جزء ٢٤

4.8K 179 12
                                    

الفصل الرابع والعشرون ..

-أنزوت في تلك الزاوية في ساحة الفندق تبكي بصمت محتضنه سترته الغاليه التي تمنحها دفء تحتاجه الأن ، فأقبلت عليها " بسمة " بهلع فقد هبطت من غرفتها بعد سماعها عن توتر الأجواء بالإسفل :-
-رقية ايه اللي حصل ده فهميني ؟!
هكذا تفوهت بعدما جاورتها علي تلك الأريكة لتلقي " رقية " نفسها في أحضانها وتجهش في البكاء بصوت مرتفع، التفت هو علي أثره حيث كان علي مقربه منها مع رجال الوفد الذين أجتمعوا علي أثر الكارثة، فأشاح وجهه عنها بملامح غاضبه للغاية فهيتئها هكذا لم تسره مطلقا بل تفعل به الأفاعييل ، ثم سمع تبرير السكير الذي تم أسعافه منذ دقائق وقد أستعاد عافيتها ووعيه :-
-سيد جاسم أنه أفتراء علي وأنا لم اقوم بفعل هذا مطلقا !..
حاول السيطرة علي أعصابه بصعوبه وهوويسمع أكذوبته ثم هدر به :-
-الامر لايحتاج لكذب ياهذا فقد رأيتك بعيناي !
ثم أشار بسبابته نحو وجهه الملئ بكدمات وخدوش بارزة ليهتف ساخرا وسط غضبه :-
-أم نسيييت من فعل بك هذا ؟!
أبتلع الأجنبي ريقه بتوتر وبنظرة خاطفه لتلك الجالسه علي الأريكة ولحالتها المرزية استطاع يتابع مجددا بزيف : :-
-انا لم أدفع جسدي عليها متعمدا !..
وبثقة أكتسبها فجاءة حيث رفع أحد حاجبيه وقال:-
-بل هي من فعلت هذا !؟..
أنتفضت في جلستها كمن لدغته حيه وهي تهز راسها بقوة وبحالة هسيتيرية تمكنت منها وهي تتحدث ل" بسمة" :-
-ده كداب يابسمة ااا كداب الحقي بيقول أييه !
وزعت "بسمة " نظراتها بين ذاك الوغد وبين خالتها وبمواساة :-
-أهدي بس ياحبيتي ماتقليش ، مم محدش هيصدقه !.
كما أن "جاسم" أندفع نحوه جاذبا أيااه من تلالببيه بقوة وعيناه تشعان بالغضب :-
-أنت بتخرف بتقول أييه ها ؟ بتقووول أييه !؟؟..
تدخل "معتز " علي عجالة ليبعد رفيقه عنه:-
-أهدي ياجاسم مش كده وسيبه !
-انت مش سامع بيخرف يقول أييه !؟..
نهضت واقفه وهي تستند علي إبنة خالتها وقد بللت عبراتهططا سترته والجزء العلوي من كنزتها الصيفية ثم راحت تناظره بصدمه وهي تسمعه يكمل مأبدأه من كذب وأفتراء وبلكنته الغربية :-
-أنا لم أكذب سيد جاسم ! هذه الفتاة كانت تحاول سرقتى وحينما فشلت وفضحت أمرها لجأت لتلك الكذوبة !..
ثم التفت لها وتفحصها بإشميئزاز من رأسها لأخمص قدميها وأشار بسبابته بإحتقار:-
-أنظر سيد جاسم ! هل هذه إمرأة تثيرني أو يمكن أن تثير أي رجل ؟!..
أغمضت عيناها بقوة وأخذ جسدها يرتجف علي أثر جملته اللأذعه في حقها أمام مرأي الجميع ...بل أمامه هو !رب عملها ...جاسم  ! الذي كان له رد فعل يشبه مابداخله من براكيين حيث لكمه مجددا وبقوة مضاعفة عن المرة السابقة ليتدخل سريعا أحد مسئولي الوفد وبلهجة عاضبة :-
-سيد جاسم ، لقد تجرأت علينا بما يكفي اليوم ، والأمر لم يحتاج لكل هذه الفوضي، فقد قمت بإحضارنا هنا من أجل تصفية الخطأ الغير مقصود ليس لممارسة البلطجة وماشابه !..
ثم أشار بسبابته نحو "رقية " وقال بجمود:-
-أما عن هذه الفتاة فسوف تأخذ تعويضا عما حدث والتعويض سيكون ماليا، لأنني أري إنك لن تكتفي بالإعتذار فقط !.
معتز وهو ينقل بصره بين رفيقه وبين ذاك تارة
وبإقتناع :-
-متهيألي ده حل كويس جدا ، والجماعه عداهم العيب كده ولا أيه ياجاسم ؟!.
رمقه"جاسم " شزرا وبإحتقار ولم يتفوه بكلمة الأن ،حتي سمع صوت الأخر وهو يتهكم بنبرته والإبتسامة باردة علي ثغره:-
-سيد جاسم  إري إنك تبالغ في الأمر بشدة ، هل نادلة تستحق منك كل ذا ؟!
ثم نظره لرفيقه الذي تلقي اللكمة منذ قليل وقال بتنهيدة :-
-علي كل حال سنكتفي بهذا القدر منك !
أبتسم "جاسم " بخفه وحك ذقنه النامييه بكفه الأيسر قبل أن يضع يديه في جيب بنطاله ويسير نحوه ببرود متناهي ثم وقف أمامه فجاءة وبذات الإبتسامة قال :-
-لا ماهي مخلصتش لسه !
ثم أظلمت عيناه فجاءة وانكمشت ملامحه بشكل ملحوظ قبل أن يضربه بوجهه في أنفه بغاضب كامن بداخله !.

لم أكن دميمة يوماحيث تعيش القصص. اكتشف الآن