🌸 جرح الماضي 🌸

975 51 13
                                    

🌸 التاسع عشر 🌸

حاولت زهرة ان تكذب حدسها الذي انذرها بالخطر فتركت الباب مفتوح و اشارت له بلباقة ليدخل كانت تعرف  تقريبا فيما سيحدثها لكن نظراته المقرفة تلك ضايقتها كثيرا رغم ارتدائها لبيجاما عادية الا ان نظراته تشعرها انها عارية تماما و هو يتفحص جسدها بتلك الوقاحة . مشت امامه و طلبت منه ان يجلس قائلة تفضل ليس لدي الكثر من الوقت .ماذا تريد ؟؟
. لم يجلس بقي يحدق بها ثم قال بنبرة اشبه بالفحيح هل فكرت بعرضي-؟ ..
في الحقيقة زهرة كانت تعاني ضائقة مادية ليس لها حل و اموال عرض الازياء كانت ستكفيها و ربما تستطيع التسجيل للجامعة ايضا فكرة العرض جعلتها تبني،من الاحلام مالم تحدث نفسها يوما بها و لم تجروء على تخيلها حتى
.. لن تجعل شخصا وضيعا مثله يعيق حياتها .. في اي مكان يوجد اشخاص مثله .. لكن هذه الفرص لاتاتي سوى مرة واحدة .فكرت في ذلك.   حكمت عقلها لثواني  ثم  قالت اعطني مزيدا من الوقت لافكر اكثر .. كانت خائفة منه لو كان قدم عرضه هذا في مكان اخر كانت وافقت بسرور .. لكن هنا و هي لوحدها و عيناه الوقحتان تلك جعلوها تتردد قليلا.  
تقدم خطوتين نحوها  لمس خدها باصبعه بخفة ثم قال .. سادفع لك الفان جنيه استرليني لقاء العرض الواحد و جلسة التصوير .. ستحصلين على الكثير من الثياب و الحقائب و مستحضرات التجميل فقط ان فعلت ما اطلبه منك ..لس شعرها و هو يقول  ستصبحين نجمة ..انت نجمة اصلا .. جسدك رائع ..
تراجعت زهرة خطوة الى الوراء لتبتعد عنه.  شعرت بالضيق و القرف ايضا .. و الاسف لاجل لينا كيف لها ام تحب شخصا ينظر لغيرها هكذا .. كانت تود ان تشتمه و تطرده..في تلك اللحظة و قبل ان تقول اي جملة سمعت صوتا مالوفا لديها .. كانت تنتظره لينبض قلبها هكذا كانت نبرته حادة قليلا و هو يقول ماذا يحدث هنا.. ؟ لم تدر كم اشتاقت له حتى راته يملا ذلك الفراغ الذي تركه غيابه في حياتنا وقف خالد عند باب الشقة يحدق بهما فابتعد جورج عن زهرة و قال مبررا قربه من زهرة اتيت لاجل مشروع عرض  الازياء ... كانت نظرات خالد لهما مرعبة ... اوما براسه و كان الامر لا يعنيه ..ثم تقدم الى الداخل بدا متعب جدا و كانه لم ينل اي قسط من الراحة طوال الايام السابقة توجد خطوط دقيقة حول عينيه و فمه زادت من مظهره المرهق ربطة عنقه مرخيه قليلا .و معطفه مجعد . مر بهما دون ان ينطق بحرف راقبته بعينيها حتى وصل لباب غرفته و نظر اليها بعتاب ثم قال اذا جاءت لينا اخبريها انني انتظرها .. نقل نظره الى جورج و ابتسم ساخرا ثم دخل الى غرفته صافقا الباب في وجهما بقوة .. لم تدري زهرة لماذا دب الرعب في قلبها  و شعرت بالسوء ..فتقدمت نحو الباب منهية تلك الزيارة السخيفة و طلبت من جورج المغادرة. ...
...........
اليوم الاول في مصر ..
مرت الايام صعبة جدا للغاية ما ان وصل الى مطار القاهرة الدولي استقل سيارة اجرة لتاخذه الى المستشفى الدولي حيث يرفد هناك والده كما اخبرته عمته نادية .. لم يراها ابدا لكنه علم بوجودها دائما ما كان والده يحكي له عنها .. كان والده يحبها كثيرا ... وصل الى المستشفى فسال عن قسم امراض القلب .. العناية الوسيطة ..كان يشعر انه خارج جسده و انه في حلم وصل الى الطابق المنشود و الغرفة المنشودة ..في القسم الخارجي للاستقبال بالغرفة كانت هناك ثلاث سيدات تردتين عباأت سود و خمارات بالوان مختلفة  كلهن في الخمسينات من عمرهن يشبهن بعضهن ببشرتهن الفاتحة جدا و خدودهن الحمراء الممتلئة و طفلة صغيرة بدت حزينة يعمر السابعة اعوام .كانت تجلس بجوار احداهن  كانت النسوة تنظر اليه باستغراب كان سيقول مرحبا و يسال عن والده في تلك اللحظة خرجت من الغرقة الداخلية سيدة تبدو في اواخر الثلاثينات لها شعر حريري طويل و جسد ممشوق و عينان غائرتان من كثرة البكاء  ترافق الطبيبة التي وضعت كفها على كتفها و قالت تحلي بالصبر ....
..بدت الطبيبة شخصا مالوفا كان من الجيد رؤية وجه مالوف بين هذه الحشود ..تذكر فقط في تلك اللحظة زهرة و ما شعرت به من خوف عندما لم تعرف ما مصيرها هنا  .. كانت الطبيبة هي راما كان يعرفها من لندن كانت صديقته تقريبا .. ما ان راته حتى اقتربت منه عانقته .. اما هو فسالها و سال الجميع هل هذه غرفة احمد شمس الدين .. وضعت راما كفها على كتفه ثم قالت اجل انه والدك اليس كذاك .. ثم نقلت بصرها بين الجميع الذين كانو ينتظرون ما ستقوله و قالت فعلنا كل ما بوسعنا ... لكن لا تياسوا من رحمة الله .. رن هاتفها ..فنظرت اليه ثم عانقت خالد و قالت كن قويا و خرجت على عجل ...

خالد كان يجلس على طرف سريره في شقته في لندن و هو يستعيد هذه الذكرى  اغمض عينيه وزفر بقوه و هو يسمع طرقا خفيضا على باب غرفته ..مسح دموعه ثم قال بصورة الية تعالي يا لينا .  لكنه فوجئ بزهرة ترد بهدوء هذه انا و جلست بجواره
راته و هو يمسح دموعه فاعتصر الالم قلبها يا ترى ماذا حدث له ؟ تنحنح ليبحث عن صوته ثم سالها ماذا هناك ؟ كان غاضبا منها لسبب لم تعرفه التفت اليها ثم ّّابتسم بسخرية .. ثم قال هل ذهب ضيفك ؟.. اجابت بسرعة اجل لكن اخبرني ماحدث معك ؟..
علق قائلا هل تقمصت دور الزوجة من جديد ؟  لماذا هذا الاستجواب الان
لم تعد زهرة تحتمل اهاناته رغم خوفها الكبير عليه و شعورها ان في الامر خطبا ما  فقالت خالد توقف عن هذه التصرفات الصبيانية انا لست كيس الرمل الخاص بك .. اذا كنت متضايق مني في شيء اخبرني بوضوحاما اذا كنت متضايق من شي اخر .. اما ان تخبرني او تصمت تماما  ابتسم بسخرية ثم قال يا زهرة انا لا اريد ان اكسر قلبك .. نتحدث لاحقا .. اخرجي الان .. تنهدت بضيق و استسلمت لما طلبه منها وخرجت فورا ..
عاد بذاكرته لذلك اليوم الذي راى فيه والده لاخر مرة ..لم يطن ذلك الرجل القوي الذي غادرهم اصبح هزيلا جدا هكذا التصق جلده بعظمه ببشرة مجعدة تحول شعره الى لون الفضة و عيناه جاحظتان خبت لمعتهما مسجى على فراش ابيض يحتل جزئا قليلا منه موصل بعدة اسلاك و على فمه ماسك الاوكسجين . انكرته عيناه لم يعرفه لم يكن يشبه الصورة التي كانت في خياله حتى مد الرجل يده المرتعشة الى خالد و قد بدات اجهزة مراقبة مؤشراته الحيوية باصدار صفارات مختلفة .. كان الرجل يتنفس بصعوبة و هو يقول خالد.  ..خالد .. ابني ابني.  .. لم يستطع خالد ان يخطو خطوة تجاهه كان يكرهه و هو على مشارف الموت بقي يحدق فيه لثانية ..في الثانية التي تلتها امتلات الغرفة بالممرصين و الاطباءالذين قامو باخراجه للخارج  ..كل شيء حدث في ثواني ..و ابتدا الجميع بالنواح ..
........

 

زهرة اللافندر -  مكتملة Where stories live. Discover now