جزء ٣٨

2.1K 129 16
                                    

الفصل السابع والثلاثون :-

وبسمة لم ترحمها حيث أسترسلت بقسوة لاتعلم منبعها الأن:-
-انا عارفه انك سمعاني يارقية بس  لازم تعرفي بعملتك دي انتي مأذتيش نفسك بس لا انتي اذيتي الناس اللي كانوا السبب انك تيجي المكان ده  ..انتي بجد مفكرتيش في شكل بابا ! ولا انا شكلي ولا وضعي هيبقي ازاي بعد كده انتي حقيقي أنانية أوووي والظاهر بابا غلط لما جابلك الشغل ده "...
ومع نهاية جملتها كانت الأخيرة قد أمسكت بتلك الألة الحادة التي جلبتها من صندوق الاسعافات الأولية المتواجد في المرحاض فحركت كفها بوهن قبل أن ترمقه بنظرات مخيفه ومن ثم مررت الألة الحادة لتغزو جلدها بينما عيناها تعلقت أمامها كاتمة أنينها بداخلها !
صادف ذلك دخول "مارية " من الباب كالزوبعة لتزف لها نبأ ما :-
رقية ج اااا
ولكن قطمت حديثها عندما رأت المشهد أمامها هكذا فجحطت عيناها وبهلع :-
-هتعملي ايه يا مجنونه ؟!!!!!!
فأسرعت تخطف مابيدها فورا ولكن كانت جرحت كفها بل ونزفت منه الدماء .... امسكت " مارية " الآلة بحذر ومن بين أنفاسها المتسارعه هتفت بنزق:-
-بقا عاوزة تموتي نفسك ؟!
لم تجيبها بل ظلت تنظر أمامها دون حراك دموعها فقط تتساقط كذلك الدماء التي لاحظتها "مارية " مؤخرا فأسرعت جاذبة احدي طرفي شرشف الفرأش تكتم به النزيف ثم أمسكت كفها عنوة وجعلتها تضغط علي موضعه وحذرتها قبل أن تنهض :-
-حطي ايدك على الجرح واوعي تحركيها سامعه !..
ثم أسرعت هي نحو المرحاض قاصدة الصندوق الزجاجي أيضا  لتجلب المطلوب لإسعاف هذا الجرح لم تستغرق وقت فبالكاد ثوان معدودة وكانت تجلس أمامها مجددا علي ركبتيها بهلع تداوي جرحها السطحي ! ..
وهي كما تركتها ..صامته وباكية !.

فراحت تعاتبها بسخط وهي توزع بصرها بينها وبين جرح كفها :-
-هانت عليكي نفسك كده ..معقول !
ثم أسترسلت بضيق بالغ وكانت قد انتهت اللتو من تنظيف جرحها :-
-طب ايه اللي حصل عشان تعملي كده ؟!
والإجابة جاءت من هاتفها الملقي جوارها أسفل الفراش يضئ ويغلق ! عقدت مابين حاجبيها بإندهاش ثم تناولته لتجد مكالمة صادرة أنتهت اللتو ! ..
فهبت واقفة بهلع وهي تنظر لهاتفها :-
-انتي كلمتي حد  من عندى ؟!
ازاحت خصلاتها للخلف قبل أن تسألها بريبة وعلي عجالة  :-
-عرفتيهم مكانك ؟!
وصمتها مبالغ به فالدماء تجمددت في عروق تلك المسكينة مما جعلها تصيح :-
-لا ماهو انتي لازم تردي عليا وتكلميني حرام عليكي تسبيني كده ؟!
واخيرا نطقت بوهن شديد فبالكاد خرج صوتها برغم من ثبات بؤبؤي عينيها :-
-ماتقلقيش!
مارية وقد هزت راسها بغرابة :-
مقلقش ازاي ..وانتي كنتي هتموتي نفسك !
فعادت تجلس أمامها مرة أخري بل وأمسكت كفها المجروح  :-
- اي اللي حصل خلاكي تعملي كده ؟! ومين الرقم اللي انتي كلمتيه ده وقولتيله ايه ولا قالك اي وصلك للحالة دي ؟! ...
ثم عادت ترجوها :-
-ارجوكي ماتسكتيش  !
نظرت لها بمقلتيها الباكية نظرة خالية من أي تعبير وربما من الحياة ثم نظرت لكفها الدامي ونهضت ! سارت في اتجاه المرحاض ببطء بينما كفها يعلو الكف الأخر سارت وهي بالكاد تجرجر قدميها الحافية ! ..

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now