542

149 28 12
                                    

لا .. ليس هذا ما أردت أن أقوله.. إنني أشعر دائماً بالحاجة إلى أن أفضي إليك بما يعتلج في نفسي، وأن أبوح لك بكل شيء، كما يبوح صديق لـصديق ..

ولكن فيما إقلاقك وإزعاجك؟ بعض الناس يا أركادى، قد وُهِب لهم في هذه الحياة شيء كثير، بينما لم يوهب لغيرهم، مثلي أنا، إلا أن يقوموا بمهمة هينة الشأن. قل لي : ما عساك تفعل لو كان عليك أن تبرهن على إمتنانك، على شكرك، ثم رأيت نفسك عاجزاً عن ذلك؟

- لا أفهمك يا فاسيا !

تابع فاسيا يقول بصوت خافت كأنه يخاطب نفسه :

- لم أكن في يوم من الأيام عاقاً ينكر الجميل، ولكنني عاجز عن التعبير عن كل ما أشعر به .. ذلك يا أركادى .. أمر يشعرني بأنني عاق في الواقع، وهذا بعينه هو ما يقتلني قتلاً.

- ما هذا الكلام يا فاسيا؟ أأنت تظن حقاً أن كل امتنناك يجب أن يكون بتقديم منسوختك في المهلة المحددة؟ هلّا راقبت نفسك يا فاسيا؟ ما هذا الذي تقوله ؟ أبهذا يعبّر المرء عن شكره؟

صمت فاسيا فجأة محملقاً في أركادى، كأن هذه الحجّة التي لم يكن يتوقعها قد بددت شكوكه. حتى لقد ابتسم، ولكن وجهه لم يلبث أن استرد تعبيره عن التفكير.

رأى أركادى في هذه الابتسامة دليلاً على أن جميع المخاوف قد زالت، ورأى في الهمّ الذي أعقب الابتسامة دليلاً على أن صاحبه قد اتخذ قراراً جديداً، فابتهج لذلك ابتهاجاً عظيماً.

قال فاسيا :

- طيب يا أركاشا، إذاً اتفقَ أن استيقظت، فألق نظرة علي. لـسوف

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now