جزء ٢٧

5K 181 20
                                    

الفصل السابع والعشرون :-
-رمشت بعينيها عدة مرات وقد هزت رأسها بخفة بعدم فهم لما قالته او بالأحري عملت علي تكذيب ماشعرت به،فتساءلت بخفوت من بين نبضاتها الغير متزته:-
-ح اا حصل أييه يارباب ؟!
رمقتها الأخري بجمود وقد مرت من جوارها لتضع متعلقاتها في الحقيبة ثم التفتت لها بتهكم:-
-لا ولاحاجه بس كل الحكاية بيتي هيتخرب بسببك!..
رقية وقد اتسعت حدقتاها بصدمة :-
-بسسبببي أنا اا؟!
-ليه يكونش حضرتك نسيتي اللي حصل النهاردة ؟ تقدري تقوليلي مين ده وتعرفيه مننين وأيه اللي قاله ده؟..
أسرعت تدافع عن ذاتها بصدق لاهثه :-
-ده واحد معايا في الجامعة بيطاردني دايما ومش عارفه عاوز مني أيييه ! بس أقسملك بالله أقسملك بالله مفيش حرف واحد من اللي قاله صح !
عقدت ساعديها أمام صدرها ورمقتها بشك بعدما ضيقت عيناها لتقول بجمود :-
-وياتري بقا عرف طريقنا النهاردة مننين؟!
هزت رأسها هذه المرة بقوة مرددة بإستنكار :-
-معرفش ، معرفش بقولك بيطاردني كل شوية وفي كل حته وفي كل مكان !..
قد يبدو أنها لم تصدقها فألتفتت تغلق حقيبتها بصمت ووجوم ، فأمسكتت "رقية " ذراعها  وبحذر قلق تساءلت :-
-ساامر ق قاال ايييه يارباب ؟! رد فعله كان اييه ؟!
رمقتها مطولا بملامح خالية من أي تعبير قبل أن تدس يدها في جيب عباءتها المنزلية لتخرج تلك الدبلة ثم وضعتها في كفها بهدوء تام ، تطلعت هي للدبلة بنكران قبل أن ترفع رأسها علي عجالة وبذهول تام :-
-دبلة سامر بتعمل معاكي أييه؟!..
تنهدت "رباب" قبل أن تخبرها بوميض حزن:-
-سامر فسخ الخطوبة يارقية ..
لم تنصدم هذه المرة بل أنكمشت ملامحها بإستنكار أخفي شعورها الحقيقي  :-
-يعني أيييه فسخ الخطوبة ها ! من قبل مايسمعني حتي ! معقول يبقا صدق ؟..
ثم أخذت عيناها تدور في الغرفة بعدم تصديق ليقع بصرها علي هاتفها المتواجد علي الكومود فأسرعت تجلبه مع قولها المتلعثم :-
-أناا اا هكلمه وأشرحله كل حاجه وه هفهمه
فتفاجئت بشقيقتها تقبض علي كفها مانعه إياها
من ذلك  :-
مفيش داعي خلاص كل واحد بياخد نصيبه وده قراره
رمقتها مطولا لتلمع العبرات في مقلتيها وبإختناق يشوبه بكاء:-
-أنا معملتش اا حاجه والله العظييم ماعملت حاجه !
أنتي مصدقاني يارباب مش كده؟!
تلهفت لسماع إجاباتها ولكن الأخري ذمت ثغرها بنهده تحمل في طياتها كثير ثم تحركت من أمامها سريها وبتهرب:-
-مش وقت الكلام ، احنا لازم نمشي دلوقت !..
تصلبت في مكانها ولم تتحرك كما أرتجفت يدها الممسكة بالهاتف ليسقط كما سقطت عبرة حارقة علي وجنتيها !..
......................................
_في البناية
هربت بحقيبتها مبأشرة لغرفتها خلف الستار ،هروبا من الجميع وخاصة والدتها التي لم تمر الأمر مرور الكرام وقد صدق حدسها بالفعل  فهبت "فاطمة " بغضب وعدم تصديق حينما علمت من إبنتها الكبري الأمر بعد إلحاح طوييل :-
-نعم يعني أييه فسخ الخطوبة ! ليه كان حصل أييه ولا أختك هبببت أييه ؟ ماتنطقي يابت ؟
رباب بإرتباك في حروفها:-
-م معرفش ياماما هو قال كل شئ قسمة ونصيب ،الظاهر كده مش متفقين !
فاطمة بإنفعال :-
-وده كلام يدخل علياا برضه ماانتم خارجين الصبح سمنه علي عسل، أنا هدخل اقررها بمعرفتي !
وقبل ان تسير نحوها أعترضت "رباب" طريقها علي عجالة:-
-بلاش دلوقتي ياماما عشان خاطري ،سبيها في اللي هي فييه !
ثم لوحت بذراعها بنزق :-
-وبعدين جوازة ومجتش مفيهاش حاجه يعني !
فاطمة بتهكم صريح:-
-طبعا ما لازم تقولي كده ، ماهو اللي أيده في الميه بقا !
فسرعان ماعادت نبرتها ترتفع بسخط:-
-هو أنتي فاكرة أن العرسان كل يوم بتخبط علي بابنا عشان أختك ! ده أحنا ياختي ماصدقنا أنه جه ودخل عتبتنا وطلبها يقوم يطفش من غير سبب كده !!!..
ثم أخذت تولول وتخبط علي صدرها بكلتا يديها:-
-يامصيبتك السوده اللي حطت علي دماغك يافاطمة
أستاءت "رباب" من فعلها ذا وقالت:-
-جرا اييه يامه مش معقول كده ، وبعدين هو لو عاوزها وشريها بحق مكنش سابها كده !..
-هو أنتي يابت ليكي عين تتكلمي وجوزك طردك وجايالي بشنطة هدومك أنتي كمان..
فضيقت عيناها بشك :-
-وبعدين تعاليلي هنا ، لما هو ياختي كل شئ قسمة ونصيب زي مابتقولي وانهم مش موفقين المحروس جوزك يطردك أنتي وعيالك بتاع أيه ماله ومال أخوه؟
جلي علي ملامحها الإرتباك وبتلعثثم ظهر في قولها بضييق:-
-م معرفش ا أنا لقيته فجاءة كده سخن عليا، شكله افتكر العيب من رقية وانها زعلت أخوه ماهو أصل موته وسمه حد يمس طرف عيلته ..
فراحت تجلس علي الأريكة وبضجر :-
-وبعدين كنتي عاوزانا نعمل ايه نتحايل عليهم عشان نفضل ؟!!!!
فاطمة ساخره بعييظ:-
-لا ازاي الأحسن تقعدو جمبي كده زي البيت الوقف مش كده؟
-يوووه بقا ، وبعدين ماتقلقيش اووي كده كلها كام يوم ومحمد يهدي وعياله يوحشوه ويجي ياخدنا ..
راحت تجاورها علي الأريكة وقد وضعت يدها أسفل ذقنها وبإمتعاض :-
-ومين ياختي اللي هيشيل مصاريفك انتي وعيالك ؟!
وقبل أن تجييبها سمعت صوت والدها الحاد:-
-وحد قالك أني معدوم ومش هقدر اصرف علي بناتي يافاطمة !؟.
لوت "فاطمة " فمها بتهكم قبل أن تقول:-
-وهي الملالييم اللي بتقبضها من العمارة دي هتكفي أيييه ولا ايييه !..
نظرت لها إبنتها" بعتاب" كما نظر لها زوجها بحده لتصمت علي مضض فنهضت "رباب " بحزن قائلة:-
-عموما أنا مش هتقل عليكم هما يومين بس وهرجع لجوزي وبيتي !
اسرع "راضي" بإحتضانها من كتفيها وبحدية:-
-أوعي يابنتي اسمع منك الكلام ده تاني، وطول ما أنا عايش اوعي تشيلي هم حاجه ابدا وانتي وعيالك في عنيا وفي اي وقت..
أنحنت تقبل كف والدها بعاطفه :-
-ربنا يخليك لينا يابابا ومايحرمناش منك
فمسد هو علي رأسها بإبتسامة:-
-طب يلا خشي كده أرتاحي وشوفي عيالك لو عاوزين حاجه
ليتابع "راضي" بجمود:-
-أما بقا جوزك ده فهيبقي ليا معاه كلام تاني إذا كان هو ولا أخوه ، وملكيش رجعه لبيته غير لما يحس بقيمتمك ويعرف أن بنات الناس مش لعبة !
هزت راسها بإيماءة بسيطة وبهدوء:-
-حاضر يابابا هدخل !..
وبالفعل تحركت من أمامه نحو غرفة شقيقتها الماكث بها طفليها ، بينما غادر "راضي " الغرفة بعدما رمق زوجته بنظرات ساخطه لما بدر منها في وجود إبنتهما!

لم أكن دميمة يوماDonde viven las historias. Descúbrelo ahora