🌸 اشعر بك دائما 🌸

916 58 35
                                    

🌸 السابع و عشرون 🌸

كانت ليلة زهرة ارقة و لم تنم من نبض قلبها المتسارع طوال الليلة وجود خالد بهذا القرب منها جعلها تشعر بالخوف منه و الرغبة الشديدة به و الغضب عليه لانه هكذا يستطيع ان يكون بهذه الحميمة مع كل الفتيات و الاسوا كان يحضرهن الي هنا و لا تعلم بالضبط متى يستعيد عافيته ليعود اليهن .. نامت اخيرا عند الفجر ..
عندما استيقظت وجدت عيناه الخضراوان الضاحكتان تحدقان بها و ابتسامته الرائعة بينما كان مزاجها هي سيئا للغاية ..
تمنت لو تخنقه على هذا الاشراق الصباحي .. باغتها قائلا صباح الخير ... وهو يخفي ضحكته ..قضبت حاجباها تعجبا و نهضت بسرعة ابتعدت عنه و سالته لماذا تضحك .. غض على شفته السفلى وهزر راسه وهو يقول هكذا ..لا شيء قبل ان يقول اخر نزلت عن السرير و بدات تجمع اغراضها و ترتب شعرها بدت غاضبة مقضبة حاجباها وهي تنظر اليه قالت .. حسنا نلتقي مساءا ..ساذهب الى المعهد و سالتقي باترك ...
لم يعرف اين اخطاء بالضبط لتتصرف كانه عضها .. لكنه قضى اجمل ليلة منذ شهور .. لم يكن يعلم كيف سيقضي النهار كله بدونها في البيت يجلس على كرسي متحرك ... فسالها محاولا ان يخفي ضيقه من تصرفاتها .. هل تستيقظين كل صباح بهذا الوجه العابس .. لا اذكر انني قلت لك تلك الكلمة الممنوعة " زوجتي" تنهت بضيق .. لكنه كان محق هو لم يفعل شيئا يغضبها ... اصطنعت ايتسامة و ردت بنبرة مهذبة صباح الخير ..ابتسم بسخرية و اوما لها باصبعه لتاتي اليه فاقتربت .. فجذبها و امسك براسها بين كفيه و قال محذرا بحزم .. القانون الاول اذا كان صباحك سيئا لا تعكري صباحي انا و لا تذكري ذلك الشيء .. صديقك ذاك امامي مرة اخرى .. افلتت نفسها عنه وقد اغضبها جدا ما قاله لكنها كانت عازمة على تحديه فمشت باتجاه الباب و تركته دون ان تعلق ..
اوقفها صوته و هو يقول هل ستخبرينه اننا معا؟ و انك نمت معي بالامس.. شلت جملته تفكرها فصرت اسنانها
كان يغيظها و يحاول مضايقتا عامدا اكمل معلقا .. اتمنى ان تكون هذه اخر مرة ترينه فيها ..ردت بصوت عالي وهي تختنق غضبا دون ان تلتفت و هي تفتح الباب ... لن تحلم بذلك
سالها مجددا ماهو الذي لن احلم به ؟ ان تتوقفي عن رؤيته ام ان تنامي معي ام ان تخبريه باننا معا ..
تنهدت بضيق ثم صفقت الباب في وجهه و خرجت دون ان تقول شيئا... كان برود اعصابه هذا يتعبها
....
بعد خروجها كان يشعر بالضيق و الغضب و العجز ..اتصل بلينا التي اخبرته انها في الجامعة و انها ستمر عليه مساءا لكنها مطمئنة ان زهرة تهتم به جيدا . لم يكن امامه شيئ ليفعله سوى الانتظار ففتح جهاز الحاسوب الخاص به وقرر ان يعمل على القضايا اللتي تنتظره ريثما تعود زهرة
اما زهرة
ذهبت الى المعهد الذي اهملته كثيرا و عند عودتها ذهبت الى باتريك الذي بدا غاضبا منها على نقضها للعقد و على اهمالها له منذ ارتباطهما معا كان يتحدث بشان برودها و شفقتها عليه و مشاعره المتاججة نحوها تحدث عن سيطرة خالد عليها و عن ضعفها كان يقول ذاك فتشعر هي بالياس .....
الاحباط .. التعاسة ..
الفوضى الذهنية...
الخوف اخطر ما قد يحدث في حياة الانسان .. بينما كان باتريك يصرخ بها غاضبا ..
كانت ستخبره انها انها اختارت خالد .. لكنها صمتت و لم تقل شيئا .. فاعتذر باتريك منها ووعدها انه سيقف جانبها دائما
شعرت انها افضل قليلا ارادت فقط ان تخرج خالد من تفكيرها للحظة .. ان تفكر بشيء اخر ان تشعر انها محبوبة و ان هناك من يمكنها ان تعتمد عليه بالشكل الذي تتمنى من خالد ان يفعل دون ان يؤلم ذلك قلبها ....
قال فجاة .. زهرة لقد وجدت طبيبا جيدا و عدني ان يجري لي جراحة تمكنني من السير على قدمي ..و اكمل بحب.. انا سافعل ذلك لاجلك انت
.. شعرت بالحزن وتجمعت غصة في حلقها .. امسك بيديها و قال هل ستكونين معي دائما ... اومات ايجابا ورددت كلماته بالية ساكون معك دائما ..قامت من فورها و قالت حسنا ساذهب الى البيت .. خالد تعرض لحادث و كسرت رجله يجب ان اعود للمساعده.. .. فامسك بيدها و قال حسنا اذهبي اذن .. ابتسمت له بارتباك و انحنت لتقبل خده بسرعة ثم خرجت ..
جلست في الحديقة المواجهه للبناء الذي تعيش فيه تغرق في افكارها اليائسة و خوفها و فوضاها ...حاولت ان تراجع مافعلته في حياتها منذ وصولها زواجها كان مشروعا فاشلا ... و خالد لا يهتم سوى لرغبته بها .و هي تعشقه....و متى ما حصل عليها كان سيمل منها و يتركها كما يترك الجميع
لم تعرف الى اين ستذهب هل تعود للبيت و تخبر خالد انها ستختار باترك الان ..
ام تبقى صامته اقنعت نفسها بانها فعلت الصواب و ان اختيارها ذاك كان الاكثر امانا ..
لن تعيد تلك التجربة مع خالد ابدا لن تسمح له باستغلال عاطفتها و انجذابها نحوه.. لن تسلمه نفسها ابدا .. هو اساسا يظن انها تحب باترك لتتركه يفكر كذاك .. قطعت افكارها تلك صوت رسالة من خالد كتب فيها هيا عودي يا صغيرة اشتقت اليك .نبض قلبها بعنف تنهدت لم ترد على رسالته حملت حقيبتها و دخلت الى المنزل ..
كانت زهرة بحاجة لتبعد افكارها عنه تماما و تقرر موقفها ..
كان يحمل جهازه اللوحي و يرتدي نظارة لقراءة يجلس على الاريكة في الصالون ما ان راها حتى انفرجت اساراه ووضع ما بيده و فتح ذراعيه لها لتعانقه .. كانت متعبة جدا نظرت اليه بريبة فهز راسه وقال هيا تعالي عانقيني .. ضحكت بسخرية و هي تقترب منه و قالت اصبحت تتدلل كثيرا .. رد بنبرة حانية انت من تحتاجين هذا العناق لست انا .تعانقا قليلا ثم ابتعدت عنه نظرت اليه بريية و قد شعرت انها ارتكبت خطاء فادحا في حق خالد و باتريك معا .. فعلا كانت تحتاج عناقا من خالد سالته : و لماذا احتاجه .. اشار لها لتجلس ثم قال تبدين مزرية بائسة .. جلست بجواره وضحكت لتخفي رغبتها في البكاء و قالت كيف عرفت ؟ همس بالقرب من اذنها ببحة صوته الجذابة انا اشعر بك دائما و انت ؟. ارتجفت لقربه هذا .. تجاهتله و طال الصمت فقال بثقة ..مشكلتك انك جبانة ..
كانت تعرف ما سيقوله فقررت ان تمنعه
وضعت راسها على حجره و قالت ..
اتمنى لو اختار الصواب .. لم يقل شيئا و فهم انها ما زالت حائرة بينهما و انه يملك الفرصة ليقنعها باختياره هو .. عبث بشعرها بلطف كان ذلك شعور مريح جدا بالنسبة لها اما هو فكان يتوق للمس شعرها ..
.. قال ما رايك ان نطلب طعاما من الخارج و نشاهد فيلما معا و ادللك قليلا ..
نهضت و نظرت اليه بريبة .. ابتسم لها ..ببراءة و قال احضري الهاتف ..
طلب الطعام بينما كانت تنظر اليه و قال هيا غيري ثيابك و تعالي
كانت تكره نفسها عندما تفعل ما يطلبه منها دون تذمر و تكرهه هو لانه يعرف جيدا كيف يجعلها تفعل كل مايقوله و يجعلها تشعر بالسعادة تجاه ذلك ....
كان يجلس في مكانه كما تركته و ضع الطعام في اطباق و ابتسم لها قائلا سناكل هنا كان قد اختار فيلما كوميدي ابتسمت وهتفت ببراءة احب هذا الفيلم ..ابتسم برضا و علق اخبرتك انا اشعر بك دائما ..

...........

شوية شوية على زهرة يا جماعة مش كدا

زهرة اللافندر -  مكتملة Место, где живут истории. Откройте их для себя