553

98 22 10
                                    

- فاسيا ... ما بك يا عزيزي المسكين فاسيا؟ إنك تمزّق قلبي يا عزيزي، يا صديقي البائس ...

تمتم فاسيا يقول :

- لقد خدعتك يا أركادى ... لقد خدعتك ! اغفر لي، سامحني .. لقد كذبت عليك ...

* - ماذا، يا فاسيا ؟ ماذا هناك؟

كذلك قال أركادى مذعوراً مروعاً.

- انظر !

قال فاسيا ذلك، وأخرج من الدرج ستة دفاتر ضخمة، شبيهة بالدفتر الذي كان ينسخه، ثم رماها واحداً واحداً على المائدة، وقد بدا على وجهه يأس شديد.

- ما هذا؟

- هذا هو العمل الذي يجب أن أفرغ منه بعد غد. وأنا لم أنجز حتى الآن ربعه. لا تسألني كيف حدث هذا (كذلك تابع فاسيا كلامه يشرح من تلقاء نفسه الموضوع الذي يقلقه). أركادى، صديقي ! لا أدري ما الذي أخذني عن نفسي .. لكأنني أخرج الآن من حلم.

لقد ضيّعت ثلاث أسابيع كاملة. كنت أذهب كل يوم .. إليها .. كان قلبي يتمزّق .. كنت أعاني عذاباً شديداً .. من عدم الثقة ... ولم أستطع أثناء ذلك أن أكتب شيئاً .. حتى لقد كانت الكتابة لا تخطر لي على بال. ولم أستيقظ إلا الآن، أي حين جاءتني السعادة.

قال أركادى إيفانوفيتش بلهجة حازمة :

__________

* الجملة محذوفة بالخطأ من الطبعة الثانية للكتاب.

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن