561

96 23 15
                                    

وكان فاسيا يكتب. واستلقى أركادى على السرير من جديد، وقد هدّه التعب، من أجل أن يتأمل في الأمر مرة أخرى. فإذا هو ينام ثم لا يستيقظ إلا في الفجر.

فلما ألقى نظرة على فاسيا، رأى أنه ما يزال يكتب، فهتف يقول :

- هوه .. أإلى الآن؟

وهبّ أركادى نحو صديقه فأحاطه بذراعيه وقاده إلى السرير بالقوة. كان فاسيا يبتسم. وكانت أجفانه تطبق من شدة التعب. إنه لا يكاد يستطيع الكلام. قال :

- كنت أنوي من تلقاء نفسي أن أرقد. هل تعلم يا أركادى؟ عندي فكرة. سانجز عملي. لقد استعجلت في الكتابة. ولكنني تعبت الآن. أيقظني في الساعة الثامنة ...

وما كاد ينهي جملته حتى نام.

همس أركادى مخاطباً مافرا التي كانت آتية بالشاي :

- إنه يطلب إيقاظه بعد ساعة. ولكن إياك أن توقظيه ! فـلينم عشر ساعات إذا أراد. هل فهمت؟

- فهمت يا سيدي.

- لا تحضري غداء ولا تحدثي ضوضاء. الضوضاء خاصة ... حاذري الضوضاء .. إذا سأل عني فقولي له أنني ذهبت إلى المكتب. هل فهمت؟

- فهمت يا سيدي .. فلينم ما شاء أن ينام .. ماذا يضرني هذا. إن نوم سيدي يسرني .. وأنا أحافظ على ما يملكه أسيادي. أما الفنجان الذي كسرته أمس فـقرعتني من أجله، فلم أكسره أنا، بل كسرته القطة

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now