🌸 تمنيتك انت 🌸

824 55 15
                                    

🌸 الثامن و عشرون 🌸
لاول مرة كانت تقضي وقتا ممتعا معه .. وقتا عاديا مليئا بالضحك  و التلقائية العفوية ..بعد انتهاء الفيلم  نظر اليها ببامتنان
.. كان يعشق ضحكتها المشرقة  تلك و لمعة عيناها التي تسكر عقله ..
مجرد وجودها بجواره يجعله يطير من السعادة .. استسلم لذلك الشعور تماما ..هرب كثيرا لكن لم يعد بوسعه الهروب اكثر  ناداها زهرة  .. هيا اظن انه حان وقت الحديث .. ماذا بك. ؟؟،
تبدلت ضحكتها سريعا و بدت مترددة في قول شيء فامسك بكفها و قال ساخرا  ...انسي انني زوجك ..زواجنا مجرد وثيقة بيننا يمكننا التخلص منها  اليس كذلك . 
فقط اعتبريني شخصا يمكنك اخباره بكل شي ... صديقك مثلا فردا من عائلتك او شيئ من هذا القبيل  ....
عندما طال صمتها  سالها و هو يخفي شعوره بالضيق مما قد يسمعه ..
هل الامر علاقة بباترك؟ ..
فهزت راسها نافية ..
سالها مجددا .هل تحبينه ؟
صمتت قليلا..ثم قالت بتردد ...اكون سعيدة عندما اكون معه ..
تجاهل الغصة التي تجمعت في حلقه فقال مستفسرا  ..
لكنك لا تحبينه ؟.. قاطعته نافية  قائلة ليس كذلك ..انت .. انت ...انا ربما احبه ..
لكن هذا لا يعنيك
تنهد براحة  ثم ابتسم بخبث قائلا اذن لا تحبينه .. لو كنت تحبينه كنت قلت ذلك بصراحة .. تبدلت نظرته لها و شعرت باضراب تنفسها
اجابت ضاحكة و هي تهرب عينيها عنهلتخفي توترها .. خالد ليس من شانك ..و اكملت .
انت ماذا تعرف عن الحب؟ .. ابتسم ابتسامة جانبية و قال و عيناه لا تفارق وجهها...
الحب  هو السقوط الى اعلى .. يعني تظن نفسك تتحكم بكل شيء في حياتك ..
تظن انك تعرف اجمل الاشياء و انك عشت اجمل لحظاتك
حتى تقع في الحب ..
فيصبح ماقبله لا شيء .. مجرد ضياع عمر ..و يصبح ذاك الشعور الذي تكاد تلمسه القمة التي تسعى اليها.....و لا تصلها ابدا و لا تعرف متى ستصلها
كانت زهرة تلعب باصابعها و تتحاشى النظر اليه ..
تنهد بضيق و هو يراها هكذا و اكمل .
اظن انني اهذي ..
كانت كلماته الجميلة تلك اخذت عقلها  فتساءلت داخلها اذا كان يؤمن بالحب لماذا لم يحبها هي المها قلبها للفكرة و فكرت في انهاء هذا اليوم ..فرددت ماقاله  هامسة بضياع اظن انك تهذي
...
ابتسمت له و جمعت الاطباق و قالت بامتنان شكرا لك على هذا اليوم .. سانام الان لو احتجت شيئ اخبرني .. و انجهت الي غرفتها فورا و اغلقت الباب .
ابتسم خالد بسخرية لكنه لم يقل شيئا ..
كان سيتركها لحالها هذه الليلة لتقرر و تفكر كيفما تشاء
شعرت زهرة بانتصار صغير و شيء من الاستقلال عن سطوة مشاعرها المتاججة تجاه خالد .. ستواجهه حتى تقضي على هذا الحب داخلها .. كانت متاكدة كل ما يريده خالد هو جسدها لذلك يصبح حنونا ورائعا ما ان يحصل عليها سينساها كما نسي الجميع من قبلها .. انه لا يخفي شعوره ذاك اصلا .. قضت تلك الليلة تفكر و تفكر. حتى استيقظت صباحا على صوت باب غرفتها الذي دفع فجاة و حقيبة خالد التي وضعها فوق قدمها ليوقظها قائلا  زهرررررررة ...هيا انهضي سأتأخر ... نهضت فزعة و جلست في فراشها تفرك عينيها  نظرت اليه بغضب و صاحت به خالد لايمكنك ايقاظي هكذا تجاهلها قائلا عشرة دقائق و تكونين جاهزة هيا هيا  .. و خرج متكئا على عكازته المزعجة التي قرر استخدامها عوضا عن الكرسي المتحرك هاذا اليوم كان صوتها ينخر راسها مسببا صداعا صباحيا مزعجا ..
كان خالد يعيش مزاجا صباحيا سيئا فبعد زهرة عنه ارقه الليلة السابقة فبقي ساهرا يكمل النقص في بعض القضايا و قرر اقحام زهرة في كل جزء في حياته حتى تعتاد هي وجودها و يصبح بامكانه ان يخبرها بحقيقة ما يشعر به تجاهها .. خرجت زهرة بعد دقائق و قد غيرت ثيابها فاعطاها الحقيبة و قال هيا احمليها و ستاخذيني الى المكتب .. تجاهل كل محاولاتها الحادة في الرفض و التمصل فتح لها الباب وهو يقول هيا يازهرة .. اتبعيني... كان يخطط ان يجعلها تاخذه الى عمله فكانت مفاجئته كبيرة عندما علم جهلها بالقيادة فتبادلا الشتائم و اتهمها بقلة الطموح و الجهل شتمته هي الأخرى و نزلت و تركته وحده في السيارة .. نزل سريعا و اوقف تاكسي و جرها جرا حتى تدخل .. كان هو يبقى في السيارة بينما تصعد هي لتسلم الأوراق و هكذا ..
كانت زهرة  تعلم انه لا يستطيع ان ينفذ شيئا لوحده دونها لذالك صبرت على كل شيء كانت تعانده فقط لانها احبت جو المناقرات هذا فكما قالت لينا خالد جميل حدا عندما يغضب و كان وجوده حولها موسيقى حالمة مختلفة الايقاعات
..بعد ان انتهت مشاويرها اخذها الى مطعم لتناول الغداء كانت تتضور جوعا .. فسالها بصورة طبيعية زهرة لماذا لم تتعلمي القيادة ابتسمت ببساطة  ..أجابت بتلقائية لم يكن لدي سيارة و ليس لدي احد ليعلمني و لم يكن من طموحي ان احصل عليها.. .. كان سؤاله هذا يحرك مشاعر سيئة داخلها طالما تجاهلتها .. اكملت.. كان طموحي الوحيد ان انجو ...عندما ظل صامتا  اخبرته قصتها و المخيم الذي عاشت فيه و كيف نزحو الى الاردن ووفاة والدتها و تلك الرسالة التي وصلت اليها من السفارة بناء على طلب والدتها البحث عن والدها  ..
كان مستمعا جيدا لم يغالي في حزنه لاجلها و لم يشفق عليها ابدا و اخفى ذلك في قلبه جيدا بل تناقشا في اشياء كثيرة كان غداء جميلا اخذها بعده و جلسا على مقعد خشبي مطل على النهر ليشاهدا الغروب .. مر امامهما بائع بالونات متجول ..ابتسم لها و اشترى لها واحدة و قال هيا تمنى امنية و طيريها ... كانت تشعر برغبة كبيرة في ضمه الان .. فتصرفت بطفولة وتمنت ان يحبها خالد حتى اخر عمرها و قبلت خده بسرعة ... ضحك لعينيها و سالها ماذا تمنيت .. لم ترد عليه و اطلقتالبالون و استمرت تتراقبها حتى اختفت   ..
عادا الي البيت فهربت الى غرفتها مجددا  بعد ان قبلت خده و شكرته على هذا اليوم الذي لن تنساه ابدا فتنهد بحسرة  وهو يتابعها تبتعد حتى اغلقت باب غرفتها و اختفت .
مر واحد و عشرون يوم منذ الحادث قضى خالد و زهرة ايام جميلة علمها قيادة السيارة كان ياخذها للمعهد و ينتظرها لتنهي دروسها و يخرجان ليقضيان اليوم قي الخارج او يذهبان الي مكتبه فتساعده في الصعود و يبقيان معا حتى بنهي اعماله ثم يذهبان للتسوق ليحضرا اغراض للمنزل و تقوم زهرة بالطبخ  .. لم تنتهي شجاراتهما ابدا فكلما اتصل بها باترك او ذهبت لزيارته كان خالد يفتعل شجارا كانت زهرة تتجاهله دائما و تلتقي بباترك و تحاول ان تبدو سعيدة معه كانت تؤجل اي قرار في حياتها حنى يقوم باتريك بتلك العمليه ..
الى ان اخبرها باتريك بانه سيكون مسرورا اذا قبلت الزواج به

............
بعتذر عن تاخير البارت بس مشغولة جدا الصراحة ان شاء الله اقدر اظبط مواعيد الرواية طبعا لو اتفاعلتو معايا
بس لو فضل التفاعل زي ما هو كدا انا مضطرة اوقف الرواية خالص

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now