🌸 سامحني 🌸

930 50 17
                                    

🌸 الخامس و عشرون 🌸
لا تتعب نفسك في الانحناء و البحث عن الفرص التي ضلت طريقها اليك .. اشكر تلك العوائق التي ابعدتها و ابتسم لتلك الصعوبات التي وقفت امامك وواجهها فقد خلقت. لتظل واقفا .. لا يليق بك الانحناء
.....
.................يارا جلال

وتظن انك فقدت كل شيء و انهار عالمك لو فقدته .. تهتز ثقتك بان الحياة يوما ستكون منصفة و ترى نفسك تهوي الى القاع .. كان ذلك هو شعور زهرة العشر دقائق الني تلت سماعها ذاك الخبر .. حاولت الشعور بشيء او ابداء اي رد فعل لكن لاشيء وقفت مذهولة تتذكر فقط اخر كلمة قالها ... و صراخه الذي مازال عالقا بتذنيها .. كيف ذلك ؟ متى حدث هو نفسه مازال هنا؟ ... منذ دقائق كان هنا كيف ذهب؟ .. لماذا ؟ ....

يجب ان تكون معه يجب ان تخبره انها لا تكرهه و انها تريده ان يبقى معها يجب ان يعلم انها لا تستطيع ان تحيا بدونه يجب ان يبقى على قيد الحياة على الاقل-ليعلم انها اسفة .. فقط ليبقى .. استعادت نفسها و ادركت رغبتها في البكاء مسحت دموعها و ركضت الى المستشفى ....
وجدت لينا هناك منهارة .. زهرة لسبب ماء جفت دموعها و حلت علبها سكينة و هدوء غريبين و ضمت لينا فور رؤيتها لها قائلة سيكون بخير ... في داخلها كانت تشعر بالذنب العظيم ربما كانت هي السبب في ما جرى له ..شتت تركيزه و لم ينتبه للسيارة التي تجاوزت مسارها ة جاءت لتصطدم به
من حسن حظها ان جراحه كانت طفيفة كسر ساقه فقط و اخرج من غرفة المعاينة في قسم الطواريء بعد ثلاث ساعات من الكشف الدقيق على كرسي متحرك و ساق بجبيرة بيضاء ..
ركضت اليه لينا اما هي فبقيت في الخلف تنظر اليه شاكرة ممتنة انه بخير ..التقت نظراتهما بدا غاضبا عاتبا متالما .. تقدمت اليه و ابتسمت بتحفظ ثم قالت حمد الله على سلامتك ...رمقها بنظرة غاضبة ثم اشاح ببصره عنها ...كانت لينا معتادة على تصرفات اخيها الغير لطيفة مع الاخرين لكنها استغربت قليلا غضب خالد الذي كان يشكو لها منذ يومين الام حبه لزهرة ...
تجاهلت زهرة غضبه ذلك و تقدمت لتقف خلفه و دفعت كرسيه المتحرك ..
لم يكن بموقع يسمح له بالرفض فاكتفى بالصمت حتى ينفرد بها ليكمل الشجار من حيث توقفا ..
اخذته الى البيت .. ببقيت لينا معهم للمساء ثم غادرت ارادت لاخيها ان يتمتع بليلة سعيدة بنعيم اهتمام زهرة به فهو اكثر مايحتاج اليه
ما ان خرجت لينا حتى حاولت زهرة مساعدة خالد على الجلوس على الكنبة لم يسمح لها و نهض متالما معتمدا على نفسه بقي صامتا اما نظراتها الحزينة .. كان الذنب ينخر قلبها .. كانت بالضبط لا تعلم لماذا كان غاضبا هكذا لديه كل الحق ليغضب لاسباب عدة و كان هذا مزعجا جدا بالنسبة لها ..
هل يحملها مسؤلية الحادث ام هو متالم فقط ام غاضب لانها احضرته الى هنا ..
حضرت له شوربة و اعطته ادويته .. تجاهلها تماما و طلب لنفسه طعاما جاهزا من احد المطاعم القريبة ... شعرت بالسوء اكثر فهو مريض و يحتاج عنايتها فكرت ان ترتب المطبخ و تنام حاولت ان لا تغضبه اكثر ففكرت في خلق وقت مناسب للحديث معه في وقت لاحق ...
لم تنم تلك الليلة كانت تتفقده كل ساعتين .. اما هو فغفا في الصالون و لم يسمح لها بمساعدته للذهاب الى غرفته ...و بطبيعة الحال لم يستطع الذهاب بمفرده ...
.. كل مشاكلهما كانت عدم الحديث و الاحكام المسبقة كانا يعلمان ذلك و يستمران بتحاهل مشاكلهما تلك ....
كان يعلم انها قلقة وتشعر بالذنب لكنه لا يستطيع ان يغفر لها او حتى ان يسمح لها بالاقتراب منه... ليس الان ..
لم يخب ظنه بها ابدا كانت طفلة متخبطة تحتاج للارشاد كان يكره كل تصرفاتها كانت تتعمد ازعاجه ..لم يعلم لماذا كانت تهدر نفسها و حياتها دون هدف .. و الاسوا من ذلك لم يدري لماذا مازال يهتم لامرها رغم كل الذي فعلته و لماذا يبحث لها عن اعذار ..
كانت الساعة الثالثة صباحا و قدمه تمنعه من النوم على تلك الكنبه سمع صوت باب غرفتها يفتح ببطء
فتظاهر بالنوم

قاطعت افكاره قائلة.. الا يكفيك عنادا لهذه الليلة ؟ لاساعدك على الاقل لتنام على فراشك براحة اكبر ....
رد بنبرة جافة

لست مضطرة لفعل ذلك ..
تنهدت بضيق و قالت انت تتصرف كالاطفال
....
رد سريعا بغضب لست معاقا استطيع ان اهتم بنفسي لا تحضري لي طعاما و تساعديني .ما شابه .. اهتمي انت فقط بنفسك ..سوف ارحل في الغد عودي الى فراشك ...
ضحكت ساخر على الرغم من انها كانت ترغب في البكاء بشدة .. كانت متعبة و قلقة و خائفة و تشعر بالذنب
اقتربت منه وضعت قدمه المصابة على الارض بقسوة و صرخت به قائلة اشرح لي بالضبط كيف ستهتم بنفسك و انت لا تستطيع المشي ايها العنيد ....
كان موقفها متعاليا لكنها اصبحت تعرفه جيدا لا يتحدث عن ما يشعر به ابدا و يصبح افضل عندما تستفزه و يتشاجران
اخفى الامه ورد بغضب .. هذا ليس من شانك ...و صرخ بها تذكرين اخر جملة قلتها لك قبل ان اخرج من هنا .. كنت حقا اعنيها .. لا ارغب برؤيتك ابدا اذهبي يا زهرة
..ازدردت بريقها
سالته و قد المها حديثه كثيرا ..
قالت اعلم انك كنت جادا فيما قلته .. انسى ذلك فقط لهذه الليلة ..بدت مستسلمة تماما و اكملت حسنا انا اسفة لانني اغضبتك
ولانك تسببت في حادث سير وقدمك مصابة و انت الان عالق معي هنا كنت تتوق للفرار . و لانني السبب في كل مشاكل العالم قاطعها غاضبا..
.... انت تعرفين السبب تعرفين لماذا انا غاضب ..لاسابيع كنت احاول ارضائك ايتها الطفلة الغبية و انت ماذا فعلت .. تبيعين نفسك لتهربي من هنا ..غبية
قاطعته بضيق حسنا اعترف انا اخطات .. لانني قمت بجلسة التصوير تلك لكن لا يحق لك محاسبتي
قاطعها صارخا ..انا غاضب لانه لم يكن لك حاجة لان تفعلي ذلك .. غاضب لانك تدمرين نفسك .. ستظل هذه الجلسة تطاردك طوال حياتك ..
انا لم ارد ابدا تركك او ترك البيت انت ارغمتني ..
لا تعتذري فانا لن اسامحك ابدا على ما فعلته ..
..يدا لها مثل الطفل كانت تلك اول مرة يخبرها بسبب غضبه عليها ابتسمت رغم الم قلبها و رغبتها في البكاء. وكلماته القاسية التي قالها ... كانت تعلم انها مخطاة و قررت تحمل كل تبعات ذلك . ثم حاولت اغاظته .. قائلة ستسامحني في نهاية المطاف ..اليس كذلك و ابتسمت له بمرارة و لمعت عيناها ... بدا له ان غضبه تبخر تماما و هو يرى تلك الابتسامة .. كان يشعر انها ستبكي الان و هو لا يحتمل دموعها تلك .اغمض عينيه يتعب و قاطعها قائلا ..زهرة ؟ لن تبكي اليس كذلك ؟ كان يتمنى ان لا تفعل حتى يحتفظ بوقفه امامها .. ردت باستسلام و هي تنظر في عينيه و بسمة باهتة على شفتيها و قد خطت خطوتين نحوه .. حنسا لنتشاجر في وقت لاحق ما رايك .. كفانا شجارا لهاذا اليوم ..
انا متعبة وخائفة وقلبي يؤلمني كثيرا..
قاطعها مصطنعا الغضب لاكنها لاحظت شبه ابتسامة على شفتيه و تاثره الشديد و صوته المتهدج ..قال لن اسامحك يازهرة و ساعاقبك بشكل سيء جدا ... كان قلبها يرفرف سريعا فاقتربت منه وجثت على الارض وضمته بقوة ثم قالت بامتنان لا تسامحني اذن ....
همست بصوت مختنق خفت كثيرا ان يحدث لك شيء ... لم يصدق ما قالته .. زهرة .. كانه كان يحلم بتلك اللحظة منذ اسابيع .. ضمها بقوة بكل ذاك الشوق الذي في قلبه لم يجد ما يقول بقى صامتا ليغرق في عطرها . ابتعدت عنه كانت دموعها تملأ عينيها .. قالت بنبرة متهجدة .. انا السبب في ذلك هز راسه نفيا و مسح دموعها المتساقطة ويلمس شعرها بحنان حاول ان يكون مرحا و هو يقول اياك ان تبكي .انا رجل مريض و انت تستغلين دموعك لتؤثري بي ..
طبعا انت السبب و مازلت غاضبا منك ضحكت وسط دموعها و قالت انت سيء جدا ..
ضحك بشدة ثم ضمها و مرر كفيه على ظهرها و همس لها و انت غبية جدا ..
لن اسامحك على ذلك ابدا

زهرة اللافندر -  مكتملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن