🌸 خالد 🌸

1.1K 59 16
                                    

🌸 الثامن 🌸
ظن خالد بتاجيله التعامل مع زهرة او تجاهل وجودها فهو بذلك ينفي انها اصبحت شخصا موجودا في حياته ..لم يعلم بالضبط ما الذي يزعجه في وجودها صوتها صمتها براءتها سذاجتها شيء ما يوجد بها يجعله يشعر بعدم الامان ... شيء يجعله مضطر للاعتناء بها.. لكنه لايستطيع ان يمسك بيدها و يساعدها اكثر لا يستطيع ان يكون مسؤلا عنها هي ايضا تكفيه لينا و مشاكل لينا

اتصل بلينا و اعتذر منها و دللها قليلا فهي اخته الصغيرة وحيدته في هذا العلم واجبه يحتم عليهان لا يتركها تنام و هي حزينة .. ...

شعرور بالذنب سيطر على الحميع ..
خالد كان يشعر بالذنب تجاه لينا .. قسى عليها كثيرا .. و هي لا تستحق تلك المعاملة فقط لانها انسانة اجتماعية و تحب المساعدة و تشعر بالوحدة لدرجة ان تقيم صداقة مع اول فتاة تلتقيها .. كان يظن انها لا تحتاج احدا طالما هو موجود في هذه الحياة .. لكنه لايستطيع ان يكون كل شيء لها
.ماذا لو كانت زهرة تبكي الان كان هذا السؤال يخطر بباله كل دقيقة فينحيه جانبا .. و يركز على افكاره بخصوص صغيرته لينا ...

لقد بكت بالامس ما يكفيها لعامين .
شعر ايضا بفضول تجاه ما ستفعله تجاه لينا لا يود ان يحرم لينا من صديقتها الجديدة .. وجد نفسه يتسلل خارج غرفته مقنعا نفسه بانه يشعر بالعطش

بعد مكالمتها مع خالد لينا شعرت بالذنب تجاهه فقد اقلقته دون الشعور بالمسؤلية .. و ايضا شعرت بالذنب تجاه زهرة ظنا منها ان هنا ستواجه الامرين من خالد و ستدفع و ثمن صداقتهما الحديثة تلك وحدها .. لكنها سرعان ما نسيت الامر و استسلمت للنوم ..

زهرة حاولت ان لا تشعر باي شيء ابتلعت كلام خالد و نظراته الساخرة و تجاهلت كل المشاعر السلبية التي يبثها فيها و قررت ان تفكر في اشياء اخري ..
رتبت اغراضها الجديدة في خزانتها و سمحت لنفسها ان تبتسم و هي ترى تلك الملابس الجديدة تستقر في خزانتها .و شعرها المموج في انعكاس مراتها .صنعت لنفسها كوبا من الشاي و تناولت بسكويت .. وكتبت مذكرة صغيرة الصقتها على رقائق الذرة .."هذه بدلا عن تلك التي استخدمتها .. اسفة".
اطفأت النور وخرجت من المطبخ لم تتوقع ان تصطدم به في تلك اللحظة .. كانت تلك اول مرة تقترب منه لتلك الدرجة لثانية ظنت انها غرقت بعطره .. لم تعرف بالضبط ما جعل قلبها ينبض بسرعة هل هو الخوف ام الرهبة ام جو الحرب الباردة الذي يعيشانها دونما سبب مقنع . كانت قد قررت ان لا تسمح لخالد بتعكير مزاجها بعد الان .. فابتعدت عن طريقه دون ان تنظر اليه و اتجهت الى غرفتها مباشرة .. اخر شيء تحتاجه الان هو التعرض لسخريته اللاذعة ...
شعر خالد بالسوء في تلك اللحظة لهربها منه بتلك الصورة كانه وحش ..وتساءل اما كان يريد ذلك فعلا .ان لا تدخل حياته اصلا .. ابتسم لنفسه بسخرية فعلى الاقل هي بخير و لا تبكي .. وجد الملاحظة التي وضعتها على علبة الرقائق ضايقته قليلا فمزقها و هو يردد بضحكة ساخرة طفلة تافهه عاد الى غرفته و نسيها تماما و قضى ليلة هادئة
....
رغم محاولات لينا التقريب بين زهرة و خالد الا انهما استمرا في تجاهل بعضهما بصورة اكبر ..
تزوجا في سرية تامة و اتفقا ان يبقى ذااك الامر سرا لا يعلم به احد ففي النهاية هو اجراء روتيني يسهل حياتهما ..حصلت زهرة على الاقامة و حصل خالد على نصيبه كاملا من البيت باوراق رسمية .. وقلل دلك من مزاجه السيء .. و قلل ايضا من افتعاله للشجارات مع زهرة
كانت لينا تنزل الى شقتهما يوميا منذ الصباح الباكر و تقضي معظم وقتها مع زهرة ضحكا و لعبا و تجولا مما كان يزعج خالد كثيرا لكنه لم يبدي اي رد فعل حتى انها ساعدتها في تعلم بعض الجمل الانجليزية و كيفية التعامل مع الناس هناك .. ماكان يفعله خالد عند رؤيتهما هو القاء التحية على اخته الصغيرة فقط عندما يخرج صباحا ثم تعمد العودة متاخرا ليجد زهرة قد نامت و لينا قد عادت الي شقتها مر اسبوعان على هذه الحالة صمت بارد و تجاهل متعمد
لا احد يدري كيف و متى سينتهي ..اصعب الاوقات بالنبسة لكليهما هي نهاية الاسبوع حين يضطر خالد الى البقاء في المنزل فيتذرع بعمله ليغلق غرفته و يجلس فيها فتقتحم خلوته لينا لتبدا الحديث عن زهرة اخبرته عن قصتها عن طبخها عن عاداتها لم يكن يبدي اي دة فعل احيانا ينزعج فيطلب منها المغادرة متذرعا بعمله و احيانا اخرى يستمع بصمت دون ان يبدي اية تعليق بينما يجلس امام شاشة حاسوبه الشخصي يخفي ابتساماته و شعوره بالتسلية
زهرة اضطرت لدخول معهد لتعلم اللغة. فكانت تذهب بعد خروج خالد في العادة و تعود بعد ساعة تعد الطعام و تتناوله مع لينا التي تاتي اليها صباحا .. و مساء مباشرة بعد انتهاء دروسها ... اصبح بينهما رابط اخوي جميل جعل خالد يشعر بالرضى و الغيرة الاطمئنان معا
سالت زهرة لينا مرة لماذا لا تسكن مع خالد ..فاخبرتها ان الشقة في الاعلى كانت بيت العائلة عندما بلغ اخي الثامنة عشر غادر المنزل ليستطيع اكمال دراسته و سكن هنا مع اصدقائه .. ابتسمت لينا بمرارة ثم اكملت قبل ذلك بمدة غادرنا والدي عائدا الى مصر لم تستطع امي الحياة دونه اصيبت باكتاب حاد و اضررنا الى ادخالها الى المصحة النفسية عدة مرات .. مرات كثيرة حاولت الانتحار حتى وجدها اخي في يوم تسبح في بركة دمائها.. ماتت امي ...كنت في المدرسة يومها كنت صغيرة فجاء بي خالد الى هنا هو من قام بتربيتي فعلا و بقيت معه عدة سنوات .. لكنني لم استطع البقاء هنا طريقة حياتة الموحشة كان ياتي الى البيت و يخرج منه كالشبح .. لن تستطيعي ان تفهمي ما اعنيه.. انه رجل قليل الكلام تظنينه عديم المشاعر لكنه حنون للغاية يفعل كل ما بوسعه ليسعدني ليكون لي كل شيء لم يخبرني مرة انه يحبني. او يخاف علي لكن يفعل كل شيء لاشعر بذلك ..افضل كثيرا استفزازه لان الطريقة الوحيدة التي تجعله يتحدث و يخرج قليلا من هذا الفضب الذي يسكنه الي احب الشجار معه .. و احب كل شيء معه
مسحت لينا دموعها و ابتسمت قائلة لا عليكي انسي الامر

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now