🌸 على قيد الحنين 🌸

615 40 14
                                    


🌸🌸🌸🌸

انتهت الرسائل ....
لماذا لا ينتهي الشعور

🌸🌸🌸🌸🌸

فتح باب شقته في لندن تحمله غيمة قدماه على الارض و عقله عندها كان يعلم جيدا انه لن ينساها لكنه لم يكن يدري ان نظرة من عينيها تنسي الف علم من الحرمان
كانت الانا تجلس في الصالون تقرا بينما تقوم المربية بهدهدة الصغير .الذي بدا متعبا و بحاجة مساسة للنوم . لم يلاحظ عقل خالد وجودها ولم تلمحها عينلها استمر يمشي حتى وصل الى حيث تجلس المربية حمل الصغير بين يديه و دخل غرفته و اغلق الباب
كانت العاشرة مساء بتوقيت الحب .. بتوقيت اللهفة ... بتوقيت الشوق. كل شيء بدا اكثر جمالا و اكثر راحة ..خلع معطفه وارخى ربطة عنقه و استلقى وضع ابنه فوق صدره مسرورا لا يخطر بباله شي مزعج كان يحلق في بين قمم السعادة فيعود ليبتسم لنفسه كالمجنون و هو يذكر ليلاه و ابتسلمتها الساحرة اللي لاحت على شفتيها و هو يمسح دموعها .. لا شيء تغير ..عادت لتبتعد عنه دون ان تعطيه ردا على اقتراحه بقيت تنظر اليه هكذا دون ان تنطق و هو انسحب ببساطة لكي لا يضعف لاغراء عينيها ..وجد نفسه يغير خططه فيعود ليتمنى اشياء كانت مستحيلة منذ ايام .. كان يمسك بيديها او يقبل خدها او يضمها لصدره احلام بعيدة عن المنطق.لكنه لم يستطع ان يتوقف عنها.
قطع حبل الذكريات صوت الانا و هي تطرق الارض بطرف كعب حذاءها المزعج القت على وجه خالد جريدة و قالت بنبرة غضب لم تحاول اخفاءها..
ماهذا ..و عدتني الا تحدث اشياء مثل هذه .. و لكن ...

لو كان يوما آخرا لما كان خالد ليسمح لها بالتمادي الى هذا الحد .. كان ليوبخها وهي لم تكن ابدا ممن يتخطون حدودهم .. من اين حصلت على هذه الجراة و لماذا فقدت صبرها و فقدت عقلها.. من هي حتى تقوم بمحاسبته بهذه الطريقة
حاول خالد البقاء هادءا فلن يسمح لانا تعكير مزاجه الليلة ابدا
طوى الجريدة و وضعها جانبا و اعتدل جالسا يحمل على بين ذراعبه و هو يقول هل جننتي ستوقظينه .. اكمل هامسا . اذكر جيدا ما وعدتك به..
وعدتك ان اكون بجانب ابني و اوفر له حياة مستقرة و ان يكون هو اول اولوياتي..انا لست مسؤلا عن وعود وهمية اخرى من نسج خيالك .
تنهدت بضيق و قالت لا اعلم سوى سببا واحدا يجعلك هادئا هكذا سوى انك كنت معها .. اليس كذلك ؟
زفر بضيق و حاول جعل نبرته هادئة حتى لا يفزع الصغير ..وهو يقول بالتاكيد لن اخذ اذنك ..
اخذت على من بين يديه و قالت ما تفعله يضر بسمعتي ايضا حضرة المحامي .. اذا كانت سمعتك لا تهمك ..
اذا استمريت في علاقتك معها لا اطلقك و اخذ كل مالك بسبب الخيانة  فقط بل اجعلك تنسى وجه ابنك تماما ..او تراه في الأحلام فقط ..
خرجت من فورها فتبعها خالد و قد اشتاط غضبا وضعت الصغير في فراشه سحبها خالد من ذراعها بقوة و قال بنبرة. حادة الزمي حدك لا داعي لتمثيل دور الضحية هنا انا و انت نعلم لماذا تم هذا الزواج لنمثل دور الاب و الام لطفل بريء ذنبه انه يحمل جيناتنا فقط
ارجوكي توقفي عن هذه السخافات .. لا تظني انك الوحيدة القادرة على خطف على و حرمانه من والده .. انا استطيع جعله ينساكي تماما ايضا ..
ربما اكون عربيا ارهابيا كما تزعمون ..مارايك ؟
ابتسمت له الانا ساخرة و كل الرعب في عينيها .. ردت لن تفعل ... ابتسم بسخرية و ترك يدها و قال اظن من الافضل ان تستمر الثقة بيننا في هذا الموضوع خرج وتركها و هو يشتمها سرا فقد نجحت بانهاء مسائه الجميل بكلمتين ...
.............
اظن انه من الضعف اخفاء الصعف ..
فالخوف ضعف .. و ان تخاف ان يكشف عن عواطفك هو شكل من اشكال الضعف ..
من القوة استخدام العقل و العواطف بصورة متزنة .. لكن تحكم احدهما فيك فهو حتما ضعف  ان تخفي عواطفك و تتصرف كرجل الالي  ان تحسب كل خطوة تخطوها ان تفكر قبل كل كلمة فانت جبان تخاف الاحكام المسبقة  ..ان تظن فقط ان العاطفة ضعف هو اكبر ضعف ..الحقيقة ان الحب ضعف الخوف الحزن الغضب الشهوة السعادة و الاستسلام كلها ضعف  ولكن الاستسلام للعقلانية المفرطة ايضا ضعف  و خطوات حثيثة الى الجنون .......
كانت تظن انها ستصبح اقوى اذا فكرت كثيرا قبل ان تنطق ما تود قوله سكتت عندما طلب اليها ان تعود معه الى لندن .. هو خيارها و قررت ان تاخذ وقتا كافيا للتفكير قبل ان تعود  اما هو فانسحب و شعر بالاحراج من صمتها و غادر دون ان يضيف حرفا
ما شعرت به بعد مغادرة خالد هو الحنين و مزيج من السرور و القلق  و اشيئا اخرى لم تسميها جعلتها سعيدة حتى الثمالة و ختى عد النجوم نسيت مصيبتها و كل ما حدث و بقيت تفكر و تفكر  تفكر كيف تعود دون ان تخسر كبريائها
.........
بعد اسبوع كانت تقف امام مبنى جامعتها القديمة مضى يومين و وهي تغالب نفسها لتتصل بخالد و تخبره انا عادت الى لندن ارادت ان تجرب حياة قريبة بعيدة عنه .. ارادت ان تترك تلك المسافة بينهما حتى تستطيع الغاءها او اطالتها متى ما ارادت
على غفلة من عقلها و تخطيطها و تحت وطاة الحنين وقفت تنتظره في الخارج كانت تعلم انها مواعيد وصوله الى الجامعة فهو ياتي فقط في هذا اليوم ليعطي محاضراته اذا لم يتغير موعدها في هذه الحظة 
اوقف سيارته و لمحها تقف عند البوابة كان سيقفز من السعادة لرويتها لم يصدق قلبه و عينيه انها هنا ... قد عادت ...  لقد عادت ووجودها هنا يعني انها قررت ان تكمل دراستها
نزل ترتسم على وجهه اجمل بسمة هي لمحته  لكنها تظاهرت بانها لم تراه حتى اقترب وقف بالقرب منها و دنا من اذنها وهمس .. عدت اذن ..
اتفض جسدها ليس رعبا بل للمفاجاة التي احدثها قربه على قلبها التفتت اليه و ابتسمت بثقة و قالت بدا كلامك منطقيا لي ..كان يريدها ان تنكر حينها يستطيع الاتنصار بتلك المزحات المعتادة اللتي تغير صباحه لذلك
خاب امله قليلا بردها لكنه تنهد و ابتسم ثم غمز لها قائلا .. انا سعيد جدا لاني مازات استطيع التاثير بك .. احمر خداها ..تجاهل ارتباكها و مشى امامها بثقة و هو يعلم انها ستواجه صعوبة في تكوين جملة ترد بها عليه ..كان يقيم حفل انتصار صغير داخله ..
فشعرت بالضيق منه و هي تلحق وقالت بجدية ... تؤثر بي عندما تكون محقا كالجميع .. كانت تتوقع منه ان يصمت لكنه خالد يعرف دائما كيف يفاجئها
ابتسم لها بثقة و قال انا دائما على حق بشانك ..ضربته بكفها برقة و.ردت متى تتخلص من غروك ساكون سعيدة جدا ..
علق فجاة
كان الامر سهل جدا اليس كذلك
سهل جدا ان نكون اصدقاء . خبت بسمته فورا و ابعدت هي نظرها عنه ..
كان كل شيء ينبش الماضي كل شي عطرها عيناها نظرتها و صوتها ..
بقي يفكر في ذلك بصمت حتى
دخلا الى الجامعة و ساعدها في كل شيء و عادت لتلتحق بالصفوف
عند باب مكتب الادارة شكرته بعينيها اما هو ابتسم لها ووتركها لتنهي ماعليها و ليلحق هو بمحاضرته
محاولا ان يرتب افكاره التي عبثت بها بنظرة
و سال نفسه هل الامر سهل فعلا ؟
....
عند خروجه من القاعة بقيت تنتظره ابتسم لرؤيتها وقد كاد لطبيعته قال برسمية هل انهيتي اعمالك .. ابتسمت بتحفظ و قالت بتردد .. اجل ...هل يمكنني ان التقي لينا  ..ابتسم بتحفظ و رد بسرعة طبعا اذا رغبتي بذلك .. ابتسمت له وودعته و بالها مشغول بلينا و شعور الذنب يسيطر علبها..

مرت الايام و اصبح خالد و زهرة اقرب من اي وقت مضى كان يحدثها صباحا ليتمنى لها يوما سعيدا  و يذهب الى عمله و تذهب هي الى الجامعة .. و يبقى هو اول فكرة تخطر ببالها  .. يعود مساءا لياخذها من الجامعة الى البيت احيانا يتناول معها الطعام هي كانت تنتظر اتصالاته و زياراته بلهفة كبيرة .. احيانا يرسل لها ما تحتاجه الى البيت دون ان ياتي فتتصل و تعاتبه لغيابه  كانت ترسل لها هدايا احيانا في مكتبه و كانت سعيدة تخدع عقلها بانه مجرد صديق .. اصبح يملا يومها و كانه لم يغب ابدا ..
كانت تقيم في شقة قريبة من الجامعة لذلك كان من السهل ان يقضي معها الوقت مقنعا نفسه انه فقط يساعدها في دروسها و يقلل من وحدتها في ظل ما تعيشه و ببعد لينا عنها ..كان يعد نفسه بان يحفظ تلك المسافة التي تحافظ على علاقتهما جيدة مسافة امان له و لها
في ظل كل الخسارات التي مني بها ..  كان سعيدا قانعا ...
تمسك بهذا القدر القليل من صحبة زهرة الذي لا يطفئ ظماه و لا يبقيه على قيد الحياة .. القليل من ضحكتها .. القليل من صوتها .. القليل من عينيها ..
  متجاهلا غضب الانا و اسئلتها بخصوص غيابه لساعات طويلة عن البيت كان يحمل طفله و يلاعبه قليلا و يدخل الى غرفته دون ان يسمح لالانا بتعكير مزاجه المتزن

سال زهرة ذات  مرة ...و هي تخرج من المطبخ في شقتها و قد اعدت له شاي .. اتصلت به و اخبرته انها تواجه صعوبة في فهم بعض المواضيع
كعادته كان ينتهز الفرص ليراها فوعدها ان يساعدها في دروسها ..
جلس يتابعها بنظراته المبهورة و هي تبعد شعرها و تضع الاكواب على الطاولة ..و كانها تقوم بعمل خارق 
" كيف تشعرين .. هل استطعت التصالح مع لينا •
تنهدت و جلست مواجهه له و قالت بحسرة"  انها لا ترد على مكالماتي .. اعطيها الحق طبعا لو كنت مكانها لفعلت نفس الشيء ..
سالتني ما اذا اشعر ..اشعر انني خائفة ان ترد علي و خائفة ان نبقى هكذا .افتقدها كثيرا و لا اجد ما اقوله لها .
ابتسم لها و سالها هل فكرت مرة ان تتمسكي بشيء حتى النهاية و راهنت عليه ..
شعرت انه يعني نفسه بسؤاله ذاك
بقت صامتة
فاكمل بنبرة ظهر المه في اخرها جليا .. تمسكي بشيء يا زهرة انت تقنعين نفسك بالفشل باكرا و تنسحبين .. لاباس ان خسرت مرة ..الحبيب و الصديق والعائلة  العمل ..نحن لا نرميهم عند اول خطا ...  نعطيهم فرص اخري انت تخافين ان تتركي فتتركي باكرا .. وتستسلمي .. و توفري على نفسك عناء المحاولة
انت ادرى .. لكن اظن ما كان بينك و بين لينا يستحق محاولة جدية" لم تدري لماذا شعرت و كانه يطلب منها ان تعطيه فرصة اخرى .. التقت نظراتهما لثانية ..فارتعش الفنجان في يدها و تخبطت افكارها و اضطرب نبض قلبها  ..
ابتسم لها هو بتوتر و اكمل ارتشاف فنجانه ليهرب من نظراتها 

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now