جزء 29

4.7K 198 30
                                    

الفصل الثامن العشرون :-
_أحضر حقيبة سفره والقاها علي الفرأش ليبدأ بوضع ثيابه بداخلها بجود وسط توسلات والدته التي لم تجدي بشئ:-
-بقا معقول ياجاسم عاوز تسبنا وتمشي ؟ لييه طيب يابني؟
راح يجلب ملابسه دون توقف وبلهجة جامدة:-
-غصب عني يا أمي ، مش هقدر أفضل هنا في الوقت ده وبعد اللي حصل ! ..
ثم وضع أخر قطعة في يدييه ليزفر بضييق بعدما تصلبت  ملامحه بغضب  :-
-والحقيقة مش هبقا ضامن رد فعلي لو شوفتهم قدامي مرة تاني ، مش هعرف أتحكم في نفسي !..
دنت منه سنتيمترات برجاء:-
-عشان خاطري ياجاسم سامح "حنين" دي عيلة وساذجه  وتلاقي بس هدي اللي لعبت عليها ما أنت عارفها ، وبعدين هي مش دي تربيتك برضه ؟!...
جاسم بحده برزت عروقه :-
-من فضلك يا أمي التربية الوسخه دي لاتمت ليا بصله، دي زرعة هدي واهي بسم الله ماشاء الله طرحت اهي عشان كده كل اللي حاولت اعمله مع حنين السنين اللي فاتت دي كان بيفشل..
ثم هدأت نبرته فورا وبجمود تام في ملامحه:-
-حنين مابقتش العيله بتاعة زمان لا دي كبرت وبقت تعرف ترسم وتخطط ،وبتهكم ساخر :-
-وبقت تعرف تقلع وتجيلي لحد أوضتي وسريري مستنيه منها أييه تاني يا أمي !؟..
صمتت "مشيرة " بحرج ولم تجد ماتقوله فختم حديثه بقوله بسخرية مريرة  :-
-حته العيلة دي بتفكر تغريني وفاكرة انها هتقدر ونسيت أني انا الوحيد اللي لوشوفتها عريانه قدامي هغطيها !..
مشيرة علي عجالة بعدما بللت شفتييها وبضجر :-
-طب ياحبيبي لازمتها أييه بقا تسيبنا وتمشي خليك معانا هو احنا لينا غيرك يعني !..
راح يغلق سحاب حقيبته وتمتمم بلا أكتراث:-
-صدقيني يا أمي ده الحل اﻻصلح ليها قبل مايكون ليا وخصوصا في الوقت ده ولحد ما أهدي واتقبل أني أشوفها قدامي من غير مابقا عاوز أدفنها مكانها ، وبعدين ماتقلقوش الأمن بره مش هيسيب مكانه ولو دقيقه وا
قاطعته بنزق عقبه بنرة أمومية حنونه:-
-ومين قالك أني أحنا هنبقا مطمنين كده ولاحتي في أمان، ياجاسم أنت الأمان بتاعنا أحنا عايشين بيك أنت راجلنا وبعدين أنت كده مش بتعاقبهم هما أنت بتعاقبني أنا!..
ترك حقيبته وراح يدنو منها يحتضن وجهها بكفيه وبحنو:-
-هرجع ! فترة مش هتحسي بيها وهتلاقيني قدامك من تاني مش عاوزك تقلقي خالص !..
ثم وضع قبلة أعلي جبينها وبخشونه:-
خلي بالك من نفسك وأتاكدي أني هبقا جمبك !..
................................................
_لمحته من خلف الباب يغادر القصر بهيبته وقد سبقته حقيبته برفقة الخادم فأغلقت الباب بقوة وراحت تندب حظها ببكاء:-
-مشي ياماما مشي سابلنا القصر كله ومشي !
هدي بلا اكتراث وبتهكم في أن واحد :-
-يلا في داهية ولا كنتي عاوزاه يفضل هنا عشان يصبحك بعلقة ويمسيكي بعلقة زيها هو انتي مش عارفاه يعني وعارفه انه في ساعة غضبه بيبقا عامل زي الطور الهايج ومحدش بيعرف يوقفه ده مش بعيد كان موتك ياحنين .. تهاوت علي الفرأش وهي تهتف بضيق بالغ باكية :-
-أحنا مكنش لازم نعمل كده ياماما انا كده خسرت جاسم  وبسببك!
هدي بإستنكار:-
-بسببي أنا ! ليه هي مش دي خطه صاحبتك اللي انتي كنت ناوية تنفذيها من غيري !..
تهكمت نبرة "حنين " علي الفور:-
-اه بس انتي عرفتي وماتكلمتيش بالعكس ده انتي وافقتيني علي كده ورحبتي بالفكرة بدل ماتمنعيني كان من واجبك إنك تمنعيني وتفوقيني ياماما ده واجبك وحقي عليكي ..
قلبت عيناها بنفاذ صبر وو بنزق:-
-بقولك أييه اللي حصل حصل خلاص مش هنقضيها ندب طول اليوم بقا !..
دفنت رأسها في الوسادة لتبكي بقوةة مكررة:-
-انا مش هسامح نفسي علي اللي عملته ده ، مش هسامح!..
لتنهض "هدي " زافرة بغضب:-
-أووف عليكي ياحنييين بقيتي حاجة فوق المحتمل ..لايمكن
ثم تركتها تبكي بمغردها ورحلت لغرفتها بإستياء شدييد من إبنتها الوحيدة !..
.......................................
_ارتداءت عباءتها السمراء وحملت حافظة نقودها أسفل ذراعها الأيسر وبينما هي تستعد لتغادر السكن خرجت "رباب' من المرحاض حاملة صغيرها التي كانت تغسله بالداخل فتساءلت بلا إكتراث وهي تغلق المنشفة عليه جييدا :
-علي فيين كده ياماما ؟!.
وقفت "فاطمة" عند عتبة الباب لتجيبها بجدية وهي تلف حجابها :-
-رايحه ل عفاف أفهم منها ماهو انا مش هفضل زي الأطرش في الزفه كده كتير !.
شهقت "رباب" بهلع ثم أسرعت تضع صغيرها علي الأريكة بحرص لتدنو من والدتها :-
-وده يصح ياماما احنا اللي نروحلهم ايه هندلل علي نفسنا !
فاطمة بسخط:-
-هو أنتي واختك مخليني عارفه الصح من الغلط ده مفيش واحدة فيكم عاوزة تنطق !..
تنهدت "رباب" بنفاذ صبر وو:-
-ياماما مفيش حاجه حصلت تستاهل كل ده ، مفيش نصيب بينهم خلاص ..
فاطمة بطريقة فظه للغاية :-
-لامش خلاص ياحيلة أمك لازم نعرف ايه اللي حصل مخلاش فيه نصيب ونحاول نرجع المايه لمجاريها خلينا نستر أختك بقا !.
رباب بإندهاش مستنكر :-
-حتي لو وصلت أننا نطاطي ليهم معقول ده؟!
توتر ملامح "فاطمة" فأولتها ظهرها وبتلعثثم:-
-وفيها أييه اا مش كله عشان خاطر أختك في الأخر ،دي فرصتها في الجواز تتعد علي الأيد يعني المفروض نمسك في سامر بأيدنا وسنانا..
استاءت "رباب " بشدة من حديثها :-
-والله حرام عليكي ياماما ماحد عمل فيها كده غير تقليلك منها كل شوية !..
كادت أن تتحدث "فاطمة" ولكن منعها  من ذلك ووصول صوتها لإذنيهما :-
-ماتلوميش عليها يارباب هي معاها حق !.
كانت قد وصلت اللتو فراحت تدنو من والدتها بعيينين دامعتين :-
-انا عارفه انك بتدووري علي مصلحتي وانك نفسك تشوفيني عروسة واني زي ماقولتي فرصتي مش كبيرة اووي وتستاهل أني اتنازل ، بس مش هعرف أذل نفسي ياماما والله ماهعرف اذل نفسي وأدلل علي روحي كرامتي ياماما لا!
ثم مسحت تلك الدمعة الهاربة من مقلتيها لتهتف بعدها بجدية باهته :-
-انا رجعت الدبلة لسامر وهرجعله باقي حاجاته واسفه عشان مش هقدر أجي علي نفسي !..
أنهت جملتنها وركضت بخطواتها نحو غرفتها تاركه شقيقتها تعتاب والدتها بنظراتها ثم تذهب لطفلها من بعد بصمت !.
.....................
_بعد مرور عدة أيام ..
حمدت ربها كثيرا أنها لم تلتقي به حتي الأن فهي لم تجرأ علي مقابلته وتتعمد دوما الهروب من اي بقعة ربما قد تجمعهما ، تنزوي في حجرة البوفية لتنهي عملها ثم تغادرها نهاية اليوم دون أن تلمحه أو يلمحها ، وفي ذات يوم وفي الساعه المخصصه لإستراحة العاملين والموظفين ، كانت جالسة علي الطاولة بعد مغادرة زوج خالتها تسند وجنتها علي كففها بوجوم وشرود ، ليدلف هو بوقاره ويقف عند عتبة الباب دون أن يتفوه بكلمه فانتبهت فجاءة لوجوده عن طريق عطره النافذ الذي تسلل لإنفها فإلتفتت نحوه علي حين غره لتنهض سريعا بإرتباك جلي علي حديثها:-
-ج جاسم بيه، أؤمرني!؟.
أطلق تنهيدة عمييقة ليهتف بعدها بنبرة قائمة دون أن يحيد ببصره عنها:-
-بتتهربي مني ليه؟!..
جابت بعينيها المكان قبل أن تقول بخفوت بالكاد سمهعه:-
-ب بتهرب أزاي وليه أساسا!؟..
وضع يديه في جيب بنطاله وبجمود:-
-أنا اللي بسألك دلوقت ؟..
اولته ظهرها لتفرك كفيها معا بتوتر وليخرج صوتها بعد مرور ثوان معددوة :-
-مفيش اا حاجه مني دي !..
-عموما مش وقته الكلام ده ، يلاا معايا ..
التفتت لها فجاءة بعدم أستيعاب ولتهز رأسها بعدم فهم ، ليجاوبها بهدوء عكس مابداخله:-
-ساعة البريك مخصصه لكل العاملين في الشركة ومش  فاكر أني أستثنيت منها حد!.
بلعت ريقها لتقول :-
-انا معايا اكلي واا..
فقاطعها بلهجة جامدة صارمة:-
-انا مش تلميذ ومش معني أني عدييت الموضوع المره اللي فاتت ابقا صدقتك انا سيبتك براحتك بس لازم تعرفي اني اقل حقوقك هنا تبقي معاهم تحت ومفيش اي حد يمنع ده !..
نكست رأسها أرضا قائلة بنبرة خافتة أظهرت مدي إرتباكها :-
-انا محدش مانعني انا ااا
قاطعها للمرة الثانية بحزم :-
-ومحدش يقدر طول انا موجود !.
فأخرج يده من جيب بنطاله واستدار ليغادر ليقول بلهجة أمر وبنبرة خشنه :-
-يلاااااااا !..
...يتبع ..
صباح الخير مش عارفه بدري ولا راحت عليا نومه 😂 عموما لو فصل شايفينه بسيط في تكملة بالليل بإذن الله❤️❤️🌚..

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن