531

209 34 13
                                    


إنها لتتجاوز كل الحد.

إن مثل هذا العقوق لدى العشاق يغضبني قليلاً، بل يحزنني أيضاً. انظروا بأنفسكم : أين يمكن أن توجد قبعة في مثل هذه الفتنة والروعة ! انظروا ! .. ولكن لا .. إن ملاحظتي هذه لا لزوم لها.

هم الآن جميعاً من رأيي. لم يكن ذلك إلا ضلالاً عارضاً، إلا ضباباً مضللاً، إلا خظاً طارئاً ... أنا مستعد كل الاستعداد لأن أغفر لهم ذلك .. هلا نظرتم (لا تؤاخذوني، فأنا لازلت أتكلم عن القبعة) :

هي من نسيج دقيق خفيف، لها عصبة بلون الكرز، مغطاة بتخريم، مارّه بين القبّة والحواشي، وفي الخلف عصبتان أخريان طويلتان عريضتان تسقطان على النقرة وتتهدلان حتى العنق ... ولكن يجب دفع القبعة قليلاً إلى الوراء لـتكشف عن الجبين ... هلا نظرتم ! ولكنكم لا تنظرون ... فيما أرى.

أحسب أنكم لا تحفلون بالأمر .. ثم إن انتباهكم مشدود إلى جهة أخرى. إنكم ترون دمعتين كبيرتين، كأنهما لؤلؤتان، تلتمعان فجأة في عينين سوداوين مخمليّتين، ترتعشان لحظة على الأهداء الطويلة ثم تسقطان برفق على النسيج الخفيف خفة الهواء، الذي صُنعت منه تحفة مدام لورو ...

ولكني أهم أن أزعل مرة أخرى ... ذلك أن هاتين الدمعتين لم تتساقطا من أجل القبعة وحدها. ليس هذا هو الأمر في نظري .. لا .. حتماً .. يجب على المرء أن يقدم هدية كـهذه الهدية هادئ البال، غير مهتاج العاطفة .. وحينئذ فقط يمكن أن تقدر حق قدرها .. على أنني أعترف بأنني أرى أرى أن المسألة مسألة القبعة خاصة.

جلس الجميع. اتخذ فاسيا مكاناً له قـرب ليزانكا، وقعدت المرأة العجوز إلى جانب أركادى إيفانوفيتش. ودار الحديث.

برهن أركادى إيفانوفيتش على أنه في مستوى الموقف. إنه ليسرني أن أُنصفه. ما كان يُنتظر أن يكون لبقاً هذه اللباقة كلها. فبعد أن قال بضع كلمات عن فاسيا، أخذ يتحدث حديثاً رائعاً عن جوليان ماستاكوفيتش، المُحسن إليهم.

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now