524

215 46 3
                                    


- يا للروائع .. وتلك ! هل تراها .. تلك السكرة !

قال فاسيا ذلك وهو يشير إلى قبعة صغيرة غير التي كان ينوي شراءها في أول الأمر. ذلك أنه لاحظ من بعيد والتهمَ بعينيه قبعة أخرى تخطف البصر وتأخذ باللب، أجمل من سائر القبعات، موجودة في الطرف الآخر من المنضدة.

بلغ فاسيا من شدة الإشتهاء حين نظر إليها أن من يراه في تلك اللحظة يخيل إليه أنه يخشى أن يسرقها أحد، أو أن تطير القبعة من تلقاء نفسها، لا لشيء إلا مكراً بفاسيا وكيداً له.

قال أركادى إيفانوفيتش وهو يشير إلى قبعة أخرى :

- في رأيي أن هذه أجملهن !

- مرحى يا أركاشا ! إختيارك هذا دليل على حسن ذوقك ! حتى لقد أخذت أشعر نحوك باحترام خاص. القبعة التي اخترتها فتّانة حقاً. ولكن تعال انظر هنا.

كذلك صاح فاسيا مبيحاً لنفسه أن يمكر بصاحبه هذا المكر البسيط البريء.

قال أركادى بلهجة الشّاك :

- هذه؟

ولكن حين شالها فاسيا عن مسندها الخشبي، عاجزاً عن ضبط نفسه، حين شالها من مسندها الخشبي فكأنها تطير من تلقاء نفسها طيراناً لشدة فرحها بزبون متحمس لها هذه الحماسة، وحين خفخفت أشرطتها وزخارفها وتخريماتها فرحة، انطلقت صيحة إعجاب من صدر أركادى إيفانوفيتش القوي.

وها هي ذي مدام لورو نفسها (وقد لزمت طوال

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now