جزء ١١

5.1K 157 6
                                    

الفصل الحادي عشر..حادث

أستيقظت من نومتها الغير مريحة بالمرة حيث كانت نائمة بجوار أبن شقيقتها والذي طوال اليوم يسدد لها ضربات في أحشائها رغما عنه، فنهضت وأرتداءت ثيابها علي عجالة ولملت حقيبتها قبل أن تخرج من الغرفة لتجد شقيقتها قبالتها حامله أحدي الأطباق فسرعان ماهتفت :-
-أيه ده أنتي لابسه ورايحه علي فيين كده ؟!
--لازم أمشي بقا معايا محاضرات في الجامعة وحاجات لازم أخلصها !.
رباب بعبوس:-
-وهي الجامعة هتطير يعني خليكي قاعدة معايا ده أنا مابصدق أشوفك !..
أبتتسمت "رقية " بمجاملة:-
-معلش ما أنا هبقا أجيلك تاني !.
رباب بإستسلام :-
-طيب اللي تشوفييه !
ثم جذبتها من رسغها عنوة لتجلسها علي الطاولة الدائرية الصغيرة وبحزم :-
-بس مش هاتتحركي من هنا غير لما تفطري الأول ده أنتي علي لحم بطنك من أمبارح .وأياكي تقولي مليشش نفس !
ثم جلست هي بعدما وضعت الطبق علي الطاولة وقالت بإهتمام :-
-ها نمتي كوييس النهاردة ؟!؟
فسرعان مالتوي فمها بتهكم وهي تقسم رغيفها نصفيين :-
-ده أنا لو كنت حامل كان زماني سقطت من ضرب أبنك فيا طول الليل !..
ضحكت "رباب " بخفة :-
-طب أعمل أييه مش هو اللي شبط ينام جمب خالته!
ثم ربتت علي كفها بحنو :-
-وبعدين ماتقطعييش كلها حبه وتتجوزي وتحملي كده وتجبيلنا أبن عم يطلع عنينا  !..
أكتسي وجهها بحمرة الخجل :-
-لسه بدري اا أوي علي اللي أنتي بتقوليه ده أحنا لسه قرينا الفاتحه أمبارح !.
رباب بحماس :-
-ولابدري ولاحاجه كلها يومين وهنجيب الشبكه وفي أجازة نص السنة هنكتب كتابكم وعلي بداية السنة الجديدة تروحوا بيتكم !
فصمتت "رباب " لوهلة قبل أن تهتف بحذر :-
-بس أنتي متأكده من قرارك ده يارقية !
تركت "رقية " مافي يديها وتنهدت بحرارة:-
-فرصة يارباب فرصة وممكن ماتتكررش تاني عشان كده عاوزة أمسك فيها بأيدي وسناني ..
رباب :-
-بس سامر أيامه معدوده وو
فقاطعتها بجدية:-
-الأعمار بيد الله ومحدش ضامن عمره !..
ثم نكست رأسها أرضا قبل أن تقول مجدداد بمرارة :-
-وحتي لو اللي بتقوليه ده صح ،أفتكر أن لقب أرملة أهون بكتيير من عانس !.
رمقتتها شقيقتها بإشفاق تمقته هي فسرعان مارفعت رأسها وعلي عجالة من أمرها تسألت لتغير مجري الحديث :-
-صحييح مقولتليش اا هي شقة سامر هتبقي فيين ؟!..

.......................................
"هنا ،هيعيش معايا هنا"....
أردفت بها "عفاف" وهي تجيب علي سؤال زوجها الذي جاورها بإمتعاض من حديثها :-
-هنا فيين ياعفاف هي الشقة فيها منفس ده يدوبك مكفيانا بالعافية هنعمل أيه بقا لما سامر ومراته يجوا يعيشوا معانا !..
أرتشفت رشفه من كوب الشاي المخمر وبضجر :_
-وهو ايه اللي هيجد مراته وهتبقا معاه في أوضته أحنا كل اللي علينا بس نديها لون جديد ونجيب أوضة نوم بعفشها تليق بعرسان !..
-طب ولييه مش نجبله شقة تبقا بتاعته ونوضبها من الأول ؟!
-شقته هتاخد وقت وأنا عاوزه أجوزه في أقرب وقت ماهو محدش ضامن عمره !
ثم تابعت بخبث:-
-واهو من ناحية يبقا تحت عيني ومن ناحيية تاني البت تساعدني في شغل البيت ما أنت عارف أنا كبرت ومبقاش فييا حييل للخدمه !.
-اااه قولتيليي ، بقا ده كل هدفك ياعفاف تخلي البنت خدامه عندك !.
عفاف بعصبية وقد تركت كوب الشاي من يدها:-
-ومالو هي تكونش هتخدم حد غريب لاسمح  الله هو أنا مش هبقا أم جوزها برضه وده هيبقا بيتها !.
فتحدث زوجها بسخريرة :-
-وفكرك بقا مرات إبنك هتسيب جامعتها وتفضي نفسها لخدمتك !
رمقته بإذدراء قبل أن تتابع :-
-ومين قالك أنه هيبقي في جامعة تاني ! أحنا معندناش الكلام ده والست ملهاش غير بيت جوزها هو أولي بيها !..
ثم نهضت من جواره وأكملت بنزق:-
-أطلع أنت بس منها وأنا هعرف أمشي الجوازة دي زي مافي دماغي ...
..........................
_جاء موعد أختيار شبكتها ،فأستاذنت من وشقيقتها ساعة واحدة لتذهب لمقر الشركة لتعييد كل شئ وتصلح الأوضاع قبل أن تذهب لها، فراحت تترجل من السيارة الأجرة التي اصطفت بعييدا عن الشركة حيث لايسمع بعبور هذه النوعية من السيارات للداخل ،فسارت علي الرصيف الرخامي محتضنه حقيبتها وباليد الأخري تحمل حقيبة بلاستيكيية بها الزي  الرسمي للعمل خاصتها ، وحينما أقتربت من الشركة وقفت لتعبر الطريق بحذر ولم تنتبه لتلك السيارة التي تدنو منها بسرعة جنونيية إلا بعدما تحركت قدماها وبشتي السبل حاولت تفادي هذه السيارة ولكن لم تشعر بذاتها إلا وجسدها يعلو في الهواء ومن ثم يرتطم بقوة بالأرض الصلبة لتنهمر منه الدماء وبغزارة، فسرعان ما أحتشد حولها الناس كما أن بعض منهم حاولوا اللحاق بالسيارة ولكن دون جدوي فسرعتها كانت أشبه للبرق فأدت مهمتها ومن ثم أنطلقت !.
............................................
-في البناية
جلس "راضي" كعادته أمام البناية ومن ثم شعر  بإنقبضات في قلبه فهو يشعر دائما بذالك عندما تكون إبنته في محنة , فسرعان ماأخرج هاتفه الصغيير من جيب جلبابه ليدلف بعدها لزوجته في الغرفة ,فهو يجهل إستخدام الهاتف حتي الأن بخلافها فقد علمتها إبنتها الصغري بعض أساسيته وأهمها الإتصال ,ففتح باب الغرفة علي حين غره ليجد زوجته تعد الطعام فجلس علي الأريكة مناديا عليها ووجد زوجتة تطهو الطعام.جلس علي الأريكة ونادي عليها فراحت تجفف يدها وتجاوره:-
-في ايه ياراضي ؟!
فمد يده بالهاتف مبأشرة :-
-خدي اطلبيلي رقيية !
فاطمة باستغراب :-
-ليه في ايه ماهي عند أختها وزمانهم راحو يجيبوا الشبكة !.
راضي بنفاذ صبر :-
-أعملي اللي قولتلك عليه ومتنهديش معايا …
لوت فاطمة فمها بضيق وتهكم ومن ثم أمسكت بالهاتف لتطلب رقم إبنتها ,وبعد ثواني نظرت له لتخبره بنزق :-
-اهي قافله تليفونها مش عاوزة حد يزعجها ..
راضي بقلق تضاعف حدته اللتو :-
-طب اتصلي بأختها ط–
فاطمة مقاطعه إيااه :-
-ياراضي بطل قلقك ده ,وخد امسك تليفونك خليني أشوف الأكل احسن يتحرق ..
فأنصرفت من أمامه وتركته في قلقه علي إبنته بمفرده ليرفع رأسه لأعلي قائلا :-
-يااااااااارب

في منزل رباب

انتهت اللتو من تجهيز أبنائها بعد ما البستهم افضل الثياب الخاصة للمناسبات وذالك هي ايضا ,وقفت امام المراة تتضع احمر الشفاة بكثرة علي شفتيها ولم تشعر بزوجها الواقف عاقد ساعديه أمام صدره يشاهد ماتفعله ..
محمد بسخرية :-
-والعروسة بقاا فرحها امتي ..
نظرت له بتهكم ولم تجييه بل أمسكت بقلم الكحل وبدأت في رسم عينيها دون أن تتعييره أي أهتمام ،بينما هو اشتعلت عيناه من الغضب :-
-هو انا مش بكلمك ,مابترديش ليه ؟!
فراحت تتنهد بضضيق ثم بجمود:-
والله انا مش سامعه كلام انا سامعه حد بيستهزء بيا !
رمقها بقوة قبل أن يغير مجري الحديث:-
-طب ياختي اخلصي اتصلي علي اختك عشان سامر وامي خلاص جهزوا ومستنينا ..
امسكت هاتفها الموضوع علي الكومود لتهاتف شفيقتها بعدما رمقته بنظرة غير مكترثة ،ولكن وجدت هاتفها مغلقا فاعادت الأتصال مرة أخري وكانت نفس نتيجة المرة الأولي .فأنتابها شهور بالقلق عليها فهي أخبرتها بساعة واحدة غياب ولن تتأخر ! فإلتفتت لزوجها بقلب واجل تخبره :-
-تليفونها مقفول يامحمد !..

يتبع التكملة ....

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now