جزء ٤٨

4K 118 35
                                    

الفصل السادس والأربعون ...

_تحركت السيارة وهي لاتزال ساكنة تضع كفها علي فمها بعدم تصديق لما فعله اللتو ،فبدون أنذار أقتحم شفتيها العذاري في قبلة هادئة رغم طولها ، لاحظ صمتها المبالغ فتنحنح  بخشونة متخطيا ما فعله :-
_مش ناوية تسألي أحنا رايحين فين ؟!
أنتبهت له أخيرا ولكن لم تنظر له فراحت تنكمش في مقعدها بعيدا عنه ، صمتت وكأن حروفها تخلت عنها ، فالسؤال خرج منه والإجابة إيضا حيث مرررها بجدية :-
_عموما أحنا رايحين البيت عندي ..
أنتفصت في مقعدها كمن لدغته حيه وبهلع :-
_ب ب آاا بيت مين ، لا لا لا نزلني ..
وبالفعل شرعت في خلع حزام الإمان خاصتها ،  فضحك بصوته علي هيئتها مما جعله يهتف بخبث بعدما أنكمشت ملامحه :-
_أنتي دماغك راحت فين بالظبط؟!..
ثم توقفت ضحكاته كما أوقف السيارة جانبا مرة أخري ليخبرها بجدية جاءت بعد تنهيدة:-
_البيت ده في أهلي ، أنا مش عايش لوحدي فيه هما لازم يعرفوكي زي ما أنتي كمان لازم تعرفيهم ..
رمشت بعينيها عدة مرات وأبتلعت ريقها بتوتر :-
_آآآ أنا مفكرتش في كده أبدا ..
_أنا مش متجوزك في السر عشان أخبيكي من الناس ، ودول مش ناس دول أهلي وده أقل حقوقك ..
تطلعت له بحيرة ثم صرحت بما يجول في خاطرها :-
_أنا مش جاهزة للمقابلة دي ..
تفهم خوفها وراح يحتضن كفيها وبنبرة قائمة :-
_رقية أنتي النهاردة مراتي وغصب عن أي حد دي حقيقة لازم تتعايشي معاها وتتعاملي علي الأساس ده ..
نظرت ليديه ثم لعينيه وبخوف داخلي:-
_مش مستعدة للرفض دلوقتي ، بنسبة كبيرة مش هيتقبلوني وهيكون حقهم..
ترك كفيها ليتابع بجمود غير مكترث:_
_مع الوقت هيتقابلوكي هما مش قدامهم حل تاني ...
لمعت عيناها بالدموع ثم بتحشرج :-
-ولو ده محصلش ، هعيش وسطهم بالغصب ؟!
هو حقا يكره دموعها حالة ضعفها عموما تستفزه فراح يمسك وجهها بقوة وبأصابعه أزال الدمعة العالقة بينما نبرته جامدة:-
_أنا ما أحبش أشوف مراتي بالضعف ده أبدا ..
تطلعت له بهلع فترك فكها بأنفاس لاهثه وراح يكمل بنزق:-
_لازم تتعودي إنك تواجهي أي حد ، ماينفعش تظهري قدام حد بالضعف ده أبدا أنتي أختياري ولازم ده يقويكي مش يضعفك بالشكل ده  ..
كادت أن تتحدث فأعترض جملتها بجمود :-
_أنا مقدر خوفك بس مش هحترم ضعفك ..
ثم أسترسل حديثه:-
_الجواز مش أتنين هيعيشوا مع بعض وبس ، الجواز عيلة ومجتمع لو مش هنتأقلم معاهم يبقي لازم ندافع ضدهم ..
فنظر أمامه وراح يشغل السيارة مجددا وبحروف جامدة كملامح وجهه الأن:-
_وأنتي لازم تدافعي عن وجودك في حياتي..
...............

_عبرت السيارة بهما أبواب القصر الحديدية لتستقر في النهاية أمام البوابة الداخلية بعدما أوقفها ، تعالت ضربات قلبها بشدة وهي تراه يحل حزامه الأمان ويستعد لكي يهبط ، أستنشقت الهواء دفعة واحدة وكأنها ستحرم منه بمجرد نزولها من السيارة ، سمح لها بثوان لتلتقط أنفاسها المضطربة ثم حثها علي الهبوط بإشارة من رأسه ليفتح من بعدها بابه ويهندم من سترته ، فراحت تفتح بابها بأيدي مرتجفة وقدم بالكاد تحملها ، كانت هذه مرتها الأولي التي تري فيها قصرا بهذا الحجم الكبير علي أرض الواقع مما جعلها تفشل في إخفاء نظرة الإنبهار ولو كانت خلسة ، فاجواء العز والفخامة التي تحاوطها لم تشعرها بالسعادة بقدر ماعززت بداخلها شعورها بالفزع نحو ماسوف تقبل عليه ، أنتفضت بخفة حينما شعرت بيده علي كتفها مع جملته :-
_مش يلا بقا؟!
أبتلعت ريقها ببطء ووزعت نظرها بين القصر وبينه لتقول بحذر:-
_ينفع آآ أقول أني غصب عني خايفه؟!
لاحت منه إبتسامة فتحركت يده لخصرها يضمها لجسده وسط شهقتها :-
_برضه تاني ؟! طب ينفع أنتي ماتخافيش طول ما أنتي معايا ؟!
ثم أمسك بكفيها وضغط عليهما برفق وهو مازال ينظر في عينيها  ليؤكد بخشونة :-
_وقت ماتحصل حاجه جوه تخليكي تتوتري أو تخافي أمسكي في أيدي كده. ..أتفقنا ..
صمتت واكتفت بنظرة فزفر بنفاذ صبر :-
_أنتي لسه مش بتثقي فيا ؟!.
_جاي تسألني السؤال ده واحنا قدام الباب ..
كانت نبرتها مستاءة من سؤاله ، فتنهدت بقوة وراح تقبض أكثر علي كفه :-
_عمري ما وثقت في حد غيرك ...
ابتسم وراح يقبل يدها وسط أرتجافها ليكمل بنبرة جامدة:-
_يبقي ماينفعش تخافي طول ما أنتي معايا ..ها ..
وبدون مقدمات سحبها من يدها ليدلف بها دون أن يفارق يدها بل زاد من تمسكه بها فلم يجردها من شعورها بالإطمئنان وإن كان بصيصا منه فتركها تحتمي به ..

لم أكن دميمة يوماМесто, где живут истории. Откройте их для себя