جزء ٣٢

3.3K 145 17
                                    

الفصل الواحد والثلاثون ...
-في المشفي
_سارت بخطواتها العاجلة الراكضة وبقلب واجل هش بمحاذاة الترولي الممدد عليه رب عملها وهو غارق في دمائه! طلقه نارية تجهل مصدرها أصابته في مقتل ليقع أمامها في الحال ،ركضت نحوه بهلع وبصرخة خرجت بأسمه دون القاب كما اعتادت هي ، بينما ركض أفراد الأمن خلف فاعلها ، وجثت هي بجواره بل هوي جسدها أرضا تهزه بقوة صارخه به بفزع بعدما رفعت رأسه بكلتا يديها و قبل أن تراه يغلق عيناه بل وتسترخي رأسه بثقل بين ذراعيها وقد تتدفقت الدماء من صدره الكاشف !
_ولج الترولي غرفة العمليات لينغلق الباب في وجهها فوضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها الصاعدة بل التي ازدات حينما رأت طاقم كامل من التمريض يركض نحو غرفة العمليات فالحالة بدت وللجميع حرجه وقد تلفظ أنفاسها الأخيرة في أعقاب الدقائق الأتية إن عاصرتها !
فهوت بجسدها علي اقرب مقعد تبكي وبشعور ضبابي داخلها لاتفسره خشت من فقدانه بل تجمدت دمائها في عروقها وانقلع قلبها من مجرد الفكرة بأنه سيرحل !
.........................................
-ولجت "رباب " لغرفة معيشتهم في البناية بملامح متهجمه علي اثر مافعلته شقيقتها ومغادرتها المشفي بهذه الطريقة السرية دون أن تخبر أحد ، وقد ظنت أنها أخذت بخاطرها من حديث والدتها المقتضب والحاد معها وتحمليها مسئولية ماحدث لأبيها لذلك فضلت العودة للمنزل ولكن دون أن تخبر تلك المعضلة التي الهبت من ثورة والدتها !.

_تركت اولادها بالخارج ثم أنتقلت تبحث عنها في غرفتها مع صياحها :-
-رقية يارقيية؟!..
وخلف الستار الغرفة فارغة منها والفرأش كما تركوه في الصباح قطبت مابين حاجبيها بتعجب ثم اتجهت نحو المرحاض طرقت علي بابه بخفه ولكن لم تحصل علي جواب ! مما دفعها لتفتحه فكان هو الأخر أيضا فارغ فأغلقت الإضاءة واستدارت بجسدها تهمس بقلق راوضها الأن :-
-هتكون راحت فين دي بس ياربي !..

...........................
_بعد مرور الوقت !..
بعد ساعة أو أكثر من منتصف الليل ، انفتح باب غرفة العمليات وخرج الطبيب بإرهاق يزيح كمامته عن أنفه بعد فرط المجهود الذي بذله في الداخل من أجل إنقاذ حياة من بين يديه ومن خلفه طاقم التمريض ، فهرولت إليه مسرعه ووقفت تلتقط انفاسها أمامه وبالكاد لفظت بلهفة قاتلة:-
-طمني عليه اا يادكتور !؟..
رمقها الطبيب من أسفلها لأعلاها متعجبا من وجود تلك بمفردها مع شخص في مكانة رجل الأعمال الشاب جاسم الراوي ولم يصاحبها أحد من ذويه أو مجتمعه ! ..
ومالبث أن قال بعملية جادة :-
-والله الحالة لحد دلوقت مش مستقرة واحنا عملنا اللي علينا !
وبنبرة مختنقة استدعت دموعها سألته:-
- يعني هيعيش !..
أجابها بنزق :-
-والله الاعمار بيد الله !..
وصمتت وأبتلعت غصة قلبها ليتابع من بعدها بجمود بعدما تنهد :-
-عموما هو هيتنقل للعناية دلوقت وال ٤٨ ساعة الجايين هما اللي هيحدودو وضعه !..
سقطت دمعة حارة مسحتها بأناملها بعدما زاغت عيناها الباكية في المكان ليعقد مابين حاجبية ليسألها بغموض:-
-هو انتي تقربيله أيه ؟!..
رفعت راسها إليه من بين دموعها ورغما عنها ارتبكت لسؤاله بعدما بللت ريقها :-
- ااا انا آآآ بشتغل عنده في الشركة !
لم يندهش من عدم صلة قرابة بينهما فهو أمر بديهي ولكنه لهفتها مبالغة أكثر لذلك تممتم بلا أكتراث:-
-اه ، تمام عن أذنك !..
ورحل هو ليعقبه خروج "جاسم " علي فرأش متنقل يدفعه اثنان من طاقم التمريض، يستكين عليه بشحوب فأنتقلت بعيناها نحوه سريعا وقد خفق قلبها لهيئته هكذا ومر الفرأش من جوارها كما مرت دموعها علي وجنتيها علي اثره ولم تحيد ببصرها عنه رغم تكدس مقلتيها بالعبرات الحارقة !..
.......................................
-انهت الشرطة عملها أمام مقر الشركة حيث قامت بمعاينة المكان جيدا وأخذ البصمات موضع الحادث ! أما عن الفاعلين فقد أختفوا ولم يعثر لهم علي أثر رغم ملاحقة الأمن لهم، أخذ "الضابط" كافة اقوال الأمن المتعلقة بالحادث والتي أغلبها قد نص علي خروج رب عملهم بعد ساعة متأخرة عن مواعيد العمل الأساسية وقد غادر جميع الموظفين وخلت الشركة بأكملها فيما عدا , وأكتفي بهذا القدر ومن ثم أمر بالتوجه إلي المشفي التي نقل إليها صاحب الشركة لإتمام الإجراءت الباقية لكي يتم العثور علي هولاء المجرمين !..

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now