جزء ١٠

5.8K 175 9
                                    

الفصل العاشر ....

أرتسمت الصدمة علي معالم وجهها قبل أن ترفع وجهها ببطء لتجده يقف بثباث عجيب حملقت به بشدة في محاولة منها لإستيعاب ماقاله ، ولكن هو مازال علي وضعيته ينظر من الشرفة ومحتفظ بهدوئه التاام الذي زاد من بأنها حيلة قد لجأ لها للتخلص من هذه الزيجة المجبر عليها ،وادعي إصابته بهذا المرض اللعين لكي يتخلص منها وتقوم هي برفضه دون أي حرج منه ,وعندما فكرت بهذا الأمر شعرت ببرودة تسري في جسدهاا وطعناات في كبريائها وكرامتها ,  ترقرقت دموعها في مقلتيها وقبل أن تخونها وتسقط ولكن أبت ذلك  فلم تستسلم لدموعها تقلل من شأنها وبجمود عكس مابداخلها :-
--اهااا فهمت ,طب يا أستاذ سامر فرصة سعيدة انا مش موافقة علي الجوازه دي !
أيقن "سامر " من لهجتها إنها اساءت فهمه واعتقدت بأنها حيلة لجأ لها ، ولكنه بحركة مفاجئة وقف أمامها ليخلع تلك القبعة القطنية عنه لتظهر عن رأسه الأصلع بفعل الكيماوي وطالعها بنظرات خالية من الحياة !

-أتسعت عيناها بصدمة ومن ثم وضعت كفيها معا علي   ,فالأن فقط علمت سر إرتدائه القبعة دوما في أغلب المناسبات المحدودة التي جمعتهما هبطت دموعها علي وجنتيها ولكن لسوء ظنها به ,وبإختناق:-
انا أسفه .والله أسفه انا مكنش قصدي والله انا كنت فاكره أنك بتقول كده عش–

قاطعها بجدية:-
-كنتي فاكراني بكدب عليكي صح ؟!

أخفضت رأسها حرجا بعدما أومأت بالأيجاب وهي تبكي ،ومن الرغم من ذالك تكونت علي ثغره إبتسامة فالأن تأكد من معدنها ،تنهد بصوت مسموع ثم أخرج مناشف ورقية من جيب بنطاله :-
-خدي أمسحي دموعك..

تناولته منه رغم إرتجافها وجففت بها دموعها فأستند علي سور الشرفة وبجدية:-
-صدقيني هحترم قرارك مهما كان حتي لو قرارك ده كان بالرفض زي ماقولتي في الاول ..بس يااريت لو هتوفقي يبقي موافقة عشان انتي مقتنعه بكده ثم أكمل بنبرة حزينة :-
-مش عشان انا صعبان عليكي ,يعني ميكونش موافقتك دي سببها ش شفقة !

أبتسمت نصف أبتسامة بتهكم وبين طيات نفسها:-
-مش عارفة مين اللي محتاج الشفقة فينااا يااسامر !

ثم تطلعت له بحذر وراحت تهمس بحياء :-
-انا م اا موافقة ..

أرتسمت السعادة علي ثغره قبل أن يهتف بقلق:-
-ب بجد ,يعني متأكده من قرارك ده مش هتيجي يوم وتندمي !

هزت رأسها نافية ذالك,فأكمل حديثه بتأكييد :-
-مش هتزهقي من المستشفيات .مش هتزهقي من جلسات الكيماوي والادوية ووو..بلاش اااا من كده مش هتقرفي وتتضايقي من ااا الدم اللي هتلاقيه علي مخدتك كل يوم !

رقية بإبتسامة وحنو  :-
تؤتؤ ..مش هزهق من حاجة هكون معاك لحظة بلحظة اا هساعدك انك تتحدي مرضك وتنتصر عليه كمان .ثم استأنفت حديثه بإبتسامة :-
-احناا هنكون في حياة بعض عشان نقوي بعض ! ..
-صح !...

لم أكن دميمة يوماWhere stories live. Discover now