جزء ١٨

4.8K 185 7
                                    

الفصل الثامن عشر..
ابتلعت مافي فمها بشرود تام وقبل أن تقطم قطعة أخري وقعت عيناها علي محبس خطوبتها في اصبعها فترقرقت العبرات في مقلتيها بعدما تركت نصف شطيرتها بجوار رفاقها ثم راحت تتحسس محبسها بقهر دفيين قبل أن تنسدل عبراتهاعلي وجنتيها واحدة تلو الإخري لشعورها بالمهانة ولقلة حيلها في فعل شئ! صدرت منها شههقة قوية رغما عنها عقبها نبرة جامدة علي بعد سنتيمترات منها :-
-رقييية !..
التفتت بفزع نحو مصدر الصوت لتجده واقفا علي عتبة الحجرة وبجسده الضخم فمسحت دموعها سريعا بتوتر ملحوظ  قبل أن تهب واقفة  ،فسرعان ماتحرك نحوها حتي وقف قبالها يتفحصها بقلق وبخشونه :-
-بتعيطي كده لييه !؟.
مسحت وجهها بكفها لتهز رأسها نافييه سريعا :-
-ابدا اا حضرتك مش بعيط ولا ح حاجه !..
وبجمود سألها وهو يشير بعينيه نحو مقلتيها :-
-اومال أييه اللي أنا شايفه ده ؟!.
ثم عاد يهتف بحده :-
-ماتكدبيش عليا ، في حد ضايقك هنا ؟! ..
عادت تنفي مجددا وبصدق:-
-صدقني حضرتك مفيش أي حاجة من دي حصلت
ثم اولته ظهرها وبنبرة مرتبكة أستطاعت أن تكذب :-
-كل ا الحكاية أني حاجة دخلت في اا عيني بس !..
لم يقتنع بجملتها هذه إلا أنه قبلها مرغما حتي لايضغك عليها أكثر وبحزم  :-
-اتمني اللي بتقولييه ده يبقا هو الصح !..
فإلتفتت له علي عجالة تسأله بجدية  :-
-صحيح هو حضرتك كنت محتاج حاجة؟
كان الأرتباك هذه المره من نصيبه فلم يعلم سر مجيئها هنا لكنه ظل ثابتا  وبهدوء بعدما تنحنح :-
- ابدا كننت جاي أقولك اا
ثم وجد حاله يندفع بالقول بعدما تعلقت عيناه بها
حمد الله علي السلامة !..
ثم ضيق عيناه بتساءل ليلحق ذاته :-
-أظن بقيتي أحسن مش كده ؟!..
فراحت تبتسم بزيف :-
-الحمد الله ،متشكره اووي لحضرتك ...
مازالت هيبة حضوره طاغية في المكان فتهربت من ارتباكها بسؤال عفوي فأبتسمت بخفوت:-
-معقول بسمة لحقت تبلغ حضرتك !
تنهد بصوت مسموع ثم هز رأسه نافييا بعدما وضع كلتا يدييه في جيبه وبنبره قائمة دون أن يشيح بصره عنها :-
-لا بسمة مابلغتنيش ولاحاجه ،كل الحكاية أني قهوة النهاردة مميزة جدا وده مابيحصلش غير اا في وجودك !..
.أحمرت وجنتيها رغما عنها وأبتلعت ريقها بتوتر وقد أشاحت بوجهها بعييدا وبداخلها رفض ونفور  لذلك !
أما هو فتحدث مجددا بجدية لكي يلين الموقف وقد قطب مابين حاجبيه بإستغراب :-
-صحيح هو انتي مش مفروض تكوني في البريك دلوقت أنتي مش معاهم تحت لييه؟ !..
لم تتذكر عدة المرات اللي أرتبكت فيها منذ دخوله ولكننها أجابت رغم ذلك وهي تفرك كفيها معا بعدما سارت نحو طاولة الطعاام :-
- أ أصل يعني اا أنا متعودة دايما أجيب أكلي معايا وبحب أكلي يبقي من أيدي !.
رفع أحد حاجبيه وبنبرة ذات مغزي :-
-معني كده أن أكلك أحسن من الشيف اللي تحت ؟! ..
وبعفوية غير متوقعة بل غير مدركة منها تناولت واحدا وأقتربت منه بجدية وقد مدت يدها بالسندوتش أمامه مبأشرة :-
-حضرتك ممكن تحكم بنفسك دلوقت !..
رمقها مطولا ثم أبتسم من زاويه فمه لينحني فجاءة بوجهه يقطمه من يديها أرتجفت يدها سريعا وبصدمة جعلت الطعام يسقط من يدها ثم أبتعدت خطوة تليها أخري ! وكان قد لاحظ وجود ذلك المحبس في أصبعها وبمثابة وصول اللقمة لجوفه هتف بإندهاش جلي علي ملامحه كليا :-
- أنتي اا مخطوبة !.؟..
رغم خجلها الشديد إلا أنها أنحنت تلملم الطعام علي عجالة لتواري خجلها ذا ثم سارت نحو سلة القمامة والقته بداخلها فتنفست بعمق بعدما استدارت له وبجفاء لاتعلم سببه :-
-ايوة مخطوبه من فترة حضرتك !..
ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وبإقتضاب واضح :-
-حضرتك تؤمرني بأي حاجة؟!..
شعر بحرج بالغ فالتفت يميناه ويسارا ثم تنهد بجمود قبل أن يبرح المكان :-
-أ اا أسف !.
تنفست الصعداء فور خروجه فوجوده معها يربكها دائما ومؤخرا أصبحت تمقته وبشدة وأصبح ثقيلا علي روحها وقلبها !..

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now