🌸 غرفة الاسرار 🌸

702 43 21
                                    

🌸 الخامس و ثلاثون 🌸

تلفتت زهرة حولها بقلق و هي ترى الغرفة مليئة بالاوراق و الاثاثات القديمة و العديد من صور الحائط و المزهريات و الصناديق الموضوعة على الارض بصورة عشوائية سالته خالد بقلق ماذا ؟؟
ابتسامة مقتضبة ارتسمت على شفتيه ما لبثت ان تلاشت ليظهر القلق محلها رد و هو يمسك بيديها و يقول هذه يا عزيزتي ماتبقى لك من والدك .. تعرفين تم الحجز على املاكه و بيعت جميعا و و هذا ما بقي فقط .. اتسعت عينيها دهشة و هي تنظر اليه و داهمتها رغبة في البكاء فسالت دموعها فجاة و لم تدري ما ستقوله تجولت بعينيها حول الغرفة و قلبها ينبض بشدة ماضيها يمر سريعا امام عينيها تساءلت كيف كان والدها. هل احبها ؟ و لماذا تركهم و لم يسال عنها ابدا ؟ ..فكرت ان تهرب الان ارادت ان تحتفظ بتلك الذكري الرائعة التي طالما كانت فخورة بها صورة البطل الذي مات من اجل انسانيته . سالته و هي تحاول الخروج من الغرفة ..  ماذا سافعل هنا ؟ خذني الى البيت سريعا لا اريد ان ابقى هنا .. كان صوتها مرتجفا .. امسك بها و ابتسم لها ثم مسح دموع عينيها و اسند راسه الى جبينها و همس لا اريد للمزيد من الاسرار ان تكبر بيننا فقط لاننا نخاف ان تؤذينا .. لا اريدك ان تخافي من شي بعد الان و انا حولك .. والأهم من ذلك لا اريد ان تبكي ابدا .. نحن دائما نتجنب المواجهات و نختبي خلف الصمت .. لينتهي الصمت لتنهي الشجارات الصغيرة لتنتهى قلة الثقة و انعدام الامن لنبدا من البداية .. قبل ان اعرفك قبل ان تعرفيني .. لنواجه ماضينا معنا  . قبل جبينها و اغمص عينيه لثواني  كانت كلماته المهدة هذه قد خدرت عقلها فاغمضت عينيها و هدا خفقان قلبها شيئا فشيئا.. اكمل مازحا و هو يبتعد عنها و يترك يديها .. لم احضر لك حذاء لاجل هذا .. لا اريدك ان تهربي .. ضحك شامتا و هو يقول  ابقي هنا و ساتي لاخذك بعد ساعة  و خرج سريعا سمعت بعده صوت الباب يفتح و يغلق و هي تقف داخل تلك الغرفة و لا تدري بالضبط ماذا ستفعل
.....
كان خالد يفكر طوال طريقه ليشتري حذاءا لزهرة بردة فعلها ياترى ماذا تفعل في هذه اللحظة ستنظر الى ماضيها هل ستشكره ام ستلومه هو ايضا لديه العديد من الامور العالقة في ماضيه التي لم يحلها بعد.. فبعد عودته من مصر لم يقرا ابدا  تلك الرسالة التي اعطته اياها عمته نادية و لم يمزقها و استقرت في قعر احد الادراج في غرفته هي و عدة رسالئل تلتها خلال الشهرين الماضيين .. كانت عمته ترسل به رسال كل اسبوعين تقريبا فكر هو ايضا ان يقراهم في يوم ما ..فكر  يخبر لينا عن تلك الرسائل و عن عمتهما .. في طريقه الى العودة الى المبنى حيث ترك زهرة  اصطدم بصديقته السابقة الانا ..منذ فترة لم يراها منذ تلك الليلة التي تعرفت زهرة فيها الى باترك .. بدت له شاحبة ..ليست كعادتها .. كما تذكر اختفاءها من المكتب منذ فترة كانت تخرج من المصعد و هو يدخله لم ينتبه لها فصطدما ..ظلت تنظر اليه لثواني  فاجاته قائلة جئت لاجلك اود ان اتحدث اليك ؟ في موضوع مهم ..
تنهد خالد و ابتسم بتحفظ  كعادته قائلا حسنا لدي شيء مهم الان نتحدث في الغد مارايك اتصلي بي ..
ثم دخل الى المصعد دون ان ينتظر ردها .. زهرة فقط من تشغل باله لا حاجة له بالتفكير بوجه الانا المهموم او عيناها الغائرة او نبرة صوتها الحزينة ...
فتح باب الشقة فوجدها تنتظره عند الباب ..وضع صندوق الحذاء من يده و اقترب منها كانت تزين وجهها ابتسامة مشرقة غابت عنه لفترة و اشتاقها كثيرا  .. كان يتوقع شيئا مختلفا و ردة فعل مختلفة لكنه فوجئ  بها تبتسم  ابتسامة ملئة بالامل و الوعود الجميلة ..ردد في نفسه تلك هي زهرتي تبقى مبتسمة مشرقة مزهرة و سعيدة رغم كل شي .. مشى اليها فتقدمت اليه تحمل في يدها صورة صغيرة كانت تجيب تلك التساؤلات التي ظهرت على وجهه قالت و هي تتقدم نحوه بامتنان شكر لك خالد .. شكرا على كل شيء .. ابتسم بريبة و ارتفع احد حاجبيه مستفهما  فاكملت وهي تمسك كفه بيدها و تقول شكرا لانك فكرت بي ..و اخفيتها من اجلي .. ربما ليس علي ان اعرف كل شيء مرة واحدة اليوم وجدت صورة هذه لابي و لم استطع ان ابعد عيني عنها انا اشببه نملك نفس العينين و لون البشرة ..قالت ذلك و هي تضحك .. شكرا لانك منحتني هذه اللحظة ..لم ابحث عن شيء كنت اود ان اراه فقط وفعلت و هذا يكفيني ..وربما في يوم اخر اعرف عنه اشياء اخرى ربما ليس الماضي هو ما يجب ان نجمله ربما علينا ان نبدا باليوم .. حدق فيها لثواني و قد نسي كل الخصام و ايام الوحدة و الغضب فقط هما هنا الان .. ابتسم لها خالد و كل كلمة قالتها دغدغت مشاعره ترك حديثها دون تعليق  و هو يقترب منها ليحملها قائلا لا عمل لنا هنا اليوم هيا لنعد الى البيت ..و لننجمل الحاضر ..
ارتفع حاجباها استهجانا و سالته قائلة كنت تحمل صندوق حذاء  منذ قليل  اين هو ؟؟انزلني خالد ..
اتبسم لها فقط و لم يجبها و حملها و خرج بها من الشقة فهمت ما يعنيه و ما يفكر فيه فكل قرب منه كان جميلا لفت كفاها حول عنقه و اسندت راسها على كتفه و حاولت ان تستمتع بهذه اللحظات الثمينة التي غابت عنها منذ مدة  و كأن كل الجليد الذي تراكم بينهما في الشهر الماضي قد ذاب تماما و عادا الى زهرة و خالد قبل موت باتريك
.....
قطعا الطريق في صمت طويل مليء بكلام لم يقال .. كان يفكر ان يوصلها الى شقة  لينا و يطلب منها ان تعود الى البيت و يخبرها انه اشتاق لها و يحبها و يطلب منها الخروج للعشاء في موعد مسائي جميل اما هي فكانت تفكر طوال الطريق ماذا ستفعل لو طلب اليها العودة الى الببت .. فكرت ان تعتذر له عن تركها البيت و تخبره عن شوقها له و كم هي سعيدة و محظوظة به ..
ما ان وصلا الى البيت وجد نفسه ينزلها عند عتبة شقتهما بتلقائية  ..
فتح الباب و دخل كعادته اما  بقيت هي تحدق فيه بخجل .. عندها تذكر انها ربما لا تزال غاضبه .. تنهد بضيق ثم قال حسنا زهرة الن تدخلي ؟؟ ردت بخجل . خالد لا اظنها فكرة جيدة  .. لا .. اود ان اعود الى البيت الان ..
باستسلام  تقدم خالد نحوها دون ان يقول شيئا و كانما رضخ لرغبتها و فكر فقط بوداعها بطريقة تليق بشوقه لها..
دون  اية مقدمات كان يقفان في الرواق الامامي لشقتهما هي لم تفهم ملامح وجهه ابدا في تلك اللحظة ..و لم تعرف ما كان ينوى فعله .. اقترب منها فقط دس اصابعه في شعرها ليثبت راسها و شدها بالقرب منه انحى يقبلها بشغف قبل متتالية قبلة تلتها قبلة ثم قبلة  كانت قبلاته قاطعة للانفاس تحكي شوقا طويلا و تكشف عن رغبة عميقة ما ان لمست شفتيه شفتاها حتى صحى كل الشوق الذي دفنته بقلبها و ازداد نبضها و اضطربت انفاسها بادلته القبلة تلو القبلة و لم ترغب ابدا بتركه لها لكنه فعل  .. و تركها فجاة ثم قال من بين انفاسه هيا اذهبي ..الان .. و قف يحدق بها بالكثير من التحدي و الرضى و الشوق و
ابتسامة ساخرة  كان يهدئ بها نفسه اعتاد تركها له هي حتما تفعل .. راقبها منتظرا ذهابها كما اعتادت ان تفعل لكنها خالفت كل توقعاته ودفعته بكفيها الى الداخل بقوة  وهي تقول تبا لك خالد تبا لك ..والصقت شفتيها بشفتيه انخرطا في قبلات محمومة ......

زهرة اللافندر -  مكتملة जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें