534

174 30 17
                                    

وانطباعتهما. وذلك أمر طبيعي على كل حال.

فأما أركادى إيفانوفيتش فقال أنه جُنّ حُبّاً بـليزانكا .. وهل غير هذا الصديق المحظوظ، فاسيا، يمكن أن يُسرّ إليه صديقه بذلك؟ وكذلك كان : صرح أركادى لـفاسيا بكل شيء، دون أي تحرج. فضحك فاسيا كثيراً، وأظهر سروره بذلك وابتهاجه له، بل أضاف أن هذا حسن جداً، فإن صداقتهما ستقوى اللآن المزيد من القوة.

قال أركادى إيفانوفيتش :

- هل فهمت يا فاسيا؟ إنني أحبها بقدر ما أحبك. ستكون ليزانكا ملاكي الحارس، كما هي ملاكك الحارس، لأن سعادتكما سترد إليّ، فـتبث الدفء وتشيع الحرارة في نفسي.

ستكون لي ربّة البيت، وستُثوى سعادتي على كفيها. أرجو أن تقودني كما تقودك أنت، أرجو أن توجهني كما توجهك أنت. لن تكون صداقتي لها وصداقتي لك بعد الآن إلا صداقة واحدة. أنتما في نظري واحد. سيكون لي بعد اليوم صديقان أحبهما لا صديق واحد..

قال اركادى ذلك ثم صمت وقد غلبه الإنفعال. شعر فاسيا باضطراب شديد في أعماق نفسه.

الحق أنه لم يكن يتوقع تصريحاً كهذا التصريح من أركادى إيفانوفيتش. لقد كان أركادى لا يجيد الكلام كثيراً، وكان يبدو عدواً لـكل نوع من أنواع الاسترسال في الأحلام. أما الآن فقد أخذ يحلم، وإن أحلامه لـمن أكثر الأحلام إشراقاً وتفاؤلاً.

وتابع أركادى كلامه يقول :

- سوف ترى كم أرعاكما وكم أعتني بكما كليكما ! أولاً سأكون عراب جميع أولادك .. ثم يا فاسيا يجب الإهتمام بالمستقبل ! .. يجب

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now