🌸تعالي الي 🌸

994 48 10
                                    

🌸 الواحد وعشرون🌸

بعد ان تركته زهرة جلس ارضا اتكاء بجسده على الباب و زفر بضيق .. غطى وجهه بكفيه و تقبل الهزيمة يحدث ايضا للجبال ان تنهار .. كانت حربا طويلة .. مذ عشرة اعوام و هو يحارب وحده .. خوفه و غضبه و ضعفه .. اقر بذلك... هو خسر المعركة مرة تلو المرة ..خسر امام لينا و امام زهرة و امام نفسه .. لم يعد يقوى على تلك الحرب وحيدا .. ليس الان .. لماذا كانت حياته دائما صعبة هكذا ..من ماحكته لينا له عن زهرة  انها عانت كثير في الماضي لكنها تستطيع الضحك .. تسائل من اين استطاعت ان تمتلك القوة لتنهض في كل مرة و هو الان اصبح يسقط باستمرار .. سمع صوت الباب الخارجي الشقة و هو يغلق بعنف .. عندها علم ان زهرة اغلقت قلبها في وجهه ايضا .. كلما اقترب خطوة منها اتسعت الهوة بينهما اكثر واكثر ...اغمض عينيه لثواني و عاد بذاكرته الى القاهرة ....

...................
مصر اليوم الثاني
كان واجما لم يعلم كيف اغمض عينيه و. فتحهما ليجد نفسه يمشي في جنازة رجل يكرهه طوال عمره الكل يظنه مصدوم ربما حزين لانه لم يبكي كما يفعل الجميع لم يضع نظارة سوداء تخبيء عينيه ليس عليه ان يخفي مشاعر لا يمتلكها .. فقد قطع تلك المسافة ليرى والده  و يساله سؤالا واحدا لن يغير شيء فيما عاناه ..لكنه تاخر و تاخر والده عن الاجابة التي كان يجب ان يعرفها منذ سنين ووالده مات. و مات كل الماضي معه هكذا ظن ان كل شيء يربطه بمصر قد انتهى ..
.. هو فقط من يشعر ان لا شيء يعنيه هنا يتقبل العزاء و يجلس مع اناس لايفهم نصف ما يقولون .. لاجل من يعيش هذا الشعور بالخواء ..غطى وجهه بكفيه كان مرهقا حد الارهاق و كان يوما طويلا جدا شارف على نهايته فسمع صوتا حنونا بجانبه التفت اليها كانت لها ابتسامة حانية عيناها خضراء حزينة وخداها متوردين قالت كيف حالك يا بني .. كانت هذه عمته نادية .. اكملت و هي تضع كفها على كتفه و قالت و عيناها دامعة.. كان ينتظرك .. كان يعلم انك ستاتي يوما ما ..فترك لك هذه .. مدت له ظرف ابيض و قالت و كانها تحدث نفسها يا الاهي انت تشبهه كثيرا ..
اخذ منها الظرف و شعر بالسوء اراد ان يصرخ بها لتوفر دموعها لشخص يهتم .. اراد فقط الفرار من هنا و العودة الى العالم الذي ينتمي اليه.. الى بيته.   الى لينا و زهرة ..فقال بنبرة جادة ساعود الى لندن غدا صباحا .. اتسعت ابتسامة نادية و وقفت قائلة اتمنى ان اراك ثانية يا بني يجب ان تعود الي في الغد هناك الكثير لتعرفه
.....
.....................
تحسس الرسالة في جيبه و تمنى لو مزقها في وقتها ذاك... رغبة قوية في داخله تلح عليه ليقراها .. لكنه لم يفعل.   ... هرب في يومها الى المطار ثم عاد الى هنا و ها هو الان وحيد و خاوي المشاعر منطفئ ثمل   يجلس في احد البارات يشرب عله يستعيد نفسه و توازنه و يعود الى عالمه

...............
ردت زهرة على هاتفها بسرعة كانت هلعة تعلم تماما ماذا يعني رنين هاتف في هذا الوقت .. يعني شيئا سيئا قد حدث كل الاخبار السيئة تاتي ليلا...
جاءها صوت غريب من الجهة المقابلة قائلا انت زوجة السيد شمس الدين .. اجابت و قلبها ينبض في حنجرتها خوفا اجل انا اين هو خالد ماذا حدث .. استشف خوفها و قلقها الذي لم تخفيه قاطعها الصوت بضيق وهو يقول اهدئي زوجك بخير فقط ثمل جدا في احدى البارات طلبت له سيارة احرة لكنه لا يعرف العنوان فطلب مني ان اتصل بك.. اعطته زهرة العنوان و نزلت الى مدخل البناء تنتظر وصوله .. ساعدها السائق و حارس البناء لادخاله الى الداخل كان ثملا مترنحا لا يقوى على الوقوف فقد شرب حتى انطفا ..
شعرت بالغضب و الشفقة عليه كرهته حتى ..تساءلت لماذا هي مضطرة ان تتحمل كل هذه التفاهات لاجله ..لماذا ارتبط مصيرها به بعقد وهمي و زواج صوري .. لماذا وافقت من الاساس ان تلجا له ..يوما بعد يوما كانت تتعرف على جهلها و غبائها و تتحسر على كل تلك التنازلات التي قدمتها لخالد دون مقابل.   خسرت نصف بيتها ... خسرت حريتها وقلبها و قبلتها الاولى وحقها في الاختيار خسرت امام شخص استغلالي  لم يقدم لها شيء بالمقابل ... لم تدري اين كان عقلها  تصبح عندما اصبحت لعبته المطاطة و كرة التنس الخاصة به يرميها و يرميها فتعود اليه بنفس القوة .. لكنها اليوم تفعل ذلك لاجل لينا فقط ..ليس لاجله و ستبتعد عنه في اقرب فرصة ..
صنعت له القهوة و ساعدته في تغير ثيابه ليستلقى على فراشه ليرتاح قليلا فامسك بيدها و قال راجيا ..اشعر انني ساموت ..ابقي معي لا اريد ان اموت وحيدا .. امتقع وجهها و انقبض قلبها لتلك الجملة سحبت يدها منه بلطف كان تكره لمسه لها .. مازالت غاضبة عليه ركعت عند راسه و عبثت بشعره برقة و قررت ان تهداه فقط ابتسمت ساخرة و همست بلطف له لن يحدث لك شيء السيؤن لا يحدث لهم شيء .. ابتسم لها و قال هل ستحزنين علي ؟ ابتسمت بمرارة و لم تجبه .. كانت تعلم اجابة السؤال لكنه هو لا يستحق معرفتها فقال .. عندما تغضبين يظهر وريد دقيق على طول جبينك تجحظ عيناكي و تختفي لمعتها و يرتفع احد حاجباكي ..هكذا تماما...و لو تكلمت سيكون صوتك خشنا قليلا .. كان ينظر لعينيها بضياع ..ابتسمت بتحفظ كانت تعلم انه يهذي  فاكمل قائلا اعلم انك غاضبة ..  تضايقت من اهتمامه بها .. كان يعرف نقاط ضعفها و يعرف كيف يستميلها .. كرهت ضعفها هذا و رغبتها في مسامحته.  سالته لتغير مجرى الحديث .. و قالت لماذا تفعل هذا بنفسك؟ .. بدا ضائعا في عينيها وكانه لم يسمع سؤالها قال تشبهين والدك قليلا .. تلك الابتسامة و النظرة .. راقب عيناها التان اكتستا حزنا غريبا و بسمتها التي تلاشت .. اول مرة يخبرها شيئا عن والدها الم قلبها و تمنت لو تعرف عنه اكثر لكن من سيجيب ..؟ خالد الذي يهذي ؟ فابتسم لها ببراءة و قال كان له لون عينيك وربما شعرك قبل ان يصبح عجوزا ..كان يضحك بملئ فمه عادة كان مزعجا جدا   لكن صحبته جيدة حتى عندما يكذب كان شخصا جذابا ..عندما يغضب تحمر عيناه و يظهر هذا الوريد النابض في جبينه ... لمس جبينها باصبعه
كان قلب زهرة ينبض في حلقها شعرت برغبة في البكاء .. كان يصف اكبر خساراتها ليلمس اكثر جراحها عمقا و الما و اكمل وهو يرفع راسه ليقبل جبينها ..انا اكره ليس فقط لما فعله بي ..
اكرهه لانه تركك ..
لو كنت ابنتي لما تركتك ابدا .. لم تنوي ان تبكي ابدا لكن خانتها دموعها. 
راقب دموعها و هي تبلل خداها فزحف الى الخلف قليلا و ربت على سريره طلب اليها بحركته تلك  ان تستقلي بجواره  ... بدت مندهشة بالرغم من ان هذا اكثر ما تريده هذه اللحظة.  قال بصوت ناعس تعالي الي . اطاعته بالية و استلقت بجواره وجهها يقابل وجهه و عيناها مواجهة لعينيه .. مسح دموعها باصبعه و همس
قائلا رغم ذلك بكيت كالطفل عندما علمت بموته ...
فاجهشت باكية فضمها بقوة و تشبثت به ...

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now