جزء ٢٥

4.3K 165 15
                                    

الفصل الخامس والعشرون !
_وكانت صاحبة الصوت "رقية" التي تقدمت سنتيمترات منها والأستياء جلي علي وجهها :-
-الأوضة جمييلة جدا وعجبتني انا وسامر هنشوف غيرها لييه بقا ؟!..
رمقتتها "عفاف" بذهول وصدمة في أن واحد فتلك الجراءة التي تتحدث بها جديدة عليهما فرفعت حاجبيها قائلة بعند :-
-وانا قولت مش عجباني ،عفش أبني بقا وهو اللي هيدفع يبقي من حقي أختار علي ذوقي !
عقدت الأخري ساعديها أمام صدرها بتحد سافر:-
-وانا العروسة وده عفشي وأختاره علي مزاجي !...
تعجبت شقيقتها من تلك الحالة أيضا ولكنها سعدت بذلك ولم تظهر فتدخل"سامر " بينهما:-
-ياجماعه استهدوا بالله كده وكل حاجه هتتحل !
ثم نظر لوالدته بلين  :-
-وانتي ياماما سيبيها تختار اللي يعجبها ماهي عروسة وجاية هنا مخصوص عشان تنقي اللي يعجبها !.
رباب علي عجالة بمرح مصطنع لتلين الموقف:-
-عروسة بقا وبتدلع علينا ياحماتي حقها ولا اييه ياسامر !
تطلعت "عفاف " لهما بغييظ شدييد وبين طياتها:-
-ده انتو طلعتو حربايتنين وأنا معرفش يابنات فاطمة !..
فدنا منها "سامر " مبتسما علي مضض :-
-خلاص بقا ياماما انتي مش وعدتيني يعني واتكلمنا قبل مانيجي!
ثم أكمل بنزق وهو ينوي السير  :-
-انا هاروح أشوف صاحب المحل وأخلص معاه !..
وغادر بالفعل وتركها تشتعل غيظا وقد نمي بداخلها شعور بالحقد والكراهيية تجاه تلك التي أختارتها بنفسها عروس لإبنها نظرا لضعف شخصيتها وسهولة السيطرة عليها والأن تقف تتحداها بعين قوية بل وسحبت أبنها تحت جناحها  طوع يدييها لهذا أقسمت علي افساد هذه الزيجة كما رتبت لها !..
بينما وقفت "رقية" علي مضض ، وبأحاسيس مفتعلة فتلك المرأة اللعينة التي خدعتها من قبل لاتستحق أبدا أن تنصاغ وتخضع لها مجددا ، فرغما عنها تصرفت بتلك الجراءة لعلها تثار لكرامتها المهدرة سابقا !
فدنت منها "رباب " بتحفييز وقد اعتلت الإبتسامة ثغرها :-
-ايوة كده جدعه يابنت أمي ماتديهاش فرصة ابدا تتدخل في حياتك !
ثم نظرت خلفها لتراها تكاد تشتعل من الغيظ فهمست بشماته واضحه:-
-دي ياعيني هتولع أكمنها معرفتش تحشر مناخيرها زي كل مرة ..أحسن تستاهل !
رمقتها "رقية" بصمت وبوجوم كسي ملامحها لتمسك أحشائها فجاءة بأنين منخفض :-
-اااااااااااه !
ثم أستند علي ذراع شقيقتها بألم، لتتحدث"رباب" بقلق :-
-مالك يارقية أنتي تعبتي تاني ولا اييه!؟
بدأ وجهها يتصبب عرقا فمسحته بظهر كفها وبالرغم من الإعياء البادي عليها إلا انها حاولت تظهر العكس:-
-انا اا كويسه اا ماتقلقيش !.
رباب بنزق وهي تنظر حولها :-
-كويسه ايه بس ده انتي مش قادرة تصلبي طولك ..
وعلي عجالة هتفت :-
-أنا هاروح هشوف سامر واهو يودينا مستشفي ولاحاجه !.
حاولت إيقافها ولكنها لم تنجح بسبب تلك الوغزات التي ضربتها مجددا ، فأستندت بيديها علي الأثاث جوارها وهي تعض علي شفتيها بقوة من شدة الألم بينما ذراعها يلتف حول أحشائها، تطلعت لها "عفاف" بحقد واضح قبل أن تسير نحوها ببرود محتضنه حافظة نقودها ثم دنت منها تتلاعب بحاجبيها :-
-فاكرة نفسك قدرتي عليا يابنت فاطمة ؟!
تطلعت لها بوهن شديد ، فكانت حالتها المرضية كفيلة بالرد عليها ولكنها لم تعبئ أبدا بها بل جذبتها من رسغها بقوة جعلتها تنتصب في وقفتها رغما عنها ثم غرزت أصابعها في جلدها وبهمس كفحيح الأفعي :-
-ده بعدك ، وحياة أمك ماهخليكي تدخلي دنيا مع الواد والعفش اللي أنتي أختارتيه ده أبقي قابليني لو جتتك لمسته ولانمتي عليه ه  !.
وحينما أختتمت حديثها فوجئت بصرخة "رقية " بهلع وخاصة بعد رؤيتها للدماء التي سالت فجاءة من بين ساقييها !..
....................................
-في المشفي..
خرجت "الطبيبة" من غرفة الكشف فأقبلت عليها "رباب" ومن خلفها "سامر الذي بادر بالحديث بدلا منها:-
- خير يادكتورة طمنينا ؟!..
ازاحت الكمامة من فمها لتجيبهم بعملية متقنة :-
-ماتقلقوش خالص الموضوع بسيط ،بس الظاهر أنها اتعرضت لضغط وتوتر الفترة اللي فاتت وده أدي لخلل في الهرمونات ولخبطتت عندها ميعاد البريود !..
رباب بتلهف:-
-طب يعني هي كويسه ومفيش حاجة خطر عليها ؟!.
أبتسمت لها ببشاشة:-
-زي الفل والله ، وعشان نطمن أكتر هنعمل شوية اشاعات علي الرحم وووااا
تدخلت "عفاف" في الحوار فجاءة مقاطعها إياها بطريقة فجه :-
-أيوة يعني الموضوع ده هيأثر علي خلفتها بعد الجواز ولا أييه ؟!
رمقها الجمييع بنزق لسؤالها ذا فيما بينهم الطبيبة التي تنهدت قبلها بصوت مسموع وو:-
-والله ياحجه دي حاجات بتاعة ربنا ملناش دخل فيها !
-ونعم بالله ياضاكتورة بس مش انتي هتعملي اشاعات وبتاع شوفيلنا الموضوع ده بالمره ينوبك ثواب !..
لم تجيبيها بل رمقتها بخزئ ورحلت :-
-عن إذنكم !
فدنا منها "سامر " بضييق للغاية:-
-ايييه ياماما اللي قولتيه ده مايصحش !
لوحت بذراعييها في الهواء مع صياحها المبالغ به :
_هو اييه اللي مايصحش ده ! من حقنا نطمن علي العروسة اللي هناخدها اااه !
ثم مصصت شفتيها بتهكم وهي تنظر ل "رياب":-
-لاحسن تكون أرض بور ولاحاجه ويبلونا بيها !..
غلت الدماء في عروقها وهي تستمع لكلمات حماتها اللاذعه في حق شقيقتها فحملت "رضيعها" بإنفعال وأنسحبت للغرفه التي تمكث بها شقيقتها تطمئن عليها قبل أن ترتكب جناية في حق تلك !.
....................................
بعد مرور عدة أيام ..
_هب سامر من مقعده فجاءة:-
-"أييه اللي أنتي بتقولييه ده ياماما ؟"
"اللي سمعته ياسامر الجوازة دي بلاها منها "
رمش بأهدابه قليلا في محاولة لإستيعاب ماقاله:-
-ليه أييه اللي حصل عشان كده؟..
ارتخت علي أريكتها ببروود:-
-بصراحه كده لما فكرت فيها لقيتها مش مناسبة خالص ذنبك اييه انت تاخد واحدة مش تليق بيك انت تستاهل واحدة نقاوة بصحيح!
وبخبث أكملت وهي تربت علي صدرها بفخر :-
-وانا بقا جبتهالك بنت أنما أييه مال وجمال وكمان يتيمة يعني هتكسب فيها ثواب !
انكمشت ملامحه بإستياء:-
-انت جاية تقولي كده دلوقتي بعد ماخلاص جبنا العفش وهنحدد الفرح !..
"ودي فيها أييه بقا العروسة مش عجبانا وبعدين كل شئ قسمة ونصيب "..
"لا ياماما معلش حرام البنت معملتش حاجه ومشوفناش منها حاجه "
نهضت بجسدها البض تهتز كليا بإنفعال :-
-وانا قولت لاياسامر وبعدين مش انا اللي اخترتها واديني دلوقت اهو أخترت غيرها وبقولك بلاها منها انت مش هناخد واحدة محدش دق بابها قبلك وكمان معيوبه!
سامر بلهجة غاضبة:-
هو لعب عيال ياماما ، طب عشمتيها من الأول لييه وخلتيني نشتريلها شبكه ووو
قاطعته بتهكم ساخر :-
-وأنت فكرك يعني كنت هشتري للمحروسة دهب بصحيح !
قطب مابين ملامحه بعدم فهم وبإستنكار :-
-يعني أييه؟!.
أبتسمت إبتسامة ماكرة قبل أن تهتف مولياه ظهرها:-
-يعني الدهب اللي معاها تبله وتشرب مايته !
ثم أستدرات بنصف جسدها تزف له نباءها الدنئ:-
-الدهب مضروب ياحبيب أمك !
أتسعت عيناه بصدمة عارمة كما هربت الكلمات من بين شفتييه ولم يجد مايقوله امامها وأمام إبتسامتها الخبيثة تلك !..
...................................

_قررت "رباب" بموافقة زوجها علي دعوة شقيقتها وخطيبها علي وجبة غداء صنعتها بنفسها وتناولها في أحدي الحدائق العامة المجاورة لهم ، فكانت تسعي لتقريب المسافات بينهما ولتضمن شقيقتها مكانه في قلب سامر تشفع لها أمام والدته التي حتما ستحاول أفساد هذه الزيجة بأساليبها الماكرة!.

_كانت تسير "رقية" في الأرض الخضراء بشرود تام هي عليها إعادة حساباتها مجددا حتي لاتقع في برأثن تلك المراءة اللعينة التي عزمت علي محاربتها قبل بدأ المعركة ، تنهدت بقوة ثم وقغت تقتطف أحدي الزهور الملونة بينما كان هو خلفها علي الملاءة المفروشة أسفلهم يراقبها بحزن وخزئ! فهو يشعر بخذلان من حاله وكأنه من خدعها فترك الطعام من يديه ونهض من بينهم وسار نحوها حيث كانت تنتظر امامها بلا هدف وتحرك الزهرة بين كفيها بعشوائية ولم تستفيق إلا علي صوته :-
-بتعملي أيييه !؟
أنتشلها من شرودها ذا بسهوله ،فرفعت كتفيها لإعلي بنص إبتسامة:-
ولا حاجه بتمشي شوييه !.
-طب تسمحيلي أشاركك بقا ؟!.
هزت رأسها بهدوء وبخفوت:-
-أكييد طبعا !..
ثم سارت خطوة وهو مثلها لم يجد مايقوله فقد كان يختلس النظر لها من حين لأخر بإشفاق ! ثم خطر علي ذهنها أمر ما وبدون سابق أنظار كان يقول :-
-صحيح يارقية مش أنا لما كلمتك قبل كده ظهرلي أنك في مرسي علم !؟..
وقفت في مكانها فجاءة دون حراك وقد سقطت الزهرة من بين كفيها ثم تابع وهو يعقد حاجبيها بحيرة:-
-مع أن لما كلمتك النهاردة ظهر الموقع عادي!؟..
ابتلعت ريقها الذي جف اللتو بتوتر ثم :-
-م مرسي علم أييه بس وانا أييه اللي هيوديني هناك !.
-ما أنا قولت كده برضه !.
تحدثت بتلعثم وهي تتصنع عدم الإكتراث بالأمر:-
-أكييد الجهاز عندك كان مهنج ولاحاجه !..
-تفتكري يعني ؟! .
هزت رأسها بلا ذرة تفكير وعدة مرات :-
-ااه أكييد!..
صمت ولم يتحدث مرة أخري فتهربت هي من أمامها علي عجالة:-
-كفاية كده بقا أنا هرجع عندهم !..
سارت بخطوات شبه راكضه وأنفاسها متسارعه نحو التجمع ولكن قبل أن تصل لهم شعرت بيد رجولية يقبض علي رسغها ونبرة تمقت صاحبها حقا مع إبتسامة ثلجية:-
-أزيك يارقيية؟!.

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن