🌸الماضي لايموت🌸

710 39 15
                                    

🌸 السادس وثلاثون 🌸

مرت عدة ايام على عودة زهرة الى البيت كان خالد في اسعد حالاته اخيرا زهرة عادت بشكل كامل و بروح جديدة شعر ان القدر سيضحك له اخيرا و ينسى الام الماضي بين يديها و سيزهر الدهر و سيصبح كل ما تمناه حقيقة .. لكن في العادة يكون للقدر راي مختلف ..و هذا يحدث في قمم السعادة اللحظة الاكثر امنا .. اللكثر حبا الاكثر ثقة
في خضم سعادته تلك كان قد تحاهل كل رسائل الانا المستعجلة و اجل موعدها مرة بعد مرة لم يهتم لرغبتها الملحة بلقائه و لم يتساءل ابدا بخصوص موضوع اللقاء حتى فاجاته بوجودها شخصيا في مكتبه صباح اليوم
..
في تلك الفترة التي عادت فيها الى خالد قامت زهرة بتقديم اوراقها للجامعة و تم قبولها في قسم التجارة بنفس الجامعة التي يعمل خالد بها كاستاذ مساعد و كانت سعيدة جدا بتلك الاخبار فكان الحياة ابتدات تضحك لها لتنسى عذابات الماضي ..الان اصبح لديها زوج يحبها و منزل تسكن فيه و مستقبل يبدو لامعا و ستكمل تعليمها الذي طالما حلمت به ..
بعد خروج خالد كانت تجهز نفسها للخروج فاليوم هو اول يوم دراسي لها رن الجرس ففتحته على عجل ظننا منها انها لينا لكنها فوجئت بجورج يقف عند الباب جور الذي نسيته من حياتها تماما .. طول فترة اقامتها مع لينا لم تكن تراه ابدا كما انها لم تسال ابدا لينا عنه ظننا منها انهما انفصلا ..لم ترد تذكره حتى فكل الذكريات التي ترتبط به سيئة و مقيته ..
وقفت لثواني تستجمع افكارها و تنظر اليه تجاهلها و دخل الى داخل الشقة دون اذن و هو يقول تقريبا ظننت انني خرجت من حياتك تماما يازهرة
تنهدت بضيق و سالته ماذا تريد ..انا على عجلة من امري ..
زم شفتيه ثم قال بالم .. و كانه لم يسمعها ..اخي كان يحب الحياة كثيرا كان يحلم بالسفر الى بلدان بعيدة كما كان يحلم بالزواج و ان يصبح له الكثير من الأولاد كان يود ان يموت بعد الستين .. لكن .. اطلق تنهيدة
ضاق صدر زهر و ازداد نبض قلبها و شعرت بانها ستفقد وعيها كيف استطاعت ان تنسى باتريك بهذه السرعة اكمل جورج قائلا .. اخي احبك و انت انهيت حياته ..
صرخت زهرة به كيف تجرؤ على قول ذلك انا لم افعل شيئا ..انا لم اطلب منه شيئا ..
انا ..
انا .. اسفة جدا لما حدث
ابتسم لها ساخرا و قال انت وعدت بالزواج ثم تخليتي عنه لاجل المال طبعا كل شيء لاجل المال ..
اقترب منها فجاة و امسك بيدها بقوة و سحبها حتى اصبحت قريبة و انفاسه الكريهه تحرق وجهها .. همس قائلا انا اعرف كل شيء
كل شيء
لكن مثلا زملاءك في الجامعة لا يعلمون انك قاتلة .. و لا يعلمون هذا ايضا

وضع ظرفا في كفها و ابتعد قائلا فقط هذه لاذكرك بما كنت عليه .. فقط ..
اريدك ان تعودي الى عرض الازياء طبعا سندفع لك مبلغا جيدا لكن اذا رفضت ستصبح هذه الصور ورق جدران للقاعة التي تدرسين بها و القاعة التي يدرس بها زوجك سيكون عنوانها زوجة المحامي المثيرة .. مارايك ؟؟
ترك كلماته السامة تتردد في اذنها بيدين مرتجفتين مزقت زهرة ذلك الظرف و هي تعلم مسبقا انه يحتوي تلك الصور التي التقطها لها احد المصورين في الحملة الاعلامية للملابس الداخلية التي دمرها خالد ... و التي ستتدمر حياتهما مجددا ..
سمعت صوت جورج الذي يشبه الفحيح يقول لها قبل ان يخرج لديك ثلاثة ايام لتقرري ... اظنها مدة طويلة ..
كان خالد مشغولا بعدة اوراق امامه و زبائن كثر ينتظرونه و يقتحمون مكتبه في كل ثانية فلم تجد الانا فرصة مناسبة لتتحدث اليه ابدا بقيت تطالعه صامته و هو يرد على الهاتف ثم يدفن وجهه بين مجموعة من الاوراق امامها يكتب شيئا هنا ويضع توقيعا هنا و يحدث سكرتيرته مرة يدور حول مكتبه يخرج ثم يعود ..
بعد اكثر من نصف ساعة رفع راسه و نظر اليها ببرود قائلا .. هكذا الوضع يوميا اذا كنت مصرة انتظري قليلا بعد ..
قاطعته قائلة بنبرة حادة غاضبة ..لا الوضع لا يحتمل انتظار دقيقة أخرى يا خالد
انا حامل .. رمش خالد بعينيه عدة مرات ليحاول ان يستوعب ما سمعه و يربط ما قالته به .. لايمكن ان تكون حامل منه.. هو لم يكن معها منذ اكثر من ثلاثة اشهر بالتاكيد هي تكذب ..او الموضوع مختلف لم يجد ما يقوله لها وتجمعت التساؤلات على شفتيه لكن الدهشة شلت افكاره قاطعته قائلة اجل انا حامل منك منذ اكثر من ثلاثة اشهر .. شحب وجه خالد ووقف فجاة ليعود فيجلس وراسه يدور  .ماقالته له كان مفاجا لعقله و قلبه .. شعر حينها و كان احدا سحب دمه من اوردته .. لماذا يحدث هذا الان فقط  .. لماذا اليوم لماذا لم تخبره عندما كان تعيسا و ينتظر زهرة .. كاد يفثد وعيه   قلبه ينبض في حلقه تعرقت كفاه اخذ نفسا عميقا و جلس يحدق بها منتظرا ان تكمل ما قالته.  ...قبل ان تننطق بحرف اخر كانت زهرة تقتحم مكتبه باكية ..
وقف حينها خالد تلقائيا و لم يكن ليعرف هل سمعت ما دار بينه و بين الانا ام لا ام انها اتت لاجل موضوع مختلف .. وجهها لا يبشر بالخير و الدموع تبلل خداها ...
ما ان التقت نظراتهما حنى تهدج صوتها و صاحت به .. خالد ..  لترتمي في حضنه قائلة خالد ساعدني ....
حاول خالد تمالك نفسه  و افكاره و تهداة زهرة التي لم يعرف ما بها  احتضنها لثواني كان هو بحاجة لضمها ربما اكثر من حاجتها له ..
بعدها  اخذها و خرج من المكتب تاركا الانا ترتسم على وجهها ابتسامة ساخرة تحمل معنى معروف بالنسبة له .. اننا سنلتقى لاحقا ..
خالد كان يشعر ان عالمه قد انهار تماما في اللحظة الذي ظن انه في قمة سعادته دفعت به الحياة ليسقط الى الهاوية هاوية لا يعلم كيف و متى نهايتها و كيف وصل اليها  ..
امسك بيد زهرة باحثا عن الامان اولا مطمئنا و رفيقا .. تمنى ان لا تتركه هذه اليد مها حدث  و مهما عرفت عنه كان هدفه ايضا طمانتها دموعها من اكثر ما يؤلمه
وصلا الى سيارته .. فتح لها الباب وساعدها لتصعد و باله مشغول بما قالت الانا ابتسم لنفسه ساخرا لانه يعلم ان الحياة لن تنصفه ابدا مهما حاول و هو.هو الان يمتحن من مكان لم يضع له حسابا ابدا
تساءل داخله هل  ستظل الحياة توجه له الصفعة تلو الصفعة ؟ لم يكن ليجد اجابة لسؤاله هذا
...

في كل قصص الحب  هناك مكان ينتمي اليه الحب ينبت منه و يزهر به و يموت عنده ربما حديقة او مقهى او ركن في شارع او طاولة مكتب .
كل مكان نزور معا له قصة و كل لحظة نقضيها هناك هي ذكرى جميلة تسعدنا حينا و ربما تحزننا ابدا ..لكن يبقى لذلك المكان الاولى الذكرى الاكبر

اخذها الى البيت حيث ابتدات القصة و نمت و عاشت
زهرة كانت تبحث عن طريقة تخبر بها خالد ما يحدث معها دون ان تغضبه و دون ان تتسبب له بفضيحة جديدة كانت عيناه شاردتنا مهما نظرت فيهما لم تجد خالدا عرفت حينها انه مهموم و لكنه لا يخبرها شيئا  ارجات ذلك للقضايا الكبيرة التي تشغل باله و طبيعة عمله .. فحاولت ان تهدا نفسها و لا تثير الرعب في قلبه اكثر  .. ابتسمت له و لمست خده بكفها ثم قالت بتردد
اعرف ستغضب علي لكن جورج يهددني بتلك الصور و يطلب الي ان اعود لعرض الملابس مجددا و الا سيفضحني و يفضحك ..

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now