الصمت الباكي

By ara90909

548K 19.9K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
الفصل الرابع والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الخامس والعشرون

3.9K 150 64
By ara90909

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاة

أخبرني.. متى سَتُمسك بيدي أيُها القاسي..؟
بل أخبرني.. متى ستَتُركني أُمسك بيدك..؟
فهل ليِ أن تُشدِد بعضُدي..وأشدد أنا بِعَضُدك..!
ف مهلًا آدم، فأنا هي حواء خاصتك ولن أتركك لغيري..

بقلمي/ سارة نيل

"الصمت الباكي"
"الفصل الخامس والعشرون"

_ ترجلت من سيارته لتسير حتى تجاور، نظر لها بهدوء ثم قام ببسط كفه أمامها ...
تعجبت كثيرًا من فعلته ليبرر لها قائلًا: إمسكي إيدي، الطريق سريع ومش هتعرفي تعدي لواحدك..

بعد ما يقارب نصف دقيقة من التردد حسمت أمرها ووضعت يدها بيده، شدد برفق على قبضتها لتنغمس يدها بيده وتتشابك الأصابع بعضها ببعض ..

عقب ملامسة أيديهما أجتاحها شعور وذبذبات تجهلها، فتلك المرة الأولى التي تحدث معها هذة الملامسة وهذا الإحساس المجهول..
لكن بالأخير هو زوجها ... نعم الكلمة ثقيلة على لسانها...لكنه زوجها حتى لو كان هذا الزواج لفترة وجيزة وسينتهي كل شيء..

لم تشعر بالوقت وبأنها إجتازت الطريق وصعدت للدور الثامن في تلك البناية الراقية بواسطة المصعد.. والآن تقف أمام أحدد الشقق الحديثة وما زالت يدها بيده..

أفاقت من تلك الوَخمة وهي في قمة تعجبها لتجذب يدها من يده سريعًا...

نظرت له وأهدته إبتسامة بسيطة تُخفي بها توترها ليُبادلها هو بإبتسامة صادقة
: أمي تلاقيها مستنيا على نار ..
حدثها وهو يطرق الباب

كانت على وشك التحدث لكن فُتح الباب سريعًا كأن أحدهم ينتظر خلفه... وتطل إمرأة بِعقدها الخامس ينطلي وجهها بملامح الطيبة والوِدْ..
: أيه النور ده، الحمد لله على سلامتك يا كبد أمك

قبلها "ليث" من رأسها وقبل يدها: الله يسلمك يا أمي ... إنتي عامله أيه وأخبارك النهاردة
: الحمد لله بخير يا حبيبي ..
ثم نظرت خلفه بترقب... وتبعده برفق
: أوعى كدا علشان أشوف عروسة ابني..

ولم تُدرك "ليلى" ما حدث فقد إنهالت عليها تلك السيدة بالقُبل والأحضان الحنونة
: مرات ابني ... قمر والله يا حبيبتي متعرفيش فرحانة قد أيه ... وأخيرًا الواد ليث اتجوز .

نظر لها ليث بقلة حيلة ثم تحدث: أيه يا فراولة أمال لو مكونتش مفهمك .... عمومًا يا ستي دي ليلى ودي أمي يا ليلى...

ابتسمت ليلى قائلة: أهلًا بحضرتك يا طنط... إتشرفت بيكي..
تحدثت الست فراولة بغضب مصطنع: أيه طنط دي يا ليلو .... قولي فراولة عالطول زي الواد ليث كدا... إنتي بنتي يا حبيبتي ..

اندمجت ليلى سريعًا في الحديث معها، وقد نجحت تلك السيدة بِكسر حاجز الرهبة التي كانت تشعر بها
وظلوا يتجاذبوا الحديث بشتى الأمور و"ليث" يكاد أن ينفجر من الدهشة والعيظ، فقد تركوه وحيدًا وظل الإثنان يتوددون وعلى الأغلب قد نُسِيَّ أمره

ليث: أنا شايف كدا إن مشاء مش محتاجين تتعرفوا على بعض ... الحاجة فراولة قامت بالواجب ..

فراوله بسعادة: خلاص أنا وليلى بقينا أصحاب.. وأنا حبيتها جدًا وكويس جدًا بدل ما كنت قاعدة لوحدي بكلم الحيطان ... بقى عندي مرات ابني زي القمر ..

تحدثت ليلى دون قيود وبصدق: وأنا كمان حبيتك جدًا يا فراولتي وشكل أيامنا هتبقى قمر ...
ليث: طب الحمد لله كدا أطمنت وربنا يستر، ثم نظر ليلى ..  تعالي بقى معايا يا ليلى اعرفك على أوضتك..

جذبتها فراولة من من يدها وساروا سويًا خلف ليث..
ظلت ليلى تتأمل المنزل، .... منزل هادىء، عصري يتخلله المحبة والطيبة والحنان .. وجو أُسري أفتقدته..

شعرت بدفء يعتريها منذ اللحظة الأولى التي وطئت بها قدميها هذا المنزل.. الهدوء والراحة والوجة الحسن وهذا ما جعلها تشعر بالإطمئنان عكس ما كانت تشعر به من قلق وتوجس لما هي مُقبلة عليه...

_ دي بقى يا ستي أوضتك .. وإن شاء الله ترتاحي فيها وأصلًا مؤمن مسابش حاجه أعملها .. هو جابلك كل حاجة هتحتاجيها، ولو إحتاجتي أي حاجة قوليلي بس ..

_ تدخلت في الحديث على الفور بعد أن كانت تراقبهم بدقة شديد وعقلها لا يتوقف عن التفكير: طب وليه يا ابني أوضة منفصلة، ما أوضتك بِرحه وواسعة وتسيع من الحبايب ألف... وأديكوا تناموا سوا وتدافوا بعض في البرد ده ..

_ حدقت "ليلى" بها بإندهاش وكبحت ضحكتها من الإنفلات ...

بينما "ليث" فنظر لها بزهول ليصيح بصدمة: ماما..!! أيه الكلام دة ..

_ تشدقت بعدم رضا منزعجة من فكرة بقائهم بغُرف منفصلة: هو أنا قولت حاجة يا ابني.... يلا براحتكم أما أروح أنام أنا ... إنت عيل فقري أصلًا

إلتفت لِ ليلي بعد خروج والدته ويقول بإعتذار: أنا آسف ... هي أمي كدا بتحب تِنكت
.. ثم أكمل حديثه بتوتر: أسيبك بقى ترتاحي..
وخرج من الغرفة على الفور وأخذ يتمتم: الله يسامحك يا أمي على الموقف المحرج ده، أنا عارف إنك مش هتعديها على خير....
وواصل حديثة بسخرية: هة دا مؤمن باشا لو عرف يفصل  جلدي عن لحمي...

_ عقب خروجه من الغرفة أطلقت ليلى ضحكاتها المكبوتة ويتردد صداها بأرجاء الغرفة ..
ليلى: والله طنط دي قمر قوي...

___________سارة نيل_________

سمع رنين هاتفه ليُخرجه من جيبه ويُجيب على الفور
: أبدأ يا أمين
أمين: ليث باشا المعلومات إللي إنت عايزها عن "سارة المنشاوي" وقضية آدم العشري تم تجميعها وموجودة..
ليث: تمام يا أمين أبعت المعلومات على الموبايل وإللي يُخص القضية..
أمين: تمام يا باشا..

وعندما أغلق أمين وصلت إليه مجموعة من الرسائل وعندما رئاها اندهش كثيرًا..
ليث: لازم المعلومات دي توصل ل صالح لأنها هتقلب الموازين..
وكان على وشك الإتصال به ليجد الهاتف يُعلن عن إتصال جديد من قِبَل "مؤمن الصياد"..
: أيوا يا مؤمن..
مؤمن: ضروري يا ليث وفورًا تأمنلي الدخول لزنزانة الدكتورة ... لازم أقبلها ضروري..
ليث: بس يا مؤمن دا خطر وممنوع كدا..
مؤمن: يعني مش هتعرف .. تمام هتصرف أنا  ..
ليث: خلاص يا مؤمن هشوف ويبقى تسلل للزنزانة... بس ايه إللي حصل في التحقيق
مؤمن: بعدين يا ليث ..
ليث: تمام أنا هروح المركز وأتابع وأشوف أيه إللي حصل في القضية..

وانتهت المهاتفة...
تمتم ليث بتذمر: أيه الصُحبه المهببه دي وإللي مبنية على المصالح ....
صالح .. لو سمحت يا ليث عايز معلومات عن فلان وفلان ...
ومؤمن باشا.. أعمل يا ليث وسوي يا ليث..
يكش ليث المخبر بتاعهم ... والله العيال دي بتكلمني لمصالحهم ... أما نشوف إللي هيحصل وأخرتهم أيه...

____________سارة نيل__________

: إنتي قولتيلي ماما هتيجي أول ما أصحى من النوم، هي فين ماما يا خالتو صفيه..

_ لا تُنكر أنها إنتابها الشعور بالقلق أيضًا وترتعد من فكرة أن يكون قد حدث شيء سيء لأسوه ... لكن يجب عليها التماسك من أجل يزيد ..
لا تعلم كيف تتصرف وقد بات جميع من في القصر يسأل عليها .. وأُجبرت للكذب على يزيد ..
صفيه: هي كلمتني يا زيدو وقالت إن قدمها شويه ومش هتغيب ... هتخلص إللي وراها علشان معدتش تسيبك تاني ..
يزيد: طب هي ليه مش كلمتني..
صفيه: هي يا حبيبي كلمتني وأنت كنت نايم علشان كدا معرفتش تكلمها ومرتدش أصحيك... وقالتلي خلي يزيد ياكل كويس علشان متزعلش منك ..

يزيد: حاضر أنا هاكل كل الأكل ..
مسدت على شعره بحنان: شطور يا زيدو..
جذب إنتباهها هذا الذي يأتي بإتجاهها توترت على الفور وتظاهرت بإنشغالها مع يزيد وكأنها ليست من كانت تراقبه منذ قليل أثناء إنشغاله بالنباتات والزهور..

_ السلام عليكم
أجابت بنبرة هادئة وهي تتهرب بأنظارها بالأرجاء: وعليكم السلام..
مصطفي: إزيك يا آنسه صفيه .. ثم وضع يده على رأس يزيد.. إزيك يا بطل عامل أيه..
أجابت بخجل: الحمد لله بخير .. ثم وجهت حديثها ليزيد: سلم على عمو يا زيدو
تحدث يزيد من وسط إنشغاله بالطعام: أنا الحمد لله كويس يا عمو ... بس لو سمحت مش تقولي بطل علشان عمو مؤمن هو بس إللي بيقولي يا بطل..

كَركَر مصطفى ضاحكًا: خلاص يا زيدو ... مش هقولك بطل علشان عمو مؤمن...

_ توجست خائفة عند ذكر اسم "مؤمن" فهي بمجرد ذكر اسمه ترتعب بعدما رأت إهانته لأسوه وما حدث لها
لاحظ "مصطفى" هذا التغير الذي طرأ على وجهها ..ولكنه لم يُعقب..

تسائل يزيد ببراءة: هو عمو مؤمن فين يا عمو ... أنا عايز أشوفه لأن مش شوفته وواحشني...    

تعجبت صفيه كثيرًا من حب يزيد لمثل هذا الرجل وتعلقه به ولم يختلف عنها مصطفى ...

هز مصطفى رأسه نافيًا: مش عارف والله يا زيدو بس أكيد هو في شُغله...
يزيد: خلاص أنا هستنى لغاية لما هو يجي علشان أشوفه..
_ نظر كلًا من صفيه ومصطفى لبعضهم البعض بتعجب ليُبادر مصطفى بالحديث اولًا بعد أن انشغل يزيد باللعب: أمال الدكتوره أسوه فين وسيبى يزيد..

تعجبت صفيه من سؤاله عليها، لكنها ليست على درايه بما يحدث في هذا القصر، قالت بهدوء: هي خرجت علشان تقضي شوية مصالح وتعمل كام مشوار..

نظر لها مصطفى بشك ويقول: خرجت إزاي من القصر ومؤمن باشا مشدد على حراستها وإزاي أصلًا تخرج برا الغابة والأهم من كدا متقوليش خرجت قولي هربت..

عقدت حاجبيها بإستغراب من حديثه ولم يُدرك مصطفى الخطأ الذي وقع به: يعني أنت عارف إن مؤمن  باشا حابس أسوه هنا وأجبرها أنها تقعد هنا تحت تهديد ... ومشترك معاه في كدا..

أغمض عينه بأسف ليُحاول تدارك الأمر: أسوه دي إنسانه غامضه وكلها ألغاز ... إزاي تهرب كدا وتسيب إبنها إللي مش معروفله أب... بجد إنسانه عديمة الدم ..

وقفت صفيه بعصبيه قائلة بحماس ودفاع: لو سمحت إتكلم عليها بإحترام ... إنت متعرفش ظروف حد وبعدين مش هي إللي غامضه ... القصر ده هو إللي مليان غموض، وأول حاجه كدا وأكيد إنت عارفها إنتوا أجبرتوها على أيه... أكيد في لغز ورا كدا ...

توتر مصطفى من حديثها لكنه ظل ثابتًا: مالك بتدافعي  عنها كدا ليه ... ولما هي حبيبتك كدا مقلتلكيش هي هنا  بتعمل أيه ليه ....

قالت بنبرة قوية: هي مقلتليش بس أكيد لما ترجع هتقولي ... ولو مقلتش أنا هعرف بطريقتي وهوصل إللي بيحصل في القصر ده..

ثم تركته وذهبت بعدما جذبت يزيد معها ورمقته بنظرة  إتهام قاتلة وكأنها تقول له من خلالها بأنه مجرم ولا تأمن وجود الطفل معه .... وكم أوجعته بتلك النظره .. ورحلت عنه، فحتمًا سيتم كشف هذا السر وستبتعد عنه حبيبته وستنتهي قصة حبه التي لم تبدأ بعد..!
فيبدوا أنه لم يُكتب له الهناء معها....

__________سارة نيل___________

أخذ يدلك رأسه بإرهاق بعد هذا التصميم الذي عكف عليه ساعات حتى إنتهائه... ف مؤمن قد ألقى على عاتقه أعباء العمل عقابًا على تقهقره الفترة الماضية ..
إنتقلت يده إلى عنقه وأخذ يدلكه أيضًا بتعب ...

أنتبه لرنين هاتفه ليُجيب بتوتر فهو ينتظر تلك المكالمة على أحر من الجمر ..
: أيوا يا ليث..
ليث: أهلا يا صالح... أخبارك أيه
صالح بتعجب: بخير الحمد لله... أيه الأخبار    
ليث: بص يا صالح .. أنا فتحت القضيه تاني ودا طبعًا ممنوع لأن القضيه دي إتقفلت بالضبه والمفتاح.. والمعلومات إللي تخص سارة المنشاوي....موجودة

وقف صالح بتأهب وقال بتوجس وهو يدعو الله بداخله أن يُخالف ظنونه وألا يكون ما بعقله صحيحًا: أتكلم عالطول يا ليث ..
_ بدأ ليث بسرد ما يعلمه: سارة المنشاوي.. بنت عاديه جدًا ومفيش عليها غبار... خلصت مرحلة الثانويه ووقفت تعليمها على كدا .. وكانت عايشه مع أمها وأختها بس... وبتشتغل في مخبز بوسط الحارة علشان تساعد والدتها ومن خلال معلوماتنا إن والدتها مش بتحبها وكانت موريها الويل زي ما بيقولوا ودا كلام الحي كله وجيرانهم بس البنت كانت صابره وعايشه خدامه لأمها وأختها ... ملهاش في علاقات الحب والكلام ده ولا دخلت أي علاقه ... يعني الخلاصه بنت نضيفه ....
أما بقى موضوع القضية فهي ملهاش أي صلة بالموضوع لا من بعيد ولا من قريب ولا لها علاقة بآدم لان البنت إللي في القضيه أسمها "تارا المنشاوي" مش سارة ... تشابه أسماء مش أكتر ... إللي وصلك المعلومات وصلهالك غلط ...
هي بريئة من قتل أخوك آدم يا صالح، وبالنسبة للبنت التانيه المتهمه في قضية القتل فهي مختفيه من ساعة الحادثه ... ومن خلال التحقيقات بعضهم بيقول أنها ماتت منتحره بجرعة مخدرات زيادة ...
وما زالت القضيه غامضة بردوة وفيها حاجات غريبه
ممكن نطالب بفتحها تاني لو عايز.. ونقدم طلب للمحكمه..

لم يسمع من هذا كله إلا كلمة بريئه ...
تخشب مكانه بصدمه ولم يُحرك ساكن ...
لا يدري أيسعد لأنها بريئة وأن ما بُخلده لم يتحقق أم يحزن لظلمه إياها ولما فعله معها ووصلات العذاب التي أذاقها إياها ..
لم يستطع حمل الهاتف وسقط منه على سطح المكتب وتهاوى جسده على الكرسي الخاص بالمكتب .... عاجز عن التفكير ...

أكُل هذا وهي بريئة ... عذبها، ضربها وألقاها في الظلام وجلد مسامعها بالحديث القاسي ليجرح مشاعرها ويكسر كبريئها .... وفي الأخير أغرى والدتها لتقوم ببيعها ليُضِعفها أكثر وياللعجب هي من كانت أقوى منه بإيمانها وبرئتها وثقتها بربها...

أُعِلن اليوم رِبحكي عزيزتي وخسارتي أنا ...لكن تلك الخسارة مطعمة بالربح... فالتغفري لي عثراتي وحمقاتي تلك ولتحتويني بفؤادك الذي يتسع للحياة...

فهل للغُفران مجال أم أن هذا خطأ لا يمكن غُفرانه..!؟

حسم أمره لمواجهة والدته أولًا بما علِمه ويوضح لها سوء الفهم ..
خرج على الفور من الغرفة ... قابل ثناء بطريقه
: بسمة هانم في أوضتها يا ثناء..
أجابته ثناء بإحترام: بسمه هانم خرجت يا صالح باشا..قالت عندها كام مشوار..
صالح: تمام.... ثم تسائل بتوتر حاول إخفائه: طب وسارة فين...
ثناء: في المطبخ مع مدام سميرة ...
صالح: تمام...
ثم ذهب ليراها..

= بينما أميرة السعادة فكانت تقف بسعادة بالغة وفرح تَعُد ما لذ وطاب وكأنها ليست هي من كانت حزينة صباحًا ..... وهذا ما يُميزها ويجذب الإنتباه إليها ..
قلبها الحليبي الذي لا يحمل ضغينة أو مثقال ذرة كُره لأحد ... قلب مازال على الفطرة لم تُلوثه الآثام..
برغم ما حدث لها لكنها لا تسمح للحزن أن يتمكن منها ولا تأذن لليأس بِطرق باب قلبها...
وهذا حال من كان الله بقلبه دائمًا لا يستطيع الحزن السيطرة عليه حتى بوسط المصائب والعثرات...

: مش كنتي إرتاحتي يا بنتي... راسك مفتوحة وكدا غلط عليكي ..
رددت سارة بمرح: يا داده سميرة... أنا مش بحب الرقدة بحس بالأكتئاب وإن أنا تعبانه ... وأنا الحمد لله مفييش أي حاجة ومية مية...

سميرة: ربنا يجعلك بخير دايمًا يا بنتي ويسعد أيامك ... أنا مبسوطه منك إنك بتسمعي الكلام وبتحكمي عقلك في كل امورك.... ومتعرفيش فرحتي قد أيه إن سمعت صوتك تاني.... سبحان الله كل شر وفيه خير لنا يا بنتي..

سارة: أنا كنت منهارة في البداية يا دادة بس لما فكرت مع نفسي واتوضيت وصليت .. ربنا أرشدني للطريق الصحيح ... هو أكيد لو عايز يأذيني كان أذاني بإيده زي الأول أو فعلًا مكانش قال الراجل أسمه وكدا كدا أنا لسه عايشه فمكانش هيفضح نفسه ....
والحمد لله إن ربنا هَدَالي العقل علشان أفكر ومتهورش علشان مظلمش حد...
الحمد لله على كل شيء...

سميرة: ربنا يبارك فيكي يا بنتي ويهديكي كمان وكمان
ويهدي سركم إنتي وصالح .... لازم تديله فرصه وصدقيني هو قلبه طيب وكبير أووي

توترت سارة من حديثها وتضاربت مشاعرها لتقول: أنا مش عارفه حاجة يا دادة ...بصراحه الحاجات دي أنا مش بفهم فيها... وبصراحه أنا مش هنكر أن خايفه منه .. هو كان بيتعامل معايا كويس علشان فقدت النطق بس هو أكيد لسه مفكر أن أنا إللي أذيت وقتلت أخوه....
ابتسمت سميرة على طِيبة تلك الفتاة وبرائتها التي تعكس نقاء قلبها وتقول بمكر: مين قالك إنه كان بيعاملك حلو علشان انتي صعبانه عليه .. ما يمكن حاجة تانيه .... وبعدين إنتوا متجوزين وواحدة واحدة هتتعلمي وهو مش هيقصر معاكي ...

سكبت سارة الماء على الدقيق وبدأت بمزجهم سويًا لتكوين العجينة الخاصة بخلية النحل أحد المعجنات الشهيرة ... أوشكت على إجابة سميرة لكنها بُوغتت بدخول صالح المفاجىء مناديًا بإسمها 
: سارة.... سارة
ابتسمت سميرة لها بمكر لتُخفض هي رأسها بحرج وتتخضب وجنتيها بِحُمرة الخجل..
صالح: أهلًا مدام سميرة ... عاملة أيه
سميرة: الله يسلمك يا ابني... أنا هطلع أنا بقى أتمم على أوضة بسمة هانم ... خليك إنت مع سارة...
خد بالك منها بقى...
ابتسم صالح: ربنا يعينك ... ثم نظر ل سارة بحنان قائلًا: في عيوني ...

وتتركهم وحدهم سويًا .. إلتفتت هي للعجين وتُشغل نفسها عنه....
بينما هو إقترب منها ليقف خلفها تمامًا ليزيد من حدة توترها ...
إنخفض لمستوى اذنها وقال بهمس: عاملة ايه دلوقتي..
ابتلعت ريقها بتوتر قائلة بتلعثم: أناااا الحمد لله..
ليُلجمها بهذه الكلمة ويجعلها غير قادرة على الحديث عندما قال بحنان وشوق: وحشتيني..

علت وتيرة أنفاسها وإنتابتها مشاعر مجهولة ...فلم يُسبق لها وأن سمعت تلك الكلمات من أحدهم..
إلتفت إليه لتُصبح بمقابلتة وجهًا لوجه ويدها ملطخة ومليئة بالعجين وظلت خافضة رأسها ولم تستطع رفع أنظارها إليه...

بينما هو فظل يُطالعها بنظرات حنونه يتدفق منها الحب للمرة الأولى...
وضع أصبعه أسفل ذقنها ليرفع وجهها ويرى عينيها التي يعشق البراءة المتدفقة منها...
لتقول بتهدج وعينيها معلقة بخاصته: أنااا.. أنااا
أُعجب بحالتها المُبعثرة هذه ليراوغ بالحديث معها: إنتي بتتعبي نفسك ليه وراسك مفتوحة ..

حمدت الله بجوفها أنه تطرق لموضوع آخر: أنا كويسة الحمد لله .. هو جُرج بسيط..
أقترب منها ليُقبل موضع الجُرح: سلامتك يا سارتي..
أصبحت لا تقوى على الوقوف من هول المشاعر وتعجبت كثيرًا من لهجته وطريقته الجديدة وكأنهم ليسوا هم من كانوا يتشاجرون صباحًا...

وضعت يدها الملطخة بالعجين على صدره لتُبعده قليلًا فقد أصبح مُلتَصق بها ... ابعدته عن مساحتها الشخصية واستعادت ثباتها لتتحدث قائلة: أنا كنت عايزة أتكلم معاك شوية...

أقترب الخطوة التي إبتعدتها وتنفس بعمق قائلًا: صدقيني يا سارة أنا مبعتش حد يأذيكي أبدًا ولا ليا إيد في إللي حصل لكي..
حملقت به وتحدثت بصدق يشوبه برائتها: أنا مصدقاك لأن أنا مش عايزة أظلمك ولا أتهمك إتهام باطل لأن الظلم ظُلمات يوم القيامة وأنا مش عايزة أكون ظالمة ... ولما فكرت في الموضوع بهدوء بيني وبين نفسي عرفت إن الموضوع ده إنت ملكش إيد فيه...

حديثها لم يُفرحة بقدر ما أحزنه وأشعره بحقارته ولم يزده إلا همًا.. ليته يمتلك شيء من مراعتها تلك...
بعد كل ما حدث معها .... بعد كل ما فعله بها وتقول لا تريد الظلم ...
وما فعله معها تحت أي مسمى يكون .... الأفتراء أم الظلم والعدوان..
تلك الفتاة بالفعل تمتلك قلبًا لا يُعوض ينيره معرفتها بربها وطاعتها وينعكس صفاء هذا القلب على صفحات وجهها .... كيف غفل عن هذا وتجاهل كم البراءة المتدفقة من طيات وجهها البريء...

أمسك يدها وأخذ يُقبل باطن كفها بحنان ... وقد نجحت بجدارة على إمتلاك قلبه دون جِدال
: شكرًا سارة... شكرًا إنك وثقتي فيا.. سامحيني على كل إللي فات ..
أخفضت رأسها بخجل وظلت صامتة لم تتحدث...
فسر صمتها على أنها مازالت لا تستطيع مسامحته وهو بالأساس يعلم أن مسامحتها لن تكون بتلك السهولة...
      
تحدث صالح بحماس: طب أنا عايزك تجهزي يلا علشان نُخرج..
قالت بفرحة ظاهرة لم تستطيع منعها من الظهور: بجد هنخرج.... طب هنروح فين ..
صالح بمرح: أيوا طبعًا هنخرج ..  بس اكيد مش الملاهي مش كل مرة..
ابتسمت بشغف وسعادة: أنا موافقه ... اي حاجة بس المهم اخرج ..
نظر لها بإعجاب لسعادتها من هذا الشيء البسيط .. فأقل الأشياء تُسعدها
: طب روحي بقى علشان منتأخرش... وفي مفاجأة مستنياكي في أوضتك..
سارة بسعادة وشغف: بجد مفاجأة طب هي ايه...
صالح: طب لو قولت هتبقى مفاجأة إزاي.. وبعدين انتي لسه واقفه ليه .... يلا على أوضتنا وهتعرفيها..

لم تنظر وقفزت ذاهبة بسعادة لغرفتها.. ويظل هو شاردًا بأثرها بقلب يدق كالطبول وشعور الحب يتوصد أكثر بقلبه ...
ليُعلن إحتلالها هذا القلب للأبد ببرائتها المختلفه..

وهُنا يقع القلب أسيرًا للمرة الأولى..

بلهفة شديدة كانت تفتح باب الغرفة لترى المفاجأة وتتلهف لرؤيتها...
شهقت بفرحة عندما وجدت فستان من اللون البيج الفاتح ويتكون من عدد كبير من طبقات التُل مُطعم عند المعصم والصدر بجانب الخصر بشرائط من الورود سوداء اللون..
وبجانب الفستان جميع ما يلزمه من حذاء يحمل نفس اللون وحجاب يناسبه...
أحتضنه بسعادة بالغة وبدأت بحماس شديد تُجهز نفسها ولا تستطيع السيطرة على حالها فتارة تشتم الفستان وتارة أخرى تضعه على جسدها بفرحة ومرة أخرى تدور كطفلة صغيرة فرِحه بملابس العيد التي جلبها لها والدها ...
فعسى أن تكون حياة جديدة بالإنتظار لجبر ما مضى من أحزان...
 

___________سارة نيل__________

: أيوا أنا تبع نفسي، والدافع بتاعي الفلوس ... بكسب من الموضوع ده فلوس كويسه... دي كل الحكاية
أنا لا تبع حد ولا عندي دوافع تانية ...

هذه هي الكلمات التي لفظتها أسوة كأعتراف لها أمام النيابة..
أثارت كلماتها غضب هذا الجالس وذهول هذا الذي يقبع خلف الكاميرا وتدفقت التسائلات إلى عقله وللمرة الأولى يعجز عن فهم أحدهم ..
لماذا فعلت هذا ... لماذا لم تذكُر أسمه وتدافع عن حالها بل وضعت نفسها موضع المجرمة...
والكثير والكثير بعقله ... فهو لم يفعل معها أية حسنة لتكون تلك هي ردة فعلها...
فما الذي تقصدة بتلك الفِعلة ..؟!
وما الذي يدور بعقلها..؟!
يجب عليه معرفة هذا...

بينما تحدث عاصم بغضب مكتوم: إنتي عارفه بتقولي أيه... وبتتكلمي كدا كأن مفيش حاجة...

هزت كتفيها بلا مبالاة وتحدثت ببرود اكتسبته مؤخرًا من صُحبته الباردة... لكن داخلها... وحدة خالقها من يعلمة: إنت طلبت الحقيقة وتفسير وأنا قولت...
ولا أنتوا مش بترتاحوا ألا لما المتهم يكذب وتقعدوا تحايلوا فيه علشان يقول الحقيقة ..

لهجتها الباردة أثارت حفيظة عاصم وما حولة من الضباط ويقول أحدهم بغضب: إحترمي نفسك واتكلمي كويس مع الباشا يا بت إنتي...

أشار له عاصم بالصمت وتحدث بهدوء: أنا بس عايز أعرفك يا آنسه إن إنتي هنا متهمة وكلامك ده انا عارف أنه مش مظبوط ... لأن عندنا سجل أبوكي المُشرِف... وأكيد إنتي تبع الأعمال القذرة إللي بيعملها...

ظلت تحتمل على نفسها إلى أقسى درجات الإحتمال لتُجبر ذاتها على الثبات ويبقى وجهها مطلي بمعالِم البرود فقط...
: أنا مش تبع حد يا حضرة الضابط ... وبعدين أنا بنت أبويا وشايلة جيناته علشان كدا طلع ليا في الأعمال القذرة دي... وبعدين إحنا أسرة مفككة وكل واحد بيشتغل مع نفسة...

عاصم: تمام... طالما إنتي إعترفتي والأدلة كافيه .. عايزك تعرفي إن جلستك في المحكمة بكرا الصبح ..
لأن إنتي مأنكرتيش ومعترفه كمان ... بشكرك جدًا على تعاونك معانا ...
ثم وجه حديثة للعسكري: يلا يا ابني خُدها على الحبس الإنفرادي ..

وبالفعل بعد عدة دقائق كانت بوسط الغرفة تلك الشبة مظلمة... واخيرًا سمحت لنفسها بالإنهيار وقد استُنزفت طاقتها بإصطناع البرود والامبالاه...
لكن هذا هو الذي يجب أن يحدث ... ويقينًا سيأتي ليُنقذها..
تساقطت دموعها حزنًا على ما آل إليه حالها ... لكن لتنتظر فأقصى ما قد يحدث هو قدر الله...

بينما كان هُناك آخر يكاد أن يُجن .. ولا يُصدق ما فعلته .. هو يظُن بها السوء دائمًا لمجرد أنها أُنثى..
او انه ليس مُتصارح مع نفسه بالقدر الكافي ..
يعتقد أن جميع النساء من يتحكم بهن ويقُودهن هو القلب والعواطف... لكن لكل قاعدة شواذها عزيزي مؤمن...
وأسوه من شواذ هذه القاعدة.... فإعتمادها الأول هو العقل لما أصاب القلب من دمار وخراب..

بعد ما يقارب الخمسة واربعون دقيقة .... بمهارة وبطريقة لا يعلمها إلا هو كان يتسلل إلى داخل الغرفة التى تم إحتجازها به...
تخطى المبنى بأكمله ليصل لغرفة بأقصاه المليئ والمنتشر بكافة أرجائه وأركانه أفراد الشرطة...
أهذا الذي حدث شيء طبيعي...؟!
وأي طريقة ونفوذ لديه...!!

أغلق الباب خلفه بإحكام ليكون بهذا بمفرده معها بنفس الغرفه وبينهم بضع خطوات؛ لكنها لم تُبدي أية ردة فعل ولم تُكلف نفسها الإلتفاق.....

فاجائته بقولها وهي على حالها لم ونظرت: كنت متاكده انك هتيجي وتشرفني...
إلتفتت إليه ونظرت إليه بثبات وبداخلها بركان ثائر من المشاعر لا تستطيع تحديدها، لتقول بهدوء زائف:
كنت عارفه إنك هتيجي وظني طلع بمحله...

تسائل ببرود ووجه خالي من المشاعر، بارد كالثلج: عِملتي كدا ليه..؟
تجاهلت سؤاله، وتسائلت هي: بس قولي ... إنت كنت متوقع أيه بكل صراحة..

كز على أسنانة بغضب وأمسكها من ذراعها بعنف ليصتدم ظهرها بصدرة مكررًا سؤاله بفحيح هامس بأذنها: عملتي كدا ليه..؟

إلتفتت إليه وأجابته بتلقائية: علشان بحبك يا مؤمن باشا زي أخويا بالظبط ومش عايزاك تتورط..

عقد حاجبيه بإستغراب وحديثها هذا لم يقتنع به إطلاقًا: أيه إللي بتقولية ده..... بقولك أيه يا بت إنتي سيبك من الكلام ده واتكلمي دُغري مش عاصم علشان تضحكي عليا وتقنعيني...

رفعت إحدى حاجبيه بتعجب: أعتقد عاصم ده هو الظابط إللي حقق معايا.... دا إنت شكلك عارف التفاصيل كمان..

ضغط بعنف أكثر على ذراعها لكنها لم تتأثر ولم يبدو عليها الألم: الأسلوب ده مش نافع معايا يا بنت الخطيب..
ابتسمت بهدوء قائلة بقوة: أنا مش بنت الخطيب يا ابن الصياد...
مؤمن: دا مش المهم نبقى نتناقش في موضوع الالقاب ده بعدين وقولي بقى يا حلوه على اي اساس قولتي الكلام ده.... انتي ناويه على ايه.... وإنتي أول جلسه لكي في المحكمه بكره الصبح.... شكلهم متوصيين بيكي قوي عموما أنا اصلا مش فارق معايا هي جاءت من عندك انتي... كده لبستي فيها واعترفتي كمان مش عارف والله ايه التخلف اللي فيكي ده... انتي كده ريحتيني كثير ووفرتي عليا أكتر..

جلست على المقعد الخشبي الوحيد بالغرفة لتقول ببرودة أعصاب: ابدًا أنا مش ناويه على حاجه ولا هعمل حاجه خالص أنا واثقه جدًا إن إللي ورطني في المشكله دي هو نفسه إللي هيخرجني منها...

نظر لها بدهشة لثقتها الزائدة ويقول بسخرية:  بجد..!

أجابته وهي مازالت على حالة الهدوء المُحلى بالثقة: ايوه بجد أنت إللي هتنقذني...

مؤمن: عشم إبليس في الجنه... والثقة الزايده غلط على الصحه يا دكتورة ولا علشان انقذتك مره هتسوقي فيها... دا المره دي جات من عندك وخلصتني منك بنفسك بدل ما أتعب نفسي...

غيرت مجرى الحديث: يزيد عامل أيه... أكيد بيسأل عليا وزعلان مني  علشان سبته..
قال وهو يستدير ليرحل: معرفش
أسوه: قوله إن  أنا هرجعله وميخافش وإن أنا مسبتوش... ولو حصلي حاجه... قول لصفيه متسبوش..... وهو أمانه في رقبتك...
ثم صمتت برهة لتقول: أنا واثقة فيك..

التفت ونظر لها بأعيُن ضيقة عقب تلك الجملة التي جعلتها موضع الحمقاء..... وأيقن في  نفسه أن تلك الثقة لا تخرج من فراغ ابدًا.... هناك ماحدث وغيَّر وِجهة نظرها به......
فكيف من يومين تنعتُه بالمجرم واليوم واثقة به..!؟
فهل من البدِيهي ان تثق بمجرم....!؟

تركها ورحل دون سابق إنذار كما أتى.... لتبقى هي وحيدة ظُلمات الأسر والوحدة المريرة....

                ꧁_______سارة نيل_______꧂

بهذا المكان الذي يَعُمهُ الهدوء والسكينة.... يقطع الصمت صوت زقزقة العصافير وحفيف الأشجار..
وأمام أحد القبور... تحديدًا أمام تلك اللوحة الرُخامية التي تعلوه...وقد نُقش عليها اسم المتوفي بخط عريض "علي أحمد العشري"
وبجواره قبر زوجته "أسما عبدالله الجنزوري"....

واقفة وأعيونها تحمل شرًا يحرق الأخضر واليابس...
غاضبة من أموات...!
فمن هذا القاسي الذي يملئ قلبه بالحقد على ميت...من الطبيعي هذا الشخص هو من يحمل قلبًا ميتًا بالإضافة لهذا تم إستئصال مشاعره أيضًا....

: أهلًا بالحبيبن" علي وأسما"... أنا عارفة إنكم أكيد سامعني... أتمنى تكونوا في الجحيم دلوقتي مع بعض...
تعرفوا أنا جايه أقولكم على أيه النهارده...
خبر سعيد أكيد...

ابتسمت بشر لتُكمل: وقت بسيط يا علي باشا وهبعتلك ابنكم علشان تفرحوا بيه... ومتخافش قبره هيبقي هنا جمبكم مش هفرقكم عن بعض علشان تكمل الأسرة العزيزة ب "صالح العشري" المُتوفي قريبًا....

تابعت حديثها بغل: تعرف يا علي أنا هشرب ابنك صالح الغالي عليك الذل والعذاب ألوان بس أصبر عليا...
هبعتهولك بس لما يكون وصل لمرحله يتمنى الموت ومش لاقيه... شوف أنا طيبة إزاي وهبعتلك إبنك...
أصل أكيد واحشك....
هطلع عليه الجديد والقديم بعد ما أقعده على الأرصفه يشحت... وهعمل فيه إللي مقدرتش أعمله فيك وفي أمه المصونه.... ودا طبعًا تحت مسمى الأمومة.. مش أنا أمه بردوه...

وأخذت تضحك بشر والشياطين من حولها تُصفق لها بإنبهار...
فما هو آتٍ لن يكون رحيم أبدًا..
فاستعدوا فالحكايةُ لم تبدأ بعد....

يُتبع....
توقعاتكم يا حلوين.. (◠‿◕)
وأيه رأيكم في طنط فراوله🍓
#الصمت_الباكي
#سارة_نيل
#ملكة_السرور

في النهاية عايزة أوضحلكم مسألة التأخير...
أنا عارفة إن الناس زعلانه بسببه ودا حقكم..
بس أنا ماشيه حاليا برتم بارت في الأسبوع ودا ليه لأن أنا بكتب في نوفيلا جديد زي ما أعلنت عنها كدا وطبعا ميعاد تسليمها أخر الشهر ده وبصراحة أنا على أخري لأن بمر بظروف خاصة عصيبه جدا... أنا عارفة إن أعذاري كترت بس أنا حظي مع الصمت الباكي وحش جدا بس الحمد لله وغصب عني بتحصل حاجات خارجة عن إرادتي بس أنا هعوضكم بالنوفيلا لأنها هتنزل كاملة وإن شاء الله تعجبكم وكمان بحاول أعوضكم بإن فصول الصمت كبيره..
في فصول بتتعدى 5000 كلمة وأقل حاجة بكتبها 4000 كلمة...
وفي قصص وأعمال جديدة في الطريق لكم...
وبالنهاية بشكركم جدا يا أحلى قُراء في الدنيا وأتمنى تسامحوني وتلتمسولي العذر....
دعواتكم....
أحبكم في الله 💚💚
دا الفستان إللي صالح جابه ل سارة...😍



        
  

   

     

 

         

   
 

Continue Reading

You'll Also Like

12K 395 14
ناظراً لعينين ابنته الوحيدة.. المليئة بالانتقام! تجاهه؟ لم يستوعب حتى الان انها وضعت ذلك الخنجر في صدره بدون ان يرمش لها عين!! قد فقدت انسانيتها تجاه...
127K 3.5K 30
قـد يُصبـح الحُـب ذئبـاً يلتهـم بأنيـابه الحـاده فرائسـه،ولا يستثنـي أحـداً مُطلقـاً،وهنـا يُصبـح كابـوسـاً ليس إلا...ولكنـها لن تتـوقف عن رسالتهـا ح...
3.6K 80 9
أما أنت .. أما هي ، كلاكما على النظير سواء كان ذلك في الحب أو في الحرب ، وخصوصاً الحرب .. ستكون أنت الهدف ، المبلغ ، المنتهي ، الصيده إذن! ، حتي إذا...
563 92 11
إننى مريضةًُ بك ، مريضة بِـ حُبك 💜🍷