516

434 64 18
                                    

صديقاً أميناً وفياً.

لا شكّ أن جوليان ماستاكوفيتش رجل مرموق. وأنا أضمر له كثيراً من الإحترام، وأفهمه، رغم أنه يحتل منصباً كبيراً .. بل إنني لأحبه أيضاً، لأنه يحبك فيدفع لك أجر عمل إضافي كان في وسعه أن يعدّه عملاً رسمياً وأن يكلف به أي موظف .. وافقني يا فاسيا، استمع إليّ. أنا لا أمزح.

صحيح أنه ليس من السهل العثور في بطرسبورغ على شخص يضارع حظه حظك .. أنا أسلّم بذلك (صرح نيفيديتش بذلك متحمساً أشد التحمس) ... ولكن ماذا لو أصبح غير راضٍ عن عملك، أو لم يبقى ثمة عمل يعهد به إليك، أو استعاض عنك بشخص آخر ! ... لا يعلم إلا الله ما قد يحدث ... الخلاصة أنه إذا كان هناك اليوم جوليان ماستاكوفيتش، فمن الجائز أن لا يكون هناك شيء البتة غداً !

- اسمع يا أركاشا، من الجائز أيضاً أن ينهار السقف على رأسينا الآن ..

- طبعاً طبعاً، أنا لا أقول ...

- استمع إليّ. لماذا تتصور أن يكفّ عن الاستعانة بخدماتي؟ إنني أقوم بعملي بهمة ونشاط ... ومن جهة أخرى فهو إنسان طيب يا أركاشا .. لقد أعطاني في هذا اليوم نفسه خمسين روبلاً فضة !

- ماذا تقول يا فاسيا؟ أكان هذا مكافأة؟

- أبداً ... دفع لي هذا المبلغ من جيبه. قال لي : (( إنك لم تتقاضى شيئاً منذ خمسة أشهر يا عزيزي، فخذ هذا.)) تلك كانت كلماته هو نفسه. ثم أضاف : (( لا يُعقل أن تقوم لي بهذا العمل عبثاً)). ترقرقت الدموع في عيناي يا أركاشا ..

- قل لي يا فاسيا، هل أكملت كتابة النسخة؟

BRO |✔| اقرأ 1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن