510

899 99 76
                                    


أن تروي لي رواية مضحكة. أما الأمور الهامة فلست أحرص عليها. وإلا فأين الصداقة؟ قل لي ماذا تفعل بالصداقة! هيا هيا.. حدّث ..

- أؤكد لك يا أركاشا أن ذلك مستحيل.

- وأنا لا أريد أن أسمع حديثك.

بدأ فاسيا حديثه يقول، وهو على تلك الحال من الاضطجاع مقلوباً فوق السرير، محاولاً أن يُسبغ على كلامه ما يطيق اسباغه عليه من جدّ ورصانة:

- طيب يا أركاشا.. ربما قلت لك.. ولكن..

- ما هي المسألة أخيراً؟

- طيب .. المسألة أنني خطبت!

عندئذ رفع أركادى إيفانوفيتش صاحبَه كما يُرفع الطفل، دون أن ينطق بكلمة، رغم أن فاسيا ليس قصير القامة، بل أميل للطول، وإن يكن نحيلاً.

ثم أخذ يطوف به الغرفةَ حاملاً إياه على ذراعيه، ماضياً به من أولها إلى آخرها، متظاهراً بأنه يؤرجحه، مردداً على مسامعه من حين إلى حين قوله :

- ما رأيك إذا وضعتك في القماط أيها الخطيب الجميل؟

لكنه ، وقد لاحظ أن فاسيا أصبح لا يتحرك ويرفض أن يفتح فمه، غيّر رأيه، قائلاً لنفسه أنه ربما يكون قد بالغ في المزاح قليلاً، فأوقفه على قدميه وسط الغرفة، وطبع على خده قبلة مودّة.

- هل زعلت يا فاسيا؟

- استمع إليّ يا أركاشا ..

- كان هذا من قبيل الاحتفال برأس السنة.

- لست أقول شيئاً .. ولكن لماذا تقوم بأعمال المجانين هذه؟ قلت

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now