الصمت الباكي

By ara90909

550K 20K 3.9K

دراميه. أكشن. غموض.حزينه .والباقى هتعرفوة More

المقدمه
الشخصيات
الفصل الأول
الفصل الثانى
💛🌻
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
❤❤
نبذة ❤
إقتبااااااس 💛
الفصل السادس
إقتباس ❤
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادى عشر
الفصل الثانى عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
طلب بسيط😘
مهم جدا
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر💐
نوت 💐
إقتباس....
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
هديه بسيطه 😘😘
سعاده🙉🥳
الفصل التاسع عشر ❤
الفصل العشرون
الفصل الواحد والعشرون
إعتذار😢
الفصل الثاني والعشرون
يا فرحة قلبي💃🙈
إقتباس 🙈
الفصل الثالث والعشرون
أفرحوا معانا 🤩🥳💃
إقتباس..
إقتباس ٢ ..
الفصل الخامس والعشرون
نوفيلا جديد..💃
الصمت الباكي..
الفصل السادس والعشرون ج١
الفراشة البيضاء
الفصل السادس والعشرون ج٢
نوفيلا ..
نوت.
إقتباس من الفصل 27
الفصل السابع والعشرون
الصمت الباكي
الفصل الثامن والعشرون
إعلان
اقتباس
الفصل التاسع والعشرون
إقتباس
الفصل الثلاثون ج ١
الفصل الثلاثون ج٢
#إقتباس
الفصل الواحد والثلاثون
تذكير، وإقتباس
إقتباس 2🔥
إقتباس3 🔥🔥
إقتباس4🔥🔥🔥
إعلان
مـــــــؤمن ...🖤
إعلان 🖤🖇
إعلان الفصل 32 🖇
تذكير بأخر الأحداث والشخصيات😘
الفصل الثاني والثلاثون
الفصل الثالث والثلاثون 33
الفصل الرابع والثلاثون 34
الفصل الخامس والثلاثون "35"
الفصل السادس والثلاثون "36"
إقتباس الفصل 37
الفصل السابع والثلاثون "37"
إقتباس الفصل "38"
الفصل الثامن والثلاثون "38"
إقتباس الفصل "39"
الفصل التاسع والثلاثون"39"
الفصل 40
إعتذار💔
الفصل الأربعون "40"
عودة 💛🌾
الفصل الواحد والأربعون "41"
الفصل الثاني والأربعون "42"
إقتباس الفصل "43"
إستطلاع رأي 😁
الفصل الثالث والأربعون "43"
إقتباس الفصل "44"
الفصل الرابع والأربعون "44"
يا مُعين 😌
الفصل الخامس والأبعون "45" ج1
الفصل الخامس والأربعون "45" ج2
إقتباس الفصل 46
الفصل السادس والأربعون "46"
إقتباس الفصل 47
الفصل السابع والأربعون "47"
الفصل الثامن والأربعون "48"
الفصل التاسع والأربعون "49"
إقتباس من الفصل "50"
🖤🍂.
الفصل الخمسون "50"
الفصل الواحد والخمسون "51" ج(1)
الفصل الواحد والخمسون ج[2]
الفصل الثاني والخمسون "52"
إقتباس
آسفة 💔
مهم جدًا جدًا بخصوص الرواية 🖇
مهم جدًا 🖇🙈
إقتباس الفصل 54
الفصل الثالث والخمسون "53"
الفصل الرابع والخمسون "54"
إقتباس "55"
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【1】
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【2】
نوت.
الفصل الخامس والخمسون "55" ج【3】
الفصل الخامس والخمسون "55"【4】
إعتذار.
نواصل 🌻
إقتباس الفصل "56"
الفصل السادس والخمسون "56" ج1
الفصل السادس والخمسون "56" ج2
الفصل السادس والخمسون "56" ج3
الفصل السابع والخمسون "57" ج1
مهم .. مواعيد الرواية
الفصل السابع والخمسون "57" ج2
الفصل الثامن والخمسون "58"
بُكرا
الفصل التاسع والخمسون "59"
الفصل الستون "60"
إقتباس.🔥
الفصل الواحد والستون "61"
إقتباس ناري من الفصل "62"🔥
🥺💔
الفصل الثاني والستون "62" ج1
الفصل الثاني والستون "62" ج2
إقتباس🔥
مواعيد .. ومهم جدًا..
الفصل الثالث والستون "63" ج1
الفصل الثالث والستون "63" ج2
ياريت الكل يجمع هنا..
نقطة ومن أول السطر.
إقتباس🔥
ما قبل الأخير.☄
الفصل الرابع والستون "64"
مهم 💯 .
مهم🤒
الفصل الخامس والستون "65" والأخـــيــــر.
إقتباس أخير🔥
آخر إقتباس ناري للرواية🔥
الخاتمة
مهم 🥰
الجزء الثاني 🔥
إقتباس ٢💣
مهم جدًا جدًا جدًا جدًا
مهم 👀
مهم جدًا 👀
تعالوا هنا 👀
مفاجأة 🥳

الفصل الرابع والعشرون

3.9K 156 114
By ara90909

# بسم الله الرحمن الرحيم
# استغفروا الله
# لا تلهاكم القراءة عن الصلاه

"الخَيَّبه التي تظن أننا نسيانها تعود بعد زمن على هيئة بكاء بلا سبب أو ضيق أو حزن أو وَحشه بلا توقيت، النسيان لا يأتي كاملًا أبدًا" ....

"الصمت الباكي"
"الفصل الرابع والعشرون"

_ الألم ما زال طازجًا وكأن لم يمر عليه السنون، ما زال ينزف إلى الآن وقد وشِمت الألآم على قلبه ..
فكيف لأمٍ لم ترى ولدها عشرون عامًا وتتلهف للمس أكتافه فقط بأن تتحمل وتُداوي جروحه وُتفتت ألآمه..
ولدها الحبيب الذي راح ضحية لعبة قذرة تركت ندوب وجروح عميقة..
تهرول بجنون گ إمرأة فقدت عقلها للتو...
نعم يا سادة فقد رأت بأُم عينيها نورها و.... مؤمن القلب

طرقت الباب بقوة شديدة أفزعت ساكِنيه ..
وتصرخ بألم وبكاء: افتحوا الباب ... أفتحوا الباب
هرع من في الداخل لفتح الباب سريعًا: يا ساتر يارب .. خير يا ست جميله، مالك كدا، تعالي يا أختي إدخلي
ثم اسندتها للداخل برفق..
تفوهت جميله ببكاء يقطع نياط القلوب: عمي عثمان فين ... عايزاه ... ثم تعلقت أنظارها ب "أم إبراهيم"
قائله برجاء: هو كان هنا صح... هما بيقولوا إنه عارف عمي عثمان وكان عنده .. صح .. هو كان هنا..؟

عقدت "أم إبراهيم" حاجبيها بإستغراب وقالت: طب إقعدي بس وقوليلي مين ده... وإهدي كدا يا ست جميله وفهميني وكل حاجه هتتحل ..
جميله بصراخ: أنا مش جايه أقعد ... فين عمي عثمان

صدع صوت من خلفها بنبرة خافتة: أنا هنا يا ست جميله ... خير يا بنتي مالك...

اسرعت إليه تجثوا تقبل يده بلهفة قائلة بكلمات غير مترابطة: مكانه فين، هو كان هنا صح، هما بيقولوا كدا

سحب عثمان يده سريعًا مستغفرًا، وتحدث بعدم فهم: إهدي يا بنتي بس ... وفهميني قصدك على مين ..

_ صرخت بوجع وألم: مؤمن ...مؤمن إبني كان هنا، وأنا شوفته قدام العطارة ... صح هو مؤمن إبني، قلبي ميكدبش عليا وكمان هو نسخه من أبوه الله يرحمه
إرحموني وقولولي مكان إبني...

هنا بدأ العم عثمان يدرك الأمر، وبداخله يتعجب من القدر، فمع العلم أن مؤمن يأتي من فترة جيدة هنا وجميله تقطن بذلك الحي من الأمد البعيد إلا أن لم يكتب الله اللقاء إلا اليوم..
قال بهدوء سائلًا ليقطع الشك باليقين: قصدك مؤمن الصياد..؟!
شهقت بلهفة: أيواا هو... مؤمن قاسم الصياد
ابتسم العم عثمان برفق قائلًا برفق: طب إهدي بس وإقعدي نتكلم شويه يا ست جميله..

جلست على مضض متلهفة لسماع أي شيء عنه وجلس العم عثمان مقابلها..
وتحدث بهدوء: بصي يا بنتي علشان تكوني على نور وأوضحلك حاجه، فعلًا إللي كان هنا هو مؤمن الصياد بس مش هو نفسه مؤمن الطفل إللي إنتي فكراه

تعجبت من حديثه، فتسائلت بعدم فهم: يعني أيه مش فاهمة!!
تشدق عثمان بالحديث الثقيل على قلبه والذي سيكون ثقيلًا عليها أيضًا: مؤمن اتغير كتير يا بنتي.. يعني بقى حد تاني مختلف تمامًا، وطبعًا معذور من إللي شافه
مؤمن شاف العذاب والذل ألوان ... ودا كله مكانش حاجه جمب وجعه منك لما إنتي إتخليتي عنه، ووصلتيه للأحداث ولا كلفتي نفسك إنك حتى تروحي تشوفيه ولو لمرة واحده... أنا الوحيد الشاهد على إللي حصل لمؤمن، أنا الوحيد الشاهد على عذابه ووجعه ومكونتش بقدر أعمل أيه حاجه ألا بعد كل وصلة تعذيب ووصلة كهربا أخده في حضني وأدفيه...
ليه عملتي كدا يا بنتي، كان ممكن تنقذيه..

إرتعش وإنتفض جسدها مما سمعته، لا تصدق أذنها ما سمعته للتو، أي مزحة تلك، الأحداث... ومؤمن طفلها البريء...
تحدثت بتِيه بالكاد خرج صوتها: إنت بتقول أيه، أحداث أيه..؟ وعذاب وذلَّ أيه ... أنا معرفش إنت بتتكلم على أيه ..

عثمان: أخوكي من الأب محمد الخطيب اتهم مؤمن بقتل أبوه قاسم الصياد، وبوصاية جامده والاعيب منه دخل مؤمن الأحداث ... وإللي شافه فيها عينك ما تشوف ألا النور..
وكمان كلامه لمؤمن لما حاول يستنجد بيكِ قالوه إن إنتي السبب وإن إنتي مش عايزاه وقولتيله خليه يتعاقب على إللي عمله في أبوه ويرميه في الأحداث..

تخشبت بموضعها، وقد أدركت ما حدث، ولماذا مؤمن كان بهذه الحالة عندما رأته، وكرهه لها وهروبه منها..
ولدها يكرهها ويعتقد أن ما حدث له وتعذبه بحياته بيدها هي وبسببها .... يا الله ..
يا ليت هذا اليوم ما أتى ..
يا ليتني فقدت الحياة بذلك اليوم..

حاولت التحدث لتخرج كلماتها ضعيفة مُتحشرجة: أنا معرفش أي حاجه من إللي قولت عليها دي، دا أنا دورت كتير عليه، واليوم إللي اتقتل فيه قاسم أنا ولدت ولادة مبكرة و.... ثم دخلت بنوبة بكاء حادة..

أشفق عليها عثمان: كفايه يا بنتي علشان صحتك
جميله ببكاء حاد: لا سيبني أكمل وأحكيلك ... حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا محمد، هو إللي دمر حياة إبني ربنا ينتقم منه..
أنا ولدت وبنتي ماتت حتي ما شوفتهاش وقالولي جوزك مات وكمان حتى ما شفتوش ولا وصلتني جثته
وكان أخر أمل ليا هو مؤمن ..
بس هو قالي حاجه زي الأحداث كدا وأنا مصدقتهوش وقولت هو بيكذب عليا ورجع تاني قالي إبنك هرب وطفش في الشوارع بعد ما قتل أبوه ومحدش لاقيه، وأنا كنت لسه والده وبنتي وجوزي ماتوا ونزلت أدور عليه في الشوارع زي الهبلة بس للأسف معرفتش ملقتهوش...
تخيل ان أخسر جوزي حبيبي وبنتي وابني في يوم واحد....ويزداد صراخها بقوة..... يوم واحد يا ناااس يوم واحد أخسرهم فيه كلهم ... المجرم مسبليش حد، دمر حياتي وأنا كنت مفكراه بيحبني وأخويا وهيحميني
ياااما قاسم حذرني منه بس أنا مكونتش بسمعه وأقوله دا أخويا الوحيد...
وفي نفس اليوم مقدرتش أستحمل دا كله ودخلت في غيبوبة سنه كامله ويا ريتني ما فوقت وكنت مت فيها أنا كمان بس للأسف فوقت ولقيت نفسي وحيدة لا قاسم ولا مؤمن ولا حتى إللي كانت في بطني ..
وكمان بعد دا كله ولما ألقي ابني إللي بدور عليه بقالي عشرين سنه وإللي باقي ليا من الدنيا دي يطلع بيكره أمه علشان مفكر إن هي السبب ...
إزداد نحيبها... والله ما كنت أعرف مكانك يا نور عيني ولو كنت أعرف كنت جيتلك لو بسحف سحف
... ليه كدا يا قلب أمك دا إنت إللي باقي ليا .. حقك عليا يا مؤمن إن شالله أنا يا مؤمن ...

نظرت لعثمان وتحدثت بغير ترابط: أنا شوفته كانت إيده بترتعش ونفسه سريع وصدره بينزل ويطلع ... كان في حاجه بتوجعه... كان موجوع ... لو تعرف نظرته ليا كانت إزاي.. نظره كلها وجع... وهرب مني عالطول .. حتي مش رضى يخليني ألمسه... كان نفسي ألمسه قوووي والله ... بس هو هرب مني... كان نفسي أخده في حضني..
وتصرخ صرخة هزت أرجاء المكان: مؤؤؤؤؤؤؤؤؤؤمن

تركها عثمان تأتي بما لديها من ألآم، يشفق عليها فجميعهم تم تدميرهم بواسطة شيطان لا يعرف للرحمة طريق .... أكاذيب وألاعيب شيطانية فرقت شتات أسرة بأكملها...

بينما أم إبراهيم وإبنتها نهله يشاهدون الموقف بإنهيار وبكاء شديد فما سمعاه يذوب القلب ويُلين الصخر ، فلا أحد يستطيع تحمل هذا الوجع، فقد تمزقت قلوبهم من أجل جميله ومؤمن..

تحدث عثمان بأسف وقد مزق الحزن قلبه: معلش يا بنتي ربك كبير، اصبري إنتي بس وربنا هيعوضك، ومسير مؤمن يعرف الحقيقة وساعتها هيرجع لحضنك تاني وتعوضيه إللي فاته وهو يعوضك إللي فاتك..

ابتسمت بمرارة قائلة: أنا عايزة منك مكانه، يعني العنوان بتاعه إللي أقدر ألاقيه فيه..
عثمان: بصي أنا معرفش أدلك ألا على عنوان الشركة بتاعتة ... لكن القصر بتاعه حوله غابة ومتاهة مش هتقدري تتخطيها..
انفرجت أسريرها قائلة بلهفة: طب جيبه بسرعة الله يخليك..
تنهد بتعب وهو يدعو الله بداخله أن يُصلح أمورهم فقد ذاق مؤمن ما يكفي حتى الآن من مرار وهي مثله عانت مرار الألم ... لكن شعور بداخله يخبره أن القادم سيء ...

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

داخل إمبراطورية الصياد .. وبالأخص خلف مكتبه، جالس وعقله شارد بمكان أخر وأعيونه مليئة بالأوجاع......
يتذكر ومضات من طفولته مع والده ووالدته وحياتهم الدافئة...

¤فلاش باااك¤

طفل صغير يلهو هُنا وهُناك، لا يعلم ما يُخبئه له القدر.. والده قدوته ووالدته حبيبته الأولى، حياة بسيطة مليئة بالحب والهدوء والسعادة..

: مؤمن...مؤمن
: نعم يا بابا
قاسم "الأب": تعالى عايزك ... مش كفاية لعب كوره بقى ..
مؤمن: أنا جيت أهو يا بابا، وبعدين أنا بلعب كوره كتير علشان أبقى لاعب كوره كبير ومشهور..
ابتسم قاسم على برائته وأحلامه الطفوليه: طب بص بقى عايزك تجهز كدا، عمو عاصم ومراته في الطريق على وصول..
مؤمن بفرحة طفل وبراءه: بجد يا بابا، ومصطفى معاهم علشان نلعب مع بعض..
ابتسم الأب بحنان قائلًا: أيوا معاهم يا حبيبي بس إحنا هناخد الحياة كلها لعب كدا ... إنت بقيت راجل بقى وعايزك تشد حيلك، إنت إبني الوحيد وعايزك تبقى حاجه عظمه كدا..

تعجب من حديث والده كثيرًا ويقول بعدم فهم: أنا مش فاهم قصدك يا بابا
جذبه قاسم برفق: تعالى أقعد كدا وافهمك
جلس بجانبه، ليبدأ والده يتحدث إليه كأنه رجل كبير ناضج: أنا مش هفضل عالطول جمبك يا مؤمن وهيجي اليوم إللي هتفضل فيه لواحدك من غير لا أنا ولا ماما ولا أي حد، لازم تكون إنسان شجاع يا مؤمن وقوي متعتمدش على حد بل الناس هي إللي تعتمد عليك، وتقدر تاخد بإيد نفسك ومتنتظرش أي حاجه من أي حد...
لأن الدنيا دي يا بني غابة القوي بياكل الضعيف، بس أنا عايزك تستخدم عقلك وتحَكِمهُ في كل أفعالك ... ومتنساش هتحتاج قلبك كمان يا ابني ..
إنت إبني وسندي يا مؤمن .. وخد بالك إنت إللي سندي مش أنا إللي سندك... 
وعايزك تفضل فاكر كلامي دا كويس يا مؤمن وإياك تنساه، وإعرف إن كل حاجه هتحصلك في حياتك كلها لصالحك إنت...

وهكذا كان هذا الحديث لطفل لم يبلغ العاشرة بعد..!

وبعد قليل كان قد وصل صديق والده عاصم وزوجته أميرة وولدهم مصطفى ..

: يلا يا مؤمن علشان تاكل.. عملتلك الأكل إللي بتحبه
مؤمن: حاضر يا ماما
جميله: يلا يا قلب ماما

_ وقد كانت تلك الأيام أسعد أيامه بجانب من يحبهم، فبذلك الوقت كانت والدته تحمل مولود جديد لهم وكان ينتظره بفارغ الصبر...  
وزوجة صديق والده أميرة تحمل طفلة أيضًا ينتظرها هي الأخيرة، وكان يجلس يُحدثها وهي لم تأتي بعد....
ينتظرها لتكون ملكية خاصة به...

ليوجه حديثة لوالدته: لما ملاك تيجي يا ماما أنا هخودها ليا وهتبقي بتاعتي أنا ..

ضحك كل من كان جالس على جملته تلك...
وتبتسم أميرة قائلة: طب ما ماما هتجبلك بيبي كمان يا مؤمن... وبعدين إنت كمان سميتها ملاك من غير حتى ما تقولنا رأيكم أيه...
مؤمن ببرائة: أيواا ماما هتجيب بيبي وهتبقى أختي حبيبتي وملاك بردوه هتبقى ليا ..
ابتسمت أميرة ونظرت لعاصم قائلة: أحنا مش هنلاقي لبنتنا عريس أحسن منك يا مؤمن ... خد بالك من ملاك بقى وخليها في قلبك قبل عنيك..
مصطفي بغضب: بس دي هتبقى أختي أنا يا مؤمن... وبتاعتي أنا ... وإنت هيجيلك أخت..

نظر الآباء إلى بعضهم البعض والخوف بادي على وجوههم من القادم وهم يعلمون أن هذه السعادة لن تبقى كثيرًا...
وأن ما يتمناه الطفل مؤمن ما هي إلا أضغاث أحلام...

= أفاق من شروده على غصة مريرة بحلقه وقطرات مياه مالحة حبيسة مقلتيه تأبى الهطول..
كان طفل صغير لا يعلم شيء ولا يفهم مغزى حديث والده لكنه الآن يعلمه جيدًا ويعلم مقصده أنذاك ...
فها هو بقى وحيدًا وقد تركه الجميع...
وأحلام الطفوله أيضًا باتت رماد...
فأخته الذي كان ينتظرها لم يراها إلا بعد عشرون عامًا
ووالده لم يعُد موجود، ووالدته لا وجود لها، وعاصم لا يعلم لماذا لعب هذه اللعبة معه؟.... ولماذا يُخبىء نفسه خلف فؤاد...!
حتى تلك الطفله التي كان يُحدثها وهي مجرد نطفة لم يراها أيضًا بل قابلها بعد أعوام لكن لم تكن ملاك وإنما أسوه...

إنتبه لرنين هاتفه ليجيب على الفور بعدما إسترجع ثباته..
: أيوا يا ليث..
ليث: نفذت إللي طلبته يا مؤمن، والدكتوره تم القبض عليها وهي حاليًا في قسم مكافحة المخدرات ..
مؤمن: تمام قووي..
تحدث ليث بغير رضى عما يحدث: إنت مش خايف يا مؤمن من إن البنت ممكن تعترف على كل حاجه وتجيب سيرتك في التحقيق وتقول إن أنت أجبرتها وعلى مكان المعمل... وهي عرفت وشافت كل حاجه..

أسند رأسه للوراء وقال بهدوء غامض: أيواا ما أنا عملت كدا مخصوص علشان النقطه دي ...
تحدث ليث بعدم فهم: يعني أيه مش فاهم، قصدك أيه
مؤمن: عايز أعرف هتقول عليا وتذكرني في التحقيق وتكون زيها زي باقي البنات إللي بيمشوا ورا مصالحهم ولا هتكون مختلفه وعقلها إللي بيتحكم فيها، ودي هتكون النقطه الفاصله بيني وبينها وأخر ورقه عندي

ليث بدهشه: إنت غريب جدًا يا مؤمن، يعني بعد كل إللي عملته فيها ... أجبرتها تعمل حاجه ضد مبادئها و حاجه هي بتحاربها وهددتها بإبنها وهي متعرفش حقيقتك...
وبعد كدا وصلتها لإيد الخطيب ومراته وبهدلوها وكان ممكن تروح فيها ...
وفي الأخر تبلغ عليها بحاجه معملتهاش وهي أصلًا أول ما تشوف الأدله هتعرف إن إنت إللي ورا الحركه دي
وفي الأخر عايزها متجيبش سيرتك... دا أنا لو مكانها هقلب الدنيا واتهمك بكل إللي حصل
إلا لو في حاجه تانيه في بالك وتقصد بكدا موضوع تاني ودا إللي متأكد منه..

مؤمن: متنساش يا ليث باشا إن هي الوحيدة إللي هتقدر تطلع عاصم من جحره، علشان شايله اسم محمد الخطيب وكمان هي محتحزه في قضية مخدرات ودي لعبة الخطيب المفضله وبالطريقة دي الدفاتر القديمة هتتفتح تاني..

ليث: كدا إستغلال يا مؤمن بس هقولك أيه ربنا يستر، والله إللي حصل في البنت دي كتير ...
ثم تسائل: عرفت إللي حصل للخطيب بعد ما شاف المنظر وعرف إن الشحنه راحت بح..
مؤمن بلامبالاه: أيواا شلل نصفي .... وأمه هجت في الشوارع زي الهبلة
تحدث ليث مباشرتًا: وبعد إللي حصل وهو مختفي ... الخطيب معاك هو ومراته يا مؤمن صح...

مؤمن بتهكم: متقلقش معايا في الحفظ والصون... هو لسه شاف حاجه..
ليث: متتهورش يا مؤمن... وسيب الأمور تمشي في مجراها
مؤمن: سيبك من الموضوع ده... أنا عايزك في موضوع مهم ... وأنت الوحيد إللي هتقدر تقوم به لأن مش بثق في حد ألا إنت..
ليث بقلق: رقبتي سداده يا مؤمن باشا.. بس خير في أيه..
تحدث بهدوء وتروي: تتجوز ليلى ..
نطق ليث بصدمه: نعم ... قصدك ليلى أختك
مؤمن: أيوا... في خطر أنا حاسس بيه ولازم ليلى تختفي عن الأنظار، وأنا لغاية دلوقتي مغيرتش نسبها لقاسم الصياد علشان محدش يقدر يوصلها..
ولو حصلي حاجه تكون في أمانتك لأن مقدرش أأمن عليها ألا معاك...
إعترى ليث القلق من حديث صديقه: في أيه يا مؤمن .. إنت تعرف حاجه أنا مش عارفها .. وخطر أيه إللي بتقول عليه..
مؤمن: مفيش وقت للكلام ده يا ليث... موافق ولا لا
ليث: معنديش مشكلة يا مؤمن وهنفذ كل إللي إنت عايزه..
مؤمن: تمام .. أنا هروح أجيب ليلى وأفهمها الموضوع وأقابلك عند المأذون ..
بس حذاري يا ليث ... ليلى متعرفش حاجه عن الموضوع ده..
ليث: تمام يا مؤمن... متقلقش وأنا في إنتظارك..

تنهد براحة بعد أن أغلق معه، فلابد أن يحدث هذا وعليه إقناع ليلى دون أن تشعر بخطر....
إلتقط هاتفه ومفاتيح سيارته وخرج على الفور للذهاب إلى ليلى....

................

بنفس التوقيت كانت تحاول الدخول لتراه، وتترجى الحارس للدخول لكن بدون فائدة ..
ظلت ترجوه ببكاء: لو سمحت يا إبني علشان خاطر أغلى حاجه في حياتك .. عايزه أقابل مؤمن..
تحدث الرجل بفظاظة: إنتي لو سمحتي يا حاجه إمشي من هنا علشان متتطاولش عليكي بقالك أكتر من ساعه على الحال ده، هو بالساهل كدا تقابلي مؤمن باشا ..
روحي يا حاجه بيتك دا مش مكان للمتسولين ..

أمسكت ذراعه تستلطفه: أنا مش متسوله يا ابني .. أنا عايزه أقابله وهو عارفني، طب قوله إني.... وكانت على وشك قول أمه لكنها تراجعت..
قوله ... إن جميله الخطيب برا

جذبها الرجل من ذراعها بغضب وألقاها بقوة خارجًا لتقع مصطدمة بالأرض...
ويكون هذا المشهد أمامه، وقف متخشبًا مما حدث ...
من يجُرأ أن يُعاملها بتلك الطريقة..
أعمى الغضب عينيه ولم يشعر إلا وهو يُسدد لكمة قوية أطاحت بوجه الرجل واسقطته أرضًا..

بينما هي عندما رأته نهضت بفرحة عارمة وقد غزى الأمل قلبها عندما رأته غاضبًا من أجلها ...

جذب الرجل من ياقته بغضب: إيدك إللي إتجرأت دي أنا هكسرهالك علشان تحرم ... وإنت إللي إبن متسوله يا متسول...
كاد الرجل أنا يبكي من الخوف: أنا آسف يا مؤمن باشا والله ما كنت أعرف إنها تبعك..

لكمة ثانية فثالثة... وجميله تحاول إبعاده عنه لكن دون فائدة ....
ثنى نفس الذراع التي ألقتها لتكون جزائها الكسر..
ويصرخ الرجل من الألم بينما جميله وقفت بلا حيله لا تدري أتسعد لغضبه من أجلها أم تحزن لما آل إليه حال ولدها ..
وأخيرًا وجدت صوتها: كفاية يا مؤمن ... كفاية يا بني محصلش حاجة

نظر للحراس الذين تجمعوا: خدوا الكلب ده على المستشفى وكل واحد على شغله..

وخلال دقائق كان المكان فارغ ولم يبقى إلا هو وهي بمواجهة بعضهم البعض..
أقتربت منه ورفعت يدها لتُمسك يده التي جُرحت أثناء معركته...
لكنه تراجع للخلف بعيدًا عن مرمى يدها قائلًا بغضب: متلمسنيش ... إبعدي عني
تحدثت ببكاء: أنا أمك يا حبيبي ... مؤمن أنا أمك ليه كدا يا مؤمن.. إنت بتكرهني للدرجة دي ..

صرخ بصوت مرتفع وتنافرت عروق وجهه ورقبته بغضب: إنتي مش أمي وأنا مش ابن حد وابعدي عني ومعدتيش تيجي هنا تاني ... إنتي شوفتي إللي حصل
وأنا معملتش كدا علشانك، أي واحدة مكانك كنت هعمل كدا ... إرجعي بيتك وانسيني، إنسي إن ليكي إبن أسمه مؤمن وكملي حياتك زي ما كانت ماشيه قبل ما تشوفيني كأنك ماشوفتيني..

ثم تسارعت خطواتة لسيارته وهو يتماسك نفسه بصعوبة كي لا يضعف أمامها
ظلت تركض ورائه وهي تبكي وتناديه: أنا مش زي ما إنت مفكر يا مؤمن ... أنا أمك يا حبيبي ... إنت نور عيني وما صدقت لقيتك تاني .. والله دورت عليك كتير

تركها خلفه وانطلق بسيارته سريعًا بغضب منها ومن نفسه.... حتى بعد هذا كله لا تتركه فيكفيني ألمًا... يكفيني هذا..

اوقف السياره على جانب الطريق ..
وظل يتنفس ببطء حتى تنتظم أنفاسه المسلوبه وقد بدأ يشعر مرة أخرى بألم قلبه اللعين..
ودون أن يشعر تساقطت دمعتان، لا تعلم أهما ألمًا أم حزنًا أم ماذا..

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

ينتظر إستيقاظها بفارغ الصبر ليعلم تفسير ما حدث منها، فقد كاد أن يجُن عندما عاد إلى المنزل ووجدها فاقدة الوعي ورأسها تنزف..
لا يعلم ماذا حدث ليجدها كذلك، والمُرَّوع أكثر عندما وجدها وحدها بالمنزل..
لكنه يحمد الله أنه خرج بأقل الخسائر، جُرح برأسها تمت خياطتة ..

فتحت جفونها وعلامات الذعر بادية على وجهها لكن عندما لمحت الضوء وأدركت أنها ليست بالظلام إرتاح قلبها وحاولت النهوض إلا أنها شعرت بثقل رأسها لتتألم بصوت مسموع جذب إنتباهه ليهرع إليها بلهفة ظاهره:
سارة حبيبتي ... الحمد لله على سلامتك ..  إنتي كويسه ..

_ نظرت إليه وإلي لهفتة الظاهرة... وكم أبدع برسمها هذا المخادع ببراعة ..

نفضت يده وتُفاجأه عندما نطقت وأخيرًا وتفاجئت هي أيضًا: أبعد عني، وكفاية تمثيل وكذب بقى ..

لم ينتبه من كلماتها، ما انتبه له فقط صوتها...
احتضن وجهها بكفيه قائلًا بفرحة عارمة: سارة،، إنتي إتكلمتي أخيرًا ... الحمد لله صوتك رجع

نفضت يده مرة أخرى وهي تحاول عدم الوقوع في سِحره مرة أخرى ببرائتها وسذاجتها ...
وقفت وهي تقول بغضب: بقولك أبعد عني ومتلمسنيش كفاياك كذب..
وعندما وقفت بطريقة مفاجأة شعرت بالدوار يجتاحها وألم برأسها وكادت أن تسقط لتلتقطها زراعيه: براحة يا سارة علشان راسك مجروحه..

تشابكت أنظارهما ببعضها البعض لكنها سرعان ما أفاقت واعتدلت: ملكش دعوه بيا .. كله بسببك
قطب حاجبيه بإستغراب قائلًا: أنا السبب..ليه، وأيه أسلوبك الجديد في الكلام ده.... في أيه يا سارة
تحدثت بغضب أكبر: اسلوبي الجديد... أيه عايزني أفضل عالطول هبله وحاضر وطيب بس صح...،، لا فوق لنفسك أنا معدتش سارة القديمة، ومتعملش نفسك مش عارف حاجه ....

تحدث بعدم فهم: أيه إللي بتقوليه ده..أنا فعلًا مش عارف حاجه يا سارة وياريت تفهميني قصدك أيه..

هزت رأسها بتعجب قائلة: أنا كدا صدقت مثلًا، أنا معدتش هصدق حاجة من كلامك، ولو سمحت طلقني وسيبني أمشي انا معدتش ليا قاعده هنا ..

صُدم من حديثها وأحاطت أعيونه سحابة من الغضب ليصرخ بصوت مرتفع أفزعها: طلاق أيه إللي بتتكلمي عنه، وبعدين بقولك مش فاهم حاجه، لتتكلمي تفهميني يا تخرصي خالص..

فزعت من صوته المرتفع وغضبه لتتحدث على الفور وتبدأ بسرد ما حدث بأدق التفاصيل..
ويبقى هو في حيرة من أمره ومن تلك اللعبة القذرة التي حِيكتْ لتُخريب علاقتهم الطيبه التي مازالت حديثة ولادة، توعد بداخله لفاعلها وسيعلم من فعل هذا..
نظر لها بتحذير وقال بصرامة: كلمة طلاق مسمعهاش تاني ... وهي كلمة واحدة ملهاش تاني أنا مبعتش حد يعمل إللي إتعمل ده ومش مضطر لكدا ولا أعمل ألاعيب قذرة زي ما بتقولي يا آنسة... أنا إتفاجأت لما رجعت لقيتك مغمى عليكي وراسك مفتوحه وكانت الأنوار مفتوحه مش مطفيه ...
وقبل ما تقولي وتتهمي أي إتهام إبقي فكري فيه الأول
وبعدين أنا مش جبان علشان أبعت حد وأعمل اللعبة القذرة دي، أنا لو عايز أئذيكي كنت أذيتك من زمان وبإيدي أنا ...
وبعدين فكري لو أنا إللي عملت الحركة دي هكشف نفسي ليه وهخليه يذكر إسمي وهو عارف إنك لسة عايشه.... أنا مش بتاع الحركات دي...

ثم خرج من الغرفة كالعاصفة ومغلقًا الباب خلفه بقوة وغضب ويتركها في حيرة من أمرها تائهة ک سفينة لا تستطيع أن ترسي على ميناء...

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

ذهبت مسرعة لفتح الباب عندما سمعت صوت الطرقات..
سرعان ما قفزت بمرح متعلقة بأحضانه: مومي وحشتني موووت..
ابتسم بحنان وشدد من إحتضانها: مش قولت بلاش مومي دي شوهتي الأسم يا بنتي
ابتسمت بمرح قائلة: لو مؤمن مدلعش أمال مين يدلع يا مومي ..
تحدث بهدوء وهو بالكاد يسيطر على نفسه بعد ما حدث: إنتِ عامله أيه يا ليلى وأخبارك..
ابتسمت بسعادة قائلة بشغف: أنا مبسوطة جدًا يا مؤمن وحاسة بسعادة متتوصفش، كون إن لقيت أهلي وليا أخ بالدنيا كلها، وحد يبقى معايا ويحبني ويبقى سندي مخليني طايرة من الفرحة لدرجة إن نسيت كل حاجة حصلت قبل كدا وكل حاجة وحشه... حتى وأنا لسه معرفش حاجه عن بابا وماما .. وحاسة إنك غامض وفي حاجات كتير مخبيها بس إنت وعدتني إنك هتحكيلي وتعرفني كل حاجه ..

أبتلع ريقه بتوجس لما هو آتٍ وتحدث بهدوء: إنتِ بتثقي فيا ولا لا يا ليلى..
أحابته على الفور: طبعًا أنا بثق فيك أكتر من نفسي يا مؤمن، هو أنا ليه مين غيرك في الدنيا دي ..

مؤمن: بصي يا ليلى الحكاية مش سهلة، وصدقيني هتعرفي كل حاجه في وقتها، بس أنا هقولك على حاجة وعايزك تفهميني كويس والأهم من ده إنك تسمعي إللي هقوله ومن غير أسئله لأن مش هقدر أقولك على حاجة دلوقتي..

شعرت بالقلق من حديثة وانتابها الفضول لمعرفة هذا الأمر الغامض: قلقتني يا مؤمن... قولي في أيه ... وأيه هو الموضوع..
حاول تجميع الكلمات، ليبثُقها من فمه سريعًا كي لا يتراجع: لازم تتجوزي ليث ضروري..
نظرت له بعدم فهم ولم يصل إليها مقصده أو أنها إعتقدت أنها لم تسمع جيدًا، لتقول بعدم فهم: قصدك أيه... يعني أيه اتجوز... ومين ليث.
مؤمن: ليث صاحبي وهو الظابط إللي حقق معاكِ قبل كدا، وإنتي سمعتي صح .. لازم تتجوزي ليث علشان حمايتك .. هو الوحيد إللي هيقدر يحميكي... ومتسألنيش من أيه...

نطقت بكلمة واحدة فقط: وإنت؟!
مؤمن: أنا موجود يا ليلى بس مش ضامن إللي هيحصل الفترة الجاية دي... وإنتي لازم تبقي بعيدة عن الأنظار علشان ميمسكيش أي ضرر وتكوني في أمان... وصدقيني يا ليلى دا كله لمصلحتك..
تحدثت بتوهان وعقلها لا يستطيع الإستيعاب: في أيه يا مؤمن... إنت شغال أيه بالظبط، وخطر أيه... أنا بجد مش فاهمة حاجه وحياتك كلها غموض وأنا معرفش عنك أي حاجه....

مؤمن: كل إللي عايزك تعرفيه دلوقتي يا ليلى إن أنا أكتر واحد خايف عليكي وهيحميكي من الدنيا دي كلها ولو بروحي وكل إللي بعمله علشان مصلحتك وهيجي اليوم إللي تعرفي كل حاجه عن مؤمن، ومش مهم أنا المهم إنتي، وعايزك تكوني واثقة فيا للمره العاشرة ..
وعمومًا جوازك من ليث هيكون على ورق بس علشان يقدر يحميكي لو طرأ أي خطر،،، وصدقيني هو هيفديكي بروحه أنا واثق من كدا ...

تنهدت براحة قائلة بقلة حيله فهي تثق به تمام الثقة: حاضر يا مؤمن وأنا هستنى اليوم ده وهعمل إللي إنت عايزه .... بس لازم تاخد بالك من نفسك علشان أنا مليش غيرك ..
ابتسم بحنان: مش عايزك تخافي من حاجه طول ما أنا موجود .. ركزي بس في دراستك، وإنتي هتمارسي حياتك الطبيعيه وبراحة كمان وأنا هكون معاكي لحظة بلحظة..

**** بعد مرور ساعة ونصف كان كل شيء قد إكتمل.. وتم تتويج ليلى زوجة لليث عقب الجملة الشهيرة "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير" ..

توافدت عليها كافة المشاعر ... القلق، الخوف، الحزن ولم تنكر ثمة شعور دفين بالفرح لا تعلم مصدره الحقيقي...
نظرة صامتة مطولة للمرة الأولى بينهما بعدما أصبحت زوجته، يصعب تحديد المشاعر في تلك اللحظات..
قطع سيل النظرات هذه مؤمن عندما وقف أمامه ليجذبه برفق من ياقته قائلًا بصوت جاد وصارم لا يقبل النقاش: ليلى أمانة في رقبتك، إنت أكتر واحد عارف هي أيه بالنسبالي، لو خالفت إللي إتفقنا عليه أو زعلتها بأي شكل من الأشكال صدقني مش هتكفيني حياتك..

تحدث ليث بمرح: عيب عليك يا باشا.. إنت عارفني كويس ... ليلى في عيني ... وبعدين يعني لازم تمسكني  كدا ... ضيعت هيبتي خالص والمنظر العام ضاع ..

تركه مؤمن ليلتفت إليها وتلقي نفسها بداخل أحضانه ويشدد عليها بقوة ثم ربت على ظهرها بحنان: متخافيش خالص أنا هبقى معاكي ومش هسيبك لحظة، ومتخافيش من ليث هو أكتر واحد هيحميكي وموبايلك معاكي لو إحتاجتيني في أي وقت رني عليا وبس ...
مسحت دموعها ونظرت إليه: ماشي ربنا يخليك ليا ... بس خد بالك من نفسك...        
قبلها من جبينها بحنان أخوي: تمام.. ويلا علشان متتأخريش..
أوصلها إلى حيث سيارة ليث وودعها بهدوء ظاهري فقط: يلا سلام يا ليلو..  
نظرت له بحزن قائلة: سلام يا مومي..
ثم صعدت لسيارة ليث وقلبها يتمزق لا تعلم لماذا.. نعم هي لما تراه إلا من بضعة أيام لكنه أخيها وتعلقت به بشده كأنها تربت معه عمرها بأكمله..
فهذا رابط الأخوه يجذب كل طرف إلى الأخر ولا يندرج تحت الوقت فهذا الرابط خارج نطاق العقل...

بينما مؤمن فنطلق بسيارته هو الآخر بعدما إطمئن على ليلى وأبعدها عن الأنظار، ولم يبقى سوى ساعة واحدة للتحقيق مع أسوة..
وهو ينتظرها بفارغ الصبر ليعلم ماذا سيحدث..؟

▪︎▪︎ بداخل سيارة ليث ▪︎▪︎

ظلت تفرق يديها بتوتر ولم يُسبق لها وأن كانت على مقربة من الرجال ولم تجلس مع رجل بمفردها من قبل ... فما بالك بزوجها...

بدأ ليث بالحديث ليُخفف من حِدة التوتر هذه وكي يُشعرها بالراحة لتعتاد عليه..
: إزيك يا ليلى.. عامله أيه وأخبارك..
ابتسمت بمجاملة قائلة: الحمد لله بخير يا حضرة الضابط .. إنت أخبارك أيه..
ليث بمرح كعادته: حضرة الضابط!! .. يعني أنا أقول ليلى وأرفع الألقاب وإنتي تقولي حضرة الضابط ... أنا كدا أزعل وأجيب ناس تزعل ... قولي ليث وبس يا ليلى ...
تحدثت بتوتر: أصل... أناااا..
قاطعها بصرامة مصطنعة: لا أصل ولا فصل.. هي ليث وبس،... ويلا عايز أسمعها منك..
تجاوبت معه سريعًا وقد نجح بإخراجها من قوقعتها لتبتسم بمرح: تمام يا ليث، ليث... أقول كمان
شرد بها قليلًا وقال بتلقائية: ياااريت..
نظرت له بتعجب وعدم فهم: نعم...!!
أفاق من حالتة وأجلى صوته: احمممم... لا ولا حاجه، أعرفك على نفسي بقى يا ستي..
أنا ليث العاصي، ٢٨ سنة، وضابط في مكافحة المخدرات زي ما إنتي عارفة وبحب شغلي جدًا ..
والدي متوفي وعايش أنا ووالدتي بس .. معنديش إخوات بس مؤمن أخويا..
تقريبًا دا كل حاجة عني .. يعني مفيش أكتر من كدا......

ويختم حديثه بمرح غامض: ولو فيه إنتي تكتشفيه بقى إن شاء الله ...

ابتسمت بهدوء قائلة: ربنا يرحم والدك و يباركلك في والدتك ...

أمَنَّ ورائها ثم أكمل حديثه قائلًا: بمناسبة والدتي، بصي يا ستي إحنا هنعيش مع بعض سواا، أنا أول ما مؤمن كلمني أنا فهمتها كل حاجة ومتأكد إنها هتحبك وهتحبيها جدًا وهتتفقوا سوا..
وفي نقطة تانيه، كل الناس إللي حولينا الجيران وغيرهم طبعًا لما يسألوا عنك هتكون الإجابة إنك شاهدة في قضية أنا ماسكها ومُحتفظ بيكِ معايا ودا طبعًا منعًا للقيل والقال لما يعرفوا إن إحنا إتجوزنا بيوم وليلة،..... ودا طبعًا رأي مؤمن... وعلشان تقدري تمارسي حياتك بشكل طبيعي وتنزلي كليتك من غير شوشره..

تنهدت براحة وابتسمت له بإمتنان: شكرًا جدًا ليك يا ليث...
ليث: على أيه بس أنا عملت حاجة، وبعدين أنا مدين ليكِ بإعتذار ومجيتش الفرصة إني أعتذر ...
قطبت جبينها بإستغراب متسائلة: تعتذر على أيه..
ليث: على إللي صدر مني وإنتي محجوزة وتصرفي معاكي وردة فعلي.. أنا بجد آسف يا ليلى وأصلًا دا مش أسلوبي بس أنا كنت مضغوط الفترة دي
ليلى: ولا يهمك .. حصل خير وسوء تفاهم وإنتهى..

وحان الوقت لتبدأ ليلى بحياة جديدة لعَلىَ القادم أجمل ويبدأ قلبان بالتقارب ليتئلفان دون مقدمات
فبوسط هذا الحرب والضغوطات ينبُت ويُزهر حب جديد تحت ظروفٍ خاصة، لعلىَ هذا الحب أن يمحوا مرارة الأيام وأن يشفي الجِراح فجمال كل شيء ينبع من بساطتة وهكذا كانت ليلى دائمًا...
تلاقى قلبان تحت سطوة حب مغمورُ بمذاق حرف اللام ولا يجوز إلا لِ اليث وليلته..

•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°•°

غرفة ضيقة يتخللها ضوء قليل وهدوء يَعُم الأرجاء...
بزاوية بعيدة تجلس ساكنة تضم نفسها بذراعيها بحماية وأعيون مثبتة على اللاشيء ..
قلبها يردد جملة واحدة لا تفارفه ومؤمنة بأنها مخرجها.. "قل لن يُصِبَنا إلا ما كَتَبَ الله لنا هو مولانا"
فالتكُنْ رفيقي يا مولاي فقد وكَلتُ لك ما لا أقوى على حمله ولتُلهمني الصبر على ما أنا به، فلا حول لي ولا قوة إلا بك، وواثقة أنا بأنها أقدار ستَسُقني إلى الخير الوفير ..وهذا يقيني بك فاللهم الثبات...

تجلس تنتظر منذ ساعات إلى أن يأتي الوقت الذي يتم به التحقيق معها وعرض الأدلة بعدما أخذوها من منزلها وقد سمحوا لها بتبديل ملابسها وجلب أوراقها الشخصية فقط...
يقولون أن من سيُحقق معها هو ضابط خاص بمكافحة المخدرات...
دقائق أخرى ودلف إلى الغرفة أحد العساكر قائلًا: يلا علشان التحقيق حضرة الظابط وصل..
قامت واقفة بألم فمازال جسدها يؤلمها ..
سارت بجانبه إلى أن وصلت لأحد الغرف ودلفوا إليها على الفور..
يالسخرية القدر فقد أرادت أن تدخل هذا المكان لتشتكي مؤمن لكنها ولجت إليه وهي متهمة... عقلها لا يُصدق هذا... وتتوق شوقًا لرؤية الأدلة التي تُدينُها وتثبت تُهمتنا...

ظلت واقفة بداخل الغرفة أمام ثلاثة ضباط لكن يبدوا أن الضابط الذي سيُحقق معها لم يصل بعد ..
دقائق وكان يلج إلى الغرفة ضابط بعقده الخامس يبدو عليه الوقار والصرامة ولم يكن سوى "عاصم الشامي"
الذي خرج من جُحره أخيرًا عند سماعة بأنها أبنة الخطيب ..

فور دخول عاصم وعندما رأها شعر بشعور مجهول بداخله لا يعلم حقيقته ... دقق النظر إليها وهو يشعر بأنه يألفها لكنه استغفر ربه ونفض هذا الشعور بعيدًا، جلس بوقار ورزانة ليبدأ بالتحقيق معها بكل جدية عن تلك القضية...
تحدث بهدوء مشيرًا لها: أقعدي يا آنسة..

= وبعيدًا عنهم إلا أنه قريبًا أيضًا، يتواجد مؤمن خلف أحد أجهزة الكمبيوتر المتصلة بكاميرا وُضِعت بدقة وحِرص داخل غرفة التحقيق...
ينتظر ليشاهد الذي سيحدث بترقب شديد، وقد ظهر أخيرًا وجه "عاصم الشامي" الحقيقي الذي يعرفه من خلف قناع فؤاد معلم الفُخار ....

بدأ عاصم حديثة قائلًا: إسمك .. أسوة محمد الخطيب..صح
ابتلعت ريقها بتوتر ولا تدري ماذا ستقول له...
أتخبره بأنها ليست أبنته وأكتشفت أمس فقط بأنه ليس والدها، لكنها أجابته بمضض: أيواا
عاصم: طب يا أسوه متوجهلك تهمة الإتجار في المخدرات وصُنع عقارات وأدوية غير مشروعة ..
تحدثت بثبات: وإزاي أثبتوا كدا عليا... ولا دا كلام من فراغ... يعني فين الأدلة على الكلام ده..
عاصم: لا طبعًا إزاي من فراغ.. من حقك تعرفي وتشوفي الأدلة..

مد يده لها بملف يحتوي على بعض الصور الملتقطة لها بعناية بالإضافة لمقطع فيديو ..
بدأت بالتدقيق والنظر إلى تلك الصور.. وعقب رؤيتها تلك الصور جيدًا توقفت يدها بصدمة وعلمت من الوهلة الأولى من الفاعل ومن هو وراء تلك اللعبة..
"مؤمن الصياد" لا غيره، فبعض الصور لها بمعمله الخاص والبعض الآخر وهي تأخذ المواد سرًا من معمل الكلية...
ما كانت تنوي فعله معه سابقًا فعله هو معها ....
لكن لماذا فعل هذا وهو يعلم أنها ضد هذا وتحاربه...
ألهذا علاقة بمعاقبتها، وفعل هذا لينتقم منها...

أفاقت من شرودها على صوت عاصم: عندك كلام تدافعي بيه عن نفسك يا آنسه أسوه أو بتنفي الكلام ده... أو في حد عايزه تعترفي عليه وهو شريكك وإللي ورا ده كله ...
بمعنى أصح بتشتغلي لصالح مين...؟

وفي هذا الأثناء وخلف الكاميرا ينتظر مؤمن إجابتها التي ستقلب الموازين وستُغير الكثير على أحر من الجمر... إجابتها ستشفع لها عنده.. وستُغير الكثير والكثير ... فهو يتمنى أن يعود له شيء من الماضي، متمنيًا أن تعود له ملاكه... سيأخذ هذا القرار من هذا الموقف وجعله الفاصل ...
ينتظر إجابتها مع العلم أنه يعلمها بداخله جيدًا فهي كغيرها لا تختلف كثيرًا  ...

بينما هي فأخذها عقلها إلى ما فعله مؤمن الصياد معها مر كل شيء على عقلها كشريط سينمائي...
إجبارها لصنُع تلك المواد وتهديدها بيزيد ثم بعد ذلك ألقاها بجحيم محمد الخطيب والمجرمة بتول يومٌ بليلتة وكانت على وشك الموت... وأخيرًا إبلاغه عنها وخِداعها بتلك الطريقة ليُبعدها عن طريقه...

أخذت قرارها وستُنهي هذا الأمر هنا ... فقد أتتها الفرصة للإنتقام منه على طبق من ذهب ولن تُضيعها وتُفلتها من يدها..
نطقت بحدة: أيواا يا باشا عندي الدافع وأنا تبع حد فعلًا وهو......

يُتبع...
توقعاتكم يا حلوين ...
بقلمي/ سارة نيل
ملكة السروررر

دمتم سالمين..♥️

  

      

 
 

  
   
   

      
                      
             
         

         

 

Continue Reading

You'll Also Like

18.3K 1.5K 15
ـ مبدائيًا بطالتنا بنت جميلة سمرا وشعرها كيرلي، بنت جميلة عايشة مع أبوها ومراته، ومرات بباها مش بتحبها لإنها ببساطة مش بتخلف، بنت جميلة جدًا وبتتعرض...
909K 61.1K 130
فتاة يتيمة مسكينة لكن إحذر عزيزي القارئ ليست كما تظنها وكما وُرِد في باقي الحكايات المعتادة، فتاتنا تتصف بالجنون أيضًا وأعني الجنون كما لفظته ليست كص...
1.3K 76 36
الجزء الثاني من السلسلة المنفصلة المتصلة "بين صراعي الحبيب".
379K 21.4K 33
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف