537

152 32 7
                                    


موضوع السؤال بصلة من الصلات في بعض الأحيان، بل قد لا يزيد على أن يطلق صوت تعجّب.

هتف أركادى أخيراً :

- ولكن ماذا دهاك يا فاسيا ؟ هل يمكن أن تستبد بك الهموم إلى هذا الحد؟

- حسبك يا صاحبي، حسبك ثرثرة.

كذلك قال فاسيا بلهجة حانقة بعض الحنق.

فقاطعه أركادى يقول :

- لا تهتم .. لقد لاحظت أنا نفسي أنه يتفق لك أحياناً أن تنسخ صفحات أكثر في وقت أقصر .. فأي ضير في هذا؟ إنك تقدر على ذلك .. في وسعك أن تكتب بسرعة إذا اقتضى الأمر .. ليس من الضروري أن تجوّد نسخ النص بخط رائع ... سوف تستطيع إنجاز العمل ... قد تكون الآن مضطرباً بعض الاضطراب، ذاهلاً بعض الذهول، فالعمل يبدو لك أصعب وأشقّ.

لم يجب فاسيا بشيء، بل اكتفى بأن تمتم بين أسنانه ببعض الكلام، ووصل الشابان مسكنهما وهما في حالة عصبية ثقيلة.

أكب فاسيا على العمل فوراً. وصمت أركادى إيفانوفيتش.

خلع ثيابه ساكتاً ورقد على سريره لا يحول بصره عن فاسيا. إنه يشعر بنوع من الخوف يغزو نفسه.

تساءل أركادى وهو ينظر إلى وجه فاسيا الشاحب وإلى عينيه الملتمعتين وإلى حركاته التي تدل على قلق محموم : ((ماذا به؟ إن يديه ترتعشان .. أليس من الخير أن أنصحه بأن يرتاح ساعتين؟ .. لا شك أن قليلاً من النوم سيريحه ..)).

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now