559

92 24 11
                                    

- طيب يا فاسيا ! .. إن دلّ هذا على شيء، فإنما يدل على أنك جدير بسعادتك.

- آه يا أركاشا ! لشد ما أتمنى لو أستطيع إنجاز هذا العمل ! .. لا .. لا .. إن سعادتي ستتحطم .. أنا أوجس ذلك ! ولكنني لا بسبب هذا (كذلك قاطع نفسه إذ لاحظ أن أركادى يختلس النظر إلى كومة الدفاتر المتكدسة على المائدة قناطير) .. لا بسبب هذا .. هذا لا شيء .. ما هذا إلا ورق .. ترهات .. هذه المسألة قد حُلّت .. أركاشا، لقد ذهبت إليها اليوم .. لكنني لم أدخل. كان قلبي مثقلاً، يفيض حزناً ومرارة !

لبثت واقفاً أمام الباب بعض الوقت. كانت تعزف على البيانو فأنصت .. أرأيت يا أركادى؟ لم أجرؤ أن أدخل.

هكذا أنهى فاسيا كلامه بصوت خافت.

- ما بك يا فاسيا ؟ إنك تنظر إليّ نظرة غريبة.

- لا شيء .. لا شيء .. أشعر أنني مريض قليلاً.. ساقاي تصطكان .. ذلك لأنني سهرت طول الليل. نعم، وإن شرارات خضراء تلتمع أمام عيني .. هنا إنما ..

قال فاسيا ذلك مشيراً إلى قلبه، ثم أغمى عليه.

فلما أفاق من غشيته أراد أركادى أن يتخذ إجراءات حاسمة. كان يتهيأ لأن يرقده في فراشه بالقوة. ولكن فاسيا احتجّ احتجاجاً عنيفاً.

إنه الآن يبكي ويعضّ يديه ويصرّ إصراراً قاطعاً على أن ينجز الصفحتين.

فسمح له أركادى أن يقترب من المائدة حتى لا يسرف في معارضته.

قال فاسيا وهو يجلس إلى مكتبه :

- اسمع .. عندي فكرة .. هناك أمل ..



BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now