🌸 تقبلي الحقيقة 🌸

1.3K 63 24
                                    

🌸السادس 🌸
قضت زهرة اولى لياليها في تلك الشقة حزينة باكية كل امالها المحطمة .. عاشت ليلة مليئة بالوحشة ماقاله خالد الغربة الوحدة ..وخيبة الامل و الخذلان
والدها لم يكن شخصا جيدا كما كانت تحلم .. الان قد ودعت امالها الطفولية الى الابد وقد تاكدت شكوكها شعرت و كان والدها مات اليوم في قلبها و هي لم تفعل شيئا لانقاذه.. تركها هي ووالدتها فعلا..في قرارة نفسها كانت تعلم ذلك لكن كانت تؤمل نفسها بان هناك دائما جانب اخر لكل قصة و هي لم تمتلك اية قصة سوي قصة امراة فقيرة تعيش في احدى المخيمات للاجئين بعد ان اضطرت قبيلتها لترك ارضها لتعيش متنقلة متشردة دون ماوى دون وطن احبت طبيبا شجاعا محبا للخير داعما للانسانية ترك عائلته و بلده طوعا ليساعد اهل تلك الاماكن التي تعيشها وتزوجت به و انحبنت منه ملاكا شقراء.. تتوج قصة حبهما العظيمة عابرة القارات انتهت بنهاية حزينة فقد قتل على ايدي نفس تلك القوة المحتلة ....كانت قصة حزينة مشرفة تحكيها زهرة لكل من عرفته لكل من عايرها بيتمها او فقرها او ظروفها التي تعيشها او ملامحها التي لا تشبه ارضها .. توفيت والدتها قبل 5 سنوات .. انهارت قليلا لكنها ظلت صامدة و تحملت كل مضايقات زوج والدتها على امل انها ستنجو من كل ذلك و ان هناك شيء جميل في هذه الحياة خلقت لتعيشه خلقت مناضلة و لا يليق بها سوى النضال. ..درست بجد و حصلت على اعلى الدرجات الى ما قبل شهرين .. حين وصلتها برقية من القنصلية البريطانية تحمل خبر وفاة والدها ..عندها فقط تحطم كل ما امنت به في عينيها عرفت و ان والدتها كانت تكذب و انها حرمت من والدها دونما سبب معلوم و انها تعاني هنا وحيدة غضبت على والدتها كثيرا و غضبت على والدها ايضا لكنها قررت الذهاب لتكشف القصة من جانب اخر لم يعد لها وطن هنا و لا تنتمي لشيء فاجلت التقديم للجامعة لم تكن تستطيع انتظار رد القنصلية في احدى الليالي ضربها زوج امها لانها لم تحضر له الطعام ففرت هاربة الى المجهول ارادت لنفسها حلما تركض اليه و واقعا اقل ظلمة و اياما مشرقة ..
.. ليس لديها احد لتلومه سوى نفسها على محيئها اغمضت عينيها و حاولت ان تبقى داخلها امل صغير لتعيش عليه و اسئلة كثيرة تشغل بالها مازال يؤلمها موت والدها وحيدا و ان كان رجلا سيء لا احد يستحق ان يموت وحيدا..

مرت عدة ساعات منذ ان دخلت الى غرفتها كان يعلم انها ستبكي فهذا اكثر ما تجيده..في ذلك الوقت اكمل اعماله المتراكمة مقنعا نفسه بان الامر لايعنيه كلما تقبلت الحقيقة بسرعة مع الوضع بسرعة كان ذلك افضل لها .رتب اغراضه وغرفته ليبعد افكاره عنها .. فعل كل شيء لينساها تماما شعر بشي من العطش فذهب الى المطبخ ليشرب ..
في الخارج بدا كل شيء مختلف ..كان الرواق مظلم لكن ضوء لم يعتده ينبعث من اسفل غرفتها ينير جزء من المكان .. كانت تصله تنهيداتها الباكية من فترة لاخرى التي اصابته بالقلق ...
هو انسان فظ لكنه ليس عديم الشعور .لكنه لا يرى مبررا ليكون لطيفا معها ابدا ...
طرق باب غرفتها بسرعة عندما لم يصله ردها شعر بالقلق اكثر دفعه ليدخل ليراها كانت متكئة على ظهر سريرها بعينين حمراوان منتفختان .. هدا روعه فورا لكنه لم يجد مبررا لاقتحامه غرفتها سوى شعوره بالقلق لاجلها .. مد اليها صندوق مناديل بفظاظة قائلا .. حاولي ان لا تزعجيني بنواحك .. لدي عمل في الصباح الباكر ابقى صوتك منخفضا ..
اومات ايجابا و ابتسمت ببراءة وسط دموعها لم تقل شيئا وجد نفسه يغلق الباب ويخرج مسرعا .. متجها الى غرفته مقنعا نفسه انه لا يشعر بالقلق و انها لا تعنيه و انه سينام فورا دون ان يفكر بها بقي عدة ساعات يحدق في السقف و هو يحاول ان يسمع شيئا من صوتها الذي لم يعد يصل اليه ..حتى تعب اخيرا و نام
...
فرحت زهرة بسذاجة بصندوق المناديل ذاك فقد كان من وجة نظرها اشارة من الله بانه سيرسل لها من يرعاها كانت تعتقد ان خالد ليس سيئا كما يبدو وجدت املا ينمو داخلها بان خالد ربما لا يعرف والدها ايضا جيدا و ربما اصبح مدمنا لانه يفتقد والدتها و الا لما كان ترك كل شيء لها... مسحت دموعها و قررت ان تنام فالغد بالتاكيد سيكون يوما اجمل ...
فتح خالد عينيه صباحا منزعجا من صوت المنبه الذي قطع نومه كانت السادسة صباحا ليس امامه وقت كبير ليذهب الى العمل .. رسالة الماجستير تنتظر تعديلا مهما و ساعات التدريس المطالب بها بالجامعة و عليه ان يدفع مصاريف دراسة لينا الباهظة واجار شقتها اقساط السيارة و الفارهة التى اشتراها لها في عيد ميلادها العشرين منذ شهور .. كان مضطرا ليعمل بجد هذه الفتر فكل شيء غدا اصعب .. جلس باعياء على فراشه مقضبا حاجبه و زفر بشد ثم انتصب واقفا و هو يقول يمكنك فعل ذلك خالد .. انه صباح اثنين جميل .. اخذ دشا سريعا و ارتدى ملابسه الانيقة بدلته الرمادية الفخمة بقميص ابيض وربطة عنق بلون قرمزي

سرح شعره الفاحم بعجلة كيفا اتفق وضع قليلا من عطره الجميل حمل حقييته ليلحق بموعده مع الاستاذ المشرف على رسالة الماجستير و ليذهب بعدها الى المكتبة ليبحث قليلا .. ليجهز محاضرته الاولى لهذه السنة ثم الى المكتب جلستين في المحكمةبعد الضهر و قضايا كثيرة تحتاج تدقيق .. اغمض عينيه و هو يفكر في كل تلك الفوضى
و هو يخرج من غرفته مسرعا كان قد نسي وجود زهرة تماما حتى راها تجلس على احدى كراسي طاولة الطعام الصغيرة في شقتهما .شقراء جميلة تشبه بهجة الصباح

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now