🌸 زهرة الجنة 🌸

829 46 25
                                    

🌸 التاسع وعشرين 🌸
خالد طوال هذه الايام حاول السيطرة على نفسه و على علاقته بزهرة  ..
اراد لها ان تشعر بالامان معه عرف عنها الكثير من الاشياء كان مهتما بتفاصيل حياتها كلها رغم حبه الشديد لها كان يشطاط غضبا عند ذكر اسم  باتيرك و تردد زهرة  ليس فقط بشانه و بشان باتريك بل ايضا بشان حياتها عموما .. كان يتساء عن خطواتها التالية .. لكنها ابدا لم تكن تعلم ..
كان يعلم ان زهرة لم تكن تملك فكرة عما ستفعله في الغد .. لم تكن صاحبة احلام او طموحات عالية او افكار مستقبلية ...
لو عاش الف عام لم يكن ليعجب بشخصية كزهرة  لم تكن ابدا .فتاة احلامه  .. كثيرا ما كان ويتساءل لماذا تسيطر على تفكيره اذا كانت شخصية غير مفضلة بالنسبة له.. ربما الانجذاب المثير بينهما هو السبب.. يعلم جيدا برغبة زهرة به من استحالة عيناها ازرق داكن عندما تلتقي عيناهما لمدة  و لمعة عيناها ابتسامتها المرتجفة و ضحكتها المرحة .. كانت كل تلك الاشيئاء تلهب فؤاده فيرغب بها اكثر .. اصبح يحب ترددها و فوضاها احب كل ما كان يكرهه بها.....

في ذلك اليوم عادت الى البيت داك اليوم واجمة .. تمسك خاتما بحبة الماس واحدة في كفها  .لم تدري كيف وصل الامر الى هنا .. لم تكن تحب باتريك من الاساس فكيف حصلت على طلبه للزواج بها .. وقفت تسترجع ما حدث هناك ..و كلمات باترك الراجية .. قال لها اعلم انك متزوجة الان .. لا تخافي ان تتركيه .. ان سقطت انا ساسندك دائما و ساكون بجوارك .. اريد فقط ان استيقظ من تلك العملية و اعلم انك بجانبي الى الابد ... وجدت نفسها تمسك ذلك الخاتم و تخبرها انها ستفكر في الامر....
قررت في البداية ان تخفي الامر عن خالد تماما ...  لكنها لا تعرف كيف ترفض رجلا مقدما على عملية جراحية خطيرة   ... خبات الخاتم  في جيبها في تلك اللحظة ظهر خالد مبتسما و هو يقول هيا ياحلوتي لدينا مشوار مهم .. كان يظن انها ستعترض كعادتها لكنها ابتسمت و فتحت الباب و هتفت بمرح هيا بنا كم احب المشاوير المهمة .. ثارت شكوك خالد هي في العادة ترفض كثيرا و تعترص ثم ترضخ للامر لكنه بقي هادئا و تجاهل الامر حدسه اخبره انها تخفي شيئا ما ...
  قادت السيارة واخذته الى الطبيب الذي أمر بفك الجبس عن ساقه فرحا كثيرا بذلك و في طريق العودة قاد خالد السيارة 
و طلب منها ان تضع عصبة على عينيها كما طلب منها و  تجلس في المقعد الامامي لسيارته لم تدري لماذا وافقت على هذه الحركات الطفولية .. لم يكن يوما مناسبا للخروج .. و التنزه .. و كل تلك الافكار تصدح في راسها ... كان من المقرر ان يذهبا فقط الى المستشفى و يعودا الى البيت.  .لا يفترض بها ان تاتي معه من الاساس .. كانت تتجنب البقاء معه في هذه الفترة فهي تعلم جيدا الى اين يقود هذا الطريق  معه ..و الى اين تتجه هذه العلاقة .. و ماذا يريد منها تماما
شعرت بتوقف السيارة فسالت بحماس لم تخفيه  هل وصلنا ؟..
لم يجبها بل  سمعت صوت باب السيارة يفتح و يغلق ففهمت انه نزل فتح الباب المجاور لها و امسك بيدها فهبت نسمات عذبة انعشت روحها كانت لها رائحة عطرية محببة تعرفها جيدا  ..ابتسمت دون ارادة منها و شعرت بالحماس لما سيحدث ..كانت تعرف انه ياخذها الى مكان خارج البلدة و انهما الان في حقل من الازهار  تفوح منه رائحة الخزامى لم تكن تعلم اين هي بالضبط  وماذا ستفعل لكنها تعلم انها  و ان انكرت ذلك بشدة سعيدة حتى اعمق  اعماق قلبها .امسك بيديها و مشيا عدة خطوات معا  .. ثم تركها و قال بنبرة مرحة جدا .. هيا يمكنك الان ان تفتحي عيناك .. فكت تلك العصابة عن عينيها لترى خالد
يقف مبتسما وسط حقل من زهور اللافندر . خفق قلبها سعادة . لم تصدق زهرة عيناها فضحكت بشدة و صاحت بذهول .. خالد ماهذا المكان  انه اشبه بالجنة ..حاولت ان تروي عينيها من هذا الجمال  و تملا رئتيها بهذا العطر كان كل شيء كالحلم تماما بل و اجمل  اقترب منها خطوتين ..
كان يحدق بها بهيام عيناه لامعتان و بسمة جميلة محببه تزين شفتيه 
  و قال ..صحيح .. انها ازهار  الجنة
حاولت زهرة ان تبدو مرحة و تكسر تلك الهالة المغناطيسية التي تجذبها لتغرق في عينيه فقالت .. احسنت قرات عنها كثيرا اذن  ..
فابتسم لها بخجل و قال لم اظن انني قد افعل ذلك في يوم من الايام .. صمت قليلا و بدا صوته مترددا .له بحة . كان التوتر قد بدا عليه .ففك زر قميصه العلوي وارخى ربطة عنقه لياخذ نفسا عميقا ...
راقبته  زهرة وهي  تعرف سبب  ذاك التوتر دون ان يقول لها .. لذلك صمتت تماما و تركته يخبرها  قال بنبرة مثيرة  ..
يقال ان من يستنشق عطر الافندر يستطيع ان يرى الاشباح ..قضب حاجباه و ابعد بصره عنها و ابتسم بخجل  و كانه يحدث نفسه و اكمل قائلا  .
انا اظن انهم يعنون ان هذه الزهرة تجعلك تؤمن باشياء كنت تظنها خرافات  لا وجود لها  .. كما قلت ..قبل قليل  ثم عاد لنظر اليها عيناه لامعتان مثبتتان على عينيها
شعرت زهرة بازدياد نبض قلبها لم تجد ما تقوله لخالد كانت فترات الصمت تلك تجبره ان يملاها بحديث ..
فاكمل قائلا
تشبهك هذه الزهرة 
تتجمع بك الاضاد مثلها
فانت متمردة و مطيعة هادئة و في نفس الوقت تضجين بالحياة رقيقة و قاسية مرحة و مملة ..وديعة وشرسة وتقودين الشخص للجنون .. بدا بريئا جدا وهو يشرح ذالك فتارة يغمض عينيه و يفتحهما و يحرك يديه و لم تفارقه بسمته الرائعة
افلتت من زهرة ضحكة خجولة خافته
فاكمل خالد
تتاقلمين مع كل الظروف القاسية ..
.. اعلم قسوت عليك كثيرا .. الحياة ايضا قست عليك لكنك بقيتي مزدهرة دائما رائعة بريئة ..
فاشار الى الازهار
و قال  مبتسما   كلها لك  زرعتها لاجلك ..
شعرت زهرة برغبة كبيرة في البكاء و عرفت في تلك اللحظة انها مهما حاولت تستظل تحب خالد حتى اخر لحظة في عمرها.. ..
فتركته و عادت الى السيارة وهي تقول بنبرة مرتجفة تسبق البكاء .. خالد ارجوك خذني  الى البيت 
ركب بجوارها  امام حيرته لم يكمل حديثه حتى لماذا غضبت و تركته خالد حاول ان يمسك بيدها لم تسمح له فاستسلم لرغبتها  و اعادها للبيت دون ان ينطق حرفا ..كان غاضبا من تصرفاتها كثيرا اعطاها الكثير من الوقت لتختار لكن يبدو انها تحتاج للمواجهه
دخل قبلها الي البيت ووقف ممسكا بالباب حتى تدخل .. تجاهلته قائلة تصبح على خير خالد و مرت بسرعة بقربه فمسك بذراعها بقوة و الصق جسدها  بالباب و حاصرها بجسده فصرخت به خالد ماذا تفعل .. سالها ساخرا الى متى سنستمر بهذه اللعبة ؟  تعرفين جيدا ما يحدث بيننا و تستمرين بالهرب .. الي متى يا زهرة .. سالته ببلاهة لتعطي نفسها وقت لتجد حلا .. قالت ماذا يحدث بيننا .. الم بكن بيننا اتفاق   ماذا حدث الآن ؟ .. ابتسم بخبث و اقترب منها اكثر و قال الاتفاق كان ينص ان تنامي معي ... فتحت عينيها بخوف و قالت .. لم تكن جادا في ذلك .. ابتسم لها بمرارة  و قال بلي كنت جادا طبعا و انت وافقت قاطعته غاضبة .. نحن لا نملك ذلك النوع من العلاقة  لانام معك .انت تهذي.
اغمض عينيه و همس بجوار اذنها ..انا كنت ارغب بان يكون ذلك بيننا ..و كان عليك التفكير في ذلك قبل ان توافقي ... نحن زوجان لا افهم ماهي مشكلتك...
اضطربت انفاسها لم تعرف كيف ترد عليه فها هو خالد عاد لاصل يمارس الاعيبه اللفظية عليها ليسقط دفاعاتها .
ارادت منه بعض الوقت فقط لتستوعب ما يقوله و ترتب افكارها..
لكنه لم يمهلها و انقض يقبل شفتاها بشغف و عاطفة محمومة دفعته بكفيها بقوة و صرخت به ..توقف توقف .. فقط تريد ان تنام معي اهذا هو الزواج بنظرك ؟؟
بدا له كلامها مهين جدا شعر بالرفض و الاحتقار و الغيرة بعد كل ما فعله لاجلها هي لم تغير فكرتها عنه ..
افعلا هي تحب باتريك و لم تعد تريده ..سالها بغضب ..
اجل اريد و اريدك بشدة و انت تعلمين ذلك .. لكن ماذا تريدين انت ؟..
كان عليك ان تسالي نفسك قبل تجعليني اتعلق بك قبل ان تخرجي معي و تضحكين لي قبل ان تحتلي حياتي  قبل ان تغيريني .. قبل ان تجعليني هكذا ...كان عليكي ان تعرفي ذلك قبل ان ..  ترك جملته ناقصة امام دهشتها
فصرخ غاضبا زهرة لايمكنك ان تكوني معي و مع باتريك في نفس الوقت ..
زهرة ..انا ..اقترب منها ووضع كفيه على كتفيها .. ثم لمس خداها باصابعه وهو يغرق في عينيها ..لماذا يصعب عليه ان ينطق بحبه لها .. همس انسي الامر  و
حررها 
انفاسه كانت متلاحقة و كان يشعر انه سيصاب بنوبة قلبية لماذا كان الأمر صعبا جدا عليه ..
تجمعت الدموع في عينيها و المها قلبها لتركه لها  و المها قلبها و هي تراه حزينا هكذا  فامسكت بوجهه بين كفيها كانت تحبه حتى النخاع نظرت داخل عينيه و همست الامر ليس بهذه الصعوبة ..لم يفهم فعلا ما تعنيه جملتها تلك .كان رفضها له ضمنيا لم يتقبله و هي بهذا القرب منه راودته رغبة قوية في البكاء  فترك لدموعه حرية السقوط فاسند جبينه الى جبينها و من بين انفاسه رجاها هامسا .لا استطيع ان اتركك .. لا استطيع
اغمضت عينيها لثواني حتى تهدا افكارها اغمض هو عينيه قليلا همست بضعف اعلم .. ابتعد عنها بصعوبة و حاول تمالك نفسه و مسح دموعها بكفيه و ابتسم قائلا  زهرة . هيا اذهبي  ..

زهرة اللافندر -  مكتملة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora