533

157 30 15
                                    


انفعالاً شديداً. لقد سمعت عن أركادى إيفانوفيتش أنه شديد الإخلاص لـخطيبها، وأنه يحبه كثيراً، وأنه يعتني به عناية كبيرة، وأنه بنصائحه الحكيمة يسدد كل خطوة من خطواته، وأنها، هي ليزانكا، لا يسعها إلا أن تعبر له عن عظيم امتنانها وعميق شكرها، وأنها لتأمل أن يحبها أركادى إيفانوفيتش هي أيضاً، وأن يخصّها بجزء يسير من حبه لـفاسيا.

ثم أخذت تلقي عليه الأسئلة تلو الأسئلة، تريد أن تعرف هل يُعنى فاسيا بصحته، وأعربت عن بعض مخاوفها من فرط الحماسة والحرارة في طبعه، ومن جهله بالناس والحياة حوله.

وصرّحت بعد ذلك أنها ستسهر عليه في كثير من الاهتمام، وأنها ستحميه وستدلّله، وأنها أخيراً تأمل من أركادى إيفانوفيتش أن لا يتركهما، بل تأمل منه أيضاً أن يقيم معهما.

صاحت تقول بسذاجة وهي في غمرة من الحماسة :

- لن نكون نحن الثلاثة إلا واحداً.

وكان لا بد من الإنصراف مع ذلك.

حاولوا منعهما من الانصراف طبعاً، ولكن فاسيا صرّح بلهجة قاطعة أن بقاءهما مستحيل. وأكد أركادى إيفانوفيتش قول صاحبه.

وكان طبيعياً أن يسأل أهل الدار عن سبب ذلك، فـسرعان ما عرفوا أن هناك عملاً عهد جوليان ماستاكوفيتش إلى فاسيا بإنجازه، وهو عمل مستعجل، خطير غاية الخطورة، يجب الفراغ منه بعد غد في الصباح، وأن فاسيا لم يكمل هذا العمل حتى الآن، بل لقد أهمله إهمالاً تاماً.

فلما سمعت الأم هذا الكلام أطلقت صرخة كبيرة. أما ليزانكا فقد ظهر في وجهها الجزع والهلع، وأخذت من فرط قلقها تحث فاسيا على الانصراف. غير أن القبلة الأخيرة لم تفقد من ذلك شيئاً غير الطول، أما حرارتها فلم تنقص.

ما إن خرج الصديقان حتى أخذا يتبادلان التعبير عن مشاعرهما

BRO |✔| اقرأ 1Where stories live. Discover now