549

115 24 5
                                    

صاح أركادى يسأله :

- إلى أين ذاهب؟

وقف فاسيا وقفة من قُبض عليه مُتلبساً بالجُرم، وقال :

- خ .. خرجت أقوم بجولة قصيرة.

- لم تستطع أن تستقر في مكانك، هه؟ أنت ذاهب إلى كولومنا أليس كذلك؟ يا فاسيا .. يا فاسيا ! ثم لماذا ذهبت إلى جوليان ماستاكوفيتش؟

لم يجب فاسيا بشيء. وفجأة حرك يده بإشارة يأس وقال :

- أركادى .. لا أعرف ماذا يحدث في نفسي .. إنني ..

- هيا هيا، يا فاسيا .. أنا أعرف، أنا أعرف ماذا. هدئ نفسك. أنت مهتاج مضطرب منذ أمس. وكيف يمكن أن يكون المرء غير ذلك لو كان في مكانك؟ ولكنهم جميعاً يحبونك، وهم جميعاً يدارونك، وستنجز عملك حتماً، ستنجزه، أحلف لك. إن في ذهنك وساوس غريبة، ومخاوف غامضة .. هل أدري؟

- لا .. لا شيء ..

- هل تتذكر يا فاسيا؟ لقد مررت بحالة نفسية كهذه حين حصلت على تعيينك. فقد جنننت يومئذ فرحاً، فأخذت تجوّد خطّك أكثر مما اعتدت أن تجوّده، فإذا أنت خلال ثمانية أيام لا تزيد على أن تفسد عملك ! والآن يحدث لك الشيء نفسه !

- نعم نعم يا أركادى، ولكن الأمر الآن مختلف !

- كيف .. مختلف؟

- لا .. لا .. لا قيمة لهذا .. لنعد الآن إلى المنزل !

BRO |✔| اقرأ 1Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum