جزء ٣٣

5.5K 178 61
                                    

الفصل الثالث والثلاثون ..

_في المشفي !..
رمشت بأهدابها قليلا قبل أن تفتح عيناها وتسعيد وعيها ،نظرة تائهة منها في الغرفة التي بها أثارث توجسها ! فأعتدلت علي عجالة برغم اعيائها لترى المحلول يسري في وريدها لم تكترث وحاولت أن تهبط بأنين خافت ولكن منعها من ذلك دخول أحدهن مسرعه نحوها :-
-لالا بتعملي ايه ، ماينفعش كده !
نظرت لها بإعياء واضح ومن ثم :-
- انا لا لازم أخرج من آآ هناا !
-أزاي وانتي في الحالة دي بس ، وكمان المحلول لسه مخلصش ! ..
لم تكترث لحديثها وشرعت في ذلك لولا أنها شعرت بدوران يداهمها بل وجعلها تجلس موضعها ، لتهتف الأخري بضيق :-
- شوفتي إنك مش قادرة تتحركي ازاي !..
وأكملت وهي تساعدها تسترخي من جديد :-
- ياريت ماتجهديش نفسك كتير لأن من الواضح أنك مش واخده بالك من نفسك خالص الفترة دي !..
عادت تستلقي من جديد بقلق وعيناها حدقت بتلك الممرضة التي تهتم لحالتها المرضية حيث أمسكت بذراعها لتثبت المحلول بها بعدم أنتزع قليلا أثر حركتها ومن ثم انحنت لها باسمه:-
-نسيت اعرفك بيا أنا أسمي مارية من في المستشفي هنا !..
وعند ذكر "المشفي " مرة أخري نهضت بعزم قائلة :-
-صدقيني انا لازم أمشي !!..
وقبل أن تمتد يدها لتنزع الإبرة أمسكت بها الأخري تمنعها :-
-طب ممكن تهدئ كده بس !.
رقية بأنفعال :-
- أهدئ ايه بس بقولك انا عاوزة أمشي ..سبينيى اخرج!
نظرت لها "مارية " بإشفاق قبل أن تقول بتوتر :-
- م ماهو بصراحه كده انا خايفه عليكي ، انتي ماينفعش تخرجي اصلا !
رمقتها بإستفهام شديد لتفجر لها قنبلة مدوية في وجهها :-
- المستشفي بره اتملت صحافة وبوليس وتقريبا كده بيدورو عليكي أنتي !..
.............................................
ومع طلوع الفجر كانت "شهيرة" تدلف من بوابة المشفي وهي تركض بقلب وأجل ومن خلفها هدي وحنين التي لم يختلف حالها عن حال زوجة عمها وفي الرواق تقابلت ب " معتز" فأسرعت نحوه ودموعها تسابقها :-
-معتزز ، أبني فين جاسم حصله ايه !
وشهققاتها متتالية دون توقف ليجاوبها الأخر بملامح حزينة :-
- في العناية المركزة تحت الملاحظة !..
وهنا اندفعت دموعها بغزارة فحاول أن يهدئ من روعتها بخشونة :-
-مدام مشيرة حاولي تهدئ شوية وإن شاء الله اااا..
صمت لثوان قبل أن يتابع بأسي خاصة بعدما علم تأزم الوضع من الطبيب المعالج :-
--إن شاء الله يبقي كويس !
فصرخت في وجهه من بين دموعها :-
-انا مش  ههدئ غير لما أطمن علي أبني ! ..
ومن ثم تحركت من أمامه بتشتت :-
- أنا لازم أشوفه !..
وقبل أن تتجه نحو العناية وقف امامها يمنعها بقوله :-
-زيارته ممنوعه حاليا ومش مسموح بيها !
_ يعني آآ ايه مش مسموحلي اطمن علي أبني !.
-مدام مشيرة ده وضع مؤقت لحد مالحالة تتستقر وان شاء الله الدكتور هيطمنا قريب !
تهاوت علي أقرب مقعد صادفها لتهتف بدعاء:-
-ياارب ماتأذنيش فيه وطمن قلبي عليه !..
دنت منها "حنين " تربت علي كتفها باكية بغزارة هي الأخري وبالكاد جمعت حروفهاا:-
-متخافيش آآآ هيقوم ويبقي كويس !..
وأجابتها عليها نظرة لوم وعتاب قبل أن تجرحها بكلماتها:-
-ادعيله يبقي كويس ،يمكن تكفري علي اتهامك ليه !
وجملتها تنهي اي حديث أخر سوف يكون فصمتت" حنيين" بوجع وأكتفت بدموعها !.

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now