🌸زهرة اللافندر🌸

6.8K 102 23
                                    

🌸الأول🌸

🌸 ابقي معي ...🌸

انت الان تعتقد ان الحياة مريعة للغاية و ان لا احد يستطيع ان يعيش بسعادة دائمة و اننا لم ناتي لهذا العالم لنكون سعداء .. لكن هذا غير صحيح يجب ان اتعلم ان رغم فظاعة هذا العالم فانك ستنجو و ستكون بخير ..اظن ان هذا هو الهدف من الحياة و من كل ما عشناه ياخالد ..
هذا ما قالته زهرته الجميلة . ابتسمت ببراءة و ربتت على كتفه الحزين حاولت تجاهل الدموع اللتي امتلات بها عيناه كانت تعلم انه سينهار لم تود ان تشهد ذلك فرجل قوي مثله لا يليق به البكاء .. طالما كانت متاكدة ان خلف تلك القسوة و اللامبالاة قلب طيب و شخص جيد لكنها الان عاجزة امام ضعفه لم تكن تعلم كيف تجمع شتات هذا الجبل المنهار امامها و تخفف عنه .ليعد فظا شريرا سيئ الطباع كما كان لكن لا يكون ضعيفا هكذا .لم تعلم ما تقول .. او بالاحرى لم تعرف كيف ستقول انا معك .. انا هنا بعد كل الذي حدث بينهما .. ما ذا ستفعل بقلبها و ماذا ستفعل لتخفف عنه .. كانت نظرته مؤلمة ضائعة كما لم تعرفها قبلا .. خبئت شفقتها تلك وحزنها العميق خلف ابتسامتها المتعاطفة المرتجفة و همست له.. صدقني ستكون بخير .. خالد ..اؤمن بذلك .. رغم كل ذلك سنكون بخير ..لم يعرف كيف يخفف من الم روحه شعر بالغضب لرؤية هذه الشفقة في عينيها و ابتسامتها المرتجفة شعر بالاسى لاجل نفسه اكثر .. لم يشعر بان كلماتها تلك لها معنى ابدا... اجتاحت افكاره موجات غضب على نفسه و على قدره و كيف حدث هذا له.. مايشعر به عظيم جدا لن تطفئه دمعة او صرخة او حتى كلمات زهرة لكن وجودها هنا بعد كل ما حدث بينهما هو ما جعله يفكر في شيء وحيد ربما يخفف من وجعه انها لم تتركه ابدا اراد الاستسلام لحظة و الاحتماء بها اردها ان تخبره انها لن تتركه ابدا ارادها ان تبقى معه ربما يطمئن قلبه قليلا ليصبح العالم مكانا اكثر امنا بوجودها ليعلم فقط انه سينجو بها .. تنهد بالم ثم اقترب منها اكثر .. لم تراه عاجزا كما هو الان ابدا .. وذلك ما جعلها تشعر بالم في قلبها و رغبة قوية ان تضمه رغم كل شيء لتنسى تلك حينها من هو و من هي .. قطع افكارها و هو يبعد خصلات شعرها عن وجهها ونظر الى شفتيها كانهما طوق النجاة مرر اصبعه فوقهما يستنجد بهما ثم جذبها اليه متمسكا بها و اسند جبينه الى جبينها وهمس بضعف احبتتك دائما زهرتي .. و اختنق صوته و تساقطت دموعه غزيرة لتبلل خديه .. ابتعدت عنه قليلا و همست بضعف لاتقل ذلك ..ليس الان ... لاينفع هذا ... لن ينفعك ..جذبها طبع قبلة سريعة علي شفتيها و اخرى و اخرى فبادلته القبلة ..مما بدا له اشبه موافقة منها همس بضعف ارجوك لا تتركيني فقط الليلة فقط...الليلة ابقى معي يا زهرة استسلمت لضعفه امسكت بوجهه بين كفيها و مسحت دموعه باصبعها ثم ضمته برقه و بقيت صامته بينما اجهش هو باكيا .

كان يكفيه وجودها فقط.. ساعدته في خلع معطفه و حذاءه حل ربطة عنقه و اسلتلقى على فراشه بتعب ..كانه متعبا منذ سنين .. اراد فقط ان يغمض عينيه و يفتحهما اما ان الاوان لهذا الكابوس ان ينتهي لاشيء يقال هذه الليلة .. همت بالخروج لكنه امسك بكفها..فسحبها بلطف لم يقل شيئا ففهمت انه يرغب ببقائها معه ..لم تقل شيئا .. فاستلقت بجانبه و التفتت بجسدها لتواجهه .. كانت عيناه دامعتان قبل كفها و احتض كفيها بين كفيه ..
فابتسمت بمرارة ..عينيها الزرقاوان المعتادة بدات اكثر حزنا و اكثر زرقة شعرها الذهبي الذي يحيط وجهها بدا باهتا و شفتاها الممتلئتان شاحبتان حزينتين .. فكر في ذلك ليبعد افكاره عن فكرة انه هذه الليلة غدى وحيدا تماما ..
هي فقط معه ماذا لو لم يكسرها ابدا .. لو لم يحزنها ليلة؟ .. هي فقط من بقت له في كل هذا العالم الكبير استمر يحدق بها بضياع مدت كفها لتزيح بخصلات شعره الاسود الفاحم عن جبينه . كانت غاضبة عليه و غاضبة على نفسها لانها لازالت تحبه بجنون .. ارادت ان تعاقبه بتركه وحيدا لكنها لم تستطع .. فقالت حاول ان تنام قليلا ..استمر بالتحديق بها بضياع و هو يتذكر لقائهما الاول و كيف اضاعها و خسرها مرة تلو المرة و كيف وصلا الى هنا ....

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now