🌸لنكن بخير 🌸

592 37 20
                                    

🌸🌸🌸
ليس هناك اقسى من شخص ياخذك من الجميع .. ليتركك وحيدا
🌸🌸🌸

ستفقد صوابك لو اخبرك احدهم ا انك ستستمر بالحياة بعد موت احبتك .. ستظنه عديم الشعور معك حق الفكرة مرعبة ...لكن للاسف هو محق ..عندما تفقد عزيزا لك ستحزن لكنك لن تموت حزنا ... ستستغرب ان الشمس ستشرق كعادتها يوميا و سيخنقك صوت الضجيج خارج غرفتك المعتمة وتلعن حركة المرور ستزعج اذناك شقشقة العصافير وكانهم اجتمعوا ليستهينوا بحزنك .. او انهم اجتمعوا ليثبتوا لك ان الحياة مستمرة و انت وحدك من توقفت حياتك .. شيئا فشيئا سيتسلل النسيان الى ذاكرتك دون ان تشعر سترغب بالسعادة .. ستسترد شهيتك للاطعمة التي طالما احببتها ستجد نفسك تبتسم لصورتك في المراة و انت تسرح شعرك ستطرب اذناك لاغنية .. و ستفلت من شفتيت ضحكة لمزحات سخيفة .... ستصيبك عدوى السعادة ..ستجبرك الحياة على الاستمرار سيتسلل مايشبه الفرح الى داخلك لكن بين لحظة و اخرى ستطل ذكرياتك الحزينة براسها الاسود لتذكرك انها حقيقة .. و ان الموت حقيقة غير قابلة للنسيان ......
...
سرحت زهرة شعرها بعناية امام المراة ووضعت القليل من مساحيق التجميل و هي تستعد للذهاب الى الجامعة  كانت تحاول اخفاء ذلك القلق الذي ظهر على شكل شحوب على بشرتها.. كان القلق ياكلها على خالد الذي بدا ينسحب من حياتها تدريجيا اصبح باردا جدا لم تعد تستطيع التحدث معه منذ ذلك اليوم ... كلما اتصلت به رد عليها بجملتين مقتضبتين .. انا بخير لا تقلقي .. لم تحاول الذهاب اليه مرة اخرى .. يوجد ذاك الجدار الثقيل من الصمت بينهما ..لم يسالها عن ذاك الامر مرة اخرى و لم تقم هي بسؤاله  ..كان
من المفترض ان يعود الى عمله و الى الجامعة خلال هذا الاسبوع .. ظنت انه قد ياتي اليوم .. فاستعدت جيدا ارتدت ثوبا اسودا قصيرا و سرحت شعرها الى الخلف  ..ارادت ان تبدو جميلة امامه .. لكن ببساطة ودون ان تستهين بحزنه
كان داخلها شعور بالحماس  و الترقب تمنت و القلق ..
لو ياتي اليوم حتى لو لم يتحدثا يكفيها ام يعاود حياته الطبيعية و عندها ستطمئن عليه
عندها لكل حادث حديث  ..
خرجت من شقتها و هي تتمنى لنفسها يوما هادئا
في تلك اللحظة بالذات وصلتها رسالة من مدير اعمالها انه يرغب بعودتها الى باريس لتعود لعرض الازياء ....

مر اسبوعان على رحيل الانا و علي .. كانا ثقيلان جدا على قلب خالد .. لم يسطتع البقاء في البيت ابدا و لم يستطع ايضا ترك لينا وحدها  .. اخذها معه و استاجر شقة صغيرة في جادة قريبة مايميزها انها خالية من الذكريات كان يقضي ايامه بمشاهدة الاخبار لساعات طويلة مستلقيا على احدى الكنبات و اكل رقائق الذرة التي كانت تعتبر الشيء الوحيد الذي لا يحتاج جهدا للطهو  ..
كانت لينا تطلب الطعام لهما يوميا و كانت تهتم به بشكل جيد فكان هو القشة التي تبقيها على قيد الحياة. ..و كان هذا مصدر رضى له انها تتحسن وربما تعود كما كانت ..
لكنه لم يرغب في تركها لثواني
لم يرغب حتى في رؤية زهرة رغم تردد جملتها " لم تثق بي يومها " في ذهنه لايام طويلة  ..  لم يعد يحصي الوقت الذي يمر عليه و هويفكر في اللاشيء و لم يدري هل يستحق حبها كل ذلك العناء ... فالحب مصدر سعادة لا عذاب .. ربما اختار الشخص الخطا ليحارب من اجله ربما يحاول عبثا انقاذ حطام سفينته الغارقة ..ربنا حان وقت التخلي فعلا ربما انتهى موسم اللافندر .. و حان فصل اخر  و عليه ان يرضخ لذلك
سمع هاتفه يرن باصرار راى المتصل فاستغرب و رد برسمية مرحبا استاذي
كان عميد الجامعة التي يعمل بها خالد معاونا للتدريس ..
طلب اليه الحضور بشان التحقيق في حادثة ضربه لاحد الاساتذة
اخبره انه لا يستطيع لكن اصرار الاستاذ جعل خالد يرضخ لطلبه ... بينما كان يفكر بضيق
جلست لينا بجانبه فضمها بقوة ثم بعثر شعرها ممازحا  ..و قال كيف هي جميلتي ..
تنهدت بضيق و قالت اشعر بالملل هنا و اود ان اعود الى بيتي .و الى الجامعة . لا اشعر بالراحة هنا ..و اشتاق الى اشيائي و الى اصدقائي .. توقفت لمدة طويلة عن الدراسة اظن ان اوان العودة  الان ..
قاطعها خالد . و قال متسائلا
اووو قراران خطيران جدا في جملة واحدة ؟ ... دعيكي من هذا
ما رايك ان نذهب لزيارة عمتي .. او ربما نبقى هناك بعض الوقت ..و نؤجل كل ذلك لفترة
انا
لا استطيع البقاء هنا يا لينا .
تنهدت لينا ثم قالت
لايمكننا ان نهرب من الذكريات طوال عمرنا ..يجب ان نعيش حياتنا ..
كان خالد سعيدا بها فلاول مرة منذ سنة تقرر شيئا لاجل مستقبلها
قاطعها خالد هششش لا باس .. لا تستعجلي شيئا ..
لنبدا من الجامعة ساخذك اليوم الى هناك لدي بعض الاعمال انهيها و نخرج سويا .. عندها اعطيني قرارك مجددا .. اذا كنت فعلا تودين الاستمرار هناك
همس لنفسه و هو يقبل راسها ..مشكلتنا يا صغيرة هي للذكريات انت تتعلقين بها اكثر من اللازم و انا اهرب منها اكثر من اللازم
ابتسم لها ثم مط شفتيه بضيق و قال هيا جهزي نفسك .. لنذهب ......
........
كانت زهرة تجلس في الكافتيريا مع مجموعة من زملائها عندها علقت احداهن .. هل هذا الاستاذ هو خالد الذي ضرب استاذنا الذي طردك .. غمزت احداهن لزهرة وقالت هل ضربه لاجلك اليس كذلك  اخبرينا هيا .. انه وسيم جدا .. التزمت زهرة الصمت
فعلق شاب يدعى ادم من هي الجميلة اللتي معه هل هي صديقته .. انها خلابة
قاطعته زهرة قائلة لتنهي ذلك الحوار ..انها لينا اخته صديقتي .. عندها صمت الجميع اكملت زهرة بحسرة همسا و هي تراقب مرور خالد من امامها بعينيها و هو كان زوجي  ... صمت الجميع
حاول ادم تلطيف الجو فقال عرفيني على لينا الجميلة تلك ..اغرمت بها  ضحكت زهرة باقتضاب   ثم وقفت قائلة هل ستضمها الى لائحة الفتيات الماءة الاتي تعجب بهن يوميا ..لن يحدث .. ابق بعيدا عنها
جمعت اغراضها و استئذنت بحجة الذهاب الى دورة المياة
في الحقيقة كانت تريد رؤية خالد ذهبت الى مكتبه و.طرقت الباب لكنه لم يكن موجودا.  بقيت تنتظر لنصف ساعة دون سأم و عيناها مثبتتان على الباب بعدها فتح باب المكتب و دخل خالد .
تفاجا بوجودها .. اتلتق عيناهما لثواني فابتسم دون ان يخطط لذلك و قال محييا  قائلا باقتضاب زهرة اهلا بك ..
هي كانت تتوقع لقائا اشد حرارة من بسمة باردة و كلمة اهلا .. لكنها تعلم انه مازال حزينا على ولده
فكسرت ذلك البرود قائلة كيف حالك ؟ سعيدة برؤيتك .. طالعها لثواني ليبحث عن شيء في عينيها
ثم ابتسم لها حتى اختفت عيناه.  و لم يقل شيئا ..كان خالد مرهقا حتى روحه متعبة .. اراد ان يستمد شيئا من الحب في عينيها لكنه لم يعد يكفي
ثم بدا يجمع اغراض مكتبه و يضعها في صندوق.  عندها فهمت زهرة ما يحدث و انه سيترك الجامعة وقفت و سالته بقلق ماذا يحدث معك هي ستذهب ؟؟لماذا ؟،
سحب نفسا عميقا ثم قال هكذا افضل لك .. قدمت استقالتي .
نزلت جملته تلك كسهم اخترق قلبها سيتركها هنا وحيدة اذن تلعثمت و هي تكرر جملته بنبرة مرتجفة ككفيها و قلبها الذي فقد انتظامه
قدمت استقالتك .. و ماذا ستفعل ..كانت تستطيع ان تبقيه بطريقة اخرى لكن انعقد لسانها و لم تقل ارجوك ابقى لاجلي ..
صمتت امامه و كان البحر يجرفها دون ان تستطيع التجديف  ..
ربت على كتفها ثم قال هكذا افضل للجميع
لم تدري هل اجبر على الاستقالة ام كان هذا قراره
قالت بخجل لم يحدث ذلك بسببي اليس،كذلك ؟
قال كلنا ياصغيرة يدفع ثمن اختياراته في وقت ما ..  
  شعرت ان جملته تلك تحمل معنى اخر فدب للرعب في قلبها.. هل ستدفع هي ايضا ثمن صمتها هذا ..  لكنها ابتسمت له متظاهرة بالثقة و حاولت الهائه لثواني ربما يغير رايه فقد اصبح التواصل معه صعب جدا قائلة .. اليوم وصلتني رسالة من مدير اعمالي يرغب بعودتي الى باريس ...

خالد كان يظن ان لا شيء يخص زهرة سيلفت انتباهه او يخيفه بعد الان و انه لن يبذل جهدا في الحفاظ على علاقته بها اذا كانت هي لا تفعل نفس الشيء لكنه كان مخطئنا .كان خائفا حتى الموت ان تذهب و لا يسمع عنها شيئا . اختفت بسمته وارتجف قلبه و سالها باهتمام بالغ  هل ستذهبين .كان ينقل عينيه بين عينيها عندما لم يجد جوابا اكمل . اه سعيد لك ..
لمحت خيبة الامل في عينيه فسالته .. ربما اعود لم اقرر بعد و انت ماذا ستفعل ؟
اقترب منها ليقف على بعد خطوة قبل جبينها و همس لها .. اريدك ان تكون سعيدة دائما يازهرة مهما حدث لا تهتمي لشيء ..و لا تقلقي علي ابدا لاني ساكون بخير ..

زهرة اللافندر -  مكتملة Où les histoires vivent. Découvrez maintenant