🌸من انتِ🌸

3.3K 75 20
                                    

🌸 الثاني🌸
قبل عامان
طرق باب شقته الفخمة في احدى المباني القديمة في لندن شخص يعمل في مكاتب السفارة الاردنيه ببريطانيا و معه فتاة شقراء بعينان زرقاوان وجه طفولي و شفتين مكتنزتين يراها لاول مرة طويلة بجسد ممشوق .. شعر بخدر في كامل جسده لن ينساه ما حيي. كره شعوره ذلك .و كره ضعفه تجاه الجميلات وبين كل من عرف كانت هي الفتاة الاجمل كان لها شعر طويل مموج و عينان لامعتان تشعان حيوية ترتدي كنزة صوفيه سيئة ذات لون احمر باهت لاتليق بغيرها كان سيتذكرها لو كان قد لمحها في اي مكان.. ففتاة مثلها لاتعلق دائما في الذاكرة.. كان الرجل يتحدث اليه بينما بقيت هي صامته تحرك عينيها بفضول و قلق واضحين ... يبدو انها لم تكن تفهم ما كان يتحدثان به فوضع تقيما مبدئيا عنها غالبا هي اما قريبة للعم رضا.. او ربما خادمة احضرت اليه لكي تعمل عنده او احدى الفتيات السائحات المحبات للمغامرة اللاتي تتعلمن الانجليزية من الكتب الرخيصة التي تباع على ارصفة الشوارع بدت له في العشرين من عمرها معها حقيبة سفر كبيرة بدت من النوع الرخيص .. كانت قروية للغاية بكنزتها تلك التي لم يعد احد يرتدي مثلها منذ عصور لكن ملامحها الاوروبيه هي ماجعلته يعيد التفكير في هويتها و اقر اخيرا انها ربما هي من اصل اوروبي من دولة مجاورة
طلب الرجل منها ان تدخل بينما يكمل حديثه مع خالد .. حملت حقيبتها الرثة امام استغرابه.. ووقفت في منتصف الصالون تنتظر بهودوء ..
تحدث اليه رضا قائلا انها ابنة ذاك الرجل جورج رالف .. اتت من الاردن حديثا .. فتح خالد عيناه مندهشا ثم ابتسم بسخرية وقال يال سخرية القدر .. ماذا تفعل هنا بحثنا عنها طويلا .. تردد رضا قبل ان يقول .. انها في مصيبة.. الشرطة تبحث عنها .. و لا يمكن لاحد غيرك مساعدتها .. اتت الي و كادت ان توقعني في مشكلة لا اعرف احدا غيرك اثق به لاتركها عنده ... اعرف ماضيك مع والدها هيا لا ذنب لها وانت وحدك من يمكنك مساعدتها . فقط ابقها هنا الليلة و ساتدبر امرها في الغد و ساخبرك بكل شيء حينها
. لم يكن خالد انسانا متسرعا كان دائما يحسب الف حساب لكل خطوة يقوم بها لم تفارقه ابتسامته الساخرة وهو يراقبها تقف قلقة هناك فقال بمكر حسنا يمكنها ان تبقى الليلة فقط .. و ستبقى مع لينا .. و تعود في صباح الغد و لتاخذها اتفقنا ..
غادر رضا و ودع زهرة الفتاة الخجولة تلك ووعدها بان كل شيء سيكون بخير
بقت هي وخالج وجها لوجه يتبادلان النظرات اقترب خالد و سالها بانجليزيتة الممتازة .. هيا اخبريني من انت ؟ و لماذا انت هنا
لم يخب ظنه فيها ابدا عندما فتحت عينيها على اتساعهما و رمشت ببلاهة وبدت فعلا لم تفهم ما قاله اخذت تبحث في جيب حقيبتها و اخرجت كتيبا صغيرا كتب عليه كيف تتعلم الانجليزية في اسبوع وفضحك حتى بدت اسنانه .. اما هي فكانت تشعر باحراج لم تشعر به قبل اليوم

ازاد الوضع تسلية بالنسبة له كانت فعلا لا تتحدث الانجليزية كانت تقلب صفحات كتابها ذلك .لتبحث عن الكلمة المناسبة لتحدثه بها ازدادت ابتسامته اتساعا و بشيء من الشماته قال بعربية واضحة ما اسمك يا سيدة
امام نظرتها المندهشة بعربيته الجيدة .. بل الممتازة .تفحصها بعيني وقحتين من اعلى راسها الى اخمص قدميها ..
قاطعت افكاره و ابتسمت بخجل محاولة اخفاء شعورها بالاحراج مما قاله و من وجودها في منزله وحيدة قالت اه الحمد لله انت تعرف العربية مدت كفها بارتباك و قالت انا زهرة رالف جورج ستستغرب اسمي لكن انا من الاردن و انت من مصر اليس كذلك؟ ترك يدها معلقة في الهواء حك ذقنه بيده ببراءة مصطنعة و ابتسم بسخرية ..ثم قال اظن ذلك غير مهم ما يهمني فقط لماذا انت هنا في بيتي ؟؟

زهرة اللافندر -  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن