بحزن وقلبه يتألم للهفتها التي لا تقل، فقد مضى الكثير وهي لم تيأس وتنتظر ..

_ جلس على الأريكة القابعة بالردهة الواسعة، ثم أشار إليها لتأتي وقال بإرهاق بادي عليه لكن لهفتها عمت أعينها عنه: تعالي في حضني الأول يا أميرتي... وأخد نفس وأحكيلك يا ستي ..

_ أسرعت إليه كـ طفلة تأوي لأحضان والدها، واستقرت بين أحضانه وأغلق عليها بأذرعة كأنها جوهرته الثمينة..

قالت بأسف: حقك عليا يا عاصم.. بدل ما أطمن عليك الأول ... لهفتي نستني وانت شكلك تعبان ومرهق ... أعذرني يا ابو مصطفى ..

_ قبل رأسها بحنان، وربت على ذراعها: ولا يهمك يا أميرتي ... فعلًا أنا مرهق لأن حصل مشكلة في الشغل ومازالت بس إن شاء الله هتعدي على خير

_ تسائلت "أميرة" بقلق: خير يا عاصم .. مشكلة أيه؟

لم يُردْ أن يزيدها قلق على قلق ويُحزنها أكثر..
أبتسم إبتسامة رزينة وقال: مشكلة عادية كالعادة متقلقيش ... المهم يا ستي أنا كلمت مدير  المستشفى وبلغته بالموضوع ... واديته خبر إن عايز أبحث في ملفات الولادة القديمة...
ولحظنا الحلو المستشفى بتسجل كل حالة ولادة بتدخل عندهم بالتفاصيل ..
هريح شوية وانزل أقابله، وإن شاء الله خير ونقدر نوصل لحاجة المرة دي ..

_ رددت بشرود: إن شاء الله، عندي إحساس قوي بيقولي إنها عايشة وهنوصلها يا عاصم ..
الكوابيس مش بتسبني..

_ شدد من إحتضانها: وأنا واثق يا أميرة من إحساسك.. وإن شاء الله هنلاقي بنتنا ..

_ أومات له، وكفكفت دموعها: يلا الغدا جاهز .. هتلاقيك جعان وأنا كمان جعانه واستنيت نتغدى سوا ..

_ ابتسم لها بمرح: أنا مش جعان بس أنا واقع من الجوع ... يا ترى عمللنا أيه من إيديك الحلوه..

_ هزَّت رأسها بقلة حيلة، فـ على الرغم من إستيلاء الشيب خصلاته إلا أنه مازال يُدللها كـ طفلة، ولم يقل حبه وعشقه لها مع مرور الأيام بل زاد عبر السنوات ..

_ تسائل وهو يجلس أمام الطاولة: أمال فين مصطفى... مش هيجي يتغدى ..

_ جعدت وجهها بضيق وغمغمت: لا .. اتصلت به وقالي عنده شغل ..

_ لم يختلف عنها في ضيقة، وقال بإستنكار: أما نشوف آخرة الشغل إللي وراه ده

          *************************

جلست بغرفتها تذاكر بجد كي تلملم ما فاتها، لكن عقلها منشغل بالكثير ..
وضعت القلم بخصلاتها كعدتها الغريبة، وغرقت بشرود تام ..
شقيقها "مؤمن" ... غامض للغاية، يُحدثها يوميًا لكن يرفض أن يُخبرها بأي شيء خاص بوالدها ووالدتها ...
يرفض تغيير كُنيتها إلى الآن وإجتماعها معه بمكان عام
بالإضافة لهذا، تزويجها من صديقة "ليث"

طلاسم كثيرة يعجز عقلها عن فكها..
لماذا يفعل هذا معها؟
تثق به لكن القلق ينهش قلبها..

_ أفاقت على صوت طرقات على الباب لتسمح للطارق بالدخول والتي بالتأكيد "فراولة" والدة ليث
_ عطلتك عن حاجة يا ليلو ..

_ أعتدلت مكانها، وقالت بجديه: لا يا ماما فراولة إتفضلي ..
_ مدت "فراولة" يدها بالهاتف: أنا بس هديكي التِلفون ليث عايز يكلمك..

_ أمائت برأسها وابتسمت لها بوِدْ، وانسحبت "فراولة" من الغرفة لتعطي لها مساحة شخصية..
_ وضعت "ليلى" الهاتف على أذنها، وقالت بصوت هاديء: السلام عليكم.
_ اتسعت إبتسامته فور سماعه صوتها: وعليكم السلام..
إزيك يا ليلى .. عاملة ايه وأخبارك ..
_ قالت بنبرة عاديه: الحمد لله بخير، إنت عامل أيه

_تعجب من نبرتها الجافة: أنا بخير الحمد لله، إنتي إللي مالك .. صوتك زعلان ..
_ قالت مباشرةً دون مراوغة: أنا عايزة أقابل مؤمن ..
_ تفاجىء من طلبها، واسترسل حديثة: خير يا ليلى .. حصل حاجة؟! حد زعلك أو شوفتي مني حاجة مش كويسة ..

_ زفرت بحدة، وسارت حتى وقفت أمام الشرفة تراقب حركة السيارات من الأعلى: أنا عايزة أعرف منه كل حاجة، هو ليه مش راضي يعرفني بحاجة ... لا أعرف مين أبويا ولا مين أمي عايشين ولا ميتين ..
وحتى رفض يغير إسمي ..
وأخر حاجة جوازي ليك إللي مش عارفة لازمته أيه...

قالت جملتها الأخيرة بغضب صارخ مزق أوتار قلبه المكلوم ..

_ ابتلع ريقه بألم لتتوارى تلك الغصة المريرة التي علقت بحلقة، ولاح الألم على صفحات وجهه ..
يعلم، لديها الحق فيما تقول، والمحزن أكثر أنه لن يستطيع أن يُفسر لها شيء ..

_ أجابها بتيهة وقوة خائرة من فرط السيطرة على قلبه: مؤمن بس إللي ليه الحق يقولك على كل حاحة، وعمومًا أنا قدامي يومين وهرجع أخدك عنده ..
ومعلش مضطر أقفل علشان عندي شغل ..

إنتهت كلماته وأغلق الهاتف على الفور..
عَلَتْ صوت أنفاسة كأن وحشًا يُطاردة، وغمغم من بين أنفاسة المسلوبة: أيه مستغرب ليه! .. هي قالت الحقيقة
الإحساس إللي بدأت تحس بيه دة لازم تنهيه وتدفنه للأبد ...
إللي بتفكر فيه مستحيل يكون، إنت ناقص أوجاع تانية يا ليث ... مش كفاية ناكسة أبوك إللي هتفضل وصمه في قلبك العمر كله ........!

             **********************

تطمئن عليها بأحد المشافي الحديثة ثم أوصلها لمنزلها وبقى بجانبها لنهاية اليوم ثم ودعها على أمل اللقاء في الغد ...

بينما "جميلة" فقد عادت دماء الحياة لوجهها بمجرد أن رأته وجذبته لأحضانها مشتمة رائحته التي تستطيع تميزيها من بين الألآف ..
غمرتها سعادة لا توصف بعدما ظل بصحبتها ولم يتركها، واهتم بأدق التفاصيل التي تخصها ..
إطعامها وملبسها وأدويتها بعدما قرر عمل كافة التحاليل والفحوصات لها ..
وأكد له الطبيب أنه مجرد إنخفاض ضغط الدم لا أكثر..

_ أعتقدت أنه صدقها ونسى ما مضى لكن هيهات فعشرون عامًا من العذاب الجسدي والنفسي لن تهون بهذا القدر ..
لكن ربما هانت بضمة أم ..!!!

_______________________

عاد لِـ قصره فهناك بعض الأعمال المُترتب عليه فعلها ..
وقعت أنظاره عليها جالسة بصحبة "يزيد" تحت أحد الأشجار أمام الملحق الخاص بإقامتهم، يلهون ويرسمون أحد الأزهار المجاورة ..

_ وقف بُرهه يتأمل هيأتها المكدومة وإبتسامتها التي على الرغم من إتساعتها لكنها حزينة ..

_ تهجم وجهه واستنكر ما يفعله... ثم دلف إلى القصر بغضب من ذاته ..
ليدلف إلى غرفة مكتبه مغلقًا الباب بعنف هز أرجاء القصر ..

= عقب أن علمت "أسوة" بوجود "مؤمن" ذهبت إليه لتحدثه في بعض الأمور..
وقفت أمام الباب بقلب يرتجف من صميمه، وتحاول تجميع كلماتها ..
طرقت الباب ودلفت للداخل على الفور ..

_ كان جالسًا أمام مكتبه بعقل شارد يحاول جمع أطراف الخيوط بعضها ببعض ووجهه يغشاه الغضب وعيناه تحترقان من شدة الألم ..

وقفت بفضاء الغرفة لترى وجهه الذي لا يُبشر بالخير، إنزلقت عينها ببطء على وجهه المتهجم الواجم وفكيه المشدودان بغضب ...
يالسوء حظها اليوم ..!!

_ وأخيرًا إنتبه إليها ... نظر لها بإستفهام..
لتستجمع شجاعتها، وقالت بصوت جاهدت لجعله ثابت إلا أنه خرج متلعثم، فتواجده له تأثير طاغي ويُحيط به هالة من التوتر ..

ابتلعت ريقها وقالت: كنت عايزة أكلمك في موضوع ..

_ رمقها من أعلاها لأسفلها، ثم نظر لـ محاجر عينيها الزائغة ..
هزَّ رأسه إشارة منه لبدء حديثها ..

_ حدقته بغيظ من برودة ولامبالاته وقالت: حبيت أقولك إن هرجع من بكرا الكلية علشان أجمع إللي فاتني لأن إمتحاناتي قربت ..
وبالنسبة للموضوع التاني، محدش سلمني شغلي هنا .. ومش عارفة أبدأ منين ..؟

_ سكت بُرهه ليردف بعدها بجمود: أنا كلمت مصطفى يسلمك شغلك الجديد ويفهمك الوضع .. وهيبقى فيه عربيه بسواق هتوديكي وترجعك تاني  .. أظن كدا مفيش مشكلة...
وياريت من النهاردة تلتزمي الملحق ومتظهريش نفسك ليا تاني... ولا أشوفك بتحومي في القصر
ألا لما أنا أطلبك وأعوزك ..
ولما نبدأ في إللي إتفقنا عليه أكيد هناديكي ...
أتمنى متظهريش قدامي ألا للضرورة القصوى
الملحق طويل عريض ومكونتيش تحلمي بيه... إلتزمي حدودك لأن أنا مش هسمح بتجاوز الحدود ... وإنتي فهماني بتكلم على أيه كويس ...

_ شخصت عينيها، واهتز بدنها من حديثة ...
لا تصدق ما سمعته ..
جُرِحَ كبريائها وتئلم قلبها لسماعه مثل هذا الحديث السام...
تفشت روحها الهشة ليظهر ضعفها الفطري جليًا في لحظة نادرة لتلك التي رُسمت القوة من عينيها ..

_ إزدرت ريقها بصعوبة، وهزت رأسها بألم، لتقول بنبرة تئن وجعًا: تمام ... متقلقش معدتش داخله هنا تاني ..

إستدارت وذهبت بقوة خائرة، رفت عيناها بدمعة وحيدة ... لا تعلم لماذا أصبحت تتأثر بأقل الكلمات ..؟!
لم تكن هكذا من قبل ...!
كانت أكثر تماسكًا وقوة من الآن...
لماذا الأنثى التي بداخلها تثور وتصرخ لتحررها من أسرها ..
لا لا لن تسمح بهذا أن يحدث أبدًا ...
لن تسمح بأن تكون ضعيفة هكذا أبدًا ..
سترجُم ضعف حواء بداخلها وستتماسك لِـ الرمق الأخير..

خرجت من القصر مدحورة، تجر أحزانها، ولسان حالها يسأل ... لماذا يبغضها الجميع إلى تلك الدرجة..؟!
ولماذا السعادة لا تريد التقرب منها ؟!

بينما هو فظلت أعينه متعلقة بأثرها بوجه مُقطب
ليزفر بحدة ويطرق على المكتب بعنف غاضب ..

           **********************

_ رفع هاتفه وضغط على بعض الأزرار، وانتظر برهه ليأتيه صوته من الجهه الأخرى: هااا أيه الجديد يا عاصم..

_ هتف "عاصم" بأسف: للأسف وصلت لمعلومات خطيرة جدًا
_ قال الأخر بترقب: قول عالطول يا عاصم ..

_ تنهد "عاصم" بقلة حيلة، وتأهب لما هو آتٍ: للأسف مؤمن الصياد متورط في قواضي مخدرات ..
ومش بس كدا ... دا عنده معامل بيحضر فيها المخدرات بأنواعها وموزع معتمد لها ... وهو الراس المدبره ورا شبكة المخدرات..

_ نهض الأخر بفزع وصرخ بغضب: أنت بتقول أيه؟!
أنت تعرف معنى الكلام ده؟!

_ أهدى أكيد مجبتش الكلام من الفراغ ... أفتح الأميل بتاعك وهتلاقي الأدلة والاثباتات بالصوت والصورة ..

_ إنتظر الأخر بضع دقائق ليسود الصمت بعد ذلك عبر الهاتف...
جحظت عيناه مما رأي ووقف متسمرًا لدقائق ..
سرعان ما إستعاد ثباته ..

_ قال "عاصم" بحذر: هنعمل أيه!؟ ... وهنتصرف إزاي؟!

_ قال بحزم ونبرة لا تقبل النقاش: إللي بتعمله مع المجرمين.. يتقبض على مؤمن الصياد بأسرع وقت

_ إنت متأكد
_ طبعًا متأكد ... هي دي فيها كلام يا عاصم ..
_ تمام ... أنا هتولي المهمة دي ووو....
_ قاطعة الأخر بحزم: لا ..... إنت برا الموضوع ده أنا إللي هواجهه وهحط الكلبشات في إيده ...

_ إنت متأكد من كدا ..

_ قال الأخر وأسنانة تصتك بغضب: جه وقت المواجهه
وجه الوقت إللي يعرف مين هو النــــــــــــــــــمر ..!

يُتبع...
بقلمي/ سارة نيل
ملكة السرور

مواعيد الرواية في شهر رمضان المبارك
"الأحد والأربعاء" ..

 



Pokračovat ve čtení

Mohlo by se ti líbit

11.9K 712 20
الجزء الرابع من سلسلة للقدر اراء اخرى مش هقدر أسيب شغلي يا ليل , وأنتِ مش المفروض تخيريني أصلاً إلا لو بايعه . -أنا بايعه !!, أنا الي بايعه يا بن الص...
785K 29.1K 47
القصه متوقفه لورا الامتحانات تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الث...
6.9K 332 26
أغمضت عيناها بوجع وحزن شديد لا لن تستطيع أنت تفتحهما الآن وتنظر لآدم لن تستطيع أبدا ولكن استمعت له يقول بصدمه : مراتك!!.. أكمل بصوت عالي وحده .. مر...
127K 3.5K 30
قـد يُصبـح الحُـب ذئبـاً يلتهـم بأنيـابه الحـاده فرائسـه،ولا يستثنـي أحـداً مُطلقـاً،وهنـا يُصبـح كابـوسـاً ليس إلا...ولكنـها لن تتـوقف عن رسالتهـا ح...