جزء ٤

6.6K 183 4
                                    

الفصل الرابع ....
-قرار بالعمل ..

_مرت الساعات سريعا وأصبحت جاهزة لإستقبال العريس بفستان وردي لشقيقتها وعلى رأسها حجاب من نفس اللون ! فكانت تتطلع لذاتها في المرأة بإهتمام وبرغم من كثرة المساحيق التجميلة التي وضعتها شقيقتها لها فشلت في إخفاء الحروق جيدا إلا أنها تبسمت برضا ومن ثم أنخلع قلبها حينما سمعت رنين الباب فإلتفنت لشقيتقا علي عجالة :-
-الباااب يارباب ! شكلهم جوم !
ابتلعت "رباب "ريقها قبل أن تومئ برأسها :-
-أهدي بس ااا وخليكي هنا وانا هطلع أستقبالهم!..

فأومأت برأسها بصمت قبل أن تتحرك "رباب " وتغادر الغرفة حتي تنضم لوالدتها التي وقفت علي عتبة الباب تستقبل الضيوف بترحاب شديد !.

_فقادتها نشوتها لتقترب من الباب بخفة لتطلع من خلفه خلسه فرأت سيدة ثمينة بعباءة سوداء أنيقة وبملامح جامدة تعبر الباب ومن خلفها إبنتتها من نفس حجمها ! فزدادت ضربات قلبها وبشدة حينما جاء الدور عليه ! شاب متوسط القامة يسير بخطوات عرجه ! يبتسم ببلاهة ولعابه يسيل علي ثيابه بتقزز ! فتلاشت الإبتسامة من علي وجهها تدريجيا كما أنقبض قلبها بشكل مفأجي فأخذت تمني حالها بأن يخيب ظنها ولكن تأكدت ظنونها حينما أغلقت والدتها الباب خلفهم الثلاثة ..أم وأبنة وووو عريس!..

_وبعد مرور الوقت جلست معهم وهي تحبس دموعها في مقلتيها بصعوبة وملامحها شاحبة اما عيناها مرتكزة علي ذاك العريس الجالس أمامها يبتسم ! أشفقت عليها شقيقيتها ولكن مابيدها حيلة لمعاونتها!..

وفي ذالك الاثناء تركت والدة العريس كأس العصير ومن ثم قالت بعنجهية :-
-ها طلباتكم أيه بقا ؟!..

أبتسمت "فاطمة " علي عجالة وبإبتهاج :-
-طلبات ايه بس هو أحنا كنا نطول نناسبكم ده أحنا زادنا شرف والله !..

فرمقتها " رقية " بإنكسار حزين وبإذدراء ولكن لم تعقب فراحت والدة العريس تهتف من جديد وهي ترفع ذراعيها لتبرز ساقيها المكسوة بالأساور الذهبية:-
-وانا كل اللي يهمني واحدة ترعي أبني وتشوف طلباته وتحطه في عينيها  !..

فراحت تنظر له وبنبرة أمومية يشوبها الحزن همست :-
-ده الحيلة اللي طلعت بيه من الدنيا !

فاطمة :-
-من ناحية كده ماتقلقيش خالص دي رقية نسمة وهتبقي زي العجينة في أيدك !..

ومن ثم أردفت بفخر :-
-وبعدين دي في جامعة ومتعلمة ودماغها متفتحه يعني مش هتتعبك خالص !

فالتوي فمها بسخط وتطلعت لإبنتها التي مصممت شفتيها بعدم رضا لتقول :-
-انا بقول ملهاش عوزاه مرواح الجامعة دي وبعدين يعني دي هتعيش وسطنا وكل طلباتها هتبقي مجابة !..

ثم ثبتت نظرها علي "رقية " وبنبرة ذات مغزي طعنت بها كرامتها:-
-واظن أني دي فرصة عمرها ومش هتتكرر تاني !..

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن