" هذا أمر آخر سنحدثك فيه في وقت لاحق ، الوقت تأخر الآن "
ودفعتاها خارج الغرفة بعدما رأين خوفها وضمنّ عدم حديثها ..
استيقظ جاك خارجا من غرفته القريبة من سور القصر ، يربط حزام سلاحه وبدلته كالعادة ، وركب العربة مصطحبا معه إحدى الخادمات لإيصالها لمشغل مارجريت حتى تطّلع على مغزولات الصوف كما أمرتها روز قبل بدئ الشتاء ..
نزلت الخادمة وبقي جاك يراقب حركة الناس في الزقاق ، كان جاك وسيما لذلك كان يحظى باهتمام من حوله وخاصة من العاملات في مشغل روز ، ولكنه لم يلفت نظره غير تلك التي كانت تحمل طبقا ما في يديها ويعلو وجهها الحزن والكآبة ، ترجّل عن الحصان وانتظر اقترابها قليلا ، وقبل أن تدخل بادرها بسؤال :
" عفواً آنستي ، هل تدخلون هذه الصحون المتسخة التي تفوح منها تلك الروائح لمحل الأقمشة هذا ؟! ، لا أظن أن هذا طعام للبشر أصلا "
كانت كئيبة لدرجة أنها ردّت بغير اكتراث :
" بالفعل هذا طعامٌ للقطط ، ثم أخذت بمنع نفسها من البكاء وتجاهلته ودخلت للمشغل "
اعتقد جاك أنها على الأقل ستكترث به ، ولكنها تجاهلته وكأنه لم يحدّثها ، بل وجعلها كلامه تبكي ، لذلك توجّه لداخل المشغل حتى يعتذر لها :
" أعتذر أنني تسببت ببكائك ، هل يسعني معرفة اسمك آنستي "
" لا بأس ، جولي هو اسمي يا سيد ، لا دخل لك ولكنني تذكرت صديقتي التي كانت تطعم القطط ، ولكنها لم تعد موجودة الآن ! "
وكادت أن تعاود البكاء ، وجد جاك على أيّة حال موضوعا يتحدث به مع جولي ، فاستمرّ بسؤالها :
" أين هي الآن إذا ؟ "
" اختفت ! ، ألم تسمع باختفاء ابنة فيليب ذي الرقعة ؟! "
وعندها انخطف لون وجهه بسرعة ، فمن أكثر منه على علم بكل ما يحدث ، وهو الذي يسمع صوت صراخها يوميا ، تماسك حتى لا تبدو انفعالاته وأجابها مقتضبا :
" أوه ، لا أنا فقط أقوم بعملي "
" وما هو عملك ؟ "
" كبير مساعدي قصر روز مارتن "
عندها بدا على وجه جولي كم هائل من الغضب ، استدارت وتركته دون أيّة كلمة ، شعر هو بالإحراج الشديد ، وبخاصة بعدما انتبه أن جميع من في المشغل كنّ يراقبنهما ويتهامسن ، فترك المكان بهدوء وخرج ، حتى تبعته الخادمة بعد مدّة قصيرة ..
همست إحدى العاملات لجولي :
" أنتِ غبية ! ،لقد بدا أن ذلك الفتى معجبٌ بكِ "
ضحكت جولي باستهزاء :
" ومن الأحمق الذي سيعجب بي ، صدقيني لم يفعل أحد ما ذلك من قبل "
YOU ARE READING
آريس الحورية الهاربة
Fantasyدائما ما كان يحدث نفسه بها إنها شغفه كانت ولم تزل حتى إذا اعتادت مطاردته لها شعرت بالحنين وما بينه وبين البحر احتارت حتى اختارت العودة للهروب ولكنها ارتبطت في الغربة بشيء من نوع آخر فهل تعود؟
نصر وهزيمة (3)
Start from the beginning