جزء ٣٥

2.3K 119 10
                                    

الفصل الرابع والثلاثون :-
راقب حالتها المنصدمة في إبنة خالتها بتشفي واضح وقد وصل لمغزاه اخيرا ، فأعتدل في جلسته أمام عجلة القيادة وقد أدار السيارة مجددا قائلا  وهو ينظر لها بطرف عينه :-
_اكيد تعرفي  هي فين دلوقتي! ..
فاقت من شرودها علي صوته وقد اختنق فجاءة ورغم ذلك همست بريبة :-
-أنت ناوي علي أيه ؟! .
تنهد بصوته كاملا وهذه المره نظر لها :-
-عايزة اعرف الحقيقة منها.. يعني متهيألي نعرف احنا بدل وقبل ما يستجوبها البوليس !
شهقت بفزع فجاءة :-
-بوليس ! ..
-اومال انتي فاكره اي الموضوع كبير يابسمة..انا غطيت عليها مؤقتا في التحقيقات لحد ما اقررلها بنفسي !..
وسرعان ما أبتسم إبتسامة مسلية ليس بوقتها بل وخادعة:-
-وده طبعا حساب لخاطرك انتي عندي !
رمقته بنظرة غير مبالية لتهتف بحذر وعيناها تستقر عليه :-
_رقية مش وش بهدلة يامعتز !..
نفخ بضيق بالخ قبل أن تتحول ملامحه مائة وثمانون درجة للحده:-
-مفيش بهدلة لو سمعت الكلام وجات دوغري معايا وماتعبتنيش !..
ثم بدأ في تشغيل السيارة بالفعل ليهتف بجمود يتساءل  :-
-اتحرك علي فين ؟!..
بللت شفتيها عدة مرات قائلة بضيق :-
-جوز خالتي تعب وفي المستشفي يعني بنسبة كبيرة هتكون هناك !..
-وهو كذلك ..
وقبل أن يتحرك هتفت علي عجالة :-
-بالله عليك يامعتز بلاش اي فضيحه هناك اهلها اكيد كلهم هيبقوا هناك وهتبقي مصيبة عليها !
معتز بإندفاع متهكم :-
-انتي بتتكلمي بجد ؟ جاسم بين الحيا والموت وانتي بتكلميني في مشاعر بنت خالتك !!!!!!!أغمضت عيناها وفتحتهما مجددا وبجدية ملأت حروفها وايضا حزم   :-
- مش هتحرك معاك غير لما توعدني ! ...

....................................
_في المشفي مجددا ...

_غفت لدقائق معدودة بمجرد خروج الممرضة المدعوة "مارية "  من الغرفة بعدما استطاعت إقناعها بالبقاء هنا وهي لم تجد سبيل أخر سوي الموافقة لعل يستيقظ وينتشلها من ذلك , واثناء نومتها شعرت بأحدهم يفتح الغرفة بواسطة المفتاح فنهضت كالزوبعة جالسة تنظر للباب بهلع اختفي تدريجيا بمجرد رؤيتها ل "مارية " تدلف حاملة صنية طعام علي يدها وسرعان ماطمئنتها بقولها :-
-متخافيش ده انا !..
وضعت يدها علي صدرها تتنهد بارتياح ثم عادت تسترح علي الفراش مجددا وقد أصدرت أنين خافت , فوضعت " مارية " الطعام علي الكومود جوارها وراحت تسألها باهتمام :-
_ مالك حاسه بحاجه ؟ ..
هزت رأسها بنفي ثم قالت بضيق :-
-بس عاوزة أمشي من هنا !
_وهو احنا مش اتكلمنا في الموضوع ده !
قالتها ببعض من العتاب لتكشف عن الطعام  وتتابع بحبور :-
- انا جبتلك حاجه تأكليها اكيد جعانة مش كده !..
نظرت "رقية " للطعام ثم لها بتعجب جعل الأخري هي أيضا تستغرب وتقول :-
-ايه مالك الأكل مش عجبك ؟!
رقية بنبرة خافتة :-
-هو الأكل اااا ده أكلك ؟!
تبسمت"مارية " قائلة وهي تضع الطعام أمامها بالفعل :-
-لا ماتقلقيش مش اكلي ...انا صرفتهولك باسم مريضة ..ممكن بقا تأكلي !
- انتي بجد بتعملي كل ده عشاني ! انتي بتأذي نفسك كده مش واخده بالك !..
أزاحت مارية خصلاتها خلف أذنها وبتنهيدة :-
-انا اتعودت اعمل اللي أنا شايفاه صح من غير ما اندم ولا أفكر في عواقب !
رمقتها بإمتنان ممزوج بحيرة  :-
-مش عارفه آآ اقولك اي بجد اا
قاطعتها بجدية :-
-انا مش مستنية منك قوالة ...كل اللي عايزة منك تأكلي وتستني لحد مانشوف هنعمل اي عشان تخرجي !..
أبتسمت  لها ثم شرعت في تناول الطعام امامها بهدوء تام رغم تضرعها جوعا !.. فابتلعت مافي فمها وتركت المعلقة غجاءة لتسألها بريبة:-
- هو مفيش ااااا أخبار عن جاسم ؟
ثم أسرعت تصلح ما أفسدته علي عجالة :-
- قصدي ااا جاسم بيه ! ...
وكأن الأخيرة خمنت شئ ما فراحت تطمئنها بقولها :-
-هو لحد دلوقتي لسه مفاقش وتحت الملاحظة بس اللي سمعته من الدكتور الصبح أني الحالة نوعا ما أستقرت
فملست علي كفها بإبتسامه لها مغزاها :-
-  يعني بأذن الرب هيقوم بالسلامة !..
تحاشت " رقية " النظر في عينيها لتهمس في طياتها :-
-يارب يارب !..
فنهضت بذات الإبتسامة تغادر الغرفة :-
-انا هسيبك دلوقتي عشان عندي شغل وكل شوية هاجي اطمن عليكي !
وعند الباب وقفت تخبرها بلطف :-
- انا بضطر اقفل الباب من برا ..واه محدش بيجي هنا غيري وزميلتي فيها نزلت راحتها يعني ملهاش لازمة الخضة بتاعتك !..

لم أكن دميمة يوماTahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon