🌸ابقى بعيدة عني 🌸

1.3K 63 16
                                    

🌸 الخامس🌸
لم تستطع النوم فرتبت الغرفة
من الواضح ان الغرفة كانت لفتاة قبلها.. وجدت زهرة احمر شفاه ملقى على الارض،و بعض ملابس الفتيات و ادوات لتزين الشعر .. تخلصت من كل ذلك وضعته في كرتون صغير فلربما تعود صاحبتها للبحث عنها تجدها . في اثناء ذلك قررت ان تعيد محاولاتها في التعرف الى خالد بصورة افضل .كانت تكره الطاقة السلبية التي يبعثها الصمت و السخرية اكثر من كرهها للشجار . هو ربما داخله شخص طيب ساعدها ستمد اليه غصن زيتون ففي النهاية هو سيصبح زوجها .. و ان كان على ورق .. ستعيش عنده .. سيقبل ذلك في النهاية كانت تعلم ان لديها القدرة لجعل الجميع يحبها او على الاقل يستلطفها .. او هكذا كانت تشتت حزننها .. و تنظر للجزء الممتلئ من كئسها الذي قد يبدو للبعض مكسور .. البعض يراها حالمة و البعض يراها متفائلة ... كانت كاللون الوردي في حياة كل من عرفها .. جميلة حيوية براقة
..كانت فتاة تكره الوحدة كانت اجتماعية جدا تحب الجميع كانت تغلب ظلم الحياة ببسمتها المشرقة .. كانت تعرف وقت البكاء ووقت الضحك وقت اللعب ووقت الجد .. لاتغالي في مشاعرها لتستعطف احدا .. قد تعطي الكثير من الفرص لكنها لاتقبل بالذل ابدا ... ماجعلها تقبل بهذا الوضع الغريب مع خالد هو فقط خوفها من العودة للجحيم
.. مفعمة بالحياة لا تغارقها بسمتها رغم كل الصعاب التي مرت بها .. اليتم والتشرد التنقل بين مخيمات اللاجئين من الارض المحتلة حتى الاردن و زواج والدتها و موتها ثم الرجل الذي جعلها تفر هاربة .. كل ذلك لم يؤثر بها او بحبها للحياة و رغبتها في اكتشاف الجزء الاخر للقصة .. لقصتها .. لقصة والدها لقصة خالد ايضا .
مساءا ذهبت الى المطبخ وصنعت شاي في كوبين و طرقت باب غرف خالد بلطف قائلة ... سيد خالد هل تخرج قليلا صنعت الشاي ..
كان خالد يقف عند الشرفة ينتظر العم رضا ليخبره بما اتفق عليه هو وزهرة حتى ازعجه طرقها على الباب ...
. خرج على مضض مط شفتيه و هو ينظر اليها تمد يدها بكوب من الشاي اوما لها شاكرا و اخذه من يدها ووقف ينظر اليها و هي ترتشف من كوبيها .. احمر خدها قليلا و هي تعلم انه يراقبها فقالت دون ان تنظر اليه. . اسغة صنعت شاي دون ان اسالك في الحقيقة كنت افضل القهوة . رفعت عينيها لتجد عيناه الخضراوان تنظران اليها بسخرية فصمتت و تلعثمت و هي تقول لنجلس قليلا لو سمحت .. كان الصمت البارد الذي يتعمده خالد يثير خوفها و يغضبها .. جلست على اريكة قريبة فجلس مقابلا لها ووضع كاس الشاي من يده دون ان يلمسه . اخرج ورفة من جيبه و قال حتى مجيء رضى اقرئيها على مهلك ثم وقعي لم تستطعان تخبره انها ليست بارعة في الانجليزية فاخذت الورقة منه بصمت بينما .وضع كفيه على ركبتيه في حركة تشير على استعجاله و رغبته في النهوض .ثم قال حسنا ماذا كنت تريدين ؟ .. سالته بسرعة و قالت اول ما خطر ببايلها لماذا عليك ان تكون فظا هكذا ..اولا يمكنك مناداتي زهرة فقط انا احاول ان اجري حوارا طبيعيا معك كن مرتاحا و ابتسمت ببراءة .. تلاشت بسمتها عندما
وقف بعدوانية ونفاذ صبر ثم قال ببرود مخيف ياصغيرة ..لا تحاولي ان تصبحي صديقتي اولا فهذا لن يجدي نفعا زواجنا صورة و لسنا مضطرين لخبار اي احد .. ثانيا لا تصنعي لي اي شيء هذا الاهتمام و صنع الشاي و القهوة و المحادثات و الطبخ معا و التسوق معا اذا كنت تبنين امال بهذا الخصوص رجاء ابحثي عن شخص يهتم لما تحاولين فعله .. انظري هذا لاجلك تبدين فتاة مسكينة لاخبرة لها في شيء و انا لا اريد لك الاذى .. لا تفعلي لي شيئا فانا لن افعل لك شي مثله.. انا اتناول طعامي في الخارج عادة لا اطبخ و لا اتسوق .. لا اصاحب الفتيات الا لاضاجعهن .. انا لست ذاك النوع من الرجال الذي تسعدين بوقتك معه قد اكون فظا لكنني لا اكذب لا اصلح للعلاقات الاجتماعية الصداقة الزواج و الحب وهذه الاشياء لا افهمها .. فوفري على نفسك هذا العناء وابقى بعيدة عني اتفقنا و رجاء اقرئي الورقة ومشي متجها الى غرفته
لم يدر لماذا قال لها ذالك انه تصعب كل شيء عليه ... فكر بانها اصغر و اضعف من ان تصاب بخيبة امل لمعرفته .. كانت كلماته ثقيلة جدا على مسامعها احمرت اذناها و شعرت برغبة في البكاء تجاه عدوانيته المفرطة .. سالته باخر شجاعة بقيت عندها و كانها تحدث نفسها هل تحدثني عن والدي ؟
كان خالد يكره الفتيات الصغيرات البكات مثلها .يشعر بالعجز تجاه دموعهن . كان يكره تحطيم احلامهن و هذا العالم الوردي الذي يعشن داخله لكنه سيتحطم عاجلا اما اجلا . رق قلبه لها قليلا .. كان يود ان يعتذر منها و يغادر فاستدار ليجدها تنظر الى كوب الشاي في حضنها و خداها محمران كررت عليه ماقالته منذ قليل.. لم تبكي بعد لكنها كانت على مشارف البكاء كان يعلم ذلك جيدا فاخته لينا بعمرها تقريبا و قد كبرت تحت يديه وتبكي كثيرا لتؤلم قلبه ..سالته زهرة قل لي شيئا لا اعرفه ؟ رفعت عينان دامعتان اليه مليئتان بامل طفولي و اكملت.. اي نوع من الرجال كان .؟. اخفى المرارة التي تركها سؤالها داخله شعر بالسوء لاجلها ؟ ابتسم بسخرية .. وجد نفسه يقول بنبرة خشنة ..اظنك تعلمين ان والدك كان شخصا سكيرا يكره الجميع جشع سيئ الطباع ما ان مرض وضعه الجيران الذين تضرروا منه في دار للرعاية و مات هناك وحيدا .. راقب دموعها تنساب على خديها فاكمل بشيء من الخجل .. كان موكلي و ايضا شريكي في بعض الاعمال قبل ان يفلس و يترك ديونه لي اخر مرة طلبت له الشرطة .. سالت دمعتين من عينيها و شعرت بالخجل و طاطات راسها فشتم نفسه لانه تسبب ببكائها كثيرا .. تنهد بضيق ثم اضاف يجب ان تشكري الله انك لم تتعرفي اليه ... انسحب بسرعة الى غرفته وهو يعلم انها تنتحب في الخارج
مسحت زهرة دموعها و تظاهرت بالامباله بوجود العم رضا الذي ايد الاتفاق الذي جرى بين خالد و زهرة و راى فيه حلا مناسبا لكليهما .. لم تكن تعرف الانجليزية بطلاقة  ... فاعتبرت ان كلامه محل ثقة و يمكنها ان ترتاح بشان العقد لذلك وقعت دون اي شرط .. و دخلت الى غرفتها لتسمح لنفسها بالانهيار بكت كل شيء قسوة خالد غير المبررة لم تؤلما كما المها حديثه عن والدها و حطم امالها

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now