540

157 29 4
                                    

تقليداً تاماً. سوف أرسم توقيعك نفسه، توقيعك نفسه تماماً، أحلف لك. لن يلاحظ أحد شيئاً، أنا أضمن لك هذا. 

أفرغ فاسيا قدحه بسرعة دون أن يجيب، ثم هزّ رأسه علامة الشك والريب. 

 - فاسيا ! المهم هو أن ننجح في إنجاز العمل ! ولكن ما بك يا فاسيا؟ هل تعلم أنك تخيفني؟ لن أرقد في فراشي يا فاسيا ! لن أستطيع أن أنام. أرني كم صفحة بقي عليك أن تنسخ. 

ألقى فاسيا على أركادى نظرة انقبض لها صدره انقباضاً شديداً، حتى لم يستطع أن يحرك لسانه. وقال أخيراً :

 - ولكن ماذا بك يا فاسيا؟ لماذا تنظر إليّ هكذا؟ 

 - أعتقد يا أركادى أنني سأذهب أهنئ جوليان ماستاكوفيتش رغم كل شيء. 

قال أركادى وهو يرمق صاحبه بنظرة تدل على القلق : 

 - لك ما تشاء .. إفعل ما دمت تحرص على ذلك؟  ولكن اسمع يا فاسيا : عجل كتابتك قليلاً.

يميناً لست أسدي إليك نصيحة سيئة. ألم يقل ماستاكوفيتش مراراً أن ما يحبه في خطك أكثر من أي شيء آخر هو أنه خط مقروء؟  إنه ليس مثل سكوروبليخين الذي يتطلب خطاً مقروءاً وجميلاً في آن واحد ! ... لا لشيء إلا ليخطف الورقة كيفما اتفق، ثم يحملها إلى أولاده من أجل أن يتمرنوا على حسن الخط بإعادة نسخها ..

كأن هذا الأحمق لا يستطيع أن يشتري لهم دفاتر تمرين على حسن الخط .. ولا كذلك جوليان ماستاكوفيتش، فإنه لا يطلب إلا شيئاً واحداً هو أن يكون الخط مقروءاً، مقروءاً ! .. فلماذا تصدع

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now