جزء ٤٣

1.2K 73 3
                                    

الفصل الواحد والأربعون ..

زيارة إبنة خالتها كان شئ متوقع رغم تأخره في رأيها فكيف أطفأت نيرانها الفضولية وأسئلتها طوال الساعات الماضية ولكن هيهأت ها هي تقف أمامها الإن ، خرجت نبرتها ساخره متهكمه :-
_أتأخرتي أوووي يعني !..
جلست الأخري وتركت حقيبتها علي الفرأش بجوارها وبصرامة  :-
_ما أنا لازم أفهم ..كنتي فين يارقية ؟!..
وإجاباتها كانت صريحه واضحة :-
_كنت مع جاسم بيه ...
عقدت مابين حاجبيها بذهول ومن ثم :-
_جاسم بيه ! آآ أزاي !أنا مش آآآآفاهمه حاجه ...
ثم صمتت لثوان تستوعب قبل أن تهتف بحذر:-
_هو آآآ اللي أتقال صح ؟!!..
كتمت غضبها بداخلها وراحت تهتف بجمود :-
_مش هيفرق طالما أنتي مصدقاه ..
_بسمة بإنفعال طفيف :-
_أنا عايزة أفهم أي علاقتك بجاسم بيه من الأول ؟..
ثبتت نظرها عليها دون أن ترمش وهي تخبرها بنبأءها الخاص :-
_جاسم بيه طلب أيدي وعايز يتجوزني ..
أتسعت مقلتيها بقوة بغير تصديق تلعتثمت حروفها وهي تجاهد لإستيعاب ماوقع علي أذنها :-
_ع آآا عايز يتجوزك  أنتي !!آا أزاي ووو ليه ؟!..
رمقتها بنظرة جامدة قبل أن تتحرر من سجن إتهامها وتتعايش مع واقعها فهبطت من الفراش وسارت بخطوات عرجه نحو المرأة تتمايل قليلا بينما أصابعها تتخلل في خصلاتها لتحرر جديلتها المنعقدة ثم تصنعت عدم الاكتراث لتخبرها بنبرة لها مغزاها:-
_مش يمكن عايز يصلح غلطته !..
نهضت بسمة من الفرأش وراحت تسحبها من ذراعها بإنفعال :-
_بلاش طريقتك دي وفهميني وقوليلي حصل معاكي أيه؟!
أزاحت يدها بقوة ثم بشراسة هاجمتها:-
_مايخصيكيش !
ثم هدأت نبرتها قليلا وهي تخبرها بأنفاس متسارعة :-
_أي حاجه عانيت فيها لوحدي مش من حق حد يعرفها ولا يسألني فيها من الأساس ..
عقدت بسمة ذراعيها أمام صدرها ثم تحدثت متهكمة:-
_شاطرة عرفتي تبلفينا كلنا من البداية ضحكتي عليا وعلي بابا وأستغلتينا عشان توصلي لجاسم بيه  ..
أبتسمت إبتسامة ساخره ممزوجه بحزنها :-
_اي حاجه عايزة تقوليها وتصدقيها قوليها أنا مش هبررر لحد...
ثم أعطتها ظهرها وأنشغلت بخصلاتها من جديد لتتفأجي بها من خلفها تصفق بقوة بعدما حلت ذراعيها وبنبرة جامدة:-
_برافو عليكي برافو عليكي بجد عرفتي تحققيي اللي معرفتش أعمله طول السنين اللي فاتت !..
كانت تنظر لها عبر المرأة تراقب انفعالاتها الغير محكمه حتي خرج صوتها بطفيف من الشجن:-
_عرفتي تخليه يحبك !..
وهنا التفتت لها بصدمة عارمة فأومأت برأسها إيجابا قبل أن تسألها بعدم تصديق :-
_أنتي كنتي بتحبي جاسم بيه ؟! ..
أبتسمت رغما عنها وهي تسرح في ذكرياتها:-
_كنت لسه جديدة في الشركة صغيرة مش فاهمه حاجه ، كنت بشوفه وهو داخل شاب قمر العين كلها عليه بس هو مش شايف حد خالص ولا حتي أنا ، ساعتها قررت أفهم كل حاجه عشان أبقي قريبة منه وفعلا بقيت سكرتيرته كان قدامي طول الوقت بنيت أحلام كتير معاه في خيالي وأنا براقبه وهو قصاد عيني ، بس مكنتش اعرف اني في حد تانى بيراقبني هو كمان  ، غصب عني قلبي دق ليه وقلب غيره هو اللي دق ليا ...
ثم أخبرتها :-
_كل أحلامي اللي بنيتها معاه شايفاها دلوقتي قدامي ، شايفاها فيكي !
فحملت حقيبتها وهربت قبل أن تترك حالها لعواصف مشاعرها السابقة وبالرغم من ذلك لم تبخل بمباركتها :-
_مبروك عليكي يارقية ..
وهربت سريعا تخفي دموعها التي كادت أن تتسابق مع خطواتها تاركه الأخري في حالة ذهول واستنكار يرافقهما صدمة أحتلت كيانها .
.................................
"يعني اختك كانت طفشانه كل ده وانتي مقرطساني "..
هتف بها "محمد " وهو يلقي المنشفة بغضب من يده فأبتلعت"رباب" ريقها بتوتر :-
_طفشانه أيييه بس دي كانت ياحبة عيني متورطة في مصيبة ..
محمد ساخرا :-
_في الشغل اللى كانت بتروحه من ورا أهلك  ..دي بت فاجرة ناقصة تربية
رباب بضيق جلي علي ملامحها :-
_ماتخلنيش أندم أني حكيتلك يامحمد ..
أنتشل تيشرته منها بعنف وراح يرتديه بينما نبرته حادة :-
_حكيتي ! بعد ايه ياختي بعد ماقررتك لما سيرة أختك بقت علي كل لسان ومالية الجرايد
ثم أكمل بحزم :-
_أسمعي أختك دي رجلها ماتتعبش بيتي تاني سامعة ولا لسانك يخاطب لسانها  .
_أنت عايز تقطعني من أهلي يامحمد ؟!..
_ابوكي وأمك فوق راسي ومرحب بيهم في أي وقت أما اختك دي تنسيها خالص بدل ما أقولك ماتروحيش هناك أصلا ..
رباب بإستعطاف :-
_طب ده في شرع مين ؟ أقاطع أختي قبل كتب كتابها ده بدل ما أقف معاها وهي بتنزف لعريسها..
قهقهه عاليا وراح يتهكم ويسخر :-
_العريس اللي جاي يحاسب علي المشاريب ...
وده لو جه أصلا ومخلعش ..
ثم بصق علي الأرض ليتمتم غاضبا :-
_ده أنا لو مكان أبوكي كنت دفنتها حيه ..
أستشاطت بداخلها علي أثر أتهامه لشقيقتها فراحت تدافع عنها :-
_أنا أختي أشرف من الشرف وقطع لسان اللي يخوض في عرضها بكلمة واحدة  ..
_ماهو لو اللي بيتكلم مجنون يبقي اللي بيستمع عاقل واحده طفشانه من بيت اهلها كل المدة دي وسمعتها بقت زفة في الجرايد لا ولما رجعت جايبة في أيدها راجل عايز يكتب عليها ويتجوزها في الحال ده يبقي أسمه أيه ؟!..
صممت لم تجاوب هي لم تمتلك إجابة أيضا، تدافع عن شقيتها بحكم رابط الدم ولكنها هي أيضا تداعبها الشكوك فما كان عليها إلا الصمت بل راحت تنكس رأسها بخزئ جعله يتحدث بثقة تامة :-
_عشان تعرفي بس ، ده أنا أخويا ربنا نجده بقا ...

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now