🌸 انت خائف 🌸

971 50 28
                                    

🌸 العشرين 🌸

ظلت زهرة تذرع غرفتها ذهابا و ايابا غاضبة على طريقة طرد خالد المهذبة  لها ..رغم شعورها القوي ان شيئا سيئا حدث له .. شيئا كبيرا سيئا .. اعاده للظلام مجددا ..لم اختفت لمعت عينيه تلك و لم لم يعد يبتسم لم بدا لها انحف من المعتاد  لم تدر لماذا تشعر بالشفقة تجاهه و انه و ان كان بهذا السوء معها فهو يحتاج شخصا يجلس بجانبه .. يربت على كتفه و يخبره ان كل شيئ سيكون على ما يرام    .. سمعت صوت باب الشقة يفتح فعلمت انها لينا فقتحت باب غرفتها ببطئ و تركته مواربا لتلمح لينا تتجه نحو غرفة خالد وبدت على عجل من امرها .. بعد عدة دقائق علا صراخ لينا في الغرفة المجاورة لكنها لم تسمع صوت خالد.. فشعرت ان هناك كارثة تحدث الان  خرجت زهرة مسرعة نحو غرفة خالد وجدته يجلس بنفس الجلسة التى تركته عليها .. فقط كان يهز رجله بعصبية بينما تقلصت عضلات فكه بقسوة و كانه يمنع نفسه من قول ما سيندم عليه لينا كانت واقفة بالقرب من الباب تنتحب و تصرخ به ليس لك الحق في اخفاء ذلك عني ..كان عليك اخباري .. كان يجب ان تأخذني معك ايها الوغد . . انا اكرهك .. اردت ان اراه لاخر مرة ...ما ان رات زهرة حتى ارتمت في حضنها و اجهشت باكية  .... زهرة كانت مذعورة تنقل عينيها بينهما بقلق لم يسبق ان رات لينا في هذه الحال فسالتها زهرة و قد علمت تقرييا ما حدث لكنها كانت بحاجة ان تسمع ذلك باذنيها .ماذا حدث ؟ اهدءي قليلا و اخبريني يا لينا ؟. قاطعها خالد بعصبية و انفاسه متلاحقة.. و هو يقول .  لقد مات ذاك الرجل .ذاك الرجل الذي تركنا انا و انت و امي .. ترك امي لكي تموت وحيدة لتقطع شراينها و تموت ..تركك و انت طفلة .و تركني لاحمل كل شيء على ظهري  ثم وقف و اصبح يصرخ بلينا  احمر وجهه و اذناه و اصبح مخيفا بشكل رهيب يداه متكورتان بجانبه و هو يقول .. ليس والدك ....انا هو والدك ..انا كنت هنا عندما تركك الجميع ..انا كنت هنا عندما مرضت .. كنت هنا عندما تخرجتي من المدرسة الثانوية  انا كنت معك دائما  لا يحق لك محاسبتي انت ابنتي .واختي .. انت كل شيء لي .. لايحق لك ان تقولي شيئا .. بل لا يحق لك تبكي لاجله او لاجل اي احد اخر انا فعلت ما هو صائب لك .
.ظلت لينا تنتحب ثم قالت قبل ان تخرج من غرفته مسرعة لن اسامحك ماحييت . 
ساد صمت ثقيل بعد خروج لينا من الغرفة تمنت زهرة لو تقترب من خالد قليلا و تضمه ..او تقول شيئا يزيل هذا الالم من عينيه.. اصابت هذه المرة كان الخطب جللا مات ابوه و الان اخته تلومه و الله وحده يعلم ماعاناه هناك  وحيدا كانت بحاجة لان تعرف القصة كاملة ..من خالد..
وقف هناك كالطفل المذنب تمنى لو تقترب منه و تعانقه بدال ان تقف هناك .. كان سيشعر انه افضل لم يفهم معنى نظراتها تلك  هل هي ايضا تانبه و ان اخطا في حق لينا هو الان طفل مات ابوه للمرة الثانية امام عينيه ولم يبقى له احد سوى اخت غاضبة ..
مشت نحوه خطوة .. فتراجع خطوة شعرت ان من الخطا ان تقترب منه الان اكثر  فقالت البقاء الله .تعازي لك. ابتسم ساخرا و قال... شكرا لك .كعادته يحاول تجنب الامه... اكمل بهدوء  اذهبي الى لينا هي من تظن ان والدها مات .. ابعد عينيه عنها بدا مكسورا جريحا. واهن القوى و كان كل هم العالم يحط على ظهره.. ردت زهرة بتلقائية .. وقالت ربما كان يجب عليك اخبارها منذ البداية ... تمنت لو تستعيد تلك الجملة حال نطقها بها . استحالت عيناه الى كرتين من جمر وتقدم نحوها خطوتين  تمنت حينها زهرة حينها ان تهرب و تختفي رفع سبابته في وجهها و بنبرة حادة صرخ بها زهرة احذرك ..لثاني مرة هذا ليس من شانك .. اذا كنت تريدين مواساة شخص فهي لينا اذهبي اليها او اذهبي الى احد شبانك الذين تتغازلين معهم ...امتقع وجه زهرة وهو يصرخ بها ...انت اخر انسانة على وجه الارض قد ارغب بالحصول على نصيحة منها ....سالت دموعها  بغزارة على خديها كانت تعلم انه يتخبط غضبا و انه حزين لكنه يهاجمها هي دون ذنب .. فكرت بالخروج من غرفته و الاختفاء تماما لكنه قطع طريقها واغلق الباب صارخا .. هذا فقط ما تستطيعين فعله البكاء .تغضبيني عمدا و تتفوهين بالحماقات ثم تبكين. ... مسكينة تلك الزهرة التي يعنفها خالد .خالد الوحش .اه كم انت مسكينة يازهرة ... كوني قوية مرة و اصرخي افعلي شيئا مختلفا ..فاجئيني .. لا ترضي بالذل وتوقفي عن البكاء ..
ابتسمت زهرة من بين دموعها و سالته بمرارة قائلة انت تشعر بالذنب اليس كذلك .. عندما تُجرح و تحزن تصبح حادا و تجرح كل من يحاول مساعدتك .. تنتقدني فقط لان لدي مشاعر استطيع التعبير عنها كما احب استطيع البكاء بينما انت لا تستطيع اعرف انت تتمنى ان اضمك الان و تبكي على صدري ... اعرف ذلك لكنك لا تستطيع  فتغضب على نفسك و تغضب علي ..
وانت خائف حتى الموت الان ان افتح هذا الباب و اخرج و اتركك ولا اعود ثانية ..لذلك تقف في طريقي لانني المستمعة الوحيدة لكل الاستعراضات  التافهه التي تقوم بها انا الوحيدة التي بقيت حين انفض الجميع من حولك ..
الست مثيرا للشفقة ؟زهرة المسكينة هي كل من استطعت ان تجمعه من جمهور ..
ظل صامتا يسمعها و قد شعر بالخجل من كل كلمة قالتها .. كانت محقة هو خائف حتى الموت من ان تذهب و تتركه لكن ماذا سيفعل اكملت بصوت متهدج ..قلتها لك
انت لايحق لك ان تقرر عن لينا شيئا كهذا لن تغفر لك .. انت لا تعرف معنى ان تفقد فتاة والدها مهما فعلت لن تنسى ذلك ما حييت.. بينما انا اعلم ماذا يعني ذلك..
وضعت كفها على خده ولمست ذقنه  لاول مرة لمحت دموعا في عينيه همست له انا اسفة لانك و حيد و لا احد سيبقى معك في يوم كهذا الاجدر بك ان تحزن لذلك ...

كانت تعلم ان ما قالته مؤلما جدا لكنها كانت محقة  فتحت الباب و خرجت ..لتلحق  بلينا  ...........

عادت زهرة الى البيت في اليوم التالي لتحضر اغراضها الشخصية فقد قررت ان تبقى مع لينا لعدة ايام حتى تمضي هذه الايام الصعبة على الجميع ..لم ترى خالد و لم تكلف نفسها البحث عنه .. كانت متاكدة ان خالد انسان معطوب لا يمكن اصلاحه مهما حاولت  الاذي الذي تركه داخلها لايمكن ان يمسحه اعتذار .او تنساه بكلمة . كان البيت مهجورا فاخذت اغراضها كلها ووضعتها في حقيبتها و خرجت من البيت ...لم يمر خالد ببالها ابدا
كانت منهمكة بدراستها لم تدري كم سهرت تلك الليلة حتى رن هاتفها عند الساعة الثانية صباحا
.عندما يموت احدهم ان كان قريبا لك .. صديقك والدك صديقتك  جارك عدوك ... تبدا حينها بالتساؤل داخلك ..متى سيحين دوري.  ..دور صديقي و ماذا لو كنت انا مكانه .. عندها تسيطر عليك تلك الافكار و تشعر ان الموت قريب منك ربما اقرب من طرفة عين وربما سيباغتك في اللحظة التالية  فقط في تلك اللحظة خطر ببالها خالد و ربما شيء سيء قد حدث له فانتفض قلبها...

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now