568

93 26 11
                                    


انتصب شعر أركادى على رأسه. لم يشأ أن يصدق أذنيه. ظل مائلاً على صديقه وقد استبدّ به يأس رهيب شديد.


ثم ثاب إلى رشده بعد دقيقة فقال لنفسه : ((ليس هذا إلا عرضاً طارئاً ثم ينقضي.)). قال لنفسه ذلك وقد اصفر وجهه وارتجفت شفتاه.

وأسرع يرتدي ثيابه كالمحموم، لأنه يريد أن يركض باحثاً عن طبيب.

ناداه فاسيا فجأة. فهرع إليه، وقبّله قبلة أمٍ يُريدون أن ينزعوا منها ابنها ...

- أركادى ..أركادى .. أرجوك خاصة لا تبلغ أحد .. هل تفهمني؟ إن الذنب ذنبي .. فيجب أن أتحمل نتائجه وحدي.

- هيا يا فاسيا، هيا، ثب إلى رشدك، عد إلى نفسك، ابرأ مما بك !

تنهد فاسيا ، وأخذت عبرات صامتة تسيل على خديه.

- لماذا نقتلها هي؟ ماذنبها هي المسكينة؟ .. إنها خطيئتي أنا .. خطيئتي أنا !

كذلك قال فاسيا بصوت مخنوق يمزق القلب حزناً.

وصمت بضع لحظات. ثم همس يقول وهو يهز رأسه المسكين :

- الوداع يا حبيبتي، الوداع يا حبيبتي !

ثاب أركادى إلى نفسه، وأراد أن يركض إلى الطبيب. فلما لاحظ فاسيا حركة صاحبه قال :

- هيا بنا .. لقد آن الأوان .. هيا بنا يا صاحبي .. أنا مستعد. اصحبني.

ثم لم يقل شيئاً، بل ألقى على أركادى نظرة حزينة مرتابة.


BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن